أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - ليلة القبض على برزان التكريتي ؟















المزيد.....

ليلة القبض على برزان التكريتي ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 462 - 2003 / 4 / 19 - 23:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                
 
بسقوط برزان التكريتي في القبضة الأميركية تكون عملية تصفية النظام العراقي ورموزه قد دخلت مرحلتها النهائية الحاسمة ، كما تكون عملية تعرية وكشف أسرار وملفات النظام السابق الحصينة قد قطعت أشواطا ستؤدي لزيادة هائلة في حجم ونوعية المفاجآت والأسرار التي ستكتشف تباعا لتكشف حلقات غامضة ومهمة من تجربة وممارسات السلطة العراقية البعثية السابقة داخليا وعربيا ودوليا؟ ورغم أن برزان التكريتي في سنواته الأخيرة لم يكن من أهل الحل والعقد في السلطة العراقية ، ولم يكن يحظى بالأولوية على صعيد تراتبية السلطة أو المسؤولية القيادية المباشرة إلا أنه يمثل احد الرموز الأساسية لسلطة أخيه غير الشقيق صدام الذي هيأ له فرص الصعود السياسية منذ أن كان صبيا  بعد أن أدخله ضمن الجهاز الأمني لحزب البعث وتنظيم ( حنين ) الخاص بتصفية وقتل المناوئين والمنافسين لسلطة البعث ! كما كان له دوره في إعتقال وإبعاد قادة إنقلاب 17تموز/يوليو 1968 في إنقلاب 30 تموز من نفس العام ضد رئيس الوزراء الأسبق وعراب الإنقلاب عبد الرزاق النايف ووزير دفاعه إبراهيم عبد الرحمن الداود وجماعتهم وهو الذي أدى لإنفراد حزب البعث بالسلطة وقيام ثنائية السلطة بين البكر / صدام والتي إستمرت حتى السادس عشر من تموز 1979 حينما أطاح صدام برئيسه العجوز وقفز لسدة السلطة الأولى على جماجم ثلثي القيادة القطرية ووسط أشلاء العديد من قادة الحزب التاريخيين وبمعونة مباشرة من أخيه برزان الذي كان مسؤولا قياديا خطيرا في المخابرات الناشئة وقتذاك ؟ والتي تولت عملية فبركة المؤامرة السورية المزعومة وإظهار التكتل المعادي لإنفراد صدام بالسلطة بين صفوف البعثيين ليمعن برزان منذ تلك اللحظات بقيادة أخطر جهاز أمني خيم فوق صدور العراقيين وفرض ظلاله الرهيبة على حياتهم وبشكل غير مسبوق في التاريخ العراقي الحديث ليكون برزان في أوائل الثمانينيات بحق ( أخطر رجل في العراق )! فكل مسارب الحياة وكل الدروب تتقاطع في جهاز المخابرات الذي إلتهم ميزانيات مالية مفتوحة وبلا حساب والذي إمتدت ظلاله لكل زاوية في العراق وخارجه ، ووفقا لإستراتيجية رعب رهيبة تتمثل في الإعتماد على العناصر الساقطة إجتماعيا وتوظيفها في مهمات قذرة ، عوضا عن إستعمال وإستلهام الأساليب التجنيدية التي كانت تعتمدها المخابرات العامة المصرية أيام صلاح نصر ! كما أن الذراع الأخطبوطي للمخابرات العراقية قد إمتد للدول المجاورة للعراق معتمدا على الإمكانيات المادية وعلى الجاليات العراقية في الخارج وعلى إستمالة بعض القوى السياسية العربية المعجبة بالدور السياسي للسلطة العراقية وكما حصل في الكويت وسوريا وإيران ودول الخليج ؟ وكانت القسوة والرعب من الأساليب المفضلة في عمل برزان لدرجة إنه قدأجبر إبنه الأكبر ( محمد ) على المشاركة في إعدام القياديين البعثيين في المؤامرة المفبركة عام 1979 لكي يتعلم القسوة والحزم اللازمين للسلطة حسبما يعتقد ؟؟.
وقد ساهم برزان مساهمة كبيرة في تعزيز نظام أخيه بقسوته اللامتناهية وبقدرته الغريبة على الإستفادة من المدارس القمعية المخابراتية في الدول الشيوعية السابقة كبلغاريا وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا ، بل أن دوره الفاعل في تعزيز نظام صدام قد جعل من جهاز المخابرات العراقية مرتبطا بإسمه لفترة طويلة وأسس أجيالا من الضباط الذين يدينون بالولاء له وساهم في كل إجراءات سلطة الموت البعثية عبر تهيئة المسرح الداخلي والإقليمي للحرب مع إيران والتي أشعل فتيلها داخليا بإدارته لحملة التطهير العرقي ضد أصحاب رؤوس الأموال من العراقيين ذوي الأصول الإيرانية البعيدة أو من تم إتهامهم بتلك التهمة التي كانت أكثر من كافية لتحطيم حياة وأرزاق أسر  كاملة ؟ ولكن أقذر ملف أنيط ببرزان هو ملف التعامل مع المعارضة العراقية وكانت ممثلة في أوائل الثمانييات بالحركة الإسلامية العراقية والتي تعرضت لحملات رهيبة من التصفية الشاملة والتي ذهب ضحيتها آلاف الشباب العراقي هذا غير ملف إعتقال وإخفاء آلاف مؤلفة أخرى من الشباب العراقي ومن أولاد المهجرين العراقيين والذين لايعرف مصيرهم حتى اليوم وفي واحدة من أكثر مآسي الشعوب في العصر الحديث والتي لم يتطرق لها الإعلام العربي من قريب أو بعيد وحيث كشفت أزمة السجون والمعتقلات السرية الحالية في العراق عن ملفات إستخبارية بعثية قذرة من شأنها أن تلوث سمعة الحزب وتقتله نهائيا بين أوساط العراقيين وقد يمهد إعتقال برزان لإماطة اللثام عن العديد من الأسرار ذات العلاقة بالمعتقلات السرية إلا أته لايمتلك على مايبدو الكثير في هذا المضمار نتيجة لإبتعاده عن الإدارة المباشرة لجهاز المخابرات منذ عام 1983 على إثر الخلاف مع صدام حول تزويج حسين كامل وأخيه صدام كامل لبنات صدام ومعروف عن برزان كراهيته الشديدة لآل عبد الغفور لأنه من آل خطاب وهي قضية نزاع عشائري وقديم ولكن صدام كان متحيزا لأولاد عمه من آل المجيد على حساب أخيه غير الشقيق الذي تم إبعاده لإدارة أموال العائلة في جنيف ليكون هناك في واحدة من أكبر مهازل الدبلوماسية الدولية سفيرا للعراق لقضايا حقوق الإنسان؟وليتحول من جلاد أصيل قتل على يديه السيد الراحل محمد باقر الصدر وشقيقته آمنة الصدر إلى مفكر يجالس الملوك والأمراء وأهل الرأي وكذلك يستميل بأساليبه الإستخبارية بعض المعارضين اليساريين السابقين للتعاون معه! ولكن ملفه الأكبر كان إدارة الإستثمارات المالية والإتصال مع الجهات والواجهات التي تقوم بغسيل الأموال المنتشرة حول العالم ، ولبرزان صداقاته العربية من المغرب وحتى الإمارات ، وبعيدا عن الإغراق في التفاصيل فإن برزان التكريتي يمثل اليوم صيدا ثمينا سيبوح بالعديد من الأسرار والغوامض والملفات التي كانت حديث الثمانينيات وهي التي أسست لقيام سلطة المليون قتيل التي إنتهت قبل أيام قليلة فقط ... إنه فقط الحرف الأول في كتاب مليء بالفضائح والرزايا والعذاب .. فتأملوا ياأولي الألباب ؟.
 

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجناء العراق وأسرى الكويت .. شرخ في ضمير العروبة !
- حواسم ) صدام ... هل تحسم ( البعث ) في الشام ؟
- هل يتحول صدام لمهدي المحبطين المنتظر ؟
- صدام الذي كان ... والسيوف العربية الصدئة ؟
- وأخيرا ... إنتهى البعث من حيث إبتدأ ؟
- سقوط أصنام الهزيمة ... البعث الذكرى والمأساة ؟
- هلوسات بعثية ... وزير الأكاذيب وآخر كذبة ؟
- حديقة ( البعث ) الجوراسية ؟
- الإنتحاريون العرب والموقف السوري ... إقتراح قومي ؟
- قناة الجزيرة .. تسويق الإرهاب عربيا ؟
- السوريون وصدام ... ودموع الأطفال ؟
- تنظيف العراق .. إضمحلال البعث .. ومعركة المصير الواحد ؟
- موسم إصطياد البعثيين ؟
- أفعى ( الصحاف ) ... و( جيب المحمرة المهلك ) .. سوابق للأكاذي ...
- تظاهرات أنظمة الإستنساخ العربية ... والدماء العراقية ؟
- صدام فوق البركان ... كوميديا ماقبل السقوط ؟
- صدام - إيران – حزب الله ... ثلاثية الثأر المقدس ؟
- باي ... باي ... عمرو موسى ؟ ... جامعة على الخازوق ؟
- بين رعب ( أم القنابل ) وهشيم ( أم المعارك ) ... أمة في مهب ا ...
- العقل السياسي العربي بين زايد بن سلطان .. ومفتي الجزيرة الهم ...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - ليلة القبض على برزان التكريتي ؟