أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - - كليلة ودمنة - -----حكايات فنتازية من نفائس الأدب العالمي!؟















المزيد.....

- كليلة ودمنة - -----حكايات فنتازية من نفائس الأدب العالمي!؟


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6518 - 2020 / 3 / 19 - 20:54
المحور: الادب والفن
    


ا
كليلة ودمنة ----- حكايات فنتازية من نفائس الأدب العالمي !؟
كليلة ودمنة من السفر العظيم في الأدب العالمي ، أنهُ يضمُ حكايات قصيرة من الساطير على ألسنة الحيوانات ذات مغزى أرشادي ، من المفيد أن ( تجيّرْ ) لخدمة جيل الأطفال لكونها مليئة بالعبر ومسلفنة بالرحمة والعطف والحب والتآلف والفرز بين الخير والشر بأسلوبٍ مبسط ، مما شجعت المؤسسات الفنية والمنتديات المخصصة لبرامج الأأطفال في العديد من الدول العربية وخصوصا وجدتها في لبنان في زيارتي الأخيرة لها وهي التي دفعتني الكتابة فيها ، وقد أبهرني العمل الفني الدؤوب في أستثمار هذه الحكايات الفنتازية القصيرة الشيّقة إلى أفلام كارتون مثل : الأسد وأبن آوى ، المحتال والمغفل ، طائر البحر ، الناسك وأبن آوى ، الحمامة المطوّقة ، السمكات الثلاثة ، القرد والنجار .
التعريف بالكتاب
"كليلة و دمنة" السفر العظيم هو من نفائس الأدب العالمي ، وهو عِبارةٌ عن قصص وحكايات رمزيّةٌ خرافيّة شخوصُها الحيوان ، يُرجحْ أنّها تعودُ لأصول هندية وتُرجمتْ الى الفارسية ثم العربية وكان يسمى قبل أن يترجم بأسم (الفصول الخمسة) وهي مجموعة من قصص ذات طابع يرتبط بالحكمة والأخلاق، سطّرها الحكيم العظيم ( بيدبا) وترجمهُ الى العربية( أبن المقفع) وهو يهدف الى النصح الخلقي والأصلاح الأجتماعي ، ويبدو الكتاب وكأنه قصة مصورة جرتْ وقائعُها على ألسنة الحيوانات بأسلوبٍ طريفٍ جذابْ فيه الفكاهة والمتعة: يبدأ الكتاب --- ب---يزعموا أنّ---- ثُمّ سرّدْ الحكاية فهو يمهّد للقصة بحكمة ثم يجعل القصة تفسيراً لهذه الحكمة كقولِه أنّ الذي يعمل بالشبهة يعتقد أنّه صادقٌ ولا يشك به: فهو كالمرأةِ التي أعطتْ نفسّها لعبدِها ففضحّها، فأنهُ في الأصل ينطوي على جملة من اللقطات الفلسفية والمعاني الأنسانية والمُثُلْ الأخلاقية التي جعلتهُ من الآثار الخالدة ضمنْ التراث العالمى ، والكتاب دعوةٌ اصلاحيةٌ في البحث والنقد اللاذع للساسة بحيث تستّر فيها الفيلسوف وراء شخصيات حيوانية درءاً من غضب الحاكم لذلك يعتبر الكتاب "جوهرة العقل" فهو يرتكز الى صراع بين قوّة المنطق ومنطق القوّة ، تحتوي على حكايات قصيرة ذات مَغزىً أرشادي والكتاب بمجمله منقولً عن الفارسية قد نُقل أليها من الهندية وترجمهُ الى العربية ( عبدالله بن المقفّعْ ) .
وهي قصة عن ملك هندي يُدعى (دبشيليم) طلب من حكيمه (بيدبه)أن يؤلف له خلاصة الحكمة بأسلوب مُسّليّ فيها العقل أكبر منتصر إإ، ويمثل الكتاب ظاهرة أبداعية في النثر العربي القديم خلال القرن الثاني للهجرة وهي ذات أصول سردية موصولة بالخرافة والأسطورة والحكاية العجيبة ، ولو نظرنا ألى أركان القصة فأنّها تدورُ على فضاء موهوم زماناً ومكاناً ، فالمكان مطلق والزمان كذلك وفي ذلك تجريد للحكاية وحماية لها من أعدائها ، وقدر ما فيه من الهزل فأنّه لايخلو من الفائدة .
والكتاب يرتكز على (المثَلْ ) حجةٌ يُستدل بها المتكلّم إلى عبرةٍ فيها القيّم،مثل : العقل خيرٌ من الجّاه والمال ، خيُر الكلام ما قلّ ودلّ ،خير السلاطين من أعدل في الناس، شرُ العشقِ ما زادَ وذلّ، الصبرُ عند نزول المصيبة عبادة، أن أزديّتَ جميلاً لأحدٍ فلا تذكّرهٌ وأنْ أزدى لك أحد جميلاً فلا تنساه.
من هو أبن المقفّع؟
هو روزبه بن داويزيه ، مفكرفارسي زرادشتي أعتنق الأسلام وسمىّ "عبد الله بن المقفع" وعاصر كلاً من الدولة الأموية والعباسية ، ينحصر زمنه{106-142 هجري/724-759 م} دًرّس الفارسية وتعلّم العربية ، وبعد أن أتقن العربية على يد عبد الحميد الكاتب ترجم "كليلة ودمنة" من الفارسية (البهلوية) الى العربية ، جمع بين الثقافة العربية والهندية والفارسية واليونانية فنال من كل هذه الثقافات نصيبا ًوافراً من الفصاحة والبلاغة والأدب ، وخَلّفَ لنا الكثيرمن الآثار الأدبية – في النثر والبلاغة والخط ، ما يشهد على سعة عقله وعبقريته وهو صاحب المدرسة الرائدة في النثر، وأخذ الأقاصيص من الثقافة الهندية وطوّعها للثقافة العربية- الأسلامية ، وعمل كاتب دولة وأختصّ بكتابة العهود والمواثيق بين رجال السياسة وبخط القوانين --- وكان دهاؤه ودقته وبلاغته في كتابة نصوص المواثيق سببتْ قتله إإ.
أعتمد أسلوب" السهل الممتنع" في كتابة الحكاية جعل من الحيوان بديلا عن الأنسان ودليلا عليه بأسلوبٍ رمزي حتى لا يثير الحاكم وأضاف الى الكتاب الأصلي بابا طويلا وأربعة فصول في البحث عن ( بيدبة) - الفيلسوف الهندي- ماهيته وكينونيته وفلسفته ، وأن الأصل الهندي ضاع عبر الأزمنة الغابرة وظلت الترجمة العربية هي المعوّل عليها في أعتماد هذا الأثر النفيس .
رموز شخوص الحكاية
عالمْ الأنسان :الملك ( دبشيليم) رمز الحاكم المفتقد للحكمة والتدبير ، (بيدبة) الفيلسوف : رمز الحكمة المفتقرلسلطة الحكم .
عالم الحيوان: الأسد---- الملك المتعجّل المفتقّرللمعرفة والحكمة والمحتّكم لسلطة الجسد حسب منطق القوة دون قوة المنطق، الثور : هو خادم الملك تابع معدوم الشخصية مُسْتغّلْ ، أبن آوى : وهو رمز المكر والخديعة عقله يعمل بالشر لا بالخير ويجيد تقمص الناسك في خدمة الحاكم ( و يُرمز للأخوين (كليلة ودمنة ) دور هذا الحيوان الشرير).
ليست الشخصيات الحيوانية في كتاب ( كليلة ودمنة ) إلا وسيلة فنية وظفها " أبن المقفع" لنقد الواقع الفكري والأخلاقي والسياسي ، وسعى الى أصلاحه بطريقة مباشرة متوسّلا بالشخصيات الحيوانية كرموز للحدث.
الهدف من------ رموز القصة !!
1-يوضح أصول الحكم.
2- يفضح تدهور القيمّ وأنهيار المنظومة الأخلاقية فيطرح على الراعي مجموعةٍ من المبادىء حتى لا يفسد الملك وتهلك الرعيّة.
3-يكشف تآمر الحاشية لأجل مكاسب ذاتية.
4-يفضح ظلم الحكام وتفردهم بالسلطة.
5-ضمّ الكتاب تعاليم خاصة تهّم الرعية والحكام.
6-يشخص الأنسان المتصوّف والمتمرّد والشقي والمتدّين العابد والملحد؟
7- يهدف الى النصح الخلقي الأجتماعي والتوجيه السياسي.
8-تصوير الحكم النموذجي في الدعوة الى العدل والمشورة والمساواة.
9-تصوير مظاهر الشر – المتأصل في النفس الآدمية- مثل الأنانية والمكر والخديعة وهيمنة الأثرة والجشع والكذب.
10- تصوير مظاهرالصراع الشعوبي والعنصرية بين الأجناس البشرية.
11-الدعوة الى التعاون والأيثار.
12- نشر المعرفة العقلية والقيّمْ .
وأخيرا بقيت الكتب التى كتبها (أبن القفع) ونقلها عن الفارسية أوالهندية والبنغالية أواليونانية (مرجعاً) ثرّاً لخزانة الكتب العالمية والعربية –الأسلامية ، لأنّ الكتب الأصلية ضيّعها الزمن الغابر، وترك لنا { أبن المقفع} الكثير من الكنوز رغم إنّهُ لم يُعمّرطويلاً ولكن أدبهُ عمّر وسيُعمّرْ ، {وإنّ الكتاب قصةٌ أستعاريّةٌ دالّها الحيوان ومدلولها الأنسان }---------
عبدالجبارنوري /ستوكهولم
آذار2020



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود درويش ------- حالة شعرية
- كارل ماركس ---- وتحرير المرأة .
- يوم المرأة العالمي في الثامن من آذار----زهرة وأبتسامة وحب
- خاطرة وردية ----في الأنسنة والحب عند اطفال السويد
- حفريات عميقة في شخصية الفرد العراقي
- الناي السحري ----- - موزارت -
- تحرير الأنسان في رواية - وسقينا الفولاذ -
- المخرجات الخاطئة والوخيمة في ألغاء الأتفاقية الأمنية!؟
- اليسار العراقي المأزوم !؟
- لغز كرسي ---- وأزمة - صدمة - مفتوحة
- المستجدات الميدانية ---- وتأخير البديل
- الأتفاقية الأمنية ---- -بورتسموث- جديدة بصياغة أمريكية ؟!
- مزاد العملة الأجنبية----فرية أمريكية بريمرية
- رواية - أولاد حارتنا - ----- وعالم نجيب محفوظ
- تايتانيك الوطن ----- يغرق؟!
- طريق الفشل والنكوص في - مجالس المحافظات -
- العدالة الأجتماعية / مقاربة معرفية للمفهوم ومآلات النموذج ال ...
- خطأ - الشيعة - في أختيار عادل عبدالمهدي
- الخور ---- ليس للبيع
- اللبرالية الجديدة ------قناع يخفي تغوّلْ الرأسمالية


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الجبار نوري - - كليلة ودمنة - -----حكايات فنتازية من نفائس الأدب العالمي!؟