أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي النجار - الاسلام والمعابر الى الديمقراطية















المزيد.....

الاسلام والمعابر الى الديمقراطية


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 03:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقصد بالإسلام هنا الاجتماع الإسلامي ورقعته الجغرافية الكبيرة وما ينتجه ويتداوله من ثقافات حيث يبدو الحديث عن مسالة الديمقراطية وسط هذه المناطق هراء ويصبح اقرب ما يكون إلى النفخ في البوق من فتحته الكبيرة، لان غالبية السكان تعيش متاعب مريرة ومزهقة على مستويات الخواء المؤسساتي وتسرطن الفساد فيه وغياب القانون وسيادة الاستبداد المطلق ، من ناحية ثانية تعيش أغلبية مكونات المجتمع ظروفا عصيبة تحت وطأة خطوط آلام الفقر وبفاعليات إنتاجية أو شبه معطلة وتعرض يوميا على قنوات الفضائيات جثث ضحايا أطفال وشبان مقتولين أحيانا بدم بارد في مناطق مختلفة كفلسطين والشيشان والبوسنة وأفغانستان وقاسم هؤلاء المشترك انهم ينتمون الى هذه الرقع الإسلامية ،فليس من المدهش أن يبدو حديثنا عن الديمقراطية سفسطة خادعة ،أو كلاماً غير مستوعب من قبل أناس محرومين من ابسط حقوقهم ،أي فرص العمل والسكن والحصول على مردودات اقتصادية تليق بحياة إنسان معاصر،كذلك فرص ولو ضئيلة للتعبير عن مطالبهم وآرائهم،والتمتع بالحد الأدنى من الحرية.
إلا إننا وبسبب هذه الذرائع الحقيقية لا يمكن أن نكف عن تداول موضوعة الديمقراطية والحديث عنها لكون الأمر له علاقة صمبمية بين الاثنين،من جهة غياب الديمقراطية ومن جهة غياب التقدم ،لان سلطة هذه المجتمعات الإسلامية منذ أزمنة طويلة كانت ومازالت أنظمة سلالية شمولية ،بل وبعيدة عن الضوابط الأخلاقية الدينية والدنيوية في آن معا ،أسهمت بشكل فعال بإعاقة التقدم ،التقدم في التنمية الاقتصادية والتقدم في السياسة والثقافة حيث ظل العقل الإسلامي تحت أعباء هذه الإعاقة يتقهقر يوما بعد آخر.
إن أصحاب الأنظمة الاستبدادية في المجتمعات الإسلامية سيظلون يروجون العداء المقيت لموضوعة الديمقراطية ،كذلك يدفعون الناس إلى مقتها والتبرم منها لأنها اولاً واخيرا تضعضع كياناتهم،فالديمقراطية المضاد الأول والأنجع لاجتثاث الاستبداد،ينبغي أن نضيف إن الديمقراطية ومنجزاتها حين حلت في ازمنتنا المعاصرة كواقعة كونية و أضحت خطابا عالميا شئنا أم أبينا،سعت أنظمة الاستبداد من جهتها لتمرير هذه الموضوعة كأمر واقع من تحت أقدامها دون أن تفكك هياكلها أو أن تتزحزح عن مكانها قيد أنملة .هناك نصيحة ساخرة قدمها بهذا الصدد الرئيس اليمني (علي عبد الله صالح)مخاطبا زملاءه في النظام السياسي الإسلامي :
(احلقوا رؤوسكم قبل أن يحلقها غيركم)عن الفضائية العربية 11 /6/2004 .هذه النصيحة تعبر عن أمر مهم يفيد بان الديمقراطية أصبحت كما ذكرنا حاجة ضرورية لتصليح النظام السياسي في المجتمعات الإسلامية إلا إنها في الوقت نفسه تكشف عن فضيحة مزرية هي تدافع مستبدي العلم الإسلامي لتزيين صورتهم بما يلائم متطلبات الزمن ليس بسبب اكتشافهم الضروريات والحقائق إنما بدافع المزيد من التمسك بأملاكهم الرئاسية والملكية.
إن مثل هذه الإصلاحات الشكلية حدثت قبل مدة في أصقاع كثيرة من البلدان الإسلامية حيث مورست الديمقراطية بصيغة مثيرة للضحك وبغياب الحرية دون خجل من النتائج التي أظهرتها صناديق الاقتراع بفوز (الرئيس)بنسبة تفوق99.9 %
السؤال المحوري في ورقتنا هذه هو: هل الإسلام وثقافته الخاصة يشكل عائقًا حقيقياً أمام دمقرطة المجتمعات التي أنغرس فيها الدين؟
لاحظنا إن الخطاب الأصولي المتشدد يعادي بشكل صريح موضوعة الديمقراطية اعتماداً على أطروحته الأساسية(الدولة الإسلامية القائمة على تطبيق الشريعة) ويطردها بفاعلية من خطاباته.يقول علي بلحاج الناطق باسم جبهة الإنقاذ الإسلامي في الجزائر بهذا الصدد: "الديمقراطية شكل من أشكال الجاهلية ، تسرق السلطة من الخالق وتمنحها للمخلوق"مجلة قضايا إسلامية معاصرة ع26/2004 ،ويأتي العداء للديمقراطية من قبل هذه التيارات المتشددة من سببين ،الأول يتعلق بالفهم الآلي والتبجيلي المتطرف للإسلام والذي يعني اسود وابيض ولاشيء،غير إيمان أو كفر ،إسلام أو جاهلية،أصالة أو ابتداع،والسبب الثاني هو التشدد الهذياني على الهوية في المطالبات الدينية والكراهية القبلية لعموم ثقافة الآخر (الغرب).وعلى أساس ذلك ينبغي ليس طرد موضوعة الديمقراطية فحسب إنما أيضا طرد موضوعات جمة حلت بالرغم منا وتتصاعد ممارساتها يوما بعد آخر تخص المجتمع المدني والنظم السياسية وشبكة المفاهيم المعرفية وتقنيات التعليم والتصنيع…الخ.
بجانب الخطاب الأصولي المتشدد الذي لخصناه بالطرد المغالي لموضوعة الديمقراطية تظهر خطابات أخرى في ثقافة المجتمعات الإسلامية لا تقل شانا في إعاقة بناء المعبر إلى الديمقراطية ،هذه الخطابات جل اهتمامها البحث في المرجعيات التاسيسية والتراثات الإسلامية عما يحدث وعما يستجد من موضوعات تخص العلوم بنوعيها الإنسانية والوضعية في محاولة دائبة ونشطة ،دون ملل أو كلل ، لكنها عقيمة وغير مجدية لاسلمة هذه العلوم ،أي مفاد هذه المحاولات إثبات بان جميع ما يكتشفه العلم وما تطرحه فروضات الحداثة تحتويه النصوص المرجعية ،خاصة القران الكريم ،من خلال منهج سقيم يعتمد المقاربات التوفيقية والترقيعية عن طريق قهر النصوص وتطويعها للضغوطات المعرفية الهائلة والسريعة ،يتغافل هؤلاء النشطاء عن حقيقة مهمة يعبر عنها المفكر الإسلامي محمد النويهي كآلاتي: "إن الإسلام بكل مصادره لم يحاول قط أن يدعي انه قد وضع للناس نظاماً دنيوياً كاملاً لا يقبل التغيير"نحو ثورة في الفكر الديني/1983 أي إن الإسلام أو أي دين آخر لا يحتوي على نظام كامل ونهائي ندبر به شؤوننا الدنيوية ونحل به مشاكلنا البشرية على ظهر هذه الأرض ،وإذا اعتمدنا حقيقة النويهي عندها لا يمكننا أن نكتشف في مجمل المصادر الإسلامية أي شيء قد يتعارض مع النشاط الديمقراطي ،بل على العكس ،الإسلام ُيرسي معابر مهمة لدمقرطة الاجتماع الإسلامي من خلال حديثين صحيحين للنبي الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) :
الأول: "إنما أنا بشر اخطيء و أصيب"عن ابن عباس/صحيح البخاري .
الثاني: "انتم اعلم بأمر دنياكم " صحيح مسلم13 ص118 .
اخرج الحديث الأول الشيخ الأزهري محمود أبو ريه في كتابه"قصة الحديث المحمدي" المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر /القاهرة.واخرج الحديث الثاني العلامة د.صبحي الصالح في كتابه "مباحث في علوم القران"بيروت1969 ص4 .
ينفي الحديث الأول عصمة أي اجتهاد بشري ويخضعه للفحص والنقد والمناقشة ،أي إن الاجتهاد البشري عبارة عن مراجعة وتصحيح أخطاء ،وهو ما يتساوق مع طبيعة التصورات العلمية التي تصحح نفسها باستمرار بغية الاقتراب من الواقع والموضوعية.أما الحديث الثاني فهو يشجع هذه المجتمعات كي تبتكر سياقات ونظم حياتية تلائم ظروف عصرها ،وبذا لا يمكن أن يعزى للإسلام أية إعاقة في تأسيس مجتمعات ديمقراطية تتوفر فيها حقوق الإنسان ،دولة الحق والقانون ، تداول السلطة سلميا،الحريات العامة ،التعددية السياسية والدينية،تحسين أداء المجتمع المدني ،تحسين وضع المرأة،تحجيم الطغاة والتخلص من النماذج الاستبدادية. . .الخ.
ولكن يبقى الأمر الجوهري في معابر الاجتماع الإسلامي الى الديمقراطية هو ليس إقصاء ما هو ديني بل تغيير نمط حضوره ونشاطه بحيث لا يتدخل في صف المفاهيم الدنيوية بشكل حاسم ،إنما يظل منبعاً ثراً لروحانيات الفرد وضوابطه الأخلاقية ،كذلك نكرر ما قلناه سابقا بان هذه المعابر يستحيل أقامتها دون تنميات اقتصادية ومعرفية واسعة تغير من نمط الاجتماع الإسلامي.



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة الاسلامية وتصحيح الاسئلة
- الإطار المفهومي للعلمنة
- كيف نفهم الإسلام اليوم ؟ - مقابلة مع محمد اركون
- جدلية الحداثة المادية والحداثة الثقافية


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي النجار - الاسلام والمعابر الى الديمقراطية