أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وديع بتي حنا - اشوروعشتار ملكتان لشعب واحد















المزيد.....

اشوروعشتار ملكتان لشعب واحد


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 08:25
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


منذ الوهلة الاولى التي بدأت فيها أقرأ للاخ والاستاذ العزيز ثامر توسا انتابني شعور عميق في انني امام انسان غيور على شعبه وقضيته ودوره , بل ان نظرة متأملة في صورته الشخصية التي عادة ماترافق مقالاته على موقع زهريرا العزيز تجعل النفس تستحضر تلك الاية الكريمة التي تقول ( الغيرة على بيتك قتلتني ). اقول هذا يقينا في انني لااشك لحظة واحدة في وطنية هذا الرجل واخلاصه ومشروعية تخوِفه مع انني اجد نفسي لا اتفق كليا معه فيما ذهب اليه في مقالته عن البطولة الرياضية واعلم جيدا ان اختلافنا هذا لايفسد في الود قضية طالما انني اعتقد ان هنالك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمع بيننا بل ربما تعطي هذه السطور درسا للبعض الذين اعتادوا ان يفهموا بسذاجة القصد من الاية الكريمة التي تقول ( انصر اخاك ظالما او مظلوما)

ليست لي اية رابطة بالسيد سركيس اغاجان ولم يسبق لي ان التقيت به لكنني , شأني شأن اغلب ابناء شعبنا وكوني متابعا لما يحدث , اسمع واقرأ عن نشاط هذا الرجل وفعالياته. ان الرجل يفعل خيرا ولم يصنع شرا, اعتقد وربما يوافقني الرأي كثيرون في ان ظاهرة السيد سركيس اغا جان ربما جاءت حاجة ملحة لشعبنا الاشوري الكلداني السرياني في وقت طغت فيه اصوات الفرقة والانقسام على كل دعوات الوحدة, خاصة بعد ان تمكنت بعض القوى والاقلام الضالة من تحقيق بعض من اهدافها في المشاغبة على الحركة الاشورية وتقديمها للاطراف السياسية العراقية على ان البساط الجماهيري لهذه الحركة لايسمح لها بتمثيل كافة اطياف شعبنا. ربما يكون السيد يونادم كنة كونه السياسي الماهر افضل من يعي هذه الحقيقة فيقارن بين تلك الفترة عندما كان يجلس في مجلس الحكم و ينظر اليه علاوي او الحكيم على اساس ان هنالك 5% من سكان العراق يقفون خلفه وبين الحالة الراهنة في مجلس النواب. لانقول ذلك انتقاصا من دور الحركة الاشورية وتاريخها وتضحياتها ولكن الحركات التاريخية التي نذرت نفسها لاهداف تاريخية ينبغي لها ان تقتنص اية فرصة ممكنة لتوحيد الجهد والدفع به باتجاه تلك الاهداف التاريخية دون الانتباه الى المكاسب والخسائر الحزبية الانية.

من الناحية العملية والانجاز على الارض فاننا يجب ان نعترف بالنصف المملوء من القدح في ان السيد سركيس اغا جان ينجز عملا جبارا في مايتعلق بحياة شعبنا في قراه ومدنه المختلفة. عندما يتصل بي احد اصدقائي ليخبرني بانهم يتجولون في الثالثة فجرافي شوارع البلدة ويحتفلون ويتزوجون في الوقت الذي يقول هذا الصديق ان شوارع اخرى لمدينة قريبة تقفر في الثانية ظهرا ويلزم اهلها بيوتهم خوفا من المجهول ويعزي هذا الصديق التفاوت في الحالين الى الحراسات التي يرعاها السيد اغاجان فان ذلك لايمكن ان يكون إلا موضع تقدير في هذا الظرف الصعب بعد ان بصم كل العراقيون وامنوا في ان الامان نعمة منسية. اما بناء الكنائس واعادة اعمار القسم منها مع الاديرة وتوفير قسط من الضمان الاجتماعي لشريحة من ابناء شعبنا , كل ذلك يثير الارتياح بين اوساط كبيرة. في النشاط الاعلامي المحسوب على السيد اغاجان فان المتابع يرى انه في حيز كبير منه موجه لخدمة شعبنا من خلال التعريف بتراثه وعقيدته وحضارته وكمثال على ذلك فقد اهدى لي قبل فترة احد اعلام شعبنا ورموزه كتابه الجديد عن حياة الملك داوود ومزاميره وهو كتاب ديني بحت وقد تمت طباعته من خلال الجهد الذي يقوم به السيد سركيس اغاجان. ألا يستحق كل هذا الجهد ان نكرم الرجل باسم بطولة رياضية أم ان الاحياء ليس لهم نصيب في التكريم حتى ينتقلوا الى الحياة الاخرى بعد عمر طويل انشاءالله ؟ ! نعم ان السيد اغاجان لم يقع ( حسب علمي ) على نبع غيرمتناه من الموارد ولم يرث كنزا عظيما كما ان معاشه الخاص لايكفي اطلاقا ليغطي كل هذه الفعاليات وانما هنالك بالتأكيد مبالغ تم تخصيصها لرعاية هذا الجهد الكبير, لكن السيد اغاجان يدير هذا الجهد بكفاءة حيث نرى نتائجه على الارض واقعا ملموسا.

مصدر هذه المبالغ واهداف بعض الاطراف منها هو النصف الفارغ من القدح الذي ينظر اليه البعض بتخوف شديد. اعتقد ان هذه الاموال هي اموال عراقية خالصة وقد تم تخصيصها لشعبنا الاشوري الكلداني السرياني الارمني وفقا لمشروع تقاسم الكعكة التي نال وينال على اساسها كل طرف حصته في ( العراق الجديد ) وطالما ان قوانين اللعبة في الوقت الراهن هي على هذا النحو فان هذه التخصيصات هي من باب اولى حق خالص لشعبنا في ان يتمتع باموال العراق حاله حال الاخرين كونه جزء منه تاريخا وحاضرا ومستقبلا. اما الثمن السياسي الذي يتخوف البعض من ان يُفرض في المستقبل على شعبنا لقاء ذلك فان الحقيقة تكمن في مشروعية هذا التخوف التي يجب ان ينتبه اليها الجميع وفي المقدمة منهم القائمون على هذا الجهد والكيانات السياسية لشعبنا و التي تقف الحركة الاشورية في مركز الصدارة منها. هنا يكمن بيت القصيد في ضرورة وجود ارقى حالات التعاون بين هذه الاطراف لتكون جميعا امام مسؤوليتها التاريخية . من ناحية اخرى فان المغالاة في الدعوى الى استقلالية القرار السياسي لشعبنا ينبغي ان لايتحول الى مرض تقوقع على الذات يحول دون اقتناص اية فرصة سانحة لخدمة شعبنا وقضاياه , حسنا نفعل عندما نستحضر التاريخ ونتعظ من احداثه لكن هذا ينبغي ان لايتركنا سجناء عقده وتجاربه المريرة , وتبقى السياسة كما نفهمها هي فن خلق الفرص واستغلالها لتحقيق افضل النتائج باقل التضحيات, ناهيكم عن ان الاستقلالية في القرارالسياسي العراقي هي جمل للتسويق الاعلامي وليس لها اي رصيد واقعي فجميع الاطراف الرئيسية في اللعبة السياسية العراقية يُعرف عنها انها تتكئ على (راع) ( سبونسر ) دولي او اقليمي او محلي وتحقيق الاهداف في العراق اليوم يُبنى بالدرجة الاولى على التحالفات ومبدأ ( شيَلني واشيلَك ). ان استقلالية القرار السياسي للقوى السياسية العراقية هو اغنية حزينة لبعض الاطراف التي فشلت في تحالفاتها السابقة او ( موَال ) غير منقطع لاطراف اخرى تبحث عن تحالفات جديدة ولايلبث ان ينتهي بالعثور على تلك التحالفات . اذا كان البعض يأخذ على السيد سركيس أغاجان انه يغامر بمستقبل شعبنا فان نظرة واحدة الى هدوء الرجل واتزانه والتي يؤكدها كل من التقى به تدفع للقول ان مغامرته المحسوبة هذه واستعداده لكي يسمع من الاخرين تسمح لان تكون في نتائجها وتأثيراتها على شعبنا مختلفة كليا عن مغامرة الشيخ حسن نصرالله.

لقد قلنا سابقا ونكررها اليوم في اننا نؤمن ان السيد سركيس اغاجان والحركة الاشورية يمثلان اليوم جناحا الجهد والدور لشعبنا وان مصلحة هذا الشعب , اذا كنا حقا نؤمن بخدمته , تكمن في التنسيق بين هذه الجناحين لكي يستطيع شعبنا من التحليق والوصول الى اهدافه ويتوهم قطعا من يعتقد ان بامكانه التحليق بجناح واحد. يقينا ان السيد سركيس اغاجان يرى فعله اقوى بالتنسيق مع الحركة الاشورية وهي ترى حتما جهدها اوسع تأثيرا بالتعاون مع السيد اغاجان. ولنا في المثال الكردي نموذجا باهرا في نتائجه فعندما اعترف الطرفان الرئيسيان الكرديان , الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني, احدهما بالاخر حقيقة على الارض لايمكن تجاهلها ومن العبث محاولة اقصائها , بدأ الطرفان يجنيان ثمارا كبيرة. ان التاريخ سيسجل للسيدين البارزاني والطالباني انهما في ادق مراحل شعبهما اختارا تفضيل مصلحة هذا الشعب على المصالح الحزبية والشخصية , وان الواجب الانساني كونهما طرفان ذا تماس وثيق بقضية شعبنا ودوره يتطلب منهما فعلا اضافيا في تشجيع تكرار النموذج الكردي على جناحي شعبنا ليتمكن هذا الشعب من تحقيق قفزات كبيرة على طريق توحيد صفوفه خاصة وان وحدة هذا الشعب المسالم لايمثل باي شكل من الاشكال تهديدا للتجربة الكردية.

ما مِن موقف اصعب من هذا ان يسمع الانسان من الاخرين ماقاله سلبا فيه بعض ابناء بيته فلا يملك إلا ان يستعين بقول المسيح له المجد ( لاكرامة لنبي في وطنه ) . انها دعوة صادقة لنحيَ ونعضد كل فعل وعمل ايجابي دون ان نغفل عن الاشارة الى ما يرافقه من سلبيات شرط ان لاننتقص من قيمته ونقول للاخرين بان رموزه هم محل تقديرنا واحترامنا. ان قلوب اعداد كبيرة من ابناء شعبنا تتسع لتشمل بمحبتها السيد سركيس أغاجان والحركة الاشورية معا , كل واستحقاقه على جهده ونضاله وانجازه وان تلك القلوب تنظر الى عشتار واشور ملكتان متوجتان طالما تنبعث منهما اشعاعات الحب والتسامح والتأخي والسلام وتتصدقان بالكلمة الطيبة.



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتي بايْتِكْ - إكسْ بايَرْ أو مضادات حيوية عقيمة
- قيثارة يوسف عزيز – عشاء السبت الشهي
- حزب الله وسياسة الكل فداء للجزء
- المفطوم على ( التشريب ) لايتلذذ بالهامبركر
- بكاء جدَي وبكاء الملايين
- ابناء الاحتلال - هل اقتربت ساعة حزم الامتعة؟
- موقع عنكاوة وجهاز التقييس والسيطرة النوعية
- انجازات الجعفري – الطالباني رئيسا والمالكي مشلولا
- عندما يصبح القتل لعبة وبزنس إقرأ على الدنيا السلام
- الاشوريون والكلدان والسريان
- الرئيس الايراني وسياسة اعلان( الاخبار السارة ) بالتقسيط
- الدكتور الجعفري والصفحة الثانية من - الحواسم
- نداء لتشكيل محكمة العدل المسيحية في العراق
- صدام / الجعفري / ليلى فريفالدس وعقدة المفاتيح
- قادة الكتل السياسية وعيد الام
- يا لبؤس ما بَنيْتُم – يا لهَوْل ما حَطَمْتُم
- الحركة الاشورية والبريسترويكا
- مسيحيَون حتى النخاع ونحترم الاخرين حتى النخاع
- بين عطلة السويدي وبرنامج صاية وصرماية
- هل إشترت ايران احدى قنابل كوريا الشمالية ؟


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وديع بتي حنا - اشوروعشتار ملكتان لشعب واحد