أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدو المراكشي - البرجوازية الوضيعة : من الردة إلى الانهيار !! - الجزء الثالث-















المزيد.....

البرجوازية الوضيعة : من الردة إلى الانهيار !! - الجزء الثالث-


عبدو المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 13 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايمكن للرأسمالية أن تستمر في الوجود وتضمن مقومات الاستمرارية ، بدون دورتها الحيوية " نقد – بضاعة – نقد " ، بحيث يكون النقد نهاية أالدورة أكبربكثير من النقد في بدايتها ، وهو ما يضفي على تلك الدورة حيويتها و يعمل على تحقيق فائض القيمة . ألف باء الماركسية تقول ، أن هذه الدورة هي شريان الحياة في النظام الرأسمالي ، وبدونها لايمكن قطعا للرأسمالية أن تستمر في الحياة !! لقد انهارت الرأسمالية منذ منتصف السبعينات ، ولازال الجهلة يغمضون اعينهم عن هذه الحقيقة المدوية ، بل لازالوا يدرون الرماد في أعين شعوبهم المقهورة !!

الانهيار المدوي للمعسكر الرأسمالي ، حدث بعد أن فقدت مراكز الرأسمالية الإمبريالية مجمل الأسواق المتوفرة في دول المحيطات ، بعد حصول هذه الأخيرة على استقلالها واغلاق أبوابها في وجه تدفق الفائض من الانتاج المتوفر في المركز الرأسمالي ، وماترتب عن هذا الاغلاق من اختناق أسواق المراكز الرأسمالية بالفائض من الانتاج ، وتسبب بالتالي بتعطيل عجلة الإنتاج الرأسمالي وزكيزته فائض القيمة . أما الولايات المتحدة الامريكية ، وبسبب الافراط في الانفاق الخارجي وحرب الفيتنام ....، فقد وجدت نفسها في بداية السبعينات في وضع مأزوم ، يتمثل في فراغ عميق لخزانة الدولة ، فقررت الانسحاب من معاهدة برتون وودز و عملت على طباعة دولارات غير مغطاة بالذهب ، وهو مايعني سقوط القيمة الحقيقية للنقود وانهيار وسائل الانتاج المادي وسقوطها الى مستويات غير مسبوقة !!

انهيار وسائل الإنتاج ، أدى بالنهاية الى سقوط الانتاج المادي و سقوط قيمة النقود الى القاع ، وأصبح العالم يعيش على ايقاع الفوضى ، تحكمه عصابات طفيلية لاتمتلك مشروعا اجتماعيا وسياسيا ، وتنهبه بنقود لاقيمة حقيقية لها . انه "اللانظام " انه الفوضى !! طباعة دولارات مفصولة عن قيمتها البضاعية ، عمق من أزمة الولايات المتحدة الامريكية و جعل منها أكبر مستورد للبضائع ورؤوس الأموال وميزان مدفوعاتها يعاني من عجز عميق بسبب اتساع رقعة الطبقة الوسطى وتزايد الاستهلاك والاستيراد ومنه تزايد المديونية الى مستويات قياسية !! فهل قيمة دولار اليوم هي قيمة دولار 1970؟؟! الجواب هو بالنفي، وهو دلالة قاطعة على انهيار الرأسمالية !

مع جائحة الكورونا ، تواصلت انهيارات الاقتصاد الأمريكي وجميع أسواق المال العالمية والإقليمية ، وشهدت تراجعات حادة هي الأسوأ منذ اندلاع أزمة عام 2008. ورغم محاولات البنك المركزي الأمريكي ، الرامية الى خفض أسعار الفائدة ، لتحفيز الطلب وضخ 700 مليار دولار، الا أن النتيجة لاشيء ، وهي تشبه " كمن يسكب الماء في الرمل "!! ، لقد فقدت البورصة الأميركية ما يزيد على 11 تريليون دولارا من قيمتها السوقية ، منذ تفشي جائحة الكورونا.

تعتبر الصين ، مثالا صارخا على حجم الأضرار التي ألحقتها جائحة الكورونا بالاقتصاد العالمي . فالصين باقتصادها التصديري ، تعتبر مصنع العالم و أكبر مصدر للبضائع ، إذ تمده بثلث احتياجاته من المنتجات الصناعية ، وهي أكبر مستورد للنفط في العالم . والصدمة التي سببها فيروس كورونا للاقتصاد الصيني أضعفت الطلب العالمي على النفط ، كما تعرض قطاع الصناعة الصيني لأضرار عميقة ، إذ انخفض نشاطه لأرقام قياسية ، وتهاوى الإمداد من الصين لجميع اسواق العالم وخصوصا امريكا . لذلك عندما يصاب الاقتصاد الصيني بالشلل ، فلا بد أن يتأثر العالم برمته !!
ومع هبوط قيمة الدولار الى مستويات قياسية ، بدأت الصين تعمل وبحذر شديد على تقليص دوره في تجارتها، فوقعت بذلك اتفاقيات مع روسيا واليابان وغيرها للتجارة بالعملات المحلية ، وكذلك أنشأت بورصة شانغهاي للتجارة النفطية المقومة باليوان المغطى بالذهب و كونت مجموعة البريكس الاقتصادية مع روسيا والهند والبرازيل ومن ثم جنوب أفريقيا، و أسست بنكاً للتنمية لتمويل المشاريع والإقراض في شانغهاي برأسمال 50 مليار دولار. ومع كل هذا وذاك ، فإن كثافة مخزون الصين من الدولارات والسندات ، يجعل مساعيها لإزاحة الدولار ليس ذا فاعلية مؤثرة ، لأنها أصبحت أسيرة ورهينة للدولار المزيف ووضعت مصيرها ومصير الاقتصاد العالمي في مشنقة الدولار المزيف !!!

كثافة تجارة الصين بالدولار ، بالإضافة إلى سندات الخزينة يجعلها تقدم رِجْلاً وتؤخر أخرى في العمل الجاد لزعزعة الدولار، فهي تعي بأنها ستكون المتضرر الأكبر عالمياً من اهتزاز ه وزعزعته ، وهذا ما يدفعها للحد من دوره ببطء وحذر كبيرين حفاظاً على مخزونها من الدولارات والسندات المتوفرة لديها . فهل "ستنجو الصين بجلدها " وتعمل على نزع الثقة من الدولار الامريكي كما فعل ديغول عام 1968 ، محولا كل احياطي فرنسا من الدولار الى ذهب ؟!انه الخيار الوحيد المتبقى أمام الصين وبامكانها ذلك خصوصا وهي تملك مخزونا كبيرا من الذهب ، والا سيكون سقوطها مدويا ! !

ما يجب التأكيد عليه في هذا الباب ، أن البرجوازية الوضيعة على وشك الانهيار التام ، بعد عقود من الزمن وهي تنفق على انتاج الخدمات بدون فائدة تذكر. انهيار الدولار لن يعزز قطعا من دور الصين كقوة صاعدة بل سيعجل بانهيارها ، كما أن الكورونا ستسارع بانهيار الدولار في المستقبل المنظور . ومع انهيار الدولار ستنهار فوضى الهروب من الاستحقاق الاشتراكي .

لقد انتهت رحلة الابحار بالبشرية في مركب مثقوب ، أ وصل البرجوازية الوضيعة الى نهاية طريق مسدود .ستتلاشى البرجوازية الوضيعة وستنهار وتسقط الى مصاف البروليتاريا وستتوسع البروليتاريا ، سواء من حيث الانتاج المادي كما من حيث المساحة التي تحتلها ذاخل المجتمع ، وستنتهي فوضى الهروب من الاستحقاق الاشتراكي !! سينهض حتما ، مشروع للثورة الاشتراكية العالمية من تحت حطام مجتمعات البورجوازية الوضيعة المنهارة و المتلاشية وستستمر رحلة الأنسنة . مشروع اشتراكي سيكون مركزه هو الصين ، خصوصا اذا عملت "عصابة الحزب الشيوعي الصيني " ، على تحويل جزء هام من الاحتياطي المتوفر لديها من الدولار الى ذهب واستثمرت الباقي منه في مشاريع صناعية ضخمة !! لكن بغياب أحزاب شيوعية حقيقية وتنظيمات بلشفية وازنة وصلبة ، يصعب التصور كيف سيكون عليه الوضع في المستقبل المنظور !! ماهو أكيد أن البشرية اليوم في حاجة ماسة الى أممية أخرى على شاكلة الأممية الاولى لماركس ، أممية تقودها هيئة أركان ماركسية طليعية ، تعمل على هندسة وتصميم مشروع ثوري حقيقي ، كفيل بالعبور بالبشرية الى البديل المنتظر الذي هو المجتمع الشيوعي !
.......انتهى



#عبدو_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرجوازية الوضيعة : من الردة إلى الانهيار !! - الجزء الثاني ...
- البرجوازية الوضيعة : من الردة إلى الانهيار !!


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدو المراكشي - البرجوازية الوضيعة : من الردة إلى الانهيار !! - الجزء الثالث-