أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هاشم القريشي - لابارك الله فيكم لقد خيبتم امالنا














المزيد.....

لابارك الله فيكم لقد خيبتم امالنا


هاشم القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 1584 - 2006 / 6 / 17 - 11:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لابارك الله فيكم...خيبتم أمالنا..!
عندما سقط النظام الدكتاتوري البغيض في التاسع من نيسان 2003 استبشرت الاغلبية من العراقيين
بالخيرالمفعم بالرجاء والامل، بان عصراً جديداً من الانفتاح والحرية قد حل على العراق وان ارهاب الدولة البوليسية قد ولى الى غير رجعة، وان غداً مشرقاً زاهراً ينتظره العراقيون بفارغ الصبر يحمل
كل بشائر الرخاء والديمقراطية سوف يعم البلاد، وقد تواترت في حينها الاماني العريضة عن العدل والمساواة في ظل حكومة ينتخبها الشعب، حكومة وطنية ستقوم بتوزيع الثروة وبناء البيوت للفقراء وكانت المقترحات كثيرة الى حد توزيع الثروة الوطنية نفطاُ اي توزيع براميل النفط على العراقيين؟
وهذا في الواقع سيعني، ان العراقيين سيودعون سنين الحصار والحرمان والخوف وسوف يعيشون
في عصر الانفتاح والحرية والمساواة الذي انتظروه طويلاً بعد معاناة وصبر جميل ، بيد ان ليس كل مايشتهيه المرء يدركه ؟ فالوضع الجديد لم يجلب الحرية والانفتاح والنهوض الاقتصادي الموعود..
. والتي كان يتأملها العراقي، حيث ظهران أسهل شيئ في السياسة هو ان تعطي الوعود واصعب شيئ ان
تكون صادقاً في تنفيذها وهكذا تلاشت احلام العراقيين، امام برامج الاحزاب الطنانة التي لم تكن سوى صدى لغايات انتخابية ضيقة بمفهومها الطائفي والاثني،والتي ذهبت ادراج الرياح تلك الاحلام والاماني ، ولايعني هذا في كل الاحوال ندماً أوحسرة على الماضي اوعدم الرغبة في التغيير الذي جرى. لقد كانت الانتهاكات والظلم في زمن الطاغية المقبور تمتاز بمركزيتها وهويتها، فالنظام هو الجهة الرئيسية في صنع وتصدير الارهاب وهو مصدر كل الفساد والشرور والناس تعرف من هو الدكتاتور والمجرم والفاسد والطاغية، وفي الحقيقة كان مصدر البلاء الوحيد هوالنظام.
بيد ان الامور اخذت منحى أخر و أتجاه مغاير بعد التاسع من نيسان، فظهر اكثر من نظام واكثر من دكتاتور واكثر من ارهابي وفاسد، وتعدد الارهابيون والشر واحد،فالسلطة الجديدة اصبحت مصدراً للارهاب والفساد، وغدا القادة السياسيون والدينيون وزعماء الاحزاب والطوائف شركاء في هذا الفساد والارهاب، طبعاً مع استثناءات قليلة، فقامت هذه الاحزاب الطائفية بخلق الجغرافيات الطائفية في الكثير من المدن العراقية لتتسلط عليها وتتحكم بمصائرالناس بواسطة ميليشاتها واجهزتها القمعية المختلفة فنشأ في كل محافظة نظام دكتاتوري يقوده دكتاتوربلباس ديني، فكثر القمع والابتزاز والنهب والسرقة وكم الاصوات والاعتداء على الناس والتدخل في حياتهم الشخصية دون رحمة اوضمير او وازع من دين أو اخلاق، تحت يافطة الدين معززة بفتاوي متخلفة ومنافية لروح العصر وهي ترتكزعلى المنطوق الطائفي والسلفي الضيق،كأداة قمع وترهيب للعباد. لقد تعمقت مظاهر مهلكة وتعددت مصادر الفساد،فاصبحت هنالك مافيات حكوميةو نفطية، ومافيات أبتزاز واختطاف، وعصابات للسرقة، والمشكلة لايوجد من تشتكي اليه ولايوجد من ينصفك، فالتواطئ والمداهنة وفساد الضمير، والانتهازية، غدت ماركة مسجلة لايستطيع حزب اوجهة سياسية الاستغناء عنها.فالخراب السياسي استتتبعه خراب بيئي فمثلما تجد المستنقعات السياسية الاسنة، تجد ما مايماثلها في المدن العراقية وازقتها من مزابل وبرك اسنة وخراب بالجملة ،دون ان تحظى ببارقة امل، بانك ستحصل على شربة ماء نظيفة وباردة في قيض العراق المهلك، فالكهرباء صارت من الكماليات العصية على الظفر، والطوابير صارت من تقاليد العراقيين وتراثهم، ناهيك عن الارهاب والارهابيون الذين استغلوا محنة الناس وتجمعاتهم كهدف يسير لعنفهم ودمويتهم وحقدهم الاسود، في حين يجري تبرير هذا الارهاب من جهات ودول مختلفة بحجة بائسة هو محاربة الاحتلال وتحرير العراق وهذه طامة كبرى ابتلى بها العراقي المظلوم، على ايةحال فالمشهد العراقي دامي ومحزن، ولاتدري الى اية جهة تيمم وجهك طلباً للفرج والخلاص من بلواك بعد أن ضاقت بك
السبل،فالذين منحتهم ثقتك باعوك وتاجروا بمصائبك وتركوك وحيداً اعزلاً بين النوائب والمصائب، وانت تنظر الفرج من صاحب الفرج الذي طال انتظاره...لم لا واصحاب الملايين الجدد من مقاولين ومتعهدين ومعممين وسياسيين صاروا عناوين لواقع مزري ومتخلف، في ظل فساد عام، طال الاخلاق والسلوك، والنيات. ووضع الناس في دوائر اليأس والخيبة مما جعل خلط الاوراق بنية بيضاء مسألة واردة فالبعض يتذكر الماضي على سوءه ويتحسر على بعض جوانبه مثلاً كنت تعرف من قتل ابناءك وتعرف بالضبط من هو الذي سيقتلك وكيف سيكون شكل الفجيعة القادمة، اما اليوم فان الذي انتخبته وايدته سيكون قاتلك او هو اول من يغدر بك فألوان واشكال الكوارث لاحصر لها والحقائق لاترتبط بالواقع فالحقيقة السياسيةمثلاً وليس حصراً لها الف تفسير وتأويل وعليك بقبو ل تفسيرها من قبل المتسلطين فكرة القدم هي حرام واطلاق اللحى على الطريقة الامريكية معصية والحلاقة الغير شرعية اكبر حرام وهلم جراً... . لقد مل المواطنون التسلط والتدخل في شؤونهم وملوا الوعود الكاذبة، واضناهم البحث عن النفط والغاز وأنتظارالكهرباء والماء، الاغلبية تقف في الطابور لتحظ بفرصة الحصول على ابسط ضرورات الحياة والاخرون وضعوا في الطابور قسراً ليجزوا رؤوسهم اوتنحرهم سيارة يقودهاطالب ثواب؟ . لم يكن في نيتي رسم صورة سوداء للمشهد العراقي، واهمال ماهو ايجابي في الحالة العراقية لكن خيبة
الامل في أولئك ا القادة الجدد هوالذي صنع مرارة التبرم والاحتجاج والغضب، بعد ان تهاوت وعودهم
وحقيقتهم الهشة، وليس لي من خاتمة سوى قول( لابارك لله فيكم لقد خيبتم امالنا…..

سياسي عراقي مقيم في السويد



#هاشم_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديالى تستغيث من الارهابيين والسلطة عاجزة
- الحكومة العراقية المنتظرة والطعم المر
- صلف الطاغية وصرخة الضحية
- علماء الدين المغاربة وغيرهم ازدواجية المعايير في الموقف من ا ...
- ديالى. أرادوها طائفية فأصرت على عراقيتها
- الجعفري نموذج للمسؤول والسياسي الفاشل
- خذني الفرح
- باسمك ياشعب


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هاشم القريشي - لابارك الله فيكم لقد خيبتم امالنا