أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد عبد الكاظم الخزاعي - قرآءة اخرى وتالية.














المزيد.....

قرآءة اخرى وتالية.


رائد عبد الكاظم الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6567 - 2020 / 5 / 18 - 02:40
المحور: الادب والفن
    


تعدد (قراءة النص تثير أفق التوقع) حسب تعبير ياوس.
هناك معنى من نوع خاص يقبع في الظلمات، ينتظر وعينا ليقفز الى الواقع من خلال الكلام، معنى مجسماً بأحرف اللغة.
فما يقف عليه الإنسان من واقعه مرهونٌ بما يمنعه من إشكاليات تحجب الرؤية وتخنقها، بحسب فوكو: إن الاتجاه نحو اللغة يقصي الذات! ويستدل على مقولته بالتحليل النفسي، فلا تبرز كينونة اللغة الا في اختفاء الذات.
وهناك فيض للغة تجده في مقولات العيني والمشاهَد اي المجرب، هو في واقعه ينتمي الى ممتلكي عدم المعرفة، فخطاب العالِم الذي تحيطه هالة المعرفة، في كثير من الأحيان لا يجلي المعرفة.
يقول فوكو: ان الذات لا تتحدث الا في الحلم وفي الجنون. وعلل ذلك ان أسباب الامراض الذهنية لا يمكن التوصل إليها إلا من خلال تأمل الإنسان في بنياته الاجتماعية من حوله.
ثم يعتبر الحلم وسيلة من وسائل المعرفة، لكنه لا يعني الصور في الحلم، إنما ما يحتفظ به في الاحساس المتيقظ او ما يجدد انشاءه.
ففي الحلم يتجه الخيال الى أول لحظة من لحظات الوجود التي شكلت العالم ببساطته قبل التقسيمات المعقدة.
حيث يولد كل شيء بلا تعقيد، وهنا يكمن التقارب بين الحلم والجنون، فاللغة الحقيقية كامنة ولا يمكن التوصل إليها الا من خلال الحفر في أعماق الصمت.
الجنون عالم خاص، جذاب، لان فيه تكمن حرية من نوع خاص، وجماليته في عدم التأقلم كما يقول الاستاذ محمد السباهي في رواية شارع بشار: (لابد من تقشير البصلة...أكبر تنازل تقدمه في حياتك هو ان تتأقلم) فتجد ان التعاطف التلقائي يذهب نحوه، لأنه يتكلم بلا تابوهات بلسان الأكثرية من الجماهير الصامتة عن تطلعاتها، حسب رأي الصديق Wisam Tahir حينما أراد ان يجيب مَن سأله لماذا تنشر خارج المألوف؟ أجاب انه يريد ان يكسر هيمنة المجتمع وسلطته على أفكاره، وهو يشبه اتجاه د. Salah H Hawiفي (بلاغة الجمهور) الذي يخبر بتحول سلطة الخطاب وخلع ربقة الهيمنة.
نعم حينما يشفى المجنون تكون حينها قد استلبت حريته! ان انطلاقة الفكر الغربي من الجنون نفسه، أحيانا ترى الوجوه الغاضبة ثورة على واقع العالم، أو تسمع نبوءات غريبة، او صمت حزين سببه كما يقول الاستاذ محمد السباهي في شارع بشار:(لا تخلو الحكمة من الحزن، الذي يتزود من المعرفة يتزود في نفس الوقت من المعاناة)، أو فكاهة عجيبة.
والتحسس من الجنون صنع خيالات من حوله على اختلاف مستوياتهم المعرفية، فالجنون في نظر (مونتابي) يحتل مركز متقدم من الفعل.
مع الزمن وتحديداً القرن السابع عشر، أو مع ديكارت تكور الجنون أكثر وصار يحارب الوهم بالشك، فهو لن يقتنع بالشمس من مجرد خبر عن الشمس ليلا، حتى ينبلج نورها صباحا.
الشك هو طريق الحقيقة، والاتهام موصل الى الجناة، الابتعاد عن الروح الخبيثة، هو رفض للانحراف، او الحمق والعقل ضد الحمق، فاذا كان الحمق هو من يملك السلطة، سيتعرض الجنون الى الاحتجاز والاقصاء، لأنه لم يعد هناك مكانا للأحرار.
هذا الاحتجاز ما هو الا تعبير عن الرفض لما يحمل من افكار، وسجن للأفكار، بل سجن للغة، وخوفا من ان يقفز ذلك المعنى القابع في الظلمات.
إن بداية الجنون الحقيقي هي لحظة اضطراب الصلة بين الإنسان مع الحقيقة، وهناك فرق كبير بين الخطاب عن الجنون وخطاب الجنون نفسه، الخطاب عن الجنون هذيان بعينه.
وهذا ما تناوله د.عقيل عبد الحسين في كتابه غواية السرد في (صنيع هولاكو) الذي اعاد انتاج المعرفة بشكل اخر، بعيداً الإملاءات، المفروضة، بعد ان صُدِم اهل بغداد بضياع المعرفة، ولم يعثروا الا على كتب بصفحات بيضاء. فليس اجترار المعرفة هو الغاية انما توليد كاتب وناقد هو المطلب الأسمى.
اللغة الحقيقية هي ما تصدر من المجنون، وخطابه هي الحقيقة التي ينشدها ديكارت، فهو لا يخفي وراء أحرفه معانٍ كثر، ولا تعقيد في الفاظه، انما يمتلك المباشرة في الطلب، والبساطة في الايضاح.
فالمجنون هو ناطق رسمي بلسان العالَم، (معنيٌ بفك الرموز) حسب قول ياكوبسن. وهذا ما يعنيه أحدهم بقوله: خذ الحكمة من رؤوس المجانين. لأنه يطلق خطابات مجردة غير خاضعة لميل ولا حمق، ولا بهيمية ولا نزاع بين القوى. فوكو كان مصيبا في حكمه.
——————
ياوس: منظر أدبي، متخصص في اللغات الرومانية.
فوكو: فيلسوف فرنسي في القرن العشرين، صاحب كتاب تأريخ الجنون.
رومان ياكوبسن: عالم لغوي، ناقد ادبي روسي.
مونتابي: فيلسوف فرنسي.



#رائد_عبد_الكاظم_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد عبد الكاظم الخزاعي - قرآءة اخرى وتالية.