أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اليزيد كرماح - عندما تجتمع كورونا والعيد لرسم بعدا جديدا من المأساة















المزيد.....

عندما تجتمع كورونا والعيد لرسم بعدا جديدا من المأساة


اليزيد كرماح

الحوار المتمدن-العدد: 6632 - 2020 / 7 / 31 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ويا لي سخرية القدر  ياليتنا لم نعيش هذه السنة وياليت الزمن توقف قبلها لكان أرحم لشعبنا من مأساة ألبسوها جلباب العيد وقالوا عنها أنها فرح في زمن الحزن ونقطة نور في ظلام كورنا الحالك والدامس  لكن الواقع أكبر من أن تضلله الخطابات الديماغوجية أو أن تزيفه الكلمات المنمقة المملوءة بالشفقة على من تمتص دمائهم ليل نهار دون أن يجدوا سبيلا  للخلاص من مصاصي دمائهم.
بل إن الواقع كفيل بإجابة عن كل ترهات كما قال الرفيق كارل ماركس وها نحن اليوم في كل لحظة يهتف العالم بصوت أكثر شدة وقوة لقد كان ماركس محقا.
إنها اللعنة /النعمة التي حلت بالبشرية لتكشف لها مدى هشاشة النظام الرأسمالي وإنهياره أمام أول محطات الإصطدام الكبرى وعن مدى وحشية وجشع البرجوازية وحكومتها اليمينية التي رفعت شعار "لنضحي بالإنسان للحفاظ على مراكمة رأس المال" هكذا هي المعادلة دوما بالنسبة لرأسمالية رغم أنها كانت تحاول إخفائها طويلا إلا أن شمس الحقيقة أشرقت وأثبتث أن الحقيقة دائما ثورية. ففي زمن كورنا كشفت الأقنعة وزال مفعول كل مساحيق التجميل لتظهر العجوز على حقيقتها ويكتشف العالم بشاعة وجهها وبهذا بطلت كل أكاذيبها ووعودها بالشباب الدائم وخلودها. فكورونا أثبثت لنا أن العجوزة أصبحت عاجزة بشكل كلي عن الحركة وأنها أقرب لنهايتها ربما أكثر مما كنا نحن نتوقع
إن الفشل الدريع للبورجوازية ونظامها الإقتصادي في الصمود أمام أزمة كورنا وإختيارها التضحية بأرواح وحياة الملايين من العمال عبر العالم من أجل تجنب سقوطها بجلطة الدماغية لأظهر بالملموس لكل من كان يطبل ليل نهار أن زمن الإشتراكية قد مضى دون عودة وأن ماركس رحل ورحلت أفكاره معه أنه فقط كان مثل الكلب الذي ينبح في الليل لاهو ينبح على شيئ مفيد ولا الناس إستراحة من نباحه.
وهاهي كورنا تدفع مرة أخرى مثلما فعلت أزمة 2008 بل وبشدة أكثر العالم وعلى رأسه هؤلاء الكلاب التي كانت تدعي خلود نمط الإنتاج الرأسمالي أن المستقبل لن يكون إلا إشتراكيا وأن لا سبيل للخلاص بالنسبة للإنسانية إلا بتجاوزها هاته البنية المهترئة ففي زمن كورنا شهد العالم إحتلال الجماهير للساحات والشوارع وسجل التاريخ مشاهد من الصدام الطبقي بين الجماهير وقوات القمع في قلب ومعقل الإمبرياليات (فرنسا إنجلترا أمريكا اليونان ... وغيرها) من الدول.
نحن هنا لن نجادل في كون وطبيعة الفيروس الذي ضرب العالم بأسره وهل هو حقا طبيعي أم مصنوع؟ لأننا لن نكون في هاته الحالة سوى كهنة ما دمت الأراء وقراءات كلها متضاربة وكلها أو أغلبها لا تستند لما هو علمي صرف في تعاطيها للموضوع بل محكومة مسبقا بمصالح سياسية تخدم هذا الجانب أو ذلك. لذلك فالإجابة على هذا السؤال بالتدقيق هي مسألة يصعب بل ولا يجب الحسم فيها في اللحظة وتركها لأصحاب الإختصاص والعلم ليقوموا بذلك.
لكن ماسنجادل فيه إن كان البعض يرى عكس مانرى في أن البورجوازية ونظامها الإقتصادي الرأسمالي هم من يتحملون المسؤولية فيما تعيشه الإنسانية اليوم من مأساة عبر ربوع العالم وسقوط عشرات الألاف من ضحايا الفيروس في العالم كل يوم. فكل السيناريوهات والقراءات مهما كانت تقودنا كلها إلى هاته النتيجة فإذا كان الفيروس مصنوع في المختبر هنا لا نحتاج إلى إضافة أية كلمة لإدانة الرأسمالية عن مسؤليتها المباشرة في هاته المأساة الكونية.
وإذا كان الفيروس طبيعي وصحت كل مزاعمهم ومايقولون فإن الرأسمالية أيضا تجد نفسها غارقة في الوحل حتى رأسها فسوء تدبيرها وتعاملها مع الفيروس هو من قاد الإنسانية إلى حافة الموت الجماعي هذا الذي أصبحنا نعيشه اليوم بسبب فيروس كورونا أو covid 19 وذلك أولا من خلال سماح للفيروس بإنتشار في كل أرجاء العالم بعدما كان بالإمكان محاصرته بالصين مكان ظهوره. ثانيا إن أحد أهم العوامل التي ساهمت في نشر الفيروس وبقائه لهاته المدة الطويلة هي رفع مجموعة من الدول لشعار الإقتصاد أولا مثل إنجلترا وأمريكا والبرازيل.... إن إختيار التضحية بصحة وحياة العمال في سبيل مراكمة المزيد من رؤوس الأموال والحفاظ على الإقتصاد من أي إنهيار وإستمرار الشركات في العمل هو ما حولها لبؤر لنشر الفيروس  في الوقت الذي كان يجب يكون هناك حجر صحي عالمي لتجنب هاته المأساة العالمية وتوفير كل مايلزم لإنجاح هذا الحجر.
ثالثاً إن ضعف أنظمة الرعايا الصحية وإنهيارها أمام الفيروس وعدم إستجابتها وتغطيتها لكل الحالات المسجلة وتركها المسنين بدون علاج في العديد من الدول إيطاليا أمريكا لدليل أخر على أن الرأسمالية لا تبالي بصحة وحياة الإنسان بقدر ما يهمها مراكمة الأموال وإستغلال العمال فهاهي بعد أن إمتصت دمائهم لعشرات السنين تركتهم (المسنين) يصارعون الموت وحدهم دون أن يجدوا حتى سرير لهم في مستشفى يأويهم بل إختارت أن تضع على هاته الأسرة من مازلوا يمكن إستغلالهم وإمتصاص دمائهم.
إن كل هذا يقودنا كما قلت سلفا إلى أن الرأسمالية هي المسؤول المباشر عن هاته المأساة الكونية وهي هنا لا تقوم إلا بما عهدت القيام به منذ زمن طويل (الحرب العالمية الأولى والثانية.....) فليس في مقدورها اليوم أن تقدم للإنسانية غير المزيد منالمأساة والقمع.
إن هذا المشهد الكوني لمأساة الإنسانية في زمن كورنا يصبح أكثر وضوحا وقتامتا ويصبح ظلام هذا الكوفيد أكثر حلكة في منطقة جغرافية إسمها المغرب والتي يجب كتابة على حدودها تلك القولة التي كتبها دانتي على مدخل الجحيم "أيها داخل إلى هنا ودع كل أمل" فشعبنا هنا محنته محنات مضاعفة بين نظام مستبد يمتص دمائه دون توقف ليضمن حياة الرفاه لأسياده وبين محنة هذا الوباء القاتل الذي يفتك بأبناء شعبنا ومحنة الجهل والتخلف لينضاف إليها مأساة الفقر والبطالة وهي أخطر من كورونا بمرات كثيرة وبين ثقافة موغلة في الرجعية ينشرها الظلام المهيمن على المشهد وضارب جدوره في أعماق هذا المجتمع ليجعل معاناته فضيعة إلى درجة لا توصف ولك أن تسأل أي فرد لتجيبك دموع القهر بدل الكلمات وتنطق ملامح الوجه بما يعجز اللسان عن قوله.
إن مانعيشه اليوم مع هذه المناسبة الخاصة والتي أعطوها إسم العيد الكبير لأكبر برهان وأوضح صورة عن مأساة شعب ألبسوها لباس العيد والفرح بينما هي في واقع الأمر وحقيقته صوط أخر يسلط على رقاب الضعفاء والفقراء ففي زمن كورنا وعز إنهيار القدرة الشرائية وعدم قدرة الغالبية العظمى من الشعب عن توفير قوتها اليومي بعد عودة تدريجية لنشاط الإقتصادي وبدل أن يطل علينا أصحاب القرار حاملين معهم حلا ينتظره الجميع بل ويراه خلاص لحظي يعفيهم من مصاريف وتكاليف هاته المناسبة بإعلان إلغاء العيد في هاته الظروف إلا أن أسياد الغباء وخفافيش الظلام قالوا فلتحتفلوا بألامكم أيها المعدومون فلتشترو أكباش ضيعات أخنوش لترتفع أسهم رصيده البنكي من دمائكم وياليت الأمر وقف هنا وكانت نهاية العبث بل وفي عز البحت عن ثمن الأضحية بين الدعاء والتضرع للسماء لتمنحهم من جديد كبش فداء إسماعيل بمعجزة ربانية في زمن كورونا وبين الخروج هؤلاء البؤساء من أقصى البلاد إلى أدناها لعلهم يجددون ثمن كبش يعودون به إلى أبناء لا يعرفون شيئا سوى أنه يجب أن يستمتعوا برؤية الكبش في المنزل وتناول بولفاف يوم العيد إسوة بأصدقائهم.
وبإقتراب الموعد الذي يقدم فيه الشعب قرابينه لضمان إستمرار رمزي في هاته الحياة أطل علينا الذئب الملتحي ومعه النبئ الذي لا يعلمه أحد غير من أعطوه أوامر إعلانه لطقس أخر من طقوس الموت الجماعي على مدارات الطرق وهو يقول أيها المغاربة أمامكم بضع ساعات لتغادرو قبل الإغلاق لكل المدن التي قد تمنحكم كبش الفداء فلتتسابقوا نحو الموت وتركوا كل شيء ورائكم وغدا سنحصي الموتى ونسعدكم من جديد بأعداد الذين نجو من جحيم هذا البلد. وباقي الكلام كل منا شاهده في الصور والفديوهات التي غزت مواقع التواصل الإجتماعي في ليلة الهروب الكبير لحوادت سير و سيارات أصبحت رمادا بمن فيها بدل أن تصل الوجهة الصحيحة لرؤية الأبناء والعائلة بعدما طال الشوق لهم وكأنهم كانوا في بلاد الغربة وليس داخل نفس الوطن فكورنا أجبرت الكثرين على البعد والفراق.
وماذا بعد أطل علينا حارس الضيعة ومدير سجننا الكبير ليقول لنا فلتخفيفوا من هولكم وخوفكم فأنا أحبكم مثل أبنائي وهذا سبب كافي لإقامة الإحتفالات في كل البلاد فبإحتفالكم هذا سنجتاز الأزمات والمحن. لكن الإجابة عن ديماغوجية الخطاب وزيف الكلمات تكلف بها الواقع وأعلن أن العيد هو أكبر مأساة ولنا في ماحدت في البيضاء ألف جواب لما عجز الناس عن توفير ثمن الخروف وحتى من إستطاع توفير بعض الدريهمات لم يجد كبش يعود به للأبناء. فالمدينة مغلقة مند أيام والخرفان غيرت الطريق إلى وجهات أخرى يمكن لها أن تجد فيه مكانا تترتاح فيه قبل مراسيم الدبح لتنطلق عمليات السطو والنهب والسرقة في سوق الحي الحسني بمدينة أصبحت سوداء في عيون كل أولئك الذين فقدوا رزقهم فيها وفي عيون من لم يستطيع توفير العيد لأبنائه أيضا ليتبت الواقع مرة أخرى عجز هذا النظام في إدارة أي شيء وأنه شأنه شأن أمه ( الإمبريالية) لا يستطيع توفير أي شيء لشعب غير القمع والمأساة والأحزان.



#اليزيد_كرماح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تجتمع كورونا والعيد لرسم بعدا جديدا من المأساة


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اليزيد كرماح - عندما تجتمع كورونا والعيد لرسم بعدا جديدا من المأساة