أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قنديل - في تفكيك بعض المصطلحات العلمية















المزيد.....

في تفكيك بعض المصطلحات العلمية


عمر قنديل
كاتب وباحث

(Omar Kandil)


الحوار المتمدن-العدد: 6538 - 2020 / 4 / 15 - 05:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يسود اعتقاد في المجتمعات بشكل عام بأننا "لا يمكن أن نعتمد على النظريات والقوانين القادمة من العلوم الإنسانية(فلسفة،تاريخ،علم اجتماع....) بينما يمكن أن نعتمد على النظريات والقوانين الفيزيائية أو الرياضية أو الكيميائية"، إن هذه العبارة وخصوصاً استخدام مفردتي النظرية والقانون هو ما سأحاول أن أفككه في هذا المقال مع شرح للمدارس الفكرية.
قبل مئات الأعوام من الميلاد توصّل الفيلسوف اليوناني فيثاغورس لنظريته الشّهيرة القائلة: مجموع مربعي طوليّ ضلعيّ الزاوية القائمة مساوٍ لمربع طول الوتر، وقد اخترت فيثاغورس لإيضاح الفكرة لأنّ هذا الفيلسوف اليوناني هو أيضاً صاحب مدرسة فكرية تُعرف باسم (المدرسة الفيثاغورية) وتعني أولئك الناس الذين رأوا في أفكار فيثاغورس الحياتية منهجاً جيداً للحكم على مواقف الحياة وبإسقاط المصطلحات العامة على نظرية فيثاغورس ومدرسته سنتوصل لاستنتاج مفاده أنّ الأشخاص المتّخذين من المدرسة الفيثاغورية منهجاً هم فقط من يؤمنون بنظرية فيثاغورس وهذه المقارنة تقارب كثيراً ما يُسمع بوصف الأشخاص على أنهم "الداروينيون" اي الذين يؤمنون بنظرية التطور لتشارلز داروين، ومن هنا تكمن الحاجة للتفكيك فوصف الداروينيين مشابه لوصف الفيثاغوريين أي المتبعين لمنهج فكري واضح في الحياة بينما وصف نظرية فيثاغورس هو وصف تؤمن به البشرية جمعاء أما نظرية داروين هو وصف فقط للداروينيين.
نصُّ المقال:
انّ النظريات التفسيرية والتي يُرمز لها بمفردة "نظرية" تمثل الغاية النهائية للعلوم وتكون هذه النظريات مرفقة بحقائق علمية يمكن قياسها ورؤيتها والميزتان الأساسيتان لهذه النظريات أنّها غير قابلة للاختراع من جهة أي أنها حقائق علمية يتمّ تفسيرها ففيثاغورس ليس هو من اخترع الحقيقة في المثلث القائم بل هو من فسر هذه الحقيقة العلمية، وكلمة ازداد العلم تطوراً ساهم في تأكيد صحة هذه النظريات أي أنها صحيحة مهما حصل فداروين من خلال عمله في مراقبة الكائنات وتشريح الجثث توصل لنظرية التطور بناءً على البحث العلمي وساهم العلم منذ اكتشاف نظرية التطور في زيادة اثباتها شأنُها شأن باقي النظريات العلمية ، وتمتلك غالبية النظريات قوانين استنتاجية(النظريات الفيزيائية عموماً) والقوانين هي دائما ًتقريبية أي أن مفردة القانون تختلف عن مفردة النظرية وهنا لا بدّ من إعطاء عدة أمثلة من العلوم المختلفة لتوضيح الفرق:
اكتشف الفيزيائي نيوتن نظرية الجاذبية والتي مفادها أنّ الأجسام تسقط إلى أسفل بسبب جاذبية الأرض وهذه النظرية صحيحة مهما حصل ومن هذه النظرية توصّل نيوتن لقانون الجاذبية ووضّحه بالعلاقة الرياضية (القوة=ثابت الجذب العام×الكتلة الأولى×الكتلة الثانية/ مربع المسافة بين مركزيّ الجسمين)، أمّا ثابت الجذب العام فيساوي 6.67×10^-11 نيوتن.متر مربع/ كيلو غرام مربع.
لكن اذا عدنا للتاريخ القريب وتحديداً إلى عام 2012 عندما قفز الرياضي فيلكس عن ارتفاع يقارب 36576م عن سطح الأرض سنجد أن قانون نيوتن قد أخطأ فما الذي حدث بالضبط وهل تغيّرت الفيزياء؟
في الواقع إنّ الفيزياء لم تتغير ولا نظرية نيوتن أخطأت بل زاد تأكيدها بأننا نتساقط نحو الجسم الأكثر جاذبية وهو الأرض، لكن القوانين الفيزيائية هي قوانين تقريبة أي أنها قريبة جداً من الواقع ولكنها ليست الواقع فقد تتغير القوانين طبقاً لتغير الظروف فما حدث مع فليكس يُلخص بأنه: خلال قفزته كانت هناك ظروف تُحقق نظرية نيوتن وظروف لا تحققها أي أن القانون نسبي.
ويمكننا الشرح أكثر بقانون فيزيائي وهو سرعة الضوء في الخلاء 3×10^8 هذا القانون يستخدم دائماً بشكله الصحيح بالقول أن هذه السرعة للضوء تقريبة وذلك بسبب أنها عملية حسابية مستمرة أي أننا كلما تقدمنا أكثر في حساب سرعة الضوء سيصبح العدد أكثر دقة، وبالنتيجة النهائية فإن النظرية هي صحيحة مهما حدث بينما القانون هو تقريبي مهما حدث.
حسناً ماذا لو درسنا نظرية فلسفية هل سيتغير معنيا مفردتيّ النظرية والقانون؟
الجواب: لا لن يتغير شيء النظرية دائماً صحيحة والقانون دائماً نسبي فالنظريات المادية الفلسفية تتبنى فكرة أن المادة هي المكوّن الأساسي للطبيعة وبذلك فهذه النظرية ترتبط بعلاقة قرابة كبيرة مع الفيزياء وحالها حال النظريات الفيزيائية فكلما تقدم العلم يثبت أكثر أن المادة هي أساس كل شيء في الطبيعة وللمادية قوانين لعلّ أبرزها قوانين كارل ماركس الثلاثة وهي (قانون وحدة صراع المتناقضات،قانون الانتقال من التراكم الكيفي إلى التراكم الكمي،قانون نفي النفي) وهذه القوانين هي قوانين قريبة جداً من الواقع وصحيحة ولكنها ستتغير بدرجات بسيطة جداً حسب الظروف الموجودة.
هذا الحال يتكرر في العلوم فنظرية التطوّر لداروين هي صحيحة دائماً ويزداد الإثبات كلما تقدم العلم أمّا قوانين التطور فهي نسبية وبسبب هذه النسبية تطورت نفس الفصائل لكائنات مختلفة شكلياً ولتوضيح ذلك سنأخذ تشابه الحمض النووي لجميع القطط في العالم، هذا التشابه ليس كاملاً بل إنّ مقداره 98% تقريبا أي أنه تشابه نسبي وهو ما جعل القطط تتطور وفقاً للظروف المحيطة بها فنجد الأسود في أفريقيا والنمور في الهند.... .
وهنا لا بدّ من السؤال هل يصح وصف الداروينيين لمن يؤمنون بنظرية داروين وقوانينه التطورية؟ وهل يصح وصف الماركسيين لمن يتكلمون بقوانينه المادية والفلسفية؟
بالتأكيد لا، إن وصف الدراوينيين يصح لمن اتخذوا رؤية داروين التطورية منهجاً للحياة وكما نصف الماركسيين بأنهم من اعتنقوا أفكار ماركس الاقتصادية والسياسية كما أن الفيثاغوريين هم من اتخذوا أفكار فيثاغورس منهجاً، أما النظريات والقوانين فهي حالات لا تقبل الجدل فكل عالم من أي مجالٍ علمي له مدرسته الفكرية الخاصة ويسعى للوصول للنظرية التفسيرية.
أي أنّه يمكن أن نعرف هذه المصطلحات بطريقة بسيطة:
-المدرسة الفكرية: هي الأفكار التي يعتنقها العالم أو الشخص متخذاً اياها منهجاً لحياته
-النظرية: هي غاية كل العلوم والعلماء
-القوانين: هي القواعد القريبة من الواقع مع هامش خطأ يسمح بالتطور المستمر لكل شيء



#عمر_قنديل (هاشتاغ)       Omar_Kandil#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرسون وإعادة بناء البراغماتية
- دفاعاً عن الماركسية


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر قنديل - في تفكيك بعض المصطلحات العلمية