أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر موسى الشيخ - الواح الجيل الالفيني في اروك















المزيد.....

الواح الجيل الالفيني في اروك


عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)


الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 04:27
المحور: الادب والفن
    


بعد الطوفان وظهور كلكامش في أوروك راح الكل يغني له ( هو الذي رأى كل شيء فغني بذكره يا بلادي ) واستيقظ كلكامش من نومة كان فيها أخذ يقص على أمه رؤياه قائلا لها ( يا أمي لقد رأيت في الليلة الماضية حلما رأيت أني أسير مختالا بين الأبطال فظهرت كواكب السماء وقد سقط أحدهم إلي وكأنه شهاب السماء "آنو " أردت أن أرفعه ولكنه ثقل وأردت أن أزحزحه فلم أستطع أن أحركه وتجمع حولي أهل بلاد أوروك وحملوه ....... "1"
مشهدا ثقافيا في" أوروك " السماوة لكنه ما زال غائما بعض الشيء فمثلما أثير مؤخرا أزمة أدب الداخل والخارج هنالك أزمة الأديب الكبير والصغير وتضاف إليها أزمة المركز أو قل ثقافة المركز والعاصمة والتي تكاد تخفي الأدب الشبابي ليس في المدينة فحسب في عموم البلد أيضا قبل الطوفان أي قبل 9-4 2003 احتضنت صحيفة الوركاء الطاقات الشبابية التي خصصت زاوية أدب الشباب التي كان يشرف عليها الشاعروالسينارست المبدع يوسف المحسن كانت هذه الصفحة وبفضله مع قلة حجمها مكان للمنافسة الشريفة رغم كل الضغوطات الموجودة سابقا إلا إن الاوركيين دأبوا على خط ألواحهم وشق طريقهم من أجل الحياة وإيصال عشبة الخلود إلى الضفة الأخرى .. ولد هذا الجيل المتسم بالقلق والمتخبط في خطواته والحالم دوما و مجمل الذين انتجتهم هذه الصفحة 80 شاب بين كاتب شعر وكاتب قصة من كلا الجنسين لكن هذا العدد تضائل بفعل التغيرات( الجيولوجية) التي طرأت على المدينة بسبب عدم الاحتواء حتى صاروا لا يتجاوزون عدد الأصابع مشكلين ألواحا طلسمية مختفية في الأرض لكن تلك الأصابع واصلت إبداعها وتفانيها من أجل المدينة وأدبها .. وراحوا يطرحون مشاريعهم الأدبية من خلال الأمسيات التي تقيمها جماعة الحوار الفكري أو الانفتاح الثقافي وغيرها إلا إنهم لم يقيموا بشكل فعال إلا من متابعة بعض المهتمين بالشأن الشبابي فنجد الشاعر سعد سباهي والقاص الشاعر زيد الشهيد وآخرين لم نراهم منذ فترة... ورحت في رحلة بحث عن ألواح الشباب الاوركي وجدت خارطة فيها خمسة أقسام كل قسم يدلني على لوح معين كان أولها
اللوح السردي
مع فك رموز الطلسم الأول من اللوح السردي فنجد القاص والشاعر علي عليوي الذي يتمتع بأرضية خصبة تلوح بالأفق عن إنتاج قاص سيترك الشعر ويهتم بالقصة والرواية فقط وسوف يحدث تغيرا في خارطة الأدب السماوي وكذلك نجد مصطفى أحمد الذي يستلهم شخوص قصصه من واقعه المرير ويمزجها بخيالات حالمة باكية تستطيع الانفصال عن الواقع الذي ينمي إليه .. مشتغلا في الصحافة يتميز دائما بقرآة الخبر أو الموضوع الذي يتناوله من عدة زوايا تشاركهم في ذلك القاصة زينب النعيمي التي تركت أوروك وغادرت إلى غابات الأرز في لبنان لعلها تجد مكانا رحب للكتابة
اللوح الشعري
وعند إزاحة التراب عن اللوح الشعري يظهر لنا الشاعر عامر الناجي الذي يكتب قصيدة نثر المفعمة بالكثافة الشعرية الناهضة من قراءته للثقافة الأوربية هو شاب متمرد على كل شيء حتى على نفسه فهو يقول في نص " المدينة "
أيتها المدينة اللعينة
يا موت مجاني
يا ألما بلا نهاية
بيوتاتك الوضيعة مقابر للعذارى
جدرانك ينخرها العفن
فلا عازف يوقض ليلك الموحش
ومغن يحي مسائك الكئيب
ولا حانات ولا مومس عمياء .....
ثم نجد الشاعر أحمد كاظم سعدون الذي يحاول من خلال دراسته للغة العربية أن يضع صورا أو تحديثا آخر داخل القصيدة الكلاسيكية فهو يستخدم رموزه الدينية بشكل جديد بطرح فكري جديد أيضا آثر الصمت وعدم الظهور في الوقت الحاضر لعدم اقتناعه حتى بنفسه متنقلا بين العمود والتفعيلة فهو يقول في قصيدة عنوانها " وجع "
ضحكت بطون الجائعين ضلوعا
وعلت بطون الآكلين طلوعا
فصفر وجه الأولين لفقرهم
وازداد وجه الساخرين نصوعا
وكأن حكام العراق كأنهم بعوضة
والشعب أم للدماء صنوعا
والله لا يعلو السلام بموطن
والقوم بين ملسع ولسوعا
ثم نرى القادم من صحراء رفحاءالشاعر وديع السماوي حيث قصائده لا تخلو من التصحر إلا إنه كاتب شعر يتقن العمود والتفعيلة محاولا رسم خطوط لوجوده المفعم بالغربة الروحية شارك في برنامج سحر البيان ودعوه مرة أخرى إلا إنه رفض المشاركة بسبب عدم العناية . أما الشاعر أنمار أياد هو الآخر كتب العمود بشكل رائع والمحترق دوما من سلطة الكبير والذي لا يكاد يطيق نفسه ونرى تلك الحرقة من خلال إلقائه لشعره والشاعر زهير الحوراني الذي هو أيضا متنقل بين العمود والتفعيلة إلا إنه منحاز للأخير فهو يطرح فلسفة خاصة في نصوصه المكثفة القلقة جدا وهو الآن بصدد طبع مجموعته البكر " نجيتف " ووجدنا عقد اوركي قديم وسط أتربة الألواح يربط بين الجيل الالفيني والجيل التسعيني وجدناها في الشاعر أحمد الاعرجي الحالم دوما والمنشغل بالصور الرومانسية والوجدانية وكذلك الشاعر محمد والي الذي يمزج بين الشعر والمسرح من خلال رومانسية غزلية يتخللها حلم غير منقطع وكذلك الشاعر جاسم الزبيدي الذي يتقن جميع أنواع الشعر بشكل جميل ورائع ويكمل حلقات هذا العقد الشاعر شهيد البركات هذا الشاب النحيف الأسمر الذي يكتب الفصيح والشعبي معا .. لكن هذا اللوح يكاد يختفي من على أرض المدينة فإن اتحاد الأدباء لم يعرفوا منه سوى يافطة معلقة تحتها باب موصدة لا أحد يعرف متى تفتح ... فنحن أمام أزمة فعلية يبدو لها إنها سوف تقتل جيل بكامله لكن الشباب دؤبين على الكتابة والمواصلة من خلال الأبواب التي فتحا الانترنت فهم متواصلين مع العالم متجاوزين حدود المكان من بعض المواقع الأدبية مثل موقع كتابات لأياد الزاملي والصحيفة الحوار المتمدن وكذلك موقع انكيدو وموقع شبكة السماوة العالمية الذي صمم في دولة السويد من أجلهم وغيرها من المواقع وحبهم للمدينة يجعلهم متحمسين لنقل صورة أفضل وأجمل لأدبها صاحب التأريخ العريق

اللوح التشكيلي
مع التجوال في أروقة أوروك لاح لي لوح نصفه في الأرض والنصف الآخر قد غطته بعض الأتربة والأحجار وقمت بالتنقيب وإزاحة تلك البقايا ظهر لي اسم الفنان خالد نعيم ذلك الشاب الحساس الحالم المتأثر دوما زين العديد من جداريات المدينة بلوحات فيها نوع من التحديث من خلال استخدام رموزه الدينية تتبعه في ذلك الفنانة كوثر عبد الصحاب التي جسدت علم الوحدة الوطنية نصب جميل زين مدخل كلية تربية المثنى حيث جمعت كل أطياف الشعب وألوانه تحت راية واحدة ونجد لوحاتها المتناثرة هنا وهناك على جدران الكلية متواصلة في العطاء رغم إشغالها في التدريس الجامعي وبعدها تأتي الفنانة عشتار عباس حويجي التي دخلت من الاله فنانة تنمي للمدرسة الرومانسية والتي تحاول رسم التراث من خلال المرأة الجنوبية الحالمة ببساطة وعدم التركيز بالشكل الإيحائي الرمزي ودائما تجد نسائها متأملات بالشمس الصافية الخالية من كل ضروف الطقس المعقدة
اللوح الخطي
عندما تدخل المدينة من جسرها الأخضر الذي يخترق الفرات بقوس جميل يتراءى لك إعلان جميل الخطاط مخلص الخفاجي الذي مزج بين الفن والتقنيات الحديثة في وضع لوحاته الخطية ثم نرى الجميل علي الظالمي الذي يحرص دائما على إقامة معارض مشتركة مع زميله الخطاط حيدر كاظم ويتبعهم الخطاط صاحب اللمسات الجميلة إيهاب عبد الخالق الربيعي الذي زين الكثير من جداريات المحال والخطاط عمار الخطاط كلهم مزجو فنهم مع ما استلهموه من مدينتهم وإرثها وطرح فلسفاتهم بشكل حدا ثوي من أجل خلق تراث اوجيل جديد يمثل مرحلة حرجة لمدينة طالما كانت مهمل أو غير مرئية على الخارطة

اللوح الموسيقي

مع رحلة البحث عن الألواح الاوركية المسمارية المطلسمة وجدنا اللوح الموسيقي الذي ضم في طياته الفنان جبار حسان صاحب الصوت الشجي الذي جعل له أسم على خارطة المدينة رغم جعجعة الفضائيات وعملية تفقيس المطربين له جمهور إلا إنه لم يجد الفرصة الكاملة لإظهار كامل طاقته المكنونة يشاركه في ذلك زميله الفنان رحيم العراقي المنتمي للمدرسة الريفية مع العازفين الذين لا يهدا لهم جفن في عزف أو تلحين ما يأتيهم من قصائد أو أغنيات نجد عازف الكمان حسين طعمة الاسدي والفنان اسعد السماوي والقادم من سوريا عازف الكمان تحسين السماوي وعازف الكمان فاقد ياسين والعازف أحمد حسين والملحن محمد العاشق الذي شارك الفنان الكبير قيس بهيش في عزف مقطوعة تغاريد في المسابقة القطرية لمديريات النشاط المدرسي في العراق ...كل هؤلاء بحاجة لاحتواء وعناية لتقديم الأفضل وهم جديروا بذلك من خلال إنشاء مؤسسة تلملم شملهم المتشتت وإقامة الأمسيات والمهرجانات القطرية أو طبع كتاب أو إصدار مجلة تضم في ثناياها نتاجهم الذي يؤرخ لحظات عصيبة مرة بها تأريخ البلد أو تفعيل ما يسمى بالبيت الثقافي وفتح فرع له في المدينة حتى لا تضيع تلك المواهب وتسحق ... هؤلاء هم أبناء أوروك الذين اجتمعوا لتحريك الشهاب الذي سقط من السماء والذي لم يستطع كلكامش من زحزحته خطوا ألواحهم نقشوا تأريخهم على أيدم المدينة القديمة



#عامر_موسى_الشيخ (هاشتاغ)       Amer_Mousa_Alsheik#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغبة
- رأس
- سبتايتل
- لسان حال امرأة شرقية
- تقاسيم
- نص شعري


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر موسى الشيخ - الواح الجيل الالفيني في اروك