أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - وقفة تحليلية لمسائل عراقية ملتهبة















المزيد.....

وقفة تحليلية لمسائل عراقية ملتهبة


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 464 - 2003 / 4 / 21 - 06:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الأحد 20 أبريل 2003 12:10 
 
ثمة قوى وطنية عراقية تدعو لإشراف الأمم المتحدة على مؤتمر المعارضة القادم والمفترض أن يبحث مسألة تأليف حكومة عراقية مؤقتة [أو انتقالية] تضبط الأمن وتضمن الخدمات العامة والعودة للحياة الطبيعية، وتمهد للانتقال التدريجي نحو الديمقراطية البرلمانية. وفي الوقت نفسه تجري منذ أيام مظاهرات الإسلاميين التي لا شِك في أن تنظيمات البعثيين وإيران تنفخ فيها نار معاداة أمريكا والمطالبة برحيل قوات التحالف فورا. أما الدول العربية فتضم هي الأخرى أصواتها ومطالبة باحلال الامم المتحدة محل قوات التحالف التي يتهمونها بكونها قوات احتلال وليست قوات جاءت مؤقتا وسترحل في زمن معين، وكأنها ليست هي التي حررت الشعب العراقي من كابوس أبشع نظام في العالم في أيامنا هذه كما حررت القوات البريطانية والأمريكية باريس وروما من الفاشية والنازية لتسمح لقوى وأحزاب المقاومة الوطنية باعادة البناء بالعون الدولي وبإقامة حياة ديمقراطية صحية ومستقرة، بينما عادت القوات "المحتلة "بعد انتهاء مهماتها. وباستثناء بعض الأقلام العربية المنصفة الشريفة لم نجد من بقية العرب، أنظمة ونخبا سياسية ودينية وثقافية، حتى مجرد تحية متواضعة للعراقيين على إسقاط صدام ونظامه الدموي والمتعفن وكأنما كارثة الكوارث قد حلت بالعرب أجمعين! ووجدنا مثقفين وشعراء معروفين يشتمون شعبنا كل بطريقته وذهب البعض لاتهام الشعب العراقي ب "خيانة القائد"؟! ولم يوجه الإسلاميون العراقيون مجرد شكر لمن أنقذوهم وقدموا لهم الحرية التي تمكنهم من شتم بوش أمام قواته العسكرية المدججة بالسلاح الحديث دون خوف من اعتقال فوري وتعذيب وقطع لسان وعنق أو الحجز تحت الأرض في العشرات من السجون السرية التي تم اكتشاف عدد منها بفضل القوات الأمريكية التي استطاعت تحرير ستة وعشرين من ضحاياها أحياء. وجاءنا الشيخ الكبيسي من دبي ليقول كلمة عابرة ضد صدام وليصب ثورته المفتعلة على أمريكا وأمير قطر، وليحاول تهييج العامة وقد اندس بينهم من افتخروا قبل أيام في الأعظمية بأنهم قاتلوا من أجل صدام وآووا جماعة من الإرهابيين العرب وفدائيي صدام وسمحوا لهم باستخدام حرم مسجد الإمام الكبير أبي حنيفة كموقع قتال. وأحيل القارئ إلى مقالتي داود البصري وشاكر النابلسي عن هذا الشيخ الذي أنزلوه على بغداد ببراشوت مشبوه!
 فأما عن مخاطر من الرحيل القريب لقوات التحالف، فقد فصّلها الصديق الدكتور عبد الخالق حسين في مقالته التحليلية القيمة في إيلاف قبل يومين. ولا أعرف كيف يفكر رجل ذو خبرة كبيرة ومصداقية ووطنية مشهود له بها كالصديق الجليل الدكتور عدنان الباجه جي بالمطالبة بمغادرة القوات الأمريكية في هذه الظروف، حيث نعلم جيدا أن رجال النظام من مخابراتيين وحزبيين هم متسترون وأقوياء التنظيم ومسلحون، ولهم قدرات مالية، وإن قادتهم الأساسيين لا يزالون في الخفاء؟ وماذا لو ظهر صدام وزبانيته فجأة كما طرح أحد الكتاب؟ فالانسحاب الأمريكي والبريطاني اليوم يعني خلق حالة فوضى أمنية شاملة تهدد باشتعال المنازعات الدموية وستكون أساسا بين البعثيين المتربصين المسلحين وبين دعاة تأسيس "دولة ولاية القفيه" بطبعة أو قشرة عراقية! فهل يراد عودة نظام صدام بوجوده أو بدونه، أو استبدال الدكتاتورية الفردية الشمولية بديكتاتورية رجال الدين وتسليط سواطير التكفير والتأثيم والتحريم على رقاب العراقيين المحرومين من نسيم الحرية حتى حررهم عمنا بوش وأخونا بلير! وهل يراد للمرأة العراقية التي عانت ما عانت بسبب حروب صدام وحملات قتله وسجنه الجماعيين أن تحبس هذه المرة في البيت وأن تعامل كرقيق ذليل ؟ ألم يتم الاتفاق في جميع مؤتمرات المعارضة خارج العراق وفي كردستان على أن الهدف هو نظام ديمقراطي برلماني وفدرالي؟ كما أن الإسلاميين الشيعة ممن لم يشاركوا في مؤتمر لندن كانوا يعلنون دوما أنهم مع النظام البرلماني والتداول السلمي للسلطة. فل وألف لا لدولة ولاية فقيه عراقية ولا للجمهورية الإسلامية التي يرفع الإسلاميون السنة شعارها.
 أما عن إحلال الأمم المتحدة اليوم محل واشنطن ولندن في الوضع الانتقالي هذا فإنه يتجاهل ان القرارات يتخذها مجلس الأمن وان أعضاء هذا المجلس بأكثريتهم رفضوا معاقبة نظام صدام لانتهاكه المستمر لقرارات المجلس ومن هؤلاء الأعضاء روسيا وفرنسا. وفي المجلس عضو عربي ساعد النظام حتى يوم قريب وهو متهم بإيواء عدد من كبار أركان النظام المنهار. وعن الطريق السوري غزا العراق آلاف من الإرهابيين العرب الذين قاتلوا بشراسة أكثر مما قاتلت بها القوات العراقية، وقد أبيد الكثيرون منهم وعاد بعضهم هاربين يروون كيف "خانهم" العراقيون! وقد ناقشت هذه النقطة في مقالتي بإبلاف بعنوان: "الأمم المتحدة هي للعون الإنساني وليس لحكم العراق"، أي ليس للاسشراف على التطور السياسي للعراق في هذه الفترة. واستشهدت بمقال هام لأمير طاهري حيث يقول:
"إن ما يحتاج إليه العراق، أكثر من عملية البناء، هو الحرية والديمقراطية. وهذا بالضبط ما لا تستطيع الامم المتحدة، التي أغلبية دولها غير ديمقراطية، توفيرهما." و يذكرنا الكاتب كأمثلة بحالات كمبوديا والبلقان وسيراليون، حيث كان دور الأمم المتحدة هو ما بين دعم الأوضاع القائمة أو الحفاظ على توازن هش للقوى يستثني تطورات ديمقراطية كاملة أو استخدام المنظمة الدولية غطاء لإدارة الانقسامات القبلية والسيطرة الاستعمارية الجديدة كحالة سيراليون. وفي حالة تيمور الشرقية صارت المنظمة مرادفا للفساد والعروض المشبوهة والفرص الضائعة.ومعلوم للمطلعين على عمل سكرتاريا الأمم المتحدة ووكالاتها الدولية المتخصصة أن خبراءها يتقاضون مبالغ خيالية. واعرف شخصيا العشرات من موظفي وخبراء اليونسكو ممن كانوا يتزاحمون في التسعينات على العمل في العراق بأموال العراق وكان واحدهم يتقاضى آلاف الدولارت شهريا بينما يعيش بثلاثمائة دولار عيشة مرفهة ن ويعيش برصيد مصرفي سمين وبسجاجيج او تحفيات عراقية نادرة يشتريها بأسعار التراب ويبيعها في الخارج بربح عال أو يزين بها شقته في باريس أو خارجها. ووجدنا خبراء الأمم المتحدة برئاسة بليكس يضيعون شهورا باسم البحث عن أسلحة الدمار الشامل بعد ان قلبوا مهمتهم من التحقق من تدميرها إلى الذهاب بأنفسهم يفتشون في أرجاء البلد الشاسع وتاركين النظام العراق يواصل مناوراته وتلاعبه، حتى إذا شارفت المدة التي حددها القرار رقم 1441 قدموا للمفتشين بعضا من تلك الأسلحة. وبذلك قدموا لألمانيا وروسيا وفرنسا وغيرها ذرائع لكي تطالب باستمرار عمل المفتشين شهورا أخرى. وكان الغرض المكشوف هو إنقاذ النظام. فكيف نأمن من للدول التي عارضت حرب تحرير العراق وتشبثت بكل وسيلة دفاعا عن النظام أن لا تقحم مصالحها الأنانية المتضاربة في فترة انتقالية شديدة الدقة والحرج والصعوبة؟ أما إذا أرادوا للمنظمة دورا إنسانيا او إذا قررت الحكومة الانتقالية في مرحلة لاحقة إشراك المنظمة في الإشراف على الانتخابات العامة بلا بأس بذلك. إن مصلحة العراقيين هي في التعامل مع دول التحالف التي أرسلت قواتها وحمت آبار النفط التي كان النظام مصمما على حرقها جميعا لترك البلد خرابا وبلا مصدر رئيسي عاجل لموارد عادة البناء وكشفت هذه القوات. وكشفت هذه القوات سجونا سرية وما في قصور الطاغية وعائلته وآخر ذلك العثور في أحد القصور الصدامية على مبلغ نقدي قدره 650 مليون دولار كان معدا للإرسال لبنوك أردنية لتودع هناك. صحيح أنه كان على قوات التحالف التحسب العملي والفني لاحتمالات انفلات الأمن بعد سقوط صدام وضرورة جلب قوة بوليسية خاصة من عراقيين ومن اميركان وبرطانيين. وعندما بدأ النهب كان عليهم حماية الأماكن الحساسة ومنها المستشفيات والمتحف الوطي الذي كان نهبه كارثة كبرى لتاريخ العراق وتاريخ الإنسانية وحضاراتها. وبالنسبة لموضوع كارثة المتحف فلابد من تشكيل لجنة تحقيق عراقية ودولية لمعرفة كيفية النهب وفاعليها ومسيريها المستفيدين، علما بأن إدارة المتحف كانت قد أعلنت عن حفظ وإخفاء المفردات الثمينة والأصلية الممكن نقلها في صناديق وضعت في مكان سري كما تم قبيل حرب الكويت، وعلما بأن عصابات لتهريب مئات القطع الأثرية العراقية كانت قد أقامت في التسعينات تجارة رابحة لتهريب الآثار بقيادة عدي ومعه مرافق لصدام المدعو أرشد. ونشرت صحافة المعارضة في حينه عشرات الوقائع والوثائق عن تلك العمليات.
لقد انتبه الأمريكان لأخطائهم الفاحشة هذه بعد وقوع خسائر كبرى فراحوا يمارسون دور البوليس أيضا بالتعاون مع إدارة بغداد العراقية المؤقتة.
إننا لم نجد ولا دولة عربية واحدة توجه كلمة طيبة للشعب العراقي تهنؤه بالخلاص من نظام بنى القصور وبنى تحتها عشرات السجون السرية التي قضى فيها الآلاف من المواطنين مددا طويلة وصل بعضها لثمانية عشر عاما. وقد كانت قوات التحالف عند وعدها بالعمل الجاد لتعمير ما يتضرر من بنى تحتية كخدمات الماء والكهرباء والمستشفيات وشبكات الهاتف. ثم بدأت مساعدات المنظمات الدولية تصل تباعا في الميادين الطبية والغذائية وغيرها. وشرع المواطنون يمارسون لأول مرة منذ عهود حرية التعبير العلني عن الرأي وحرية التظاهر وغدا قريبا حريات الصحافة والانتخابات المحلية وظهور مؤسسات المجتمع المدني والتمهيه لقيام قضاء مستقل وأجهزة قضائية غير فاسدة، ثم الدستور الديمقراطي،الخ. ولكن هذه المكاسب في وقت قصير ليست هي تهم أكثر الدول العربية ولا إيران وفرنسا وروسيا وغيرها من الدول الساعية لاتخاذ العراق جسرا لمصالح وحسابات كل منها. إنها لم تراع غير ذلك حين وقفت مع النظام العراقي حتى النهاية حتى أن عمرو موسى وسوريا وغيرهما خنقوا في المهد مبادرة الشيخ زايد بن سلطان. ونجد هذه الدول العربية تعارض مع روسيا دعوة بوش لرفع العقوبات الاقتصادية عن العراق لكونها تخشى من المس بمصالحها النفطية والتجارية إذا تشكلت حكومة جديدة مع بقاء قوات التحالف مؤقتا للحفاظ على الامن والاستعداد لكافة احتمالات التآمر أو المعارك السلحة وغيرها. وقد عالج الأخ عبد الخالق هذا الموضوع بصراحته المعهودة في إيلاف ليوم 19 نيسان الجاري.
 إنني أتمنى ان يكون المؤتمر القادم للمعارضة حاسما في موضوع تشكيل الحكومة المؤقتة، بحيث تاتي العملية منسجمة مع إعلان الناصرية وما اتفق عليه من اهداف في لندن. أتمنى وأناشد أن يضع الوطنيون من مختلف الألوان خلافاتهم جانيا لان الوضع شديد الدقة مع بقاء حالة عدم الاستقرار ومحاولة جماعات إسلامية مدعومة بإيران أو تلك المدعومة من دول عربية معينة لانتهاز فرصة الفراغ السياسي للسطو على السلطة بتأجيج العداء لقوات التحالف والتأليب والضغط عليها للانسحاب لأكل "الكعكة" العراقية والإجهاز على نسيم الحرية الذي بدا يهب على الشعب المقموع دهرا بينما يتربص البعثيون بدورهم لاغتنام فرصة أية فوضى عامة لاسترجاع السلطة والقضاء الدموي على الجميع.
إن بعض القوى والجهات تستغل حالة انقطاع الشعب عن التطورات العالمية وعن المعلومات وكونها لم تكن تسمع وتشاهد وتقرا غير هراء القائد الضرورة وغير أكاذيب الصحاف وتلفزيون وصحافة عدي، وكانت ممنوعة من الدشات التلفزية ومن الصحف والكتب من الخارج غير ما هو مناسب للنظام ومشترى منه بكوبونات النفط. والعراقيون الذين كانوا في الوطن كانوا غير مطلعين إلا قليلا جدا على برامج ومواقف الأحزاب والتجمعات المعارضة وصحافتها، والضرورة القصوى اليوم هي للإعلام الصحيح في الصحف والإذاعة الجديدة والتلفزيون إذ سيكون للإعلام دور استثنائي لتنوير أبناء الشعب وتكوين مناعة وحصانة عندها ضد محاولات السيطرة والاستئثار والغش، ولكي تعي حقوقها وواجباتها المدنية. ولا بد من الحكومة الانتقالية ان تشجع بقوة ووفق خطة سليمة إعادة تأسيس المجتمع المدني، من نقابات وجمعيات حرة ومن صحافة حرة، وأن تضمن استخدام التلفزيون منبرا لعرض وجهات النظر المختلفة ومناقشتها بحرية وديمقراطية ليتعود الشعب على الفكر النقدي وعلى روح الحوار واحترام الآراء وتمحيصها المنصف.
أما محاولات الحط من شأن الشخصيات والأحزاب والمثقفين الذين يقدمون من المنافي والذين عانوا ما عانوا من نظام صدام فهي محاولات خبيثة ودنيئة قد يقع المواطن الساذج غير المطلع ضحية لها. والاحزاب والشخصيات الوطنية التي نقلت مكان نشاطها الرئيس للخارج لم تفعل ذلك برغبتها ونفورا من الوطن بل بسبب القمع الوحشي الدموي،فضلا عن كونهم كانوا يعيشون في المنافي آلام شعبهم في الوطن ويناضلون من أجل خلاصه. والعراقيون عرفوا سابقا بقلة هجرتهم حتى شن النظام حملات التنكيل والتهجير وصار البلد سجنا وجحيما بعد الدوس على كل حرية وخلق جو من البطش السادي الفاشي.
 إنني اتمنى ان يتم اختيار قوام الحكومة الانتقالية من خبراء اكفاء وساسة محنكين متسامحين وحازمين، وربما من المصلحة العامة في الوقت الحاضر عدم بروز أية شخصية وطنية في الخط الامامي ان كانت تتعرض لحملات ظالمة شعواء قد تضلل البسطاء وذلك مهما قدمت من خدمات مرموقة في الخارج للقضية العراقية مع العمل لرد التهم الباطلة وفضح اغراض اصحابها من عراقيين وغيرهم وكشف الضباب عن الحقائق بالوقائع الدامغة. وإن لكل حزب وطني وشخصية سياسية مرموقة ولكل خبير ومثقف وطني كفوء دوره ومكانته الفاعلة مع التغلب على الصعاب الكثيرة والتمهيد الصبور والدؤوب للحياة السياسية والاجتماعية والثقافية الجديدة. ان التضحية وتغليب الصالح العام محك الديمقراطية اليوم. فلنعمل جميعا للاهداف العامة ولنعمل مجتمعين لافشال المساعي والمناورات المشبوهة التي تعرض الانتصار التاريخي لشعبنا لمهب الريح، ولنعمل على نشر افكار الديمقراطية وحقوق الانسان والتسامح والمعرفة التنويرية في الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية المسموعة. وعلى قوات التحالف ان تفي بالتزامات دولتيهما بمساعدة العراقيين على أخذ مقاليد امورهم بأيديهم تدريجيا ومساعدة الحكومة الانتقالية على حفظ الامن لانها ستكون وليدا لن يقاوم لوحده قوى الشر والظلام الصدامية التي تتربص به ولا يستطيع وحده منع من يضعون العراقيل في وجه السير نحو الديمقراطية البرلمانية العلمانية مع الفدرالية في كردستان وأوسع لا مركزية للمحافظات والمناطق الأخرى، وضمان الحقوق القومية والثقافية للشعبين التركماني والآشوري وضمان الحريات الدينية والمذهبية واحترام ومساعدة المؤسسات الدينية. ويمكن تعويد أبناء الشعب تدريجيا على ممارسة الحقوق الانتخابية في مجالس المدن والمحافظات والمناطق وتعويدهم على التنافس السلمي وروح الحوار والتسامح. وعلى قوات التحالف مساعدة الحكومة الانتقالية على إعادة بناء ما تهدم وتنظيم الحياة الاقتصادية والمعاملات اليومية للناس، وحل مشكلة التسلح الواسع للعراقيين ومنهم أئمة الجوامع الذين يتخذون من انفسهم سلطة قائمة في مواقع تواجدهم. وثمة مشكلة العملة ومشكلة الامتحانات المؤجلة للطلبة. إن هذه وغيرها مهمات كبيرة وليس تنفيذها سهلا. وعندما تهدا الاجواء وتنضج شروط ومستلزمات الانتقال للمرحلة التالية وهي مرحلة الدستور والانتخابات العارمة فعلى واشنطن ولندن الاستعداد لسحب قواتهما جميعا من العراق مودعة بالشكر والامتنان ولكي تبرهن عمليا على كونها كانت قوات جاءت لغرض إزاحة خطر النظام العراقي وليس للاحتلال ونهب النفط كما يروج المغرضون. وحينذاك فسوف يودع الشعب قوات التحالف بالكثير من عرفان الجميل والامتنان لكونه استرد حريته بفضل كفاءة خطتها العسكرية والضحايا من أبنائها.
يقال ان واشنطن لم تقم بحربها لغرض انساني بل من أجل مصالحها وهي التي سبق أن ساعدت النظام على قمع انتفاضة 1991 وأبقت عليه بسياسة الاحتواء. وهذا صحيح. وقد غيرت سياستها تجاه النظام جذريا بعد 11 سبتمبر معتبرة النظام يشكل خطرا على امنها القومي. وهذا ما سبق تحليله في العشرات من المقالات ومنها مقالات لكاتب هذه السطور. ان كل دولة كبرى تنطلق من مصالحها الحيوية ومن هذه المصالح ما قد يتطابق مرحليا مع مصالح شعبنا فعلينا انتهاز الفرصة لخير شعبنا ولبناء عراق لبرالي مسالم بلا اسلحة دمار شاملة وبلا علاقات مع شبكات الارهاب وبلا تعليم وثقافة العنف والتجهيل. علينا التعامل مع دول التحالف بحسن ظن مع اليقظة والحرص على الاستقلالية والمصارحة بالخطأ والمطالبة بتنفيذ التعهدات المقطوعة لشعبنا عشرات المرات وعلنا.
إن التعاون مع الدول الاخرى بما يخدم شعبنا ليس عمالة، وقد دخل ديجول، كما يذكرنا مؤخرا كاتب عراقي، على ظهر دبابة أمريكية لتحرير باريس. ولم يكن ديجول عميلا ولا من استقبلوا القوات البريطانية والأمريكية بالخونة. فلنرد على منطق الاتهامات الجاهزة وقوالب الحرب الباردة وفتاوى التحريم الديني المحرفة والمستهدفة غرضا سياسيا مشبوها.
إن العراقيين سيبنون العراق المنشود، ولكن الطريق شاق جدا والمصاعب كبرى، وشعبنا أهل لتحمل المسؤولية التاريخية التي عليه.

إيلاف خاص
 



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء الأضداد حول العداء لأمريكا بحجة العراق!! لا للحرب.. أجل ...
- شباط 1963 : دم وعبر!
- الإسلام و العلمانية
- الدولة الديموقراطية علمانية..
- النفط والأزمة العراقية
- مواقف مؤسفة لمثقفين عرب
- قراءة استشفافية لمؤتمر المعارضة في لندن
- سقطة مثقف عربي
- جناية الشعب العراقي على العرب والمسلمين
- قرار يتجاهل موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان العراقي
- القضية العراقية واليسار الأوروبي
- عراق التعايش
- في مأزق الفكر العربي
- النظام العراقي وعبث المراوغة


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عزيز الحاج - وقفة تحليلية لمسائل عراقية ملتهبة