أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عبدالنبي سلمان - “كورونا” وأولوياتنا القادمة














المزيد.....

“كورونا” وأولوياتنا القادمة


عبدالنبي سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 14:10
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    



فيروس “كورونا” الذي بات الشغل الشاغل لجميع دول العالم، دون استثناء، استطاع في غضون أقل من شهر أن يؤجل كل أولويات الدول والشعوب إلى حين الانتهاء نهائيًا من سطوته وما أحدثه من رعب لدى الجميع. هذا الفيروس اللعين والقادر، بحسب التحليلات العلمية المعلنة حتى الآن، على الانتشار بنسبة الضعفين، وربما أكثرعن فيروس الانفلونزا العادية، وعلى التحول ومقاومة العلاجات المتاحة بصورة تجعل منه خطرًا متعاظمًا على الجميع. حتى الآن أعلنت الصين، بؤرة انتشار الفيروس الأولى سيطرتها على وقف انتشاره، بفعل جدّية التعامل الرسمي والشعبي هناك مع هذا الخطر الذي يهدد الكيانات والدول دون رحمة.
وفيما تغرق دول مثل إيطاليا وإيران وإسبانيا والولايات المتحدة وغيرها في مواجهة الآثار السلبية التي أحدثها، نجد أن هناك العديد من الحكومات والشعوب تقدّم مؤشرات ايجابية ونماذج متقدمة لكيفية التعاطي مع ما أحدثه ويحدثه من تداعيات على الرغم من قلّة خبراتها وضآلة مواردها، وفي وقت يتناسى العالم مؤقتًا العديد من بؤر التوتروالحروب والفتن كتلك التي دمرت اليمن وسوريا، ودولًا أخرى استبيحت فيها السيادة مثل فنزويلا وغيرها، وهي اوضاع هيأت لها على الدوام بعض الدول الكبرى والاستبداد العالمي المنفرد بناصية القرار الكوني، بعد انهيار النظام العالمي ثنائي القطب.
ونحن نحاول العبور جاهدين بأقل الخسائر الممكنة من هذه الأوضاع المهيأة جدًا لمزيد من التداعيات الجارفة التي لا نعرف بعد مآلاتهأ، والتي تتنبأ معظم الدراسات والتوقعات الاقتصادية والسياسية والبيئية من حولنا بأنها ستكون كارثية، وربما مدمرة لما تبقى من تماسك ممكن للنظام العالمي القائم، فإن ما يعنينا حقًا كشعب ودولة؛ في هذه الفترة المفصلية هو كيفية الحفاظ على وجودنا وكياننا وهويتنا ومقدراتنا بالحدّ الذي يبقينا أكثر صمودًا في وجه ما هو قادم إلينا بسرعة، وأن نتجاوز واختلافاتنا بالتفاكر والحوار والتوافق كشعبٍ في كيفية الحفاظ متحدين على ما تبقى لنا من خيارات قليلة.
ولعل أولى أولوياتنا هو التمسك بوحدتنا الوطنية والتركيز على ثوابتنا الجامعة التي تبقينا أكثر تماسكًا وتلاحمًا في وجه العواصف القائمة والقادمة أيضًا، فنحن كشعب وأمة لدينا رصيد حضاري وانساني لا يستهان به في قدرتنا على النجاح في تحديد خياراتنا اللاحقة، لكن ذلك يبقى رهنًا بقدرتنا أولًا على التمعن ببعد نظر أكبر مما هو قائم حاليا، ولعلّ اكثر ما يخيفنا، أفرادًا ومجاميع، هو تلك الدعوات المنفلتة أو التي سمح لها بالإنفلات من عقالها لممارسة جنونها والإفصاح مجددًا عن عقد النقص التي ابتليت بها، كما ابتلينا نحن كشعب بوجودها واستمرارها في العبث دون رادع في الضرب في وحدتنا وخياراتنا الوطنية.
هنا يمكنني القول إن بالإمكان تحجيم تلك الدعوات وحتى لجمها نهائيًا، لأن أمامنا ما يستحق فعلا التركيز عليه بشكل أكبر، دون السماح تحت أي مبررات بعودة العجلة إلى الوراء أو الاستخفاف بالمشاعر الوطنية أو حتى بالمضي أحيانًا في ذات السياسات والسياقات المرهقة من قبل أطراف وفئات أثبتت التجارب أن لها مصالح أنانية فردية وفئوية في الإستمرار في ذلك العبث إلى ما لا نهاية.
وعليه فإن أولى تجليات فهمنا لأهمية تعاملنا بشكل جديد مع ما يحوم حولنا من تحديات هو أن نبرز رفضنا التام لتلك الدعوات والممارسات المعيقة لمسارنا الحضاري، وضرورة لفظها شعبيًا ورسميًا والتأسيس لوعي وطني إيجابي ومغاير، وإعادة وضع الأمور في نصابها بطرق تكفل لنا جميعًا عودة التلاحم والوحدة توطئة لرسم خياراتنا المستقبلية بشكل يكفل تحقيق أقصى درجة من الرقي الحضاري الذي يجب أن يظهر للعالم أنه استفاد فعلا من تجارب المراحل السابقة، علاوة على ما أفرزته التجربة الصعبة التي نمّر بها حاليًا.
تلك مهمة لا تقبل التأجيل ولا حتى الابتزاز والتسويف من قبل طرف على حساب آخر، ولنتعظ مما تفرزه تجربتنا الوطنية الناجحة حتى الآن في مجابهة فيروس “كورونا”، وما استدعته من ضرورة الاعتماد بشكل أكبر على قدراتنا وطاقاتنا البشرية وامكاناتنا ومواردنا الكامنة، واستقلالية قراراتنا ووحدة مختلف القوى المجتمعية في مواجهة خطر داهم يتهددنا، حتى لا تبتلعنا خيارات الآخرين وأجنداتهم ولكي لا تضيع بوصلتنا الوطنية في متاهات العبث والتشظي دون طائل.



#عبدالنبي_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع أزمتنا الاقتصادية وانعكاساتها
- كلمة في المهرجان الخطابي ضمن احتفالات الذكرى ال 60 لتأسيس جب ...
- مستقبل اليسار في البحرين والخليج العربي
- عبد الله خليفه... ابن الفقراء ورفيق الكادحين
- عامل الوقت.. مع الفلسطينيين وضدهم!
- البنك الدولي ومؤشرات الحكم الصالح
- حول أزمة الليبرالية والليبراليين العرب! (1-2)
- في يوم المرأة.. ماذا يراد للمرأة؟!
- في تصريح لمجموعة النواب الوطنين الديموقراطين: على أعضاء المج ...
- عبدالنبي سلمان: انقسام الشارع البحريني تجاه مشروع الدستورأضر ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - عبدالنبي سلمان - “كورونا” وأولوياتنا القادمة