أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد مصباح مخيمر - تيريز هلسة: الرواية الفلسطينية - العربية في جمال إمرأة مناضلة














المزيد.....

تيريز هلسة: الرواية الفلسطينية - العربية في جمال إمرأة مناضلة


عماد مصباح مخيمر

الحوار المتمدن-العدد: 6567 - 2020 / 5 / 18 - 05:34
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يقول شاعرنا الفلسطيني محمود درويش: الجميلات هنَّ القوياتُ "يأسٌ يضيء ولا يحترق"، لقد أوجز محمود درويش في تأريخه الوطني العميق للمرأة الفلسطينية بأنها جمال يتخذ من قضية الشعب الفلسطيني شكله ومضمونه وكينونته، الجميلات الفلسطينيات هن القويات، هن من يجبرن اليأس على أن يتخذ رغماً عنه وجهاً مضيئاً يشتعل نوراً لا إحتراقاً، هن من جعلن من النضال الوطني الفلسطيني وكأنه صفة ملازمة للجمال، وليس أي جمال ولكنه جمال المرأة في نضالها وقتالها دفاعاً عن وجود شعبها وكينونة ذاتها.
تيريز هلسة هي مناضلة أردنية فلسطينية، ولدت في البلدة القديمة في مدينة عكا شمال فلسطين، لعائلة من أصول أردنيَّة مسيحية، قدم والدها إلى فلسطين عام 1946م من مدينة الكرك. أمّها هي نادية حنا من قرية الرامة في الجليل الأعلى. تيريز هلسة هي جميلة من جميلات فلسطين والوطن العربي، هي مناضلة تشكل وعيها الوطني وتفتحت أعينها على إحتلال صهيوني يتسم بالعنصرية الإقصائية الإحلالية، ويتخذ من الإبادة بأشكالها الثقافية والتاريخية والوطنية والجسدية كأداة لها قصوى الأولوية في سبيل تحقيق مشروعه اللاإنساني بإلغاء وجود الشعب الفلسطيني تحقيقاُ لوجوده الطاريء والحادث في غفلة من منطقية التاريخ وإنحراف لمساره، كل ذلك أسس لوعي المناضلة تيريز هلسه، هذا الوعي الذي لم يكن مجرد مشاعر قومية عربية ووطنية فلسطينية يجيش بها الصدر، ولكنه كان محركاً لفعل ثوري ونضالي يتخذ من المواجهة المباشرة مع الإحتلال كأساس لمجابهة ومواجهة المشروع الصهيوني.
حملت المناضلة تيريز هلسه الهوية والرواية الفلسطينية - العربية ومنذ العام 1971 – وهي لم تتجاوز الـ 17 عامأً- انطلقت تيريز هلسه لتقول للعالم أجمع بأن الرواية الفلسطينية بعمقها العربي هي الأصل وهي التاريخ والجغرافيا، وأن الهوية الفلسطينية هي ملامح فلسطين التي لن تشوهها الرواية الصهيونية الزائفة والمختلقة زوراً، وغادرت المناضلة الشابة مدينتها عكا إلى لبنان لتنضم إلى صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح لتصبح عضواً مقاتلاً فيها، عضوية لم تكن شرفية، ولكنها كانت عضوية فاعلة إختراقية، لتؤكد تيريز بأن الكفاح والقتال والمقاومة ليس حكراً على الرجال، ولكن المرأة بإرادتها وإيمانها بقضيتها قادرة على على القيام بهذا الدور، لتحدث إختراقاً في دور المرأة وتنتقل من مربع التربية والإعداد الوطني للأبطال، إلى مرحلة صنع البطولة والقيام بها.
ولأن حركة فتح صانعة المشروع الوطني وهي الحارسة على الهوية الفلسطينية بعمقها العربي، فإن تيريز هلسه كانت تدرك بأن حركة فتح هي الحاضنة القادرة على جمع الكل الفلسطيني والعربي بكل توجهاته الأيديولوجية والثقافية والدينية، وبالتالي فإن حركة فتح لها الريادة في أن تجعل من المرأة الفلسطينية والعربية مقاتلة في أولى خطوط المواجهة المباشرة مع الإحتلال الصهيوني، وكان لتيريز ما أرادت في ممارسة الفعل الثوري النضالي المباشر في مواجهة الإحتلال الصهيوني، فكانت عملية إختطاف الطائرة البلجيكية سابينا في الثامن من أيار/ مايو 1972 بمشاركة ثلاثة مناضلين آخرين من حركة فتح ( ريما عيسى وعلي طه وزكريا الأطرش)، وإقتياد هذه الطائرة إلى مطار اللد بهدف القيام بعملية تبادل لأسرى فلسطينيين وأردنيين من السجون الصهيونية بركاب هذه الطائرة.
إلا أن الإحتلال الصهيوني مارس الغدر والخداع كعادته وقام بإقتحام الطائرة بواسطة قوات خاصة تخفت بلباس الصليب الأحمر، وانتهت بإصابتها واعتقالها مع زميلتها ريما عيسى وإستشهاد المناضلين علي طه وزكريا الأطرش، وقدمت للمحاكمة وحكم عليها بالسجن المؤبد مرتين وأربعين عام، قضت منها 10 سنوات في السجن إلى أن انتهت بالنفي بعد الإفراج عنها بصفقة تبادل للأسرى عام 1983. " وكان لتيريز هلسة تصرّيح بأنّها غير نادمة أبداً على عملها المسلح، حيث قالت إنها رفضت الاستسلام خلال عملية خطف الطائرة، ومن الجدير بالذكر أن تيريز عاملت الرهائن المدنيين معاملة حسنة، وأعلنت أن مشكلتها بالأساس مع المؤسسة والدولة الصهيونية ".
لقد عاشت تيريز هلسه منذ ذلك الوقت إلى يوم وفاتها في 28 آذار/ مارس 2020، في الأردن بعد منعها من دخول فلسطين، ولكن هل يكفي النفي والإبعاد لنزع فلسطين من روح ووجدان مناضلة جعلت من الجمال مفهوماً آخر، جمالاً يضيف الكثير من الرونق الأصيل للرواية الفلسطينية - العربية ويمنحها الإستمرارية والديمومة، مناضلة آمنت بأن المرأة هي القوية التي تحمل القومية العربية وقضيتها الفلسطينية حلماً جميلاً، وأملاً حديدياً يتحطم أمامه اليأس ويتراجع ليصبح نوراً يضيء الطريق للقادمين من الأجيال القادمة ....
تيريز هلسة " سيدتي الحاملة للأسرار الثورية .... لروحك سلام "



#عماد_مصباح_مخيمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الفلسطينية الأسيرة وصناعة اللحظة التاريخية
- نوفمبر الثورة الجزائرية وإعلان الدولة الفلسطينية ... وقضية أ ...
- علي فضيل ... من فلسطين الوفاء وذاكرة عصية على النسيان
- جزائر الشهداء والعروبة ... وهل يكفي الشكر والإمتنان؟!


المزيد.....




- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد مصباح مخيمر - تيريز هلسة: الرواية الفلسطينية - العربية في جمال إمرأة مناضلة