أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - الصحافة والامن اية علاقة؟















المزيد.....


الصحافة والامن اية علاقة؟


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 1585 - 2006 / 6 / 18 - 11:05
المحور: الصحافة والاعلام
    


الوضع الأمني بفاس الآن، يستتب، وفي تحسن مضطرد،
عزيز باكوش
رغم حدوث سرقات يتم التبليغ عنها هنا أو هناك• هل يستمر تحسنه في وتيرته المتصاعدة؟ هل الانفلات الأمني نتيجة للتراخي، وإهمال المسؤولين المعنيين بالأمن، أم هي حالة يمليها التطور النوعي للمجتمع المتفاعل لحظة اشتغال آلياته التنموية خارج رقابة السلطة؟
تمثلات الرأي العام المحلي ومعه المغربي ، وإن كانت تختلف في الشكل، أي في كيفية تحقيق الأمن أو استتبابه، فإن إجماعه حول فاعليته في الآونة الاخيرة، لا يحتاج الى لحظة تردد واحدة• في هذه الورقة ندرج انطباعات الناس، ونستقرئ ملاحظاتهم••• في إطار ردود الفعل إثر حركات انتقالية همت رجال الأمن وإحداث عشرات من مديريات الأمن ومفوضياته•• ولا نجاريها في العديد من المواقف•• نبض المجتمع، لابد من ملامسته لذلك يتحدث البعض عن إعطاب نظرية العفو، عن الصحافة وعلاقتها المفترضة بالأمن، ويقاربون الشخص، بدل سياسته المتبعة•• وفي الكثير من الأحيان يعبرون بتلقائية معهودة•• البوليس الجديد، والبوليس القديم•• حسب المزاج•• يرفضون أو يقبلون•• بإحداث تغييرات تمس سلوك الشخص المسؤول نفسه• ويطالبون بأن يكون جديا•• لكن اللافت هو أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي المزري للكثير من الأفراد ليس سببا مباشرا في ارتكاب الجريمة•• نعم ثمة أسباب أخرى لابد للمعنيين من دراستها والكشف عنها•• والمحصلة بناء جماعي ومسؤول لمجتمع ولعدالة ولقضاء ولسياسة أمنية جديدة تستجيب وتجيب عن أسئلة دقيقة وعميقة•• ما يبذل من جهد الآن وهنا في المجال الأمني، يجب أن يؤخذ بعين التقدير والاحترام•• هو جهد ينجزه مواطنون مغاربة•• بعقول مغربية، خريجو معاهد وأكاديميات مغربية•• من أجل مجتمع مغربي آمن•• فالنزاهة والمسؤولية هي التي تؤسس لعلاقة موضوعية بين
الصحافة والأمن••



شهادات تحكي تطورات الوضع الأمني بفاس
نعم•• الأمن موجود••
تعيش فاس هذه الأيام حقبة وفترة زمنية لافتة، لها أهمية قصوى، خاصة على مستوى أمنها المستتب نسبيا، وهدوئها المفتقد، العائد تدريجيا، وكانت انزلاقات أمنية متعددة الاسباب عصفت بالوضع النفسي والاجتماعي لساكنة المدينة وألقت به من مستوى القلق الى مرتبة الخطر• الرأي العام المحلي والوطني يتابع مجريات الاحداث بشغف كبير، ويده على قلبه، خاصة عقب انتفاضة ساكنة المدينة العتيقة، وانتظامها في مواقف احتجاجية ومسيرات شعبية تلقائية، عجلت بعودة السؤال الامني الى الواجهة• وبعيد حلول إمدادات أمنية بشرية ولوجيستيكية عالية الكفاءة والجودة• ومع النزول الفعلي لهذه الإمدادات، ومعها المقاربة الأمنية الجديدة، لتمارس مهمتها النبيلة في حفظ الأمن العام• والعمل على إعادة الطمأنينة للمواطنين• كان من الطبيعي أن يستبد السؤال في ما إذا كان ذلك سيدوم، أو سيعتريه فتور لا قدر الله، في ما يستقبل من الأيام•
من المحقق أن الجهات المعنية بتوفير الأمن بعملها هذا، تكون قد استجابت لتطلعات مليون ونصف من الساكنة ولحاجياتها الأساسية، وثمنت إجماع الرأي العام على التنديد والاستنكار، لما شهدته فاس في الآونة الاخيرة من تنام مضطرد لإيقاع الجريمة، وما آل إليه الوضع العام جراء الاعتداءات المتكررة حيث راح ضحيتها المئات من المواطنين الأبرياء، من جهة• كما أن هذا الحضور القوي للأمن بشتى تمظهراته، من شأنه أن يساعد على استعادة فاس اعتبارها التاريخي والحضاري والعلمي، كقبلة للسياحة وطنيا وعالميا•
ولعل أبشع مظاهر الانحراف في مجتمع ما تفسره آليات اشتغال جرائمه ضد نفسه، وضد موارده•• جرائم فاس، أضحت لحظة ما، خارج نطاق السيطرة، فإلى جانب كونها ممنهجة ومجيشة في تقسيمات ترابية، تخضع لنفوذ عصابات وشبكات تتمتع بنوع من الاستقلال الذاتي والمعنوي تبعا لهيمنة هذا البارون، أو سطوة ذاك السفاح المجرم المجهول، أو الممعن في تجاهله، وتتمظهر في شكل اعتداءات وتواطؤات أو اختطافات تنتهي بمطالبة عائلة الضحية بالفدية على الطريقة الهوليودية•
في لحظة معينة، كان صعبا علينا كمحاورين، أن نجاري اندفاع الناس، واستيهاماتهم حول الوضع، والانسياق وراء تأملاتهم لما يجري، لأول وهلة اتضح أن تمثلاتهم تتغذى على تطعيمات ملتبسة المصادر، الكثير منهم يتصورون أن ما حدث من تحسن في المجال الأمني في جزء كبير منه ينسب لـ "البوليس الجديد"• أي شرطة القرب• ومن الصعوبات التي واجهتنا في هذا الباب، فشلنا في إقناع بعض محاورينا• فالمسألة الأمنية كما يجب فهمها في سياق الطفرة الحقوقية التي يشهدها المغرب هي أيضا مقاربة أمنية متكاملة وشاملة تحكمها رؤية وينظمها القانون• لكن ما بين أن تحكي أو أن تسمع الناس، مسافة غير قابلة للتجسير•
لنصيخ السمع لعموم الناس، ولكيفية تمثلهم لخلفيات تدبير المسألة الأمنية، وما تعرفه من تطورات إيجابية• وفي سبيل تحقيق ذلك، نلقي طواعية بقناعاتنا وبحمولاتنا الفكرية والقانونية جانبا، مع ما يتطلبه الموقف من هدوء واتزان•
فحسب رأي (م•ح) رجل شرطة: "ثمة إجماع في عودة الامن أو استتبابه، لكن ليس معناه إقفال مراكز الشرطة، وتسريح موظفيها بعد القضاء النهائي على الجريمة، سواء باعتقال كل المشبوهين والمتورطين وملاحقة كل من ثبتت في حقه إدانة وتكديسهم في سجون، أو عبر إحداث 10 سجون كل سنة•• بل علينا أن نحسن من قدرات أجهزتنا الأمنية، ونرفع درجة الجاهزية لديها تكوينا وتأهيلا• ولابد من الحرص على أن يكون تفوقنا ملموسا على آلية اشتغال الجريمة وأسلوب عملها، سواء بالدراسة والتحليل والبحث عن أفضل السبل العلمية والنفسية الحديثة قصد الحد من تنامي أخطارها وفي خطوة لاحقة إدماج ممتهنيها•••
ويبرز الباحث الاجتماعي (ع•ع) "أن الجريمة ستقع حتما، حتى لو نصبت الدولة شرطيا على رأس كل مواطن• فضلا على أن الشرطي بمختلف مواصفاته ومؤهلاته، هو بشر، إنسان أسرة، طموح، الى جانب كونه أيضا مسؤولية، واجب وتضحية"•
ويعتبر (ك•ة) صانع تقليدي "أن محصلة الحملة بدءا من إعادة انتشار للقوات الامنية الجديدة وبسط نفوذها على كامل تراب الولاية، والشروع في سريان عمليات التفتيش والمداهمات، واعتقال عتاة اللصوص، وكبار المجرمين، مرورا بترصد خطوات كبار بارونات الخمور ومعاقل الفساد بالمدينة، وتحرير محاضر في شأنهم، هو من توقيع "البقالي ورجاله الأقوياء"• واللافت، أن ثمة إجماعا حول هذا التقييم• فكل ما أنجز من بناء جسور للثقة بين المواطن والمؤسسة الأمنية، افتراضا لحسن النية، ينسبه المستجوبون بفخر وجرأة الى "البوليس الجديد" أو شرطة القرب• "هو من توقيع هؤلاء الافراد الرائعين• من رجال الامن الوافدين من البيضاء وبني ملال والرباط" وهم لا يجدون أدنى حرج في ذلك، تصريحا وتلميحا•
ويرى (ع•ه) "سمسار سيارات" إن الوقت مازال مبكرا للحديث عن استتباب الأمن أو عدمه• فحسب رأيه "قد لا يسمح المستقبل باستمرار الجدية لأسباب معلومة"• ونظريته هاته لاقت استهجانا ملحوظا من قبل زملاء له في المهنة• حيث صرح أحدهم وهو يحكي بنشوة واقعة تعرضه لعملية سرقة، كان فيها تدخل شرطة القرب فوريا وناجعا• هل يتعلق الامر بالتباس مقصود لبعض المشوشين الملتبسين؟ الذين يرددون الأسطوانة النشاز، بقولهم إن الانفلات الأمني في جزء منه صنيعة الدولة، أو ممن ينوبون عنها• أم أن للمتضررين إسقاطاتهم الذاتية في تفسير الأحداث؟
"الأمر يتعلق بمقاربة أمنية بديلة بطفرة حقوقية على كل المستويات، على غرار إصلاح التعليم، الصحة، المؤسسات المالية والإنتاجية في باقي المجالات الاقتصادية والاجتماعية، في سياق مواجهة التحديات المطروحة عالميا" يقول الدكتور "ع•عبد العزيز" باحث في علم الاجتماع ويضيف "الأمر لا يتعلق بأشخاص جدد أو
قدامى، ولا بحسابات أو مواقف•• لا ببوليس جديد ولا بوليس قديم، الدولة المغربية• ملك واحد، شعب واحد، وأمن واحد، أمن المواطن، هو أمن المجتمع، لذلك لابد من التنصيص على ذلك في إطار التحسن النوعي في مجال الأمن بفاس•
الساعة تشير الى السادسة والنصف من هذا الصباح الديسمبري الرطب• المئات من الشباب العمال والعاملات، الطلبة والطالبات من مختلف الأسلاك التعليمية المتناترة فوق تراب الولاية، يتأهبون للالتحاق بالمعاهد والمؤسسات الجامعية، من أجل التربية والتعليم، أو الإنتاج والتأهيل سيرا على الأقدام، أو عبر الحافلات• عن الوضع الامني الجديد وتداعياته النفسية يقول (ر•س) مستخدم في قطاع النسيج "لقد أصبحنا في مأمن حقيقي من هجمات بعض اللصوص وقطاع الطرق، هذه حقيقة لابد من التنصيص عليها"• الانتشار الجيد لدوريات شرطة القرب في معظم النقط السوداء عجلت باختفاء تلك الوجوه الشريرة، من ذوي السوابق، وتفككت أوصال عصاباتها الراجلة، التي ظلت زمنا طويلا تنشر الرعب وتترصد ضحاياها من الجنسين بإيقاع متنام ملحقة أضرارا نفسية أليمة"• وتشاطره (ف•ط) فتطلب السماح لتوضيح موقفها فتقول "هناك• حيث المغروسات القصيرة ظلت عصابة على مدى أشهر تتخذ من التواءات الفضاء وتعريشاته غير المشذبة، مقرا لاعتداءاتها التي ظلت تهدد حياتنا، وتشل الأمل في نفوس ذوينا، كل صباح" وتخلص في ارتياح "الآن يمكن للفرد أن ينام هنا•• الحمد لله"• وبفضول زائد يعرب (ر•ت) جامعي عن زهوه وإحساسه قائلا "نحن الآن بمعنويات جد مرتفعة، نحدق في الغريب والمشبوه، وفي دواخلنا قوة رمزية تحمينا أو تمنحنا على الأقل وتبعث في نفوسنا الأمل في الحياة• حتى ونحن نذرع المسافات من والى مواقع مختلفة• شمال فاس الى جنوبه ومن شرقه الى غربه•
الوقوف على واقع الحال ورصد آراء وملاحظات قاسمها المشترك، الإحساس بطعم الأمن، على أن تذوقه ظل بالقدر الذي يتنسمه هذا المواطن أو ذاك• عمل يجلب المتعة بكل تأكيد• "نعم الأمن عاد•• هل تشك في ذلك؟ يقول (س•ك) ميكانيكي وهو يتأهب لركوب دراجته النارية ويتابع مستطردا "رغم وقوع أحداث وسرقات بسيطة•• هنا أو هناك•• فالأمن موجود•• وربما لأول مرة في تاريخ المدينة"•
أما (ع•م) سائق سيارة أجرة صغيرة• فقد استهل حديثه عن موضوع تداعيات الوضع الأمني بفاس قائلا في ثقة• ما يقوم به الآن "رجال البقالي "يقصد" المسؤول الجديد عن الأمن بفاس "عمل رائع جدا جدا ويحتاج الى التفاتة"• وأوضح في هذا الصدد أنه لابد من الوقوف إجلالا لهذه الأذرع المغربية الوافدة، التي لا تنام• مقترحا "أن هناك الشيء الكثير على الدولة أن تسديه لهؤلاء الابطال، الذين لا يتوقفون لحظة عن زراعة الأمن والطمأنينة، منذ أن وطأت أقدامهم تربة مولاي ادريس•
وقال (ب•م) 15 سنة بائع متجول "الحمد لله الآن فقط يمكنني أن أعيد الصرف الى الزبون من غير ان التفت يمينا وشمالا تحمسا لعملية نشل محققة وصار وبإمكان هاتفي المحمول أن يرن وبإمكاني أن أجيب دون توجسس"• وأردف قائلا شكرا للبوليس الجديد ودعا لهم• (م•ت) 20 سنة مساعد تاجر سار أيضا في نفس الاتجاه متسائلا: لماذا يحمل الشرطي أصفادا ومسدسا وزرواطة وعضلات قوية؟ أليس من أجل حمايتنا ولأمننا؟ واسترسل يحكي وقائع تشيد ببطولة "البوليس الجديد" في أنهم ينظمون المرور، ويقدمون الإسعافات الضرورية••• وهو يرتب علب "الكلينيكس" فوق أكياس منزلقة•
ويتحدث (محمدين وـ 50 سنة) مستخدم بمقهى، عن الجريمة بفاس انطلاقا من زاويتين• الأولى قبل المسيرة الاحتجاجية لسكان المدينة العتيقة صوب الولاية، والثانية بعدها• ويعبر عن اندهاشه مما حصل مشبها الوضع كأن "عصا سحرية قد هشت على حقل الإجرام بالمدينة• فبرأيه "لم يعد بائع المخدرات يجرؤ على الوقوف براس الدرب• كما ان بائعي الخمور أصبحوا مترددين مذعورين خائفين بعد أن يتم كشفهم•• ويمكن القول أن فاس بدأت تستعيد هدوءها تدريجيا واستطرد قائلا في "كل الاحوال لابد من النظر الى المشكل الأمني ومعالجته بشكل شمولي"•
ينبغي تحديد زاوية النظر أولا، رغم تعرض المواطن للسرقة أو الاعتداء، فمصير شكايته بأحد مراكز الشرطة بفاس يقول (م•ك) دراز "يكون حتما دون مستقبل• والأمثلة كثيرة، مما تولد لدى المواطن انعدام الثقة"• فيتردد السؤال أكثر من مرة• من سيعطيك حقك؟ فالأمن لن يسترد ما ضاع• و"كية لي جات فيه" ويتابع الحكي في تأوه: والأنكى وفي حالات عديدة، يتم القبض على المجرم في أقل من أسبوع يطلق سراحه، ويعاود الانتقام من الذين كانوا السبب•
أما رجل أمن متقاعد، فيعلل ضعف الأداء لدى الأجهزة الأمنية بضعف الموارد البشرية، وقلة التجهيزات والوسائل• الى جانب عوامل متداخلة أخرى اقتصادية واجتماعية تقف عائقا أمام كل أداء جيد•، لذلك وجدت الجريمة مناخا ملائما للذيوع والانتشار•
"الوضع تغير• ومعه إيقاع الجريمة وجميع المعطيات تؤكد ذلك•• وهذا مهم جدا يقول "(س•ج) حارس عام بإعدادية ويجب أن يظل بنفس الوتيرة خصوصا أمام أبواب المؤسسات التعليمية بمختلف أسلاكها ويضيف أفعال السيبة تضاءلت بدرجة ملحوظة لدى الخاص والعام• كما أنك لن تجد ذلك اللص المحترف على متن حافلة، يبحصص فيك• كأنه يقول لك "سأسرقك، ولي في جهدك ديرو•• كما ان الحملات التطهيرية التي تقوم بها الآن الأجهزة الأمنية أتت أكلها بالملموس، يقول مستطردا• أصابت بالشلل طاقات العديد من العصابات الممتهنة للسرقة، وجعلت حدا لاعتداءاتها•• وعطلت قدرات البعض الآخر• لكن جزءا من هذه العصابات توارى عن الانظار مؤقتا، يوضح ذ، وقد يعاود الظهور إذا ما اعترى جدية "شرطة القرب" فتور واضح، وهو ما لا يتمناه قطعا•
لصوص وقتلة "خريجو" المناسبات الوطنية والدينية
وفي موضوع ذي صلة قال ناشط حقوقي: العفو
صفة إسلامية محمودة• والمشرع وضع معايير مضبوطة للاستفادة منه• لكن الملاحظ هو سوء استغلال هذه الصفة على ما يبدو داخل السجون والاصلاحيات• وإلا كيف نفسر إطلاق سراح مجرم بمناسبة دينية ليعاود جريمته بعيد إطلاق سراحه بأيام قليلة• أين يكمن الخلل؟ وفي نفس السياق يرى الباحث الاجتماعي (و•ء) أن نظرية العفو في السجون المغربية تخضع أحيانا للزبونية• وطالب بضرورة إعادة النظر في شروط الاستفادة منها طبقا للقانون• مؤكدا اقتصارها على أصحاب الخلافات الزوجية المدنية والضرب والجرح من غير عاهات•••
التباس مقصود فيما يتعلق بالمواطن كطرف فاعل في توفير الأمن (••) فالمواطنون كانوا طرفا أساسيا في المساعدة على إلقاء القبض، والكشف عن أسماء إرهابيين خلال اعتداءات 16 ماي الأليمة• ولم تجد الدولة حرجا في الإشادة بهذا العمل عبر وسائل الاعلام• معتبرة إياه نموذجا يقتدى• وحسب ما نشرته بعض الصحف مؤخرا، فإن بعض المواطنين، تمكنوا من اعتقال أحد المجرمين المطلوبين مباشرة بعد ارتكابه جريمة قتل• وما كان ذلك ليتم دون إحداث رضوض في جسمه، قبل أن يسلموه للشرطة التي فتحت محضر اتهام في حقهم• وأضاف "في الحادثة الاولى كانت الإشادة بالمواطن أما في الحالة الثانية نلاحظ العكس• على المواطن ان يعرف حدود واجباته وحقوقه والتزاماته••
الحاجة•• غير اتهناي•• البوليس الجديد هنا•••
وتنفست (م•ت) مستخدمة بشركة للنسيج الصعداء وهي تنتظر قدوم حافلة نقل خاصة بشركة للخياطة بسيدي ابراهيم• عادة دأبت عليها منذ خمس سنوات رفقة 12 من زميلاتها، من أجل ضمان قوت العائلة• على بعد أمتار منها، أي في الزاوية المقابلة حيث محطة حافلة الخط 20 الرابط بين الحي وساحة فلورانس بالمدينة الجديدة، تتمترس فرقة من "شرطة القرب" في أقصى درجات الجاهزية• أفرادها يمسحون المكان بهدوء ويراقبون مداخل ومسالك فضاء بن سليمان الذي لم يكن قط آمنا بهذه الدرجة• "الله يا ختي هاهما هنايا•• ياختي ماكاينعسوش مساكن؟ تقصد شرطة القرب" وهمست في أذن زميلة لها بنفس الشركة "عاين بعدا "نبيبي" تقصد إرسال إشارة للوالدة•• راني خليتها مقلقة علي" •• ثم شرعت على التو في تركيب أرقام هاتف الوالدة بصوت مسموع: "الحاجة غير تهناي••• البوليس الجديد هنا"•
اللصوص والمجرمون في راحة بيولوجية!
ويذكر (ع•ن) أستاذ التعليم الابتدائي "أن وضعية اللصوص والمجرمين وكافة قطاع الطرق، محترفين كانوا أم هواة، حرجة الآن• إنهم في راحة بيولوجية•• أغلبهم يرقد في سجن عين قادوس•• بينما حررت صكوك اتهام ضد البعض، أما ما تبقى فهو بالتأكيد تحت المراقبة أو الحراسة المشددة• وأضاف رجل تعليم في نفس الاتجاه "لابد أن يكون الامن للمواطن أولوية، قبل حرية التعبير وتابع• يبدو أننا تأخرنا كثيرا في فهم المعادلة• كما أثار الانتباه الى ضرورة عدم استغلال الاوضاع الأمنية المتدهورة من أجل إهدار حقوق الإنسان، سواء أثناء الاعتقال أو التحقيق أو المحاكمة العادلة وضماناتها• موجها في نفس الآن رسالة مفتوحة الى المسؤولين عن الشأن الاجتماعي والإداري بمدينة فاس قصد القيام بواجبهم في المساعدة على تأمين الحق في الأمن للساكنة•
ولا يمكن بحال من الاحوال مباشرة الحديث في موضوع الامن في المجالس العائلية أو المقاهي، بفاس إلا مرتبطا بإنجازات "البوليس الجديد" هذا الرأي عبر عنه (ك•م) ذ•التعليم الثانوي قائلا "نعم الامر يتعلق بفئة من رجال المغرب الأقوياء• شباب ورجال حازمون• النظرة إليهم توحي بالقوة والجدية وعدم المهادنة، منذ أن وطأت أقدامهم تربة مولاي إدريس• لم تتوقف دورياتهم الراجلة والمحمولة لحظة عن القيام بعمل جدير ومشهود• منشغلة في زراعة الأمن"• مع هذا الوضع يؤكد الأستاذ "أن اللص أصبح في حيرة من أمره• فهو مدعو للتفكير والتدبير عشرات المرات• قبل أن يقدم على مغامرة قد تزج به في السجن شهورا عديدة من غير قفة ولا نفقة•
وكان السيد محمد بوزوبع وزير العدل خلال الندوة العلمية بمكناس قد شدد على ضرورة رسم آلية اشتغال لسياسة جنائية جديدة• يأتي ذلك، في أفق تضخم ظاهرة الجريمة وتعقد مظاهرها ومناهجها ووسائلها•• وتزايد خطورتها على المجتمعات والقيم والمصالح العليا للأوطان• وذلك بعد أن حلل الوزير الطابع العلمي للظاهرة• مستعرضا سبل مواجهتها بالوقاية أو بالحد من أسبابها، أو ردعها زجريا• أو العمل على إصلاح سلوك مرتكبيها وتهييئهم للاندماج من جديد في
المجتمع كمواطنين صالحين في إطار نظام قانوني وإجرائي بتوفير المحاكمة العادلة•
الانفلات الأمني نتيجة للتراخي أو حالة يمليها التطور النوعي للمجتمع؟
يقول (م•ت) تاجر بالتقسيط "فرق كبير يا ولدي، يؤكدها مرتين، بين الأمس واليوم•• أصبح بإمكان الزبون تفقد حافظة نقوده بدون خوف• الله يدومها نعمة"•
وتقول (ع•ك) ربة بيت "أتمنى أن لا تكون الحملات التي يقوم بها البوليس "عجاجة••" أما (م•ج) حارس ليلي:
(فاطمة ك) 22 سنة مستخدمة بمخدع هاتفي: كما ترى كأننا في سجن، شباك حديدي لا يسمح التواصل من خلاله سوى عبر ثقب لاستلام الصرف•• خوفا من عمليات سطو وسرقات في واضحة النهار••• اليوم نحن متفائلون•• الحمد لله "البوليس الجديد" دايرين ما عليهم•• الله يعاونهم•••
شنت مصالح شرطة القرب حملة تطهيرية شملت مقهى لم يكن مالكها على علم بما سيحصل• لكن أفراد الشرطة الجدد كانوا واثقين من عملهم• ماهي إلا دقائق حتى شرع ضابط الأمن يلقي نظرات شزراء على بعض الشباب• بعد التأكد من هوية بعضهم بكل احترام• شرع بعضهم يلقي بقطع من المخدرات أسفل الطاولة متظاهرين بأنهم لا يملكون شيئا•• وشرع الضابط بعد ذلك في جمع المتلاشيات والقيام بما يفرضه القانون:
قال ضابط شرطة موجها كلامه الى شاب في العشرين من عمره بمقهى عمومي: "الكارني"ورقة التعريف" ديالك أولدي••" "تلكأ الشاب لحظة ثم قال "معنديش"• عاود الضابط الطلب بهدوء: وجاء الرد سريعا "انسيتيها في شي بلاصا ولا معندكش "بالمرة"•" تمتم الشاب لحظة ثم قال بوثوق "معانديش؟لا اتوفر عليها ابدا" الشاب بالمناسبة ينتعل حذاء رياضيا باهظ الثمن• في لحظة كان عنصران من رجاله يشلان حركته•• وحين تفتيشه عثر الضابط على سكين كبير تحت خاصره• رافقه عنصران الى السيارة التي كانت تنتظره بباب المقهى• الضابط لم ينس شكر الحاضرين على الهدوء والمساعدة•• ثم غادر المقهى• قبل لحظة من اعتقاله يروي زميل للشاب المعتقل "إنه كان يتبجح أمام رفاقه وقطع القرقوبي في جيبه: لا يوجد ولد امرأة يحط يدو علي• هالموس ها هو••• "لكن يدا قوية حازمة أمسكت به• وهو الآن في السجن••• إن انتشار "شرطة القرب في الأمن السوداء وتحركهم الفوري الدائم والمنتظم يكشف عن نية حقيقية لمعالجة المعضلة الأمنية بفاس• تهمس (ت•ن) طالبة جامعية "كل صباح يمكن مشاهدة دراجتين ناريتين من الأمام ومن الخلف تتوسطهما سيارة طويوطا ذات الدفع بالعجلات الأربع• "تمشطان" فضاء الجامعة والأحياء المجاورة وبعض النقط السوداء•
"حينما يقع بصري على رجل أمن وهو يداعب لصا ويغازله مهما كانت الدوافع والأسباب• يستفزني المشهد وأطرح سؤالا الى متى يظل الشرطي رجلا غير جدي؟ ويتابع (ح•م) أستاذ تعليم ابتدائي: اللصوص يبتكرون ويطورون أساليبهم في السرقة والاعتداءات، على أجهزتنا الأمنية أن تأخذ ذلك في عين الاعتبار•
(م•ب) صحفي: "ليس أمرا جديدا اهتمام الصحافة بالأمن، علينا ان نتأمل فيما يشبه التفكير بصوت عال الخطاب الاعلامي، في علاقته بالواقع الأمني ببلادنا• علينا أن نبدي بعض الملاحظات الأولية• على سبيل المثال الصحافة في بعض الدول الغربية تكتب عن الامن في مختلف محطاته، حين يكون غائبا، وحين يؤكد حضوره• القوي وهي معادلة على الاعلام المغربي استيعابها•• أكاد أقول، وطبعا لست هنا بصدد التوضيح• أن الواقع الامني بفاس بهذا الدفق الذي أكسبه قدوم رجال وشباب مغاربة ليس لهم علم بالمكان، ولا برجاله• وبهذه الاهمية التي يكتسيها الظرف، وكذا حجم التجهيزات المواكبة، يستحق كل هذا الاهتمام الاعلامي•• وأتمنى صادقا من الاعلام الرسمي ممثلا في إحدى قناتيه التلفزيتين، أن يخصص حلقات لهذا الإنجاز الرائع لمغاربة لم يتدربوا في أمريكا ولا في انجلترا• ولكنهم خريجو معاهد وأكاديميات الوطن فقط• الجديد والجيد، هو أنهم تسلحوا بالصرامة والمسؤولية وأخلصوا في خدمة الوطن والرسالة التي يتحملونها•
أحد جباة الخط 20 الرابط بين البرج وساحة فلورانس، يدخل في نقاش عنيف مع شاب يتضح للوهلة الأولى، انه من محترفي النشل داخل الحافلات•• كان اللص يهدد بركوب الحافلة مجانا وبالقوة• لكن حزم وصرامة أحد المراقبين المدعو "كماتشو" حالت دون رغبته، وعاد أدراجه خاوي الوفاض مهددا خاطبنا المراقب: لم تخف، وأنت تمنع لصا محترفا من الدخول الى الحافلة؟••• قبل أن يتمم الحديث كان ثلاثة من رفاقه من المراقبين قد طوقوا المكان، ومن تفقدهم ونظرتهم إليه، تأكدوا أنه لص محترف• "نعم انه واقعنا"• يقول أحدهم "لكننا عاقدون العزم على تطهير حافلاتنا من اللصوص• والمنغصين• مهما كلفنا ذلك•••"•
في زاوية ممر عام أمام طاولة لبيع السجائر بالتقسيط يفضل أحد الجنود المتقاعدين تحية دوريات الشرطة بطريقته الخاصة: إذ يقف باحترام مقدما تحية عسكرية كما لو كان في ظل الخدمة العسكرية•
أصبح الحق في الحياة مهددا في هذه المدينة العريقة لفترة زمنية محدودة يقول (ع•ن) مستخدم بنكي•• جرائم القتل والتمثيل والاختطاف على شاكلة هوليود أصبحت عناوينها مثيرة على أعمدة الجرائد• ثمة جرائم بشعة تنتهي بفتح تحقيق ضد مجهول• وفي لحظة ما أصبحت ممتلكات المواطن في مهب الريح تحت التهديد العلني في الاماكن العمومية• ويضيف متسائلا: هناك الإشاعة•• كيف نحصن الرأي العام من السقوط في الإشاعات التي قد تنشط في مثل هذه الظروف•• وكيف نعمل على الرفع من مستوى خطابنا الاعلامي والأمني في تعاطيه الشفاف مع ظاهرة الإجرام أو مع مصادر الخبر الأساسية•
الى حدود الآن، أي قبيل الانتهاء من تدوين هذه الملاحظات• أصداء الحملات التمشيطية التي تقوم بها الاجهزة الأمنية بفاس تتردد على مدار الساعة ليلا ونهارا ودورياتها لا تتوقف إلا لتبدأ• والمحصلة، ارتياح واضح لكافة الشرائح الاجتماعية• هل تستمر الاوضاع الامنية في تحسنها؟



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباكالوريا بفاس ارقام ومعطيات
- من ينقذ 5 ملايين من -الجيسيكات- في العراق؟
- تاريخ الحمام من التدجين الى السباق
- من اجل شراكة تربوية فاعلة ومنتجة
- حول القرصنة في مجال المعلوميات
- الدروس الخصوصية -تسونامي-جديد يجتاح المغرب
- حوار مع الاستاذة فائزة السباعي مفتشة مركزية بوزارة التربية ا ...
- الغش في الامتحانات المهنية بين التحليل والتبرير
- الغش في الامتحانات المهنية في التعليم بين جدلية التحليل والت ...
- الدكتور شكير فيلالة يصدر-الكتابة الموازية- ايضاءات في السرد ...
- الملتقى الفيلمي التربوي الخامس بين الانتاج واعادة الانتاج
- أحدث تقرير عن وضعية الطفولة بالمغرب
- الانترنيت في العالم العربي الواقع والآفاق
- العوادة كاسلوب تقليدي في العلاج بين الهلوسة الاجتماعية والتص ...
- انين الموتى
- لماذا تغييب الصحافة الالكترونية عن ندوة الاعلام الجهوي والتن ...
- العرب والرسوم المتحركة
- عندما نبكي أمام وسائل الاعلام..
- حوار مع فاعل اعلامي
- بكاء العربي


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز باكوش - الصحافة والامن اية علاقة؟