زهراء الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 6629 - 2020 / 7 / 27 - 18:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
.......................................................
منذ الفاتح من تشرين الاول المنصرم من العام الماضي و نحن نتلقى أنباء مصارع و إصابات لكواكب من صفوة أبناء الشعب العراقي الذين خرجوا مناهضين للواقع العراقي المتردي و لم يطالبوا سوى بحقوق من المفترض انها تؤتى دون مطالبة أو عناء.
و لكن الأمر وصل بقمع تلك الجموع في كل ساحات الإعتصام لمجرد انهم قالوا كلمة الحق و أرادوا ((وطن)) غفى على كتفه الزمن الغابر و أدارت له الايام ظهرها و قدمت الحكومات المتعاقبة فيه قرابين لإرضاء عروشهم المزيفة التي لولا سلطة الشعب لما وصلوا إليها.
المثير للدهشة هو أن العدو الذي يقتل كل تلك الوجوه و يجعلها تنطفئ في التراب هم من المفترض أن يحموننا و يوفروا لنا الأمن والأمان والاستقرار و السيادة الوطنية و كل الخدمات الأخرى التي اقسموا على تنفيذها و لكن أتصور انهم اقسموا العكس.
في الأمس خسر العراق المزيد من أبناءه الذين كانوا يسكنون ساحة التحرير في وسط العاصمة بغداد بكل سلمية منذ شهور مضت و تجرعوا جميع انواع الويلات التي انزلتها بهم الحكومة و التي هي بنفسها من تبرء من ذلك بحسب ما جاء في تصريحات وزير الدفاع السابق نجاح الشمري الذي قال بأن المتظاهرين قتلوا على يد جهات غير حكومية و ان الحكومة العراقية غير مسؤولة عن مقتلهم و عند سؤاله عن انتماء أو من هم الجهات التي قامت بقتلهم إذن أجاب بأنه لا يعلم!!!!
وزير دفاع لدولة لا يعلم ماهية الأطراف التي قامت بقتل أبناء الشعب او كيف و من رماهم بسيل من القنابل المسيلة للدموع و الغازات و الرصاص الحي و مازال هناك تحقيق قائم لمعرفة تلك الجهات!!!
إذا كانت الحكومة غير قادرة على توفير الخدمات للشعب و غير قادرة على حماية الشعب و ليست مسؤولة عن النظر بمطالب الشعب و لا تعلم من يقتل الشعب و تتفق على انتهاك حقوق الشعب و نزع السيادة الوطنية و تسرق أموال الشعب و تتمتع بها بالإضافة إلى العديد من المصائب الأخرى التي رزحنا تحتها و نزفنا دماء من أجلها و خرجنا مطالبين بها فما الحاجة إلى تلك الحكومة التي من الأولى أن يحكمنا العدو و لا يحكموننا هؤولاء السراق القتلة المتآمرين ضدنا.
و متى سيتم إنهاء هذا الوضع الذي لا نعرف كيف الخلاص منه أو لماذا نخسر في كل يوم شباب و رجال كل همهم الحصول على حياة كريمة فقط.
#زهراء_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟