أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبير سويكت - ما الذى يضير طبيبة المناضل المقاتل فى الميدان ان تكون وزيرة الصحة فى السودان















المزيد.....

ما الذى يضير طبيبة المناضل المقاتل فى الميدان ان تكون وزيرة الصحة فى السودان


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 16:39
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


ضجت وسائط التواصل الإجتماعي السودانية بخبر حول إحتمالية أن تاتى القيادية البارزة بحزب الأمة المنصورة مريم الصادق المهدى نائبة رئيس حزب الأمة وزيرةً للصحة فى التشكيلة القادمة للحكومة الإنتقالية ، و أنقسمت الآراء و الأصوات ما بين مؤيد و رافض ، و المعلوم أن منصب وزير الصحة مقارنة بسيرة و مسيرة الدكتورة السياسية السودانية مريم الصادق هو أقل بكثير مما يفترض ان تكون عليه بناءًا على القدرات السياسية و التجربة الواسعة و التاريخ النضالي و المهارات المهنية والفنية والأكاديمية، فدكتورة مريم الصادق فى فترة من الفترات كان يطلق عليه البعض لقب بنازير بوتو السودانية .

لكن التربية الأنصارية التى نشئت عليها جعلتها تنشغل عن مهنتها كطبيبة بقضايا الوطن و الكفاح و النضال فأحياء الدين و الكفاح و النضال من اجل الوطن بالغالي و النفيس و الحرص على حمايته و صونه من الأسس الراسخة فى المدرسة الأنصارية، و عهد قطعوه على أنفسهم نساءاً و رجالاً، و إيمانها بأحقية العيش الكريم لكل إنسان و دفاعها عن الحريات و الديمقراطية و نبذها القمع و الاضطهاد و الظلم والاستبداد و الدكتاتورية جعلها تناهض هذا السلوك منذ نشأتها الأولى، و لأن المبادئ لا تتجزأ لم تكن نظرتها هذه محصورة على السودان بلدها الأم بل كانت تتألم لما ترى من ظلم يقع على الفلسطينين فكانت فى صغرها ترفض فكرة الزواج و تخطط ان تهب نفسها للدفاع عن القضايا الإنسانية و على رأسها القضية الفلسطينية التى كانت تتعاطف معها بشكل كبير .

درست الطب بالأردن و تخرجت تقريباً عام 1990، كما عملت بمستشفى سوبا الجامعي ومستشفى أحمد قاسم، ونالت دراسات عليا في تنمية المجتمع في جامعة الأحفاد للبنات ، و تواجدها فى الأردن من اجل دراسة الطب اتاح لها فرصة تكوين شبكة علاقات واسعة فى الوطن العربي و الإسلامي و ان تصبح اكثر معرفة و إلمامًا بقضايا الشرق الأوسط السياسية و الفكرية ، كما ان جولاتها و سفراتها المتعددة فى اوربا(باريس،لندن،برلين ،اديس ابابا ، ارتريا، ....الخ)و غيرها من البلدان ضمن وفد الأمة فى المفاوضات و الاجتماعات الخارجية لكتل و تحالفات المعارضة آنذاك المدنية و المسلحة على حد سواء، هذه التجربة اثقلت فيها جانب العلاقات الخارجية مع مراكز القرار فى العالم الدولي ومنظماته ، فأصبحت سياسية بارعة ذكية و محنكة و خبيرة فى إدارة العلاقات الخارجية على الصعيد الدولي و العربى و الإسلامي .

و للأسفار خمس فوائد و قد اكتسبت المنصورة اهم فوائد هذه الأسفار فى اتساع الأفق و المعرفة و الانفتاح على العالم الدولي و العربى والإفريقي و الإسلامي ، كما ان طبيعة عملها التى جعلتها تنفتح على شخصيات من بلدان متعددة و ثقافات مختلفة و إثنيات و ديانات عدة زاد من ايمانها الراسخ بالتعدد و التنوع و التعايش السلمي ، الا ان تجربتها النضالية العظيمة كانت خصم عليها فى الجانب الأسرى حيث تحكى صفحات التاريخ انها عند خروجها مع والدها فى عملية تهتدون من السودان لاريتريا و الالتحاق بقوات التجمع المعارض حيث كانت ضمن صفوف المقاتلين في أسمرا، فهى التى حملت السلاح و أجادت الفنون القتالية حتى وصلت لرتبة رائد، كذلك كانت نائباً لرئيس الوحدة الطبية في جيش لواء السودان الجديد الذراع العسكري للتجمع، ثم أصبحت قائداً لمكتب الحزب بأسمرا ومسؤولة عن الجيش .

و هى فى الأساس امرأة رياضية كانت لها نشاطات رياضية مختلفة على سبيل المثال لا الحصر الفروسية و السباحة و هذه الأنشطة مع قوة شخصيتها بالفطرة و شجاعتها زادتها صلابة و قوة و صمود ، فكانت صامدة جسديًا و معنويًا عندما استهدفها النظام البائد تارة بالسجن و الاعتقال و تارة بمحاولة بث الأكاذيب و الشائعات و الاخبار المضللة ، و محاولة إحاكة المؤامرات و الفتن ضدها باغتيالها معنوياً وسياسياً، و لكنها ظلت ثابتة كجبل احد لا يهزها صغار الحصى حتى أطلق عليها بعض مؤيديها لقب المرأة الحديدية التى لا تهزم ، و يرجع ذلك لطبيعة شخصيتها القوية و روحها القتالية فى الاتجاه الإيجابي ، فهى تلك المرأة التى صالت و جالت و خرجت في مظاهرات في جميع البلاد و لم تخف و لم ترمش لها عين فكانت النتيجة ان دفعت ثمن شجاعتها و وقوفها ضد ذاك النظام الإرهابي غالياً، كسرت يدها، تم إعتقالها مرات عديدة، و لم يتوقف الأمر عند ذلك فقد كان التظام البائد نظاما قمعيا لا يفرق بين رجل و امرأة، و لا طفل و كهل فهو يبطش بلا رحمة ولا أخلاق خاصةً من يرى فيهم تهديد له و خصوم شرسين و من يصعب عليه إستمالتهم يذيقهم الويلات ، أما الركع السجود بائعى القضية الوطنية من اجل الملذات الدنيوية يصنع منهم ابطال من عدم و يفتح لهم الابواب و يسلط عليهم الأضواء حتى اتملات الساحة السودانية بوجوه مغمورة لا يعرف الشعب لها اى تاريخ كفاح و لا نضال لكن أتت بهم الأجندة الخفية التى تعمدت إقصاء المناضلين الحقيقيين أمثال دكتور مريم و غيرها التى عندما جعلها النظام هدفًا له تعرضت أيضاً آنذاك للرمي بالبمبان ثلاثة مرات في رجلها التي كانت مكسورة و بها إصابة بالغة جداً من الضابط شوقي صالح أحمد حيث صنف البعض تلك الحادثة بالإستهداف القذر.

المنصورة تزوجت فى 24/02/1996 وضعت مولادها الأول فى 28/12/1996 و بعد عام من ذلك انضمت لجيش الأمة للتحرير و آنذاك كانت صغيرتها معاها فى معسكرات الجيش و فخاضت تجربة ميدانية برفقة بيبي، و بروح التكافل و المحبة و المودة التى تربط بين الأنصار فهم كجسد واحد إذا اشتكى او تألم منه عضو تداعى له سائر الجسد و هكذا كان احباب مريم و رفاقها يبثون روح إيجابية لتلك الصغيرة وهي تلعب مع الثعابين التي تأكل الفئران ،و تبقى الصور التذكارية شاهدة على تاريخ حافل بالعطاء و بالترح و الفرح على حد سواء.

و بينما كانت تكافح و تناضل و تعلمت حمل السلاح و ضرب النار حينها رسخت المنصورة صورة إنسانية لها فى اذهان من كانوا شهود عيان على دور الجيش الأبيض الذى كانت تقوم به من اسعاف الجرحى طبياً و الاعتناء بهم .

تدرجت المنصورة قياديًا فى حزب الأمة حتى وصلت منصب نائب رئيس فقد شغلت قبل ذلك العديد من المناصب على سبيل المثال لا الحصر : رئيس قطاع المرأة في حزب الأمة القومي، شغلت منصب مساعد الأمين العام لشؤون الاتصال بالحزب و غيرها من المناصب، فقد نالت مكانتها من خلال العمل و العطاء و التضحيات و النضال و الكفاح و ليس إستناداً على إسم العائلة أو موقع الوالد كرئيس لحزب الأمة .

من خلال ترحالها فى المدن الأوربية باريس لندن برلين ...الخ كانت دوما تبشر بعودة الديمقراطية و الحرية و العدالة و المساواة و أهمية السلام ، و حاربت الديكتاتورية و الشمولية بكل بسالة و كانت تحرص دوماً فى فترات تواجدها فى تلك المدن على عقد الندوات من اجل الحشد و التعبئة ، و كذلك من اجل تقريب وجهات النظر و بناء ارضية مشتركة مع قوى الكفاح المسلح، حيث تعتبر المنصورة اكثر القيادات فى حزب الأمة معرفةً بملف الحرب و السلام و قضايا الكفاح المسلح ، و هى ليست معرفة نظرية بل معرفة ناتجة عن خبرة عملية و عمل مشترك مع الجهات المعنية .

فبرغم الاختلاف فى بعض الرؤى السياسية و الفكرية مع الآخرين الا انها بذكائها تمكنت ان تكتسب احترام خصومها و امتصاص غضب الجهات المعاكسة ، و بنت لنفسها رصيد شعبى و سياسي و اجتماعى بعيدا عن اسم العائلة، و برغم اختلاف البعض معها فهى مع الحنكة السياسية و المرونة الا انها تمتاز بصفة الصدق و لا تتقن فن النفاق و حرق البخور و دق الطبول و الذى فى قلبها على لسانها ، و مع ذلك مسيرتها و سيرتها النضالية والسياسية جعلتها محل تقدير و احترام ، و نالت إعجاب الكثيرين الذين اكبروا فيها الشجاعة و المصداقية و الاعتماد على الذات ، و ان حبها للوطن و روح النضال جعلها تؤثر على نفسها مصلحة الوطن على مصلحتها الشخصية، و استمراريتها فى النضال و الكفاح من أجل الديمقراطية والحرية و إحلال السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الكريمة للمواطن السودانى .

بالرغم من ان مسيرتها السياسية النضالية كانت متميزة و فريدة من نوعها إلا انها دفعت ضريبتها علي المستوي الشخصى و كذلك المهنى حيث كان إبتعادها اللاختيارى عن مهنة عن الطب بالطريقة الإكلينيكية السريرية على حد قولها لأنه بالنسبة لها الطب قبل ان يكون مهنة هو هواية وحب ووسيلة لخدمة البشر حيث كانت احد أهدافها تسخير حياتها لهذه المهمة الإنسانية، و دراستها الطب كانت عن اختيار ورغبة وحب لهذه المهنة وعن تفضيل وتفكير،و تقول دكتور مريم انها توفقت برغم المعاناة الكبيرة في العمل الطبي لأي إنسان يعمل به (نساء أورجال) لكنها كانت ترى آنذاك ان في السودان يزيد إضعاف مضعفه لان الأطباء على حد قولها فى ظل نظام الاستبداد البائد كانوا ملاحقين ومطاردين ومتهمين في وطنيتهم وممنوعين من الخروج والدخول، فكانت دكتورة مريم دوما و فى ظل الانتفاضات و المظاهرات ترسل دوما رسائل تعظيم و احترام للأطباء و الطبيبات واصفةً إياهم بالفرسان والفارسات.

و المنصورة لم يكن اهتمامها مختصر فقط حول المحور السياسي بل كذلك الاجتماعي و هموم حواء السودانية ، و ايماناً منها بجمال التنوع السودانى و تمسكاً منها بالأصالة السودانية شكلاً و مضمونًا و كذلك إنطلاقاً من الواجب المهنى كطبيبة عالمة بأضرار الفسخ و الجلخ المضر بالصحة و المترجم عن عدم قبول الهوية السودانية المتنوعة كانت لها فكرة تتمحور حول التجميل الطبيعي اعتمادًا على الطرق العشبية الآمنة فكانت فكرة إنشاء كورس في جامعة السودان تجربة الأعشاب التى تحتوي علي مكونات تساعد علي العناية بالبشرة بشكل طبيعى وطرق آمنة.



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللهم أرحم العمة العزيزة أميمة الطاهر المجمر طه
- قرار وزارة العدل السودانية ليس حربًا على الإسلام لان حد الرد ...
- ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالسودان يتحدث عن العقوبات و ...
- ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالسودان ماسيمو ‎فرانشيسكو د ...
- ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالسودان ماسيمو فرانشيسكو دي ...
- قراءة ما وراء السطور حول اهتمام دول المحاور بالوضع الصحي فى ...
- تعزية الحبيب الأستاذ محمد زكى سكرتير مكتب الإمام الصادق المه ...
- حتى نستطيع أن نقرأ و نفهم ما وراء هتافات أم ضفائر
- محمد عصمت متفائلاً بى 30 يونيو يهدد و يحذر الزواحف الكيزانية ...
- يا ذاكرًا لجان المقاومة كن متأدباً و أعرف عظيم منازل اللجان، ...
- وزارة العمل و التنمية الإجتماعية السودانية ما لها و ما عليها
- زعيم الإتحادى الموحد محمد عصمت يحذر من المساس بحكومة الثورة ...
- محمد عصمت زعيم الإتحادى الموحد يحذر من المساس بحكومة الثورة ...
- محمد عصمت يشرح الأزمة الإقتصادية بمبضع جراح يكشف عن الحلول ا ...
- محمد عصمت يشرح الازمة الإقتصادية بمبضع جراح يكشف عن الحلول ا ...
- محمد عصمت رئيس الإتحادى الموحد فى حوار حول قضايا الساعة و ال ...
- محمد عصمت رئيس الإتحادى الموحد يفند أهم و أخطر القضايا و يضع ...
- رئيس الإتحادى الموحد يفند أهم و أخطر القضايا و يضع النقاط عل ...
- حوار مع زعيم الإتحادى الموحد محمد عصمت حول قضايا الساعة و ال ...
- رئيس نداء الشمال و تحالف الولايات : قحت اعتبرناها الحكومة بح ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبير سويكت - ما الذى يضير طبيبة المناضل المقاتل فى الميدان ان تكون وزيرة الصحة فى السودان