أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - من يحرّر الجامعات من قبضة الإسلاميين ؟














المزيد.....

من يحرّر الجامعات من قبضة الإسلاميين ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6475 - 2020 / 1 / 28 - 00:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فضيحة بيع الشهادات العليا بجامعة عبد الملك السعدي بتطوان التي فجرتها مواقع التواصل الاجتماعي كشفت عن هول الفساد الذي ينخر الجامعات ، والذي تجاوز الجنس مقابل النقط إلى تحويل شُعًب وكليات بعينها أوكارا لاستقطاب وتخريج حَمَلة معاول هدم صرح العلم والمعرفة ومرتزقة المذاهب الخارجية وأعداء الدولة الوطنية الذين يسعون إلى تقويض مؤسساتها من الداخل كما تفعل الأرَضَة . بعد فضيحة الاتجار في الشهادات الجامعية والفيديو الذي بثه الأستاذ والمناضل الحقوقي لحبيب حجي بات مفروضا على النيابة العامة ووزارة التعليم فتح تحقيق مستعجل حول الفضائح إياها ومخططات السيطرة على الجامعات من طرف تنظيمات الإسلامي السياسي خاصة حركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان . أما بخصوص هذه المخططات الرامية إلى اختراق كل مؤسسات الدولة بهدف تحويلها إلى قنوات تمرير خطاب هذه التنظيمات ومشاتل لتخريج أفواج من الموالين لها ومصادر للريع والترقي اللامشروع ، فالأمر لا يقتصر على موقع جامعي معين يمكن تحريره من قبضة الإسلاميين بقرار إداري ، بل يشمل أكثر من موقع وشعبة . فالأستاذ حجي دق ناقوس خطر اجتياح التنظيمات الإسلامية للمواقع الجامعية وتحويلها إلى إقطاعيات خاصة إلى جانب الاتجار بالشهادات والدبلومات الجامعية . ولعل خطورة اختراق المؤسسات الجامعية والتعليمية ومرافق الدولة أشد تدميرا للدولة وللمجتمع من الاتجار في الشهادات الجامعية. ويمكن التركيز على المخاطر التالية لهذا الاختراق حسب طبيعة المؤسسات كالآتي :
1 ــ كليات أصول الدين وشعب الدراسات الإسلامية : تكمن خطورة اختراق هذه المواقع في مسألتين اثنتين هما:
أ ــ استيعاب العناصر التي تم استقطابها وأدلجتها خلال مرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي ليتم توجيهها إلى هذه الشعب دعما لجهود الاستقطاب التي تقوم بها العناصر المنتمية للتنظيمات الإسلامية في التعليم العمومي ، من جهة ، ومن أخرى السعي للاستحواذ على غالبية المقاعد المخصصة للدراسات الدينية بهذه الكليات والشعب .
ب ــ ضمان تخرّج العناصر الموالية لهذه التنظيمات والحاملة لمشروعها المجتمعي والمتشبعة بعقائدها الإيديولوجية بأعداد وافرة حتى تتمكن من احتلال أغلب المواقع ، ومن ثم مواصل عمليات الاستقطاب والتأطير في مواقعها الجديدة . هكذا تكون مؤسسات الدولة في خدمة مشروع التنظيمات الإسلامية الذي ينسف المشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي .ومع مرور السنوات تتضاعف أعداد الخريجات والخريجين حَمَلة العقائد المتطرفة المناهضة لثقافة المجتمع وقيمه وتطلعاته إلى الديمقراطية والمساواة وإشاعة حقوق الإنسان وتكريسها في السياسات العمومية للدولة .
2 ــ المجالس العلمية الإقليمية والمجلس العلمي الأعلى : مع تزايد أعداد خريجي المؤسسات الدينية المنتمين للتنظيمات الإسلامية ستكون لهم حظوظ أكبر في العضوية بهذه المجالس التي يعود إليها قرار تعيين الأئمة والخطباء في كل مساجد المغرب ومراقبة خطب الجمعة وبرامج وأنشطة المدارس القرآنية والكتاتيب.ولتقدير خطورة تعيين إمام "خوانجي" أو "سلفي متشدد"، علينا استحضار إمامته لصلاة الجمعة وخطبته في عشرات المئات من المصلين كل أسبوع وكيف سيمارس وصايته على عقول فئات واسعة منهم ويوجه اختياراتهم ويحدد مواقفهم خصوصا في المعارك السياسية والانتخابية ومهاجمة المطالب النسائية والحقوقية ودعاة التحديث والانفتاح على تجارب الشعوب ومكتسباتها الحقوقية كما حصل مع مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية حيث تم توظيف هيئات العدول والخطباء والأئمة ضد المشروع ، أو عند اقتراب موعد الانتخابات. والأخطر من هذا ،تواطؤ هذه المجالس جميعها مع شيوخ التكفير والسكوت عن الرد على فتاوى التكفير والكراهية وتحريم عمل المرأة وسفرها دون محرم التي يروجون ، بل تبنى فتاوى التكفير ذاتها كما حصل في الفتوى التي أصدرها المجلس العلمي الأعلى سنة 2012 بوجوب قتل المرتد.
3 ــ معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات : مهما كانت المؤسسة حديثة في بنياتها التحتية ومعتدلة في برامجها التكوينية ، فإن المشرفين على التكوين هم من يحدد ما يتلقاه الطلبة وما يشكل قناعتهم النهائية . طبعا لا يخفى على المكوِّنين أن المترشحات والمترشحين لاجتياز مباراة الالتحاق بالمعهد تأطروا على أيدي أساتذة وخطباء وأئمة من نفس التنظيمات الإسلامية . فغالبية هؤلاء المرشدات والمرشدين إن لم يكونوا جميعهم يرتبطون إما عضويا أو عاطفيا بالتنظيمات الإسلامية ويحملون مشروعها المجتمعي ويروجون لعقائدها ويدافعون عن مواقفها وينحازون إليها،مثلما انحاز إليها غالبية الفقهاء والخطباء في معركة خطة إدماج المرأة في التنمية.
نحن أمام إستراتيجية خطيرة متعددة الوسائل لكن هدفها واحد هو التحكم في الدولة والمجتمع وإخضاعهما لمشيئة هذه التنظيمات التي تلتقي عند مناهضة التحديث والدمقرطة، وفي المقابل ،تشد المجتمع إلى قوانين وأعراف غابر العهود والأزمنة. إن الإسلاميين يجيشون ويحشدون الأتباع ويوسعون شبكات التفريخ والاستقطاب والتأطير حتى إذا أرادت الدولة أن تختار من يؤطر الحقل الديني لن تجد غير أبتاع وأطر تنظيمات الإسلامي السياسي . وهذا الذي جعل الدولة تنجح في مقاربتها الأمنية لمحاربة الإرهاب وتفشل في مقاربتها الروحية والفكرية بدليل استمرار تناسل الخلايا الإرهابية بالمغرب وانتشار عقائد التطرف والتكفير بشكل رهيب تمكّن حتى من نفوس من ليسوا أعضاء في هذا التنظيمات. وتكفي إطلالة عابرة على تعليقات غالبية رواد المواقع الاجتماعية لتتضح الصورة التي غزا بها التطرف عقول الشباب . نحن إذن أمام تهديد حقيقي وخطير للأمن الروحي والفكري للشعب المغربي ، وعلى من يهمهم الأمر الإسراع بتحرير المواقع الجامعية والمعاهد الدينية من قبضة تنظيمات الإسلام السياسي.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تكفّ الجزائر عن معاداة الوحدة الترابية للمغرب؟
- الخوانجية ملّة واحدة.
- لما يعطّل البيجيدي القانون بمباركة من بعض القضاة.
- ولاء الإخوان لأردوغان ضد مصالح الوطن.
- خلفيات مهاجمة الريسوني للحموشي.
- حزبكم يا رئيس الحكومة من يزرع اليأس ويسيء إلى المؤسسات .
- إحصائيات الرّضع في القمامة معلومة والحلول معدومة يا معالي ال ...
- حقوق الإنسان كل لا يتجزأ يا وزير حقوق الإنسان.
- حكومة البيجيدي أكبر عائق أمام التنمية.
- الحاجة إلى تحالف ديمقراطي لإنقاذ البلاد من قبضة الإسلاميين.
- الإرهاب الناشئ في تندوف .
- تآمرُ الإخوان على أمن الأمة والوطن .
- لهطة بنكيران وتعفف ماكرون .
- أرواح الشهداء ولعنة القتلة .
- بنكيران ورقصة الطائر المذبوح .
- رسائل الملك إلى رئيس الحكومة والأحزاب .
- فَعَلْتها يا بنشعبون !! .
- البيجيدي ومسلسل الإجهاز على الحقوق والحريات .
- لماذا أخفت موصلي جهود حزبها في مناهضة حقوق النساء ؟
- رسالة إلى أعضاء المجلس العلمي الأعلى.


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - من يحرّر الجامعات من قبضة الإسلاميين ؟