|
علماء الدين المغاربة وغيرهم ازدواجية المعايير في الموقف من الضحاياالعراقيين؟
هاشم القريشي
الحوار المتمدن-العدد: 1373 - 2005 / 11 / 9 - 12:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثار اختطاف المغربيين عبد الرحيم بوعلام وزميله عبد الكريم المحافظي الموظفين في السفارة المغربية اللذين اختطفا في العشرين من تشرين الاول في بغداد من قبل جماعة الزرقاوي الارهابية والتهديد بمحاكمتهما من قبل مايسمى المحكمة (الشرعية) موجة من الغضب والاستنكار العارم على الصعيدين الرسمي والشعبي، وقد اصدر علماء الدين المغاربة بيانا شديد اللهجة يهدد تنظيم القاعدة بالويل والثبور ويصفها بالارهاب،مهدداً بتكفير جماعة القاعدة ان هم نفذوا تهديدهم بقتل المختطفين المغربيين، ولم يكن بيان الحكومة المغربية بأقل لهجة في التنديد بالقاعدة التي وصفها البيان بالارهابية مستخفاً ومندداً بمرجعياتها المزعومة الخ طبعا من حق الحكومة وعلماء الدين المغاربة ان ينتصروا ويدافعوا عن مواطنيهم وان يرسلوا التهديدات وان يكفر علماءهم الارهابيين اذا اقدموا على قتل مواطنيهم وان تخرج المظاهرات المستنكرة والمتضامنة وهذا مفهوم ويندرج في نطاق الواجب الوطني المتضامن مع اخوة لهم في المواطنة. في هذا المشهد المثير سيقف المواطن العراقي حائرا ومشدوهاً امام هذا الغضب المغربي العارم ازاء مواطنين اثنين فقط ولااقلل بالطبع من قيمة الانسان اذا كان واحداً اوالف لكن المفارقة المرة والمحزنة ان يجري في الوقت نفسه تجاهل ارواح الالاف من الضحايا العراقيين وهم يقتلون من قبل جماعة الزرقاوي والذين يدعمهمونهم من مختلف الجماعات الارهابية بطرق وحشية ودونية لانظير لخستها اطلاقاً، دون ان نسمع ضجة اووقفة توازي ثقل الجرائم التي ترتكب يوميا بحق اطفالنا ونساءنا وشبابنا وشيوخنا من قبل كل العرب سواء كانوا مغاربة اوغيرهمً وقبل يومين قتل الارهابيون السفلة على طريق بلدروز شمال بغداد 11عراقياً من عائلة واحدة وذبحوا من بينهم طفلاً رضيعاً لم يتجاوز عمره العشرة ايام في جريمة يندى لها الجبين دون ان نسمع تنديداً اوستنكاراً اورأياً بهذه الجرائم البشعة لامن حكومة اوعلماء دين اوفنان اوشاعر أوأوأو فقط نسمع تمجيداً بالمقاومة المزعومة والاحتلال البغيض. ان المعايير المزدوجة والنفاق الممزوج بالكذب بالتباكي على العراق المحتل يبعث برسالة فحواها ولايخطئ العارف بتفسيرها انهم يريدون الدمار للعراق ولاهله الموت من اجل ان لاينهض مشروع حضاري في العراق يهدد سطوة الحكام والقوى الاسلامية الغارقة في جهلها وتعصبها، وأذا ابدت الحكومة المغربية غيرة استثنائية في استنكار خطف مواطنيها فهذا على الاغلب سيكون ذا طابع دعائي ونفعي في تمرير عدة اغراض في ان واحد من خلال هذه الضجة وهذا الاستنكاروعلى الارجح ان المغربيين سيطلق سراحهما بعد ان تتدخل هيئة علماء المسلمين في العراق في سيناريوهات مكررة ومعروفة. ان الجامعة العربية والعربان جميعاً يطالبون بان لاتمس عروبة العراق؟ولكنهم لايقيمون وزناً لابنائه العرب وهم يقتلون على ايدي الارهابين بطرق بشعة بل ويمجدون قاتليهم من ايتام صدام وجماعة الزرقاوي والتكفريين المجرميين حقا انها مفارقة محيرة ، كيف يشعر العراقي العربي بأنتمائه وهو يشاهد اخوة الدم والتاريخ المشترك؟ يتفرجون عليه وهو يسبح في بركة الدم مذبوحاً .وانا اتسائل لماذا لايخرج العرب في بلدانهم في مظاهرات احتجاج استنكارأ للاعمال الوحشية التي ترتكب بحق العراقيين وتضامناً معهم في محنتهم حتى يشعر العراقيون بصدق حرص اخوتهم العرب على عروبة العراق، ان ما يجري في العراق هو تواطؤ حقير بين قوى عربية وقوى اقليمية حاقدة ومستفزة ومرتعبة من قيام مشروع ديمقراطي في العراق يفرض استحقاقاته على المنطقة ويغير انظمتها وحكامها.واذا كان العراقي يكابد من ظلم ذوي القربة وجحودهم له وهوفي اوج محنته، فهذالايمنعه من مواصلة الكفاح في الاعتماد على نفسه وعلى طاقاتة الخلاقة وقواه الحية في دحر الارهاب وبناء الامن، واذاكان الارهاب قد فتك بالعراقيين فبالتاكيد لن يسلم غيرهم منه والشواهد كثيرة ورب ضارة نافعة. في الختام اذكرفقط بان علماء الدين المغاربة هددوا بتكفير جماعة القاعدة ان قتلوا المخطوفين المغربين وبخلاف ذلك سيبقى الارهابيون مسلمون ومجاهدون ماداموا يقتلون العراقيين فقط اقول لاحول ولاقوة الامن بيده الحل والربط!!؟
هاشم القريشي..السويد
#هاشم_القريشي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ديالى. أرادوها طائفية فأصرت على عراقيتها
-
الجعفري نموذج للمسؤول والسياسي الفاشل
-
خذني الفرح
-
باسمك ياشعب
المزيد.....
-
أمريكا.. ما نعرفه للآن عن حادث إطلاق النار المميت بكنيسة ميش
...
-
نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي ينعى الصحفي الرائد محسن
...
-
تأهب إسرائيلي تحسبا لوصول أسطول الصمود
-
ترامب: تلقيت ردا إيجابيا على مقترح إنهاء -حرب غزة-
-
الحزب المعارض للنفوذ الروسي يتصدر الانتخابات في مولدوفا
-
خطة ترامب للسلام في غزة.. ما هي أبرز بنودها؟
-
ترامب يعلّق على حادث -كنيسة المورمون-: -مروع-
-
الداخلية السورية تعلن القبض على -قناص جوبر-
-
قصف إسرائيلي على وسط غزة يسفر عن سقوط قتلى وجرحى
-
روسيا: لا مؤشرات من أوكرانيا على استئناف المحادثات
المزيد.....
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
المزيد.....
|