أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاغروس آمدي - (5) تأريض الإسلام














المزيد.....

(5) تأريض الإسلام


زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)


الحوار المتمدن-العدد: 1631 - 2006 / 8 / 3 - 03:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا تأريض الدين وليس نقد الدين؟
إن نقد الدين الإسلامي أو غيره كما أرى لايمكن أن يتم وان يحقق الغاية المطلوبة منه، إلا إذا تم تأريض الدين أولاً، لأن أي نقد ديني ممتنع عن التفعيل طالما لم يجرد الدين من ثوبه المقدس. إذ من غير المنطقي ومن غير المعقول إعتبار أن القرآن نص سماوي مقدس أو وحي من السماء نزل على محمد وبنفس الوقت نقده أو الطعن في بعض مادته، فبمجرد الإعتراف بإلوهية النص القرآني يجعل من أي نقد له بعد ذلك عبثاً وضياعاً للوقت والجهد،وكأنه كتابة على الماء، لأن النص الإلهي يفرض على العقل بداهة بأنه غير قابل للطعن أو النقد، ولا يفيد النفي الجزئي بشيء لشيء إذا سبقة التصديق الكلي لهذا الشيء.

ويجد المتابع لأغلب المفكرين والمثقفين المسلمين ممن تجرؤوا على نقد الدين أو إبداء بعض الملاحظات عليه، أنهم يقرون بألوهية النص القرآني وقد يشددون في ذلك أحياناً،ثم يبدون نقدهم أو ملاحظاتهم تجاهه، مما ينفي عن دراساتهم صفة المصداقية لوقوعهم في أول الطريق في مأزق التوفيق بين الإقرار بألوهية القرآن وقابليته للنقد والتغيير في آن واحد. أذ لابد إذا أردنا أن ننتقد القرآن وأن يكون لنقدنا محلاً من الإعراب ،أن ننفي عنه صفة الألوهية أولاً. أي يجب أولاً تأريض النص القرآني ، وبذلك تزال صفة القطعية في الصحة والثبوت عنه وتنتفي ويصبح نصاً كغيره من النصوص قابلاً للنقد الفعّال والمؤثر وبالتالي قابلاً للتعديل والتغيير والتطوير لمواءمة متطلبات ومستجدات الحياة المتغيرة وخلق إنسجام يدفع بالإنسان والحياة قدماً إلى الأمام للحاق بالحضارة المعاصرة.
وإلى الآن ليس ثمة تيار إسلامي منفتح واضح المعالم ، ومع تعدد التيارات الإسلامية المنفتحة والمتفاعلة مع الثقافات الأخرى والمؤمنة بمبادئها وقيمها ، إلا أنها ماتزال أسيرة اللبوس المقدس للنص القرآني ، مع أنها تجاهر بقوة بآراء تنتهك ألوهية النص لكنها لاتنفي صفة الألوهية ، بالرغم من أن بعضهم يصرحون بشكل أو بآخر ببشرية البيان القرآني لكنهم لاينفون بشكل قاطع علاقة النص بالسماء ، ومع أن هناك تيار إسلامي يراهن على التغيير بتجديد الخطاب الديني وذلك بإعادة تأويل النص الديني بما يتناسب وينسجم مع المستجدات والمتطلبات العصرية، وبدرجات متفاوتة، وقد يبلغ بعضهم من التأويل مبلغاً لدرجة يناقض بها صريح النص القرآني، لكنه مع ذلك متمسك بألوهية النص أو الوحي المحمدي، في خطوة تبدو واضحة أنها تقليد لبعض رؤى الصوفيين والفلاسفة الذين لم ينكروا الوحي الذي كان ينزل به جبريل على قلب محمد ولكنهم بنفس الوقت عارضوا هذا الوحي بأفكار وآراء قالوا عنها إنها وحي مباشرمن الله إليهم، وقد نعذر هؤلاء الصوفية في اللجوء إلى هذا الأسلوب لمعارضة الوحي المحمدي لأسباب مختلفة ، منها، محدوية المعرفة والإنغلاق على الذات والإنبهار بالوحي المحمدي والتأثر بالثقافة السائدة ، أما أن نرى مفكري اليوم يقلدون هؤلاء الصوفية وقد يتخذونهم قدوة، فهذا ما لايمكن أن يصدق، بل أعتبر إن العودة الفكرية ألف سنة أو أكثر إلى الماضي فاجعة فكرية أسلامية كبرى. مثلهم هنا مثل الأصوليين الإسلاميين الذين يتوقون إلى عصر الخلافة الإسلامية الأولى ومع ذلك يمكن أن نستوعب ذلك حين نعرف أن الثقافة الإسلامية قد سدت أمام العقل تلك الأفاق الواسعة والممتدة من التفكير والمعرفة والحضارة وعزلته عنها، وأن محاولات هؤلاء المفكرين ما هي إلا خطوة إلى الخلف من أجل خطوتين إلى الأمام. أما إذا لم تكن هذه المحاولات من أجل ذلك فتلك هي الطامة الكبرى، وهذا ماارجحه أكثر عند المفكرين المسلمين، ولاأعتقد أنهم سيحققون أكثر مما حققه البسطامي والحلاج وابن عربي والسهروردي. فعدم المقدرة والتجرؤ على إنتزاع الفتيل من الصاعق الديني يظل الخوف ملازم للعقل، وبالتالي لايمكن أن نتوقع إبداعاً فكرياً أو علمياً أو غيره من عقل مشبع بالخوف، يعتقد بين الحين والحين بإصابته بالصعق الديني بمجرد تجاوز الحدود المرسومة والموضوعة له،وبالتالي فإن إي إبداع أو خلق ينتج من مثل هذا العقل يكون هشاً يتفتت بسهولة أمام صلابة النص القرآني قبل إصطدامه به أوبالأصولية الإسلامية ، لأن أي تجديد للخطاب الديني وإعادة تأويل للقرآن لايمكن أن يصبح حقيقة طالما ظل الإعتقاد بألوهية هذا النص الديني التاريخي قائماً ، لأن هذا النص ينص وبصراحة لايمكن تأويلها أن أي تبديل أو تغيير فيه ممتنع عن التحقيق ،فلا تبديل لسنة الله . وأن أي تأويل لآياته أونصوصه لايسمح له بتجاوز الحدود التي خطها النص القرآني.

هنا يأتي التأريض الديني ليبيّن بكل وضوح وبشكل مباشر أنّ البيان القرآني أوهذه النصوص التاريخية المقدسة ليست لها صلة بالسماء،لامن بعيد ولامن قريب، وإنما هي نصوص إنسانية محضة إنبثقت في فترة تاريخية معينة نتيجة إرهاصات إجتماعية وسياسية وإقتصادية وبيئية متنوعة. وبذلك يزيل التأريض الديني كافة الموانع والعوائق الدينية أمام العقل ليفتح له الآفاق اللامحدوة والممتدة إلى اللانهائية ولتتيح له إمكانية القيام بعملية الإبداع والخلق في كل مجالات الحياة من فكر وفلسفة وفن وأدب وعلوم وغيرها. فالتأريض الديني هو محاولة لإزالة المقدس من النص الديني وقطع الحبل السري المزعوم بينه وبين السماء وبالتالي تبديد أوهام الخوف المغلفة للعقل المسلم ليفكر بحرية تامة بعد تخطي كل الحواجز التي أحيط به. فالمسلم الذي بيده القرآن مثله كمثل من في كفه قنبلة، غير قادر على التفكير بشيئ سوى كيف وأين ومتى يرمى بهذه القتبلة، فعملية التأريض الديني تهدف إلى نزع الفتيل من هذه القنبلة التي في كف الإنسان المسلم، ليمكن له من أن يلتقط أنفاسه ويفكر ويتصرف بطريقة صحية وصحيحية كسائر الناس من خلق الله.



#زاغروس_آمدي (هاشتاغ)       Zagros__Amedie#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (4) تأريض الإسلام
- تأريض الإسلام-الفصل الأول الحلقة الثانية
- (1) تأريض الإسلام
- (2) تأريض الإسلام


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاغروس آمدي - (5) تأريض الإسلام