أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام عبد الرحمن - لماذا باع الفلسطينيون أرضهم لليهود ؟













المزيد.....

لماذا باع الفلسطينيون أرضهم لليهود ؟


هشام عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 6558 - 2020 / 5 / 8 - 17:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


هناكَ مقولةُ شهيرةُ تقول: " إذا أردتَ أن تقتل عدوًا لا تطلق عليه رصاصةً بل أكذوبةً ".
هكذا أطلقت الدعاية الصهيونية أبواقها في كلِ مكانٍ, لتعلن أن الفلسطينيين هم الذين باعوا أرضَهم لليهود، وأن اليهود إنما اشتروها "بالحلال" من أموالهم، فلا ينبغي للفلسطينيين أن يطالبوا بعدَ ذلك بها, هذه الاكذوبةً يرددها بعض الكتاب والمثقفين العرب, دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث, فهل ذلك صحيحا ً, وما هي الحقيقة التي يجب ان يعرفها الجميع, بل الحقيقة التي يجب أن يؤمن بها كل عربي شريف.
فقد روَّجت العصابات الصهيونيـة لروايات مدسـوسـة على أهل فلسـطين تزعم أنهم باعوا أراضيهم بمحض إرادتهم لليهود، وأن اليهود اشتروها بمالهم، ولعل سبب نجاح ووصول هذه الأكذوبة إلى عقول الناس انعدام المعلومات والحقائق التي تدحض هذه الفرية, في الوقت الذي يقف فيه الإعلام العربي قاصراً عن مواجهة تلك الدعاية التي تنكر الواقع ولا تستند لمنطق أو حقيقة, بل وتلقَّف العالم هذه الافتراءات والأكاذيب، والأسـاطير والخرافات التي جعلوها من "المسـلّمات" التي لا يجوز الاقتراب منها أو المسـاس بها.
وعن مصدر هذه الأكذوبـة، وغيرها يقول الشـيخ "محمد أمين الحسـيني" مفتي فلسـطين: «إن المخابرات البريطانيـة وبالتعاون مع اليهود أنشـؤوا عدة مراكز دعايـة ضد الفلسـطينيين، ملؤوها بالموظفين والعملاء والجواسـيـس، وكان من مهامها بث الدعايـة المعروفـة بدعايـة الهمـس واللمز والتدليـس.
وعن حجم تلك الأكذوبة تصف (روز ماري) ـ الباحثة البريطانية ـ انتشارها بالقول:
« لقد آذى التشـهيرُ الفلسـطينيينَ أكثر مما آذاهم الفقر، وأكثر الاتهامات إيلاماً كان بأنهم باعوا أرضهم، أو أنهم هربوا بجبن! وقد أدى الافتقار إلى تاريخ عربي صحيح لعمليـة الاقتلاع التي لم تُرْوَ إلا مجزأة حتى الآن ـ أدى بالجمهور العربي إلى البقاء على جهلـه بما حدث فعلاً ».
كما كتب المؤرخ الإنجليزي (أرنولد توينبي):
"سلب أراضي فلسطين جرى في أكبر عملية نهب جماعية عرفها التاريخ ومن أشد المعالم غرابة في النزاع حول فلسطين: هو أن تنشأ الضرورة، للتدليل على حجة العرب ودعواهم".
كما قال الكاتب اليهودي (رون ديفيد) في كتابه العرب وإسرائيل للمبتدئين:
أريد عددًا قليلًا من اليهود الأمريكيين المشهورين، خصوصًا أولئك الذين أحترمهم، والذين علموني كل شيء، أريدهم أن يقفوا ويقولوا لنترك الكذب على العالم وعلى أنفسنا، لقد سرقنا فلسطين، لقد سرقناها حتى لو أعطينا الفلسطينيين حكمًا ذاتيًا، أو تقريرَ مصيرٍ، أو الضفة الغربية، أو دولة فلسطينية، فإننا لا زلنا نسرق معظم أرضهم، فلنبدأ على الأقل بقول الحقيقة (ص 210).
إنَّ هذه التهمة تتردد حتى في أوساط المثقفين، وكنَّا نسمع ذلك أثناء مناقشات مع مثقفين عرب وللاسف عن عدم دراية وجهل وربما تسرع وحقد, لذا فإن على النخب الإعلامية العربية وعلى مثقفي العرب أن يكفوا وإلى الأبد عن ترديد هذه الأكاذيب, وهي تهمة تبرئ اليهود من اغتصاب أرض فلسطين بقوة السلاح والإرهاب، وفي الوقت نفسه لا تشرع للفلسطينيين أي حق في الدفاع عن أرض باعوها لليهود، بعد أن قبضوا ثمنها, ولا أحد يعترف بأن السلطات البريطانية منحت نحو 500 ألف دونم لليهود من الأراضي الأميرية دون مقابل أو مقابل مبلغ رمزي, بينما باع سماسرة عرب من عائلات القوتلي والجزائري وآل مرديني السورية لليهود قسماً كبيراً من أراضي صفد، كما باع كل من خير الدين الأحدب، وصفي قدورة، وجوزيف خديج، وميشال سرجي، ومراد دانا وإلياس الحاج اللبنانيون لليهود مساحة كبيرة من الأراضي الفلسطينية المجاورة للبنان، بالإضافة إلي الأراضى التي اشتروها من ملاك إقطاعيين لبنانيين مثل آل سرسق، وتيان، وتويني، ومدور، أو من الإدارة العثمانية عن طريق المزاد العلني الذي تباع فيه أراضي الفلاحين الفلسطينيين العاجزين عن دفع الضرائب المترتبة عليهم, بينما لا يذكر هؤلاء الإعلاميون والمثقفون أن المجلس الإسلامي الأعلى بقيادة الحاج أمين الحسيني، وعلماء فلسطين كان لهم دور بارز في التصدى لعمليات البيع , فقد أصدر مؤتمر علماء فلسطين الأول في 25 يناير 1935 فتوى بالإجماع تحرِّم بيع أي شبر من أراضي فلسطين لليهود، وتعدُّ البائع والسمسار والوسيط المستحل للبيع مارقين من الدين، خارجين من زمرة المسلمين، وحرمانهم من الدفن في مقابر المسلمين، ومقاطعتهم في كل شيء والتشهير بهم, بل وأنه قد تم تصفية وقتل كل من له علاقة ببيع الاراضى لليهود, ولم يتوقف كفاح الشعب الفلسطيني الذى ما زال يقاوم بروح أبنائه ودمائهم ، ويثبت لكل ذي عقل وبصيرة، كذب ما أشاعه الصهاينة عنه من افتراءات.
وبالرغم من ضخامة المؤامرة ضده ظل الفلسطيني يؤكد على تمسكه وعدم تفريطه بأرضه المقدسة المباركة، وظل الشعب الفلسطيني يقدم الشهداء والمعتقلين, وهذا بحد ذاته يبرز مدى المعاناة التي لقيها اليهود في تثبيت مشروعهم وإنجاحه في فلسطين، ومدى إصرار الفلسطينيين على التمسك بأرضهم ووطنهم, بل لقد هب المواطنون للدفاع عن أراضيهم فحصدتهم النيران واستشهد العديد وتمددت النساء على الأرض لمنع السيارات من الدخول، لكنها قامت بالمرور فوق أجسادهن فمزقتهن إرباً إرباً، وعجنت بجثثهن الأرض، واعتقل العديد من الشباب الثائر وخرج الباقون على وجوههم يهيمون في بلاد الشتات والغربة, على أمل العودة يوماً إلى أراضهم ووطنهم خلال سبعين عاماً من بداية الاستيطان والهجرة المنظمة لفلسطين، وتحت ظروف قاسية وظلم ذوى القربي .
لذلك أنصحكم بقراءة كتاب «فلسطين وأكذوبة بيع الأرض» للكاتب "عيسى القدومي" لكشف أكبر افتراء شهده التاريخ المعاصر, بل اكبر أكذوبة انطلت على الساسة، والقادة والمؤرخين الذين صدقوا هذه القصص الواهية، فساندوها وأيدوها، وخالفوا قرارات الشرعية الدولية والأدلة التاريخية .
كاتب وصحفي فلسطيني



#هشام_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركات الإصلاحية في المجتمعات العربية
- الصعود إلى الهاوية
- قصيدة أُحبّك وأُحلمُ
- كورونا وتيارات الاصلاح الفلسطيني
- قصيدة الموعد
- ذكري أبو جهاد والعودة إلى التنظيم الثوري
- كأس الهوى
- قصيدة : مسافة السكة
- قصيدة مسافة السكة
- عالم جديد بعد كورونا فهل صدق المنجمون ؟؟
- سلامٌ على قلبي
- انت معي
- أخر غزواتي
- نوارس الحب
- لك وحدكٍ
- لو فاض الحنينُ
- أبحتُ فيك عنّي
- السلوك الاجتماعي ما بعد جائِحة كورونا
- أشتهي ضحكتك
- لن اخون


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام عبد الرحمن - لماذا باع الفلسطينيون أرضهم لليهود ؟