أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - عودة الروح














المزيد.....

عودة الروح


محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق

(Mohamed Ibrahim Bassyouni)


الحوار المتمدن-العدد: 6513 - 2020 / 3 / 13 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‏من رواية (عوده الروح) للأديب الكبير توفيق الحكيم، سنه 1927 أقروا ما كتب كثيراً لعلها تضيء شيئاً معتماً أو تحيي كبرياء قد تواري من فرط سموم الانسحاق.

‏"ان هذا الشعب المصري الذي تحسبه جاهلاً ليعلم اشياء كثيره لكنه يعلمها بقلبه لا بعقله. ان الحكمه العليا في دمه ولا يعلم، والقوة في نفسه ولا يعلم. هذا الشعب قديم. جيء بفلاح من هؤلاء واخرج قلبه تجد فيه رواسب عشرة الاف سنة من تجارب ومعرفة بعضها فوق بعض ولكنه لا يدري. نعم هو يجهل ذلك ولكن هناك لحظات حرجه تخرج فيها هذه المعرفة وهذه التجارب فتسعفه وهو لا يعلم من اين جاءته!؟
‏هذا ما يفسر لنا نحن الاوروبيين تلك اللحظات من التاريخ التي نري فيها مصر تطفر طفره مدهشه في قليل من الوقت وتاتي بأعمال في طرفه عين. كيف تستطيع ذلك ان لم تكن تجارب الماضي الراسية قد صارت في نفسها مصير الغريزه تدفعها الي الصواب وتسعفها في الاوقات الحرجة وهي لا تدري.
‏لا تظن ان هذه الالاف من السنين التي هي ماضي قد انطوت كالحلم ولم تترك اثرا في هؤلاء الاحفاد. أين إذن قانون الوراثه الذي يصدق حتي علي الجماد؟
‏ولإن كانت الارض والجبال إن هي الا وراثه طبقه عن طبقه، فلماذا تستكثروا هذا علي الشعب القديم الذي لم يتحرك من ارضه منذ الاف السنين ولم يتغير جوهره او طبيعته؟
‏نعم ان أوروبا سبقت مصر اليوم، ولكن بماذا؟ بذلك العلم المكتسب فقط
‏ان كل ما فعلناه نحن الاوربيين الحديثي النشأة ان سرقنا من تلك الشعوب القديمة هذا الرمز السطحي دون الكنز الدفين. لذلك جيء بأوروبي وافتح قلبه تجده خالياً خاويا. الاوروبي انما يعيش بما يلقن ويعلم في صغره وحياته لانه ليس له تراث وماض يسعفه غير ان يعلم. احرم الأوروبي من المدرسة يصبح اجهل الجهلاء.
‏قوه اوروبا الوحيده في العقل تلك، الاله المحدودة التي يجب ان نملأها نحن بإرادتنا، أما قوه مصر ففي القلب الذي لا قاع له.
‏ان الفاسد في اخلاق مصر ليس من مصر بل أدخلته عليها الامم الغازية كالبدو والاتراك ومع ذلك فلا يؤثر في جوهرها العميق الراسخ الموجود دائما في ابناءها.
‏احترسوا يا اوربيين من هذا الشعب فهو يخفي قوه نفسيه هائله يخفيها في البئر العميق الذي خرجت منه قوته علي بناء هذه الاهرامات الثلاث والتي قال عنها العالم الاثري الفرنسي موريه (انه حلم فوق مستوي البشر)
‏وهذا البئر العميق انما هو القلب المصري.
‏بالفعل لنا العذر ان لا نفهم هذا. ان لغتنا نحن الاوروبيين لغة المحسوسات، اننا لا نستطيع ان نتصور تلك العواطف التي كانت تجعل من هذا الشعب كله فردا واحدا يستطيع حمل الاحجار الهائلة عشرين عاما وهو باسم الثغر مبتهج الفؤاد راض بالالم في سبيل المعبود خوفو وهو رمز الغاية. هذه العاطفة عاطفة السرور بالالم الجماعي؛ عاطفة الصبر الجميل والاحتمال الباسم للاهوال من اجل سبب واحد مشترك؛ عاطفة الايمان بالمعبود والتضحية والاتحاد في الالم بغير شكوي ولا انين.
‏هذه هي قوتهم. ان هذه العواطف التي شيدت الاهرامات، والا فكيف كنت تريد ان يبني هذا الشعب بناء كهذا ان لم يكن هذا الشعب قد تحول الي كتله آدمية واحدة تستعذب الالم في سبيل خوفو ممثل المعبود رمز الغايه.
‏ان هذا الشعب المصري الحالي مازال محتفظاً بتلك الروح (روح المعبد). لا تستهن بهذا الشعب المسكين اليوم ان القوه كامنه فيه ولا ينقصه الا شئ واحد:
‏(المعبود ممثل الغاية)
نعم ينقصه ذلك الرجل منه الذي تتمثل فيه كل عواطف الشعب وأمانيه ويكون هو رمز الغاية. عند ذاك لا تعجب لهذا الشعب المتماسك المتجانس المستعذب والمستعد للتضحية اذا اتي بمعجزة اخري غير الاهرامات.
‏***



#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)       Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستصبح الأمور أسوأ الا إذا
- مشكلة الكورونا
- الكورونا والاقتصاد العالمي
- الفطر القاتل
- التعليم وتحديات المستقبل
- الاخوان وازمة الهوية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابراهيم بسيوني - عودة الروح