أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سالم روضان الموسوي - كورونا والفساد متلازمتان في الضرر والوقاية














المزيد.....

كورونا والفساد متلازمتان في الضرر والوقاية


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6550 - 2020 / 4 / 29 - 22:28
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


في هذا الموضوع لا اقصد المقارنة بين جائحة كورونا وجوائح الفساد، لان الفساد لربما يكون أوسع من الكورونا وقد تكون هي من نتائج الفساد، وهذا ما أظهرته لنا الأزمة الوبائية الحالية ليس في العراق وحسب وإنما حتى في أفضل البلدان في القطاع الصحي، وفي العراق نجد إن الفساد كان سبب في ضعف الإمكانيات الصحية من خلال تعطيله الكثير من المشاريع الصحية التي قد تسهم في مكافحة هذه الجائحة لو كانت قد تمت بالشكل الصحيح، ومنها مشاريع المستشفيات المعطلة وإضعاف الصناعة الدوائية امام تجارة الاستيراد وما يصاحبها من رشى وفساد في النوعية ، والتوقف عن دعم البرامج البحثية وغيرها، لذلك أرى إن تفاقم أزمة كورونا هو من نتائج هذا الفساد، وان الضرر المتولد عنهما واحد من حيث أثره على الحياة العامة والخاصة، ولا ارغب في التوسع في هذا لأنه أصبح من المسلمات التي يفهمها كل مواطن، فهو يدرك إن في كل مفصل من مفاصل الدولة كورونا إدارية ومالية، وفيها عشرات الفايروسات المستجدة التي تطور قابليتها في نخر هيكل وأسس الدولة والمجتمع، وإنها دائما في الصف الأول الذي يقاوم علاجها واستئصالها ، وتغير من أساليبها ، ومنها الانزواء أمام الاحتجاجات ومن ثم العودة إلى الظهور بعد ممارسة القمع لكل من يقاومها، أو إنها تلبس ثوب المصلح والمعالج وتتصدى لحاجات الجمهور المنتفض، إلا إنها تعمل لتحقيق غاياتها وامتصاص الغضب الجماهيري، او تقوم باستبدال ثوبها وتغيير وجهها بوجوه أخرى تم استهلاكها أو إنها من سنخها، مثل التكليف الوزاري الذي يلقي بظلاله الكئيبة على الواقع العراقي، لذلك فان الفساد الإداري والمالي في العراق هو مطابق لجائحة كورونا في أكثر من وجه، لأننا عجزنا عن إيجاد الدواء والعلاج سواء في الوقاية منه قبل الوقوع أو في إزالة أثاره بعد استشراءه، لكن منظمة الصحة العالمية (WHO) في نشرة لها في اللغة العربية على موقعها الالكتروني في عام 2015 تحت عنوان (لوقايــة مــن العــدوى ومكافحتهــا أثنــاء الرعايــة الصــحية لحــالات الإصــابة المحتملــة أو المؤكــدة بعــدوى فيــروس كورونــا المســبب لمتلازمــة الشــرق الأوسط التنفسية) تشير إلى عدة وسائل للوقاية ومن أهمها هو التطهير بمعنى تطهير الأجسام والأدوات بمعدات تطهيرها ومن بينها تعفير الأماكن وهذا ما تقوم به جميع الدول في الوقت الحاضر لكن يرى المختصون عبر تقرير بثته BBC بان أشعة الشمس أفضل وسيلة للتطهير من المكروبات والفايروسات، لذلك فان استعمال ضوء الشمس في التطهير هو عبارة عن تعرض المواقع الموبوءة إلى الضوء وان تكون تحت نظر الجميع، لان الضوء سيكشف عنها، وهذا هو ذاته العلاج الوقائي من كورونا الفساد بتسليط الضوء عليه ليتطهر منه الجسم الوظيفي، وما يقوم به بعض المتسلطين على مفاصل الدولة في حجب ذلك الضوء باسليب منها الترويع والخوف للتغطية على فسادهم وعزل أنفسهم عن الواقع والعيش في الأبراج العاجية والعالية فإنها لا تجدي نفعاً لهم لو سلطنا عليها أشعة الشمس لتكشف عن الزوايا المظلمة، ومن هذا المنطلق قال احد القضاة الأمريكان "لويس برانديز" قبل سنوات "ضوء الشمس هو أفضل مطهر" وذكره الكاتب الأمريكي انتوني لويس في كتابه (الحرية للفكر الذي نكره) ، والشمس التي تعقم وتطهر الفساد هي الشفافية لأنها ستكشف للجميع ماذا يجري وسيكون المفسد والفاسد تحت النظر وسيكون بحال اضعف تجاه المد الشعبي الرقابي إن عجزت مؤسسات المساءلة والمحاسبة الدستورية عن ذلك وهذا واجب دستوري عندما يتعلق الأمر بالموارد المالية للشعب العراقي وعلى وفق ما جاء في المادة (106) من الدستور التي جاء فيها الآتي (ضمان الشفافية والعدالة عند تخصيص الأموال لحكومات الأقاليم أو المحافظات غير المنتظمة في إقليم، وفقاً للنسب المقررة.)، وكذلك بالتعبير الحر عن الأفكار والآراء حتى التي تتقاطع مع من يتولى إدارة مفاصل الدولة وبأي وصف كان وهذا حق دستوري للمواطن وواجب على الدولة وعلى وفق أحكام المادة (14) والمادة (38) من الدستور، لذلك لابد من العمل على تعزيز الشفافية في كل أعمال الدولة وبشكل صحيح يتيح للجميع الوصول للمعلومة والحصول عليها والابتعاد عن الفوقية في التعامل والاعتقاد بأنهم يملكون الحقيقة لوحدهم فقط، وترك الافكار التسلطية التي يتوهمون بأنهم ذو وصاية على الشعب وإنهم فقط من يدرك مصالحه، لان تجربة السنوات التي تلت تأسيس الدولة العراقية منذ عام 1921 ولغاية الآن أثبتت لنا أن لا احد أعلى من الشعب وان لا احد أكثر وعياً من الشعب، حتى وان أجبرته الظروف على الصمت تحت سطوة المتجبرين ، واذكر من يتولى الأمور الآن بان هؤلاء المتجبرين الذين سبقوك في موقعك كان مصيرهم في النهاية إما أعواد المشانق أو مزبلة التاريخ، ومن خلال ما تقدم فان الوقاية من جائحة الكورونا هو التعقيم والتطهير ، وكذلك الوقاية من الفساد بالتطهير والتعقيم والتعفير عبر الشفافية واحترام حرية التعبير عن الرأي وعدم استغلال النفوذ ، واهم وسيلة هي الإعلام الحر الواعي وليس الأصفر الببغائي.
القاضي



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تختلس الدولة اموالها؟
- ارسطو والقانون العراقي ( القانون هو العقل المجرد عن الهوى)
- كورونا وازمة النص التشريعي
- هل تملك محكمة الجنح سلطة التدخل تمييزاً بقرار قاضي التحقيق ب ...
- إقالة رئيس الجمهورية أم إعفاءه ومدى إمكانية ذلك؟
- المنطقة الخضراء أم المنطقة السوداء؟
- من وحي كورونا (إن الفم الذي يظل مطبقاً لا يدخل الهواء إليه، ...
- حكام القضاء الدستوري تعتبر من مصادر القاعدة القانونية
- نطاق الرقابة الدستورية في ضوء أحكام القضاء الدستوري العراقي
- الأسوار والعدالة
- في الذكرى الخامسة عشر لإنشاء المحكمة الاتحادية العليا (إنجاز ...
- صلاحية رئيس الجمهورية بإصدار المراسيم بين التقييد والإطلاق
- هل يجوز الحكم بعدم دستورية جزء من النص القانوني ؟
- الديمقراطية بين النص الدستوري والواقع الراهن
- حماية الملكية الخاصة في ضوء أحكام القضاء العراقي
- لا يملك مجلس النواب سلطة الرقابة على حكومة تصريف الأعمال
- عدم وضوح الصياغة التشريعية تكون سبباً في عدم دستورية القانون ...
- هل تخضع الإعمال السياسية -أعمال السيادة- لرقابة القضاء
- مفهوم المخالفة الدستورية في التشريعات وتصرفاتةالسلطة
- فكرة الزعيم الأوحد والدستور العراقي في ضوء الأزمة الراهنة


المزيد.....




- -قوية للغاية-.. أمير الكويت يثير تفاعلا بكلمة حل مجلس الأمة ...
- السعودية تقبض على مواطن تركي في مكة بعد فيديو متداول أثار تف ...
- غسل الفواكه والخضروات بمواد التنظيف قد يؤثر سلبا في الصحة
- لماذا تتزايد السياحة الداخلية في الصين، في حين يتراجع عدد ال ...
- كيف أحمي طفلي من التحرّش أو الإعتداء الجنسي؟
- مبابي يعلن رسميا مغادرته باريس سان جيرمان نهاية الموسم
- -نحو حرب عالمية ثالثة-.. سالفيني يحذر من أحاديث الأوروبيين ع ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /11.05.2024/ ...
- -شعب حر غير متأثر-.. حقيقة فيديو مظاهرة جامعة كولومبيا تأييد ...
- هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي؟.. بحث يكشف قدرات مقلقة في ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - سالم روضان الموسوي - كورونا والفساد متلازمتان في الضرر والوقاية