أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - خطر العدوان على الابواب والخاصرة الرخوة للمقاومة في لبنان















المزيد.....

خطر العدوان على الابواب والخاصرة الرخوة للمقاومة في لبنان


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6521 - 2020 / 3 / 23 - 18:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعداد: جورج حداد*

منذ ايام قليلة اصدرت المحكمة العسكرية قرارا يقضي بوقف محاكمة ومحاسبة العميل الاسرائيلي وجزار معتقل الخيام في فترة الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان والحائز على الجنسية الاميركية المدعو عامر الفاخوري، بحجة واهية هي مرور الزمن. ان هذا القرار هو فعل خيانة وطنية ولطخة عار لجهاز الدولة اللبنانية السايكس بيكوية التي نشأت اصلا لخدمة الامبريالية الغربية واليهودية العالمية. وقد لاقى القرار استنكارا شديدا في الاوساط الوطنية اللبنانية ولا سيما في صفوف الاسرى المحررين الذين سبق وعانوا جحيم الاسر في فترة الاحتلال الاسرائيلي. وتجمع كل التحليلات على ان هذا القرار انما صدر بفعل الضغوط التي مارستها واشنطن على لبنان. ومع موافقتنا على هذا التحليل، ففي رأينا المتواضع انه كان بامكان واشنطن وعملائها المباشرين في جهاز الدولة اللبنانية الاكتفاء بقرار اقل استفزازية، كاصدار حكم مخفف جدا على هذا العميل الجزار وتحويله الى مستشفى الجامعة الاميركية ليقضي فترة نقاهة مريحة. ولكن صدور هذا القرار الاستفزازي كان مقصودا بحد ذاته كمؤشر على وجود نية مبيتة لاميركا واسرائيل وتركيا والسعودية لشن حرب جديدة بهدف تصفية المقاومة في لبنان. اي ان خطر عدوان جديد على لبنان اصبح على الابواب. ونحن نبني هذا الاستنتاج على المعطيات الرئيسية التالية:
ـ1ـ ان الدور القتالي المشرّف الذي اضطلعت به المقاومة الاسلامية بقيادة حزب الله في معركة تحرير سوريا من الجيش التكفيري الارهابي العالمي، واكتساب المقاومة تجربة قتالية عالية جدا، بالاضافة الى امتلاكها كمية "كافية" من الصواريخ المتنوعة وعالية الدقة التي بامكانها ان تغطي كامل مساحة الارض العربية المحتلة في فلسطين والجولان ومزارع شبعا. هذه العوامل جعلت القيادات اليهودية العنصرية والادارة الاميركية تخشى بشكل كابوسي على "امن اسرائيل"، الذي هو مكوّن اساسي من مكونات الستراتيجية الاميركية ـ الصهيونية في المنطقة والعالم.
ـ2ـ ان التنقيب عن النفط والغاز في المياه الاقليمية اللبنانية لم يعد مسألة نظرية وسياسية قيد البحث والمماطلة والتسويف، بل اصبح مسألة عملية واقعية. وقد بدأ التنقيب فعليا في المياه الاقليمية اللبنانية. وتشارك الان فيه 3 شركات عالمية: فرنسية وايطالية وروسية. ويمثل ذلك بداية انقلاب 180 درجة في الجيوستراتيجية العالمية في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط والعالم. ولولا وجود المقاومة في لبنان لما كان هذا الانجاز التاريخي ليتحقق بهذه الصورة وبهذا الاتجاه. واميركا واسرائيل وتركيا والسعودية وزعانفها الخليجية تريد جميعها الحؤول دون هذا الانجاز وافشاله وتعطيله.
ـ3ـ ان اسرائيل، مدعومة من قبل اميركا وبالاتفاق مع السعودية البن سلمانية من ضمن ما يسمى "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية، تريد قضم جزء من او كل المياه الاقليمية اللبنانية.
ـ4ـ ان الميول العثمانية والمطامع التوسعية لتركيا في الاراضي العراقية والسورية واليونان وقبرص، اصبحت مفضوحة تماما. وقد تجلت بشكل صارخ في الدور الرئيسي الذي اضطلعت به تركيا الاردوغانية في تشكيل واطلاق الجيش التكفيري الارهابي العالمي الذي سبق واجتاح الاراضي السورية والعراقية. وهي تتجلى الان بوضوح في العدوان التركي المباشر على الاراضي السورية واصطدام الجيش التركي بالجيش الوطني السوري وبالطيران الروسي وبقوات المقاومة الاسلامية بقيادة حزب الله التي تساند الجيش الوطني السوري. وبالاضافة الى هذه النزعة التوسعية العدوانية، فإن تركيا الاردوغانية تطمع في ان تكون شريكا رئيسيا في وضع اليد على عملية استخراج النفط والغاز من شرقي المتوسط. ولهذه الغاية وقعت تركيا اتفاقية مع حكومة طرابلس الليبية العميلة لانشاء ممر بحري عريض بين تركيا وليبيا وارسلت قوات تركية وقطعانا من المقاتلين الارهابيين المرتبطين بها من سوريا الى ليبيا لدعم حكومة طرابلس العميلة. وتعمل تركيا الان لتفعيل العلاقة التاريخية العثمانية ـ اليهودية والتركية ـ الاسرائيلية للتعاون في مسألة استخراج النفط والغاز من شرقي المتوسط. ولهذه الغاية تريد تركيا واسرائيل انشاء ممر بحري اخر من تركيا الى اسرائيل. والنتيجة المنطقية لانشاء الممرين البحريين بين تركيا في الشمال وليبيا واسرائيل في الجنوب والغرب هي قضم المياه الاقليمية لليونان وقبرص وسوريا ولبنان وفلسطين. ولتحقيق هذا الهدف تواجه تركيا معارضة من قبل روسيا والصين وغالبية دول الاتحاد الاوروبي، ولكنها تحظى بدعم قوي من قبل شركائها: اميركا واسرائيل والسعودية.
ـ5ـ تقوم تركيا واميركا الان بإطالة أمد معركة استكمال تحرير شمال سوريا وشرقي الفرات من اجل الهاء الجيش الوطني السوري والنظام السوري عن الاهتمام الجدي والمباشر بمسألة استخراج النفط والغاز من شرقي المتوسط ومسألة استمرار احتلال الجولان.
ـ6ـ ان وجود المقاومة بقيادة حزب الله في لبنان ـ الى جانب كونه يمثل خطرا مميتا على "امن اسرائيل" ـ اصبح الان يمثل العقبة الرئيسية امام تحقيق المشروع الجيوستراتيجي الدولي للامبريالية الاميركية واليهودية العالمية للهيمنة على استخراج النفط والغاز من شرقي المتوسط، وهو المشروع الذي تتشارك فيه اميركا وتركيا واسرائيل والسعودية. وتقوم الان هذه الدول بالتحضير لعدوان مشترك على لبنان، تضطلع فيه كل دولة بدورها، بالتعاون مع الطابور الخامس اللبناني الذي يتألف من:
ـ الفيلق الكبير للجواسيس والعملاء في جميع مؤسسات الدولة اللبنانية السايكس بيكوية.
ـ اعداء المقاومة وحلفائها المزيفين في صفوف الطائفة الشيعية الكريمة.
ـ تيار الحريرية السياسية وامتدادته الطائفية والتكفيرية.
ـ حزب الكتائب اللبنانية وزعانفه. وحزب القوات اللبنانية. وجميع ايتام بشير الجميل وانطوان لحد الذين ما زالوا يأملون في انشاء "وطن قومي مسيحي" حليف لاسرائيل.
ـ والجناح الطائفي الدرزي الجنبلاطي وغير الجنبلاطي، الذي يطمح الى الحصول على "جائزة" انشاء دولة درزية موالية لاسرائيل، تمتد من الدامور الى وادي التيم فحوران فالجولان والجليل.
ـ7ـ ان قبرص الشمالية التركية هي معسكر مغلق لتركيا. وتشير كل الدلائل المنطقية ان هذا المعسكر جرى تحويله الى مركز تجميع واعادة تنظيم وتسليح وتدريب للقوات الارهابية التكفيرية التي يجري سحبها من سوريا والعراق، والتي سيناط بها دور كبير في العدوان القادم ضد لبنان. ومن المرجح ان اسرائيل ستقوم بتجميع وتدريب وتسليح "جيش لحدي" جديد من "الجالية اللحدية" فيها. وينضم الى هذا الجيش العناصر الدرزية والعربية الاخرى في الجيش الاسرائيلي. وستشكل كل هذه الحثالات "قوات خاصة" تشارك في العدوان القادم على لبنان.
ـ8ـ ان اسرائيل لن تكرر التجربة الفاشلة لاجتياح الاراضي اللبنانية برا من الشمال الى الجنوب كما جرى في حرب تموز 2006. بل ستتخذ في الجنوب مواقع دفاعية لحماية الجليل من هجوم قوات المقاومة. اما الهجوم المشترك ضد لبنان فسيتركز ـ برأينا المتواضع ـ في الخاصرة الرخوة للمقاومة، المتمثلة في المنطقة الساحلية الممتدة من الدامور الى الرميلة (ما قبل صيدا) وعمقها الجبلي نحو اقليم الخروب ومنطقة عاليه والشوف. هنا ستضرب قوات العدوان المشترك ضربتها الستراتيجية الرئيسية وستحاول الصعود من الساحل نحو الجبال، وجعل الشوف موقع تجمع مركزي مفصلي، والالتفاف منه باتجاهين: جنوبا نحو جزين وما بعدها ومن ثم مهاجمة المقاومة في الجنوب من الخلف، والفصل بين الجنوب وبيروت والضاحية الجنوبية. وشمالا نحو طريق الشام والمتن الشمالي ومن ثم الفصل بين البقاع وبين بيروت والضاحية الجنوبية، وتطويق الضاحية الجنوبيةة من البحر ومن الشرق والشمال والجنوب.
ـ9ـ ومن المرجح ان تشارك في العدوان غواصات وسفن انزال وهليكوبترات ضخمة اميركية وتركية بالاضافة الى الاسرائيلية، التي تقوم بإنزال المغاوير والمدافع ذاتية الحركة والدبابات والمطيّرات (الدرونات) على الساحل وفي نقاط مختلفة. وستعتمد القوات المعتدية على المطيّرات بشكل كثيف.
ـ10ـ اذا نجحت القوات المعتدية في الامساك بالارض في الخاصرة الساحلية الرخوة وامتدادها الجبلي، تقوم الطائرات والسفن الحربية الاسرائيلية والتركية والاميركية بقصف الضاحية الجنوبية بشكل كثيف ثم يتم انزال المغاوير بكثافة بالمظلات.
ان فضح سيناريوهات العدوان القادم ضد لبنان، والاستعداد لافشالها، هو شرط مسبق للانتصار على العدوان. والمهمة الملحة الان هي اغلاق المثلث الرخو (الدامور ـ الرميلة ـ الشوف) بحرا وبرا، وتحويله الى مصيدة ومقبرة للغزاة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهيار اسعار النفط والبورصات وانقلاب السحر على الساحر
- لبنان بيضة القبان وتركيا ستخسر معركة النفط والغاز
- النزاع التركي اليوناني والنفط والغاز في شرقي المتوسط
- فينزويلا شوكة في حلق الامبريالية الاميركية
- البحر الاسود والبلقان في المواجهة الستراتيحية بين الناتو ورو ...
- سقوط النظام العالمي -الليبيرالي- لاميركا
- تغييرات مهمة في تركيبة النظام السياسي الروسي
- ترامب يقود اميركا من هزيمة الى هزيمة
- تدهور العلاقات بين اميركا والاتحاد الاوروبي
- رغم العقوبات الاميركية الغاز الروسي يشق طريقه الى اوروبا
- ميلاد السيد المسيح وبعض ما رافقه من احداث كبرى
- حلف الناتو يحشرج قبل الموت
- كوريا الشمالية تستأنف تسلحها واميركا تبتز كوريا الجنوبية
- سقوط المشاعية البدائية بتدمير قرطاجة، وظهور المسيحية
- ضرورة تأسيس الجبهة الشعبية اللبنانية للانقاذ الوطني
- -ربيع الأميركان- في لبنان
- فتور كبير في العلاقات الاميركية ـ الالمانية
- الهندسة المالية تأخذ النظام الرأسمالي العالمي الى الاحتضار
- ترامب يصعّد الحرب التجارية ضد الاتحاد الاوروبي
- شبح البانيا الكبرى -الداعشية- يخيم على البلقان


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - خطر العدوان على الابواب والخاصرة الرخوة للمقاومة في لبنان