أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فكري آل هير - عقول أم مؤخرات: في سيكولوجية القطيع














المزيد.....

عقول أم مؤخرات: في سيكولوجية القطيع


فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)


الحوار المتمدن-العدد: 6610 - 2020 / 7 / 5 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما يتفق الكثير منا اليوم على أن السياسات الدولية تتجه نحو تفكيك وخلخلة بنية الدولة/ المجتمع/ الشعب/ الهوية.. وغيرها، وكل هذا من أجل تحويل مناطق معينة في العالم الى حقل لتجربة نموذج الفوضى الخلاقة، وما يمكن أن يؤدي إليه هذا النموذج من تغيير في الخارطة السياسية/ الاجتماعية للمنطقة نفسها..!!- تماماً جداً جداً كما يحدث على مستوى المنطقة العربية، وعلى مستوى الدول العربية، وعلى مستوى الشعوب والمجتمعات داخل هذه الدول العربية..

نموذج الفوضى الخلاقة: هو تفكيك الهويات الوطنية الى هويات فرعية: مذهبية وطائفية، دينية، عرقية، مناطقية.. وما الى ذلك، وتحويل هذه الهويات الى عوامل صراعية، يتصارع فيها وعليها وبسببها الجميع كشراذم..!!

...

الواقع يثبت هذا ووحدها البغال البشرية من تدعي بأنها لا ترى ذلك.

..

لا يحتاج الأمر الى ضرب أمثلة لتقريب الصورة، لأن الصورة واضحة تماماً.. لكن كيف يمكن لكل واحد منا أن يرصد مدى وقوعه تحت سلطة هذه السياسات، وتحت تأثيرها؟ وكيف يعرف الي أي مدى أصبح مساهم في تنفيذها وتحقيق أهدافها من حيث يعلم أو لا يعلم؟!

**

ألقح الموضوع بجرعة علمية، وأقول إن الدراسات التطبيقية الدقيقة في مجال علم النفس قد أكدت من عقود طويلة على أن الانسان كفرد محكوم بطبيعته بآلية مزدوجة تتألف من عنصرين، هما: (الفكر والفعل)، والفكر يعبر عنه الوعي كعنصر قابل دائماً للتغير والتطور مع خط الزمن، وبالتالي، فأي فعل يصدر من الإنسان هو بالأساس ترجمة لما هو قائم كفكر في وعيه، وأيضاً، فإن أي تغيير في الواقع الفعلي لا يمكن أن يحدث دون أن يسبقه بالأصل تغير في الوعي.

..

في هذه الآلية، تعتبر اللغة الوسيط الفاعل بين العنصرين والأداة المنجزة.

..

هذه الحقيقة العلمية- وغيرها من حقائق العلوم الانسانية والاجتماعية الأخرى- تنطبق على السيكولوجيا الجمعية (الوعي الجماهيري/ الفعل الجماهيري)، ولهذا تم إخضاعها بشكل أو بآخر للتوظيف السياسي- الإعلامي، من خلال ما يعرف بـ "برامج وأدوات صناعة الرأي العام"، التي تعمل على توجيه وعي الأفراد/ الشعوب الى تبني قناعات معينة، حتى لو كانت زائفة وملفقة، تماماً كما هو حاصل اليوم في كل شيء من حولنا.

للتحقق من الأمر عملياً، يمكن لأي شخص منا أن يراقب أفكاره، مصطلحاته، خطاباته، منشوراته.. وهل تتضمن مصطلحات ومفاهيم وتصورات ومواقف وآراء تفكيكية، أم لا؟- لأن أي شخص غير واعي بهذه المسألة، هو في الحقيقة داجن تماماً، ولا يمكن أن يقاوم هذه السياسات.. أو يقف في موقف الضد منها.

..

الإنسان الواعي اليقظ الناقد.. هو من يعي بهذه الحقيقة بصورتها الكاملة..!!- تعالوا لنرى..

**

نموذج التفكيك الجاري على اليمن:

• انقلاب- شرعية

• انقلاب- شرعية (اخوان، أحزاب، حراك)

• مناطق تحت سيطرة الانقلاب- مناطق محررة

• شمال- جنوب

• مفاهيم وتصورات تفكيكية مختلفة ومتصادمة لعدة أقاليم فيدرالية

• تفكيك الشرعية (خلق صراعات بينية داخل الشرعية: الجنوب، المجلس الانتقالي، احتلال سوقطرة، معركة شبوة، احتلال المهرة، الأحزمة الأمنية، مليشيات داخل ميليشيات..)

• مفاهيم وتصورات تفكيكية جهوية (اتفاق الحديدة، حصار تعز، الادارة الذاتية عدن، معركة البيضاء، الساحل الغربي/ القضية التهامية...)

كل هذه المصطلحات صنعتها وروجتها السياسات الإعلامية، وهي جميعاً قضايا جزئية يتم التعامل معها بأشكالها وتفاصيلها الجزئية باعتبارها قضايا محورية، وكلما أوغل الناس في التعامل معها كان ذلك كله على حساب القضية الأصلية الكبرى:

قضية الشعب، الوطن، قضية دولة مستقلة، ذات سيادة.

المشكلة هنا، بل الكارثة أن الغالبية منا قبلوا إن يجري كل هذا التفكيك على عقولهم ووعيهم، ولهذا من الطبيعي أن يؤدي وعيهم، خطاباتهم، أفعالهم الفردية والجمعية الى تحقيق أهداف التفكيك..؟- وإلا فعلى أي أساس يزداد الوضع سوءً في بلادنا، وتزداد وتيرة تمزيق شعبنا، والوطن، هويتنا اليمنية، ما لم تكن الأغلبية منخرطة أساساً في عملية التفكيك.. بعقولها الداجنة، الاتباعية.. حتى غلب عليها فكر وسلوك النعاج..؟!

**

صار من اللازم أن نتذكر ونستعيد قضيتنا الأساسية، وهي أننا شعب واحد، يطمح الى بناء دولة قوية مستقلة وذات سيادة، دولة عادلة يتساوى في ظلها الجميع، دولة ديمقراطية تحقق وتلبي طموحاتنا كشعب في أن نحيا حياة آمنة وكريمة بلا فساد بلا عمالة بلا خيانة بلا هيمنة بلا تطرف بلا ارتهان بلا كل هذا القبح الذي صرنا فيه..!!

اليوم، لا خيار أمامنا إلا مقاومة سياسات التفكيك الدولية وأدواتها الإقليمية والمحلية، والعمل على انتاج خطاب وطني جامع يوحد الجميع نحو أهداف كبرى محددة وموحدة..

أو...:

الاستمرار في القبول بما نحن عليه، وعياً وفكراً وفعلاً وسلوكاً وخطاباً.. والبقاء في هذا الوضع كقطعان متشرذمة يحكمها المتسلقون والانتهازيون والخونة والعملاء، وتجار الحروب وأصحاب المصالح الضيقة..!!

..

الى هنا يكفي؛ فلا تلوموا النخب العاهرة طوال الوقت أو متى ما سيطر عليكم اليأس والإحباط.. ولوموا أنفسكم وحاسبوها ولو لمرة واحدة، فكل شخص منا بالغ وناضج هو مسؤول عن هذا الواقع..!!

انتهى..



#فكري_آل_هير (هاشتاغ)       Fekri_Al_Heer#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استدراك حول الاسم الحقيقي لملكة سبأ
- لأول مرة على الإطلاق: الاسم الحقيقي لملكة سبأ
- حول اسم عاد: دراسة في المعاني والصلات التاريخية
- العقيدة الرسمية والوجه الآخر لتاريخ الحقيقة
- يوم البُّن والحقيقة: المسودة الكاملة لدراسة -جغرافية التوراة ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب- القسم الثاني كاملاً- فكري ...
- الدولة والدولة الطائفية في فكر عامل
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 – 4) - أقواس الربيعي الف ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 - 3) - هورشلم حوتس لآرتس ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 - 3) - هورشلم حوتس لآرتس
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2 - 2)- بين شهادة الهمداني ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2- 1)- فاضل الربيعي بين ال ...
- آرشلولخ هرشلوم.. آكَّا يءمل الزجزاج
- بلاد العرب وبلاد اليهود بين التوراة والنقوش الأثرية
- الحقيقة والتلفيق بين فاضل الربيعي والحسن الهمداني
- العقيدة الرسمية ومأساة الوجه الآخر لتاريخ الحقيقة
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب- القسم الأول مكتملاً
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (4)- نهاية لعبة الأسماء وال ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (3)- المنهج الجهنمي وحقيقة ...
- جغرافية التوراة وحاخاماتها العرب (2)- من نقد التوراة الى إنق ...


المزيد.....




- بالفيديو.. لحظة انبثاق النار المقدسة في كنيسة القيامة
- شاهد: إنقاذ 87 مهاجراً من الغرق قبالة سواحل ليبيا ونقلهم إلى ...
- الفطور أم العشاء؟ .. التوقيت الأمثل لتناول الكالسيوم لدرء خط ...
- صحيفة ألمانية: الحريق في مصنع -ديهل- لأنظمة الدفاع الجوي في ...
- مسؤول إسرائيلي: لن ننهي حرب غزة كجزء من صفقة الرهائن
- قناة ألمانية: الجيش الأوكراني يعاني من نقص حاد في قطع غيار ا ...
- تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل ...
- الطعام ليس المتهم الوحيد.. التوتر يسبب تراكم الدهون في البطن ...
- قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين
- -اللعب الخشن-.. نشاط صحي يضمن تطوير مهارات طفلك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فكري آل هير - عقول أم مؤخرات: في سيكولوجية القطيع