أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - كمال انمار احمد - (الاستنساخ الحيوي:نظرة على اعظم منجزات العلم الحديث)















المزيد.....

(الاستنساخ الحيوي:نظرة على اعظم منجزات العلم الحديث)


كمال انمار احمد
كاتب على سبيل النجاة

(Kamal Anmar Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 6470 - 2020 / 1 / 21 - 12:33
المحور: الطب , والعلوم
    


للوهلة الاولى سنسئل أنفسنا،ما هو الاستنساخ يا ترى؟و لماذا سمي بهذا الاسم اصلا؟ و ما هي أنواعه،و هل يؤثر في مستقبل وجودنا،كجنس بشري،نعد تقريبا،كائنات اكثر تطورا،و اكثر قدرة على التفكير من بقية الكائنات التي كنا معها يوما ما نشكل نوعا واحدا.و لربما من جملة الاسئلة،التي سنطرحها،هي،ما أهمية الاستنساخ و هل له القدرة على احداث طفرة في الحياة الاجتماعية،لجنسنا المتميز -بالدرجة و حسب-بشكل إيجابي ام سلبي.و سأتناول ايضا بالاضافة الى اجوبة للأسئلة سالفة الذكر التحديات امام الاستنساخ سواء اكانت قانونية ام اجتماعية،و سنرى سببها و ما يجب فعله اتجاهها.و نخص بالذكر،النعجة دولي،و التي تعد بحق انجازا عظيما،لما وصل اليه علم الإحياءخاصة،و ما وصل اليه العقل البشري -عامة-من قدرة على ان يكون مستثمر حقيقي لما تقدمه الطبيعة من مرونة.ليس هذا و حسب،بل و قد أظهرت السنوات الاخيرة،ان العقل الانساني،بدا ياخذ وضعا جديدا،لإمكانياته.واحد الأسباب الرئيسيّة لهذا الوضع الجديد هو ان الحكومات قد بدات بالاهتمام بقضايا العلم،خاصة تلك التي لها إسهام في مجال الانسان،بشكل مباشر.فكان ذلك الاهتمام معتمدا على الدعم المادي بشكل رئيسي،فنحن مثلا نعرف ان لدى الجامعات الامريكية و البريطانية دعما ماليا،يقدر بمليارات الدولارات.مما يعكس حالة الاهتمام لدى هذه الدول،بالعمل على جعل العلم،افضل مما كان،بصورة مستمرة و تدريجية.

اخيرا اقول ان الذين يريدون وضع حدودا للعلم عليهم اولا ان يضعوا قيدا على العقل البشري،من التفكير!انهم سيفشلون و هذا موكد،فميزة البشر التطورية هي في قدرتهم على التفكير بأشكال مختلفة،و هذا بالفعل ما جعل منا نوعا يستحق ان يكون الاكثر تعقيدا في هذه المملكة المسماة بالمملكة الحيوانية.

ليس لدي الكثير لأقواله،سوى ان ترافقوني في رحلة البحث عن اجوبة الاسئلة،التي طرحت اعلاه.

((الاستنساخ و أنواعه))
الاستنساخ

يمكننا ان نعرف الاستنساخ على انه" عملية غرس او زراعة نواة خلية جسدية في بويضة نزعت نواتها"و يقصد بهذا التعريف اننا ناخذ خلية معينة من جسم كائن معين،و نزرعها في بويضة كائن اخر من نفس النوع،بشرط ان تكون نواة هذه البويضة منزوعة النواة، و ذلك لإفراغ هذه البويضة من كروموسوماتها.و هذه العملية مهمة،وذلك لكي تمكن الصفات الوراثية للخلية المغروسة -في هذه البويضة-من ان تحل محل تلك التي أزلناها.و لكي تتمكن مثل هذه البويضة في النهاية (التي غرس فيها الخلية)ان"تنتج فردا كاملا يكون نسخة طبق الاصل(تقريبا) من الكائن الذي اخذت منه الخلية الجسدية"التي ذكرناها.

و نستنتج من التعريف اعلاه ان الاستنساخ،هو "انتاج مجموعة من الكائنات الحية لها نفس المادة الوراثية (تقريبا )"مما يدل بصورة او باخرى على أهمية عملية نزع النواة من البويضة!و لكن لابد من الإشارة الى شيء مهم جدا،وهو استخدامي لكلمة تقريبا في العبارتين الاخيرتين،و استخدامي لهذه كلمة يعود لسبب مهم و هو ان المادة الوراثية، لا توجد فقط في نواة البويضة -التي اسهبنا في الحديث عنها-بل توجد ايضا في مايتوكوندريا تلك البويضة.و قد يسئل سائل و ما فائدة هذه المادة الوراثية من الاساس،اقول ان لها دورا في الطفرات،التي يمكن ان تحدث للكائن المستنسَخ.

و لا يمكننا عد عملية الاستنساخ هذه سهلة بالمرة فرغم اننا حققنا الكثير من المنجزات في هذا المجال الا انه و كما يبدو لا يزال في دور نشوئه و بدايته فقط و لاسباب اخلاقية بالدرجة الاساس.

و من جملة ما تواجهه هذه العملية من صعوبات "هو التغيرات الجذرية المعقدة التي ستطرأ على الخلية التي سوف نأخذها من كائن حي بالغ.واول تلك التغيرات هو ان تندمج هذه الخلية مع البويضة و عليها ان تتأقلم مع محيطها الجديد و ثاني هذه التغيرات هو ان تكون قادرة على التكاثر بالانقسام و ذات فعالية لتولد خلايا متمايزة و متخصصة و اخيرا يجب ان تكون قادرة على تجديد نفسها.

بعد ان عرفنا معا،ما هو تعريف الاستنساخ،اصطلاحا.علينا ان نتعرف الان على أصول المصطلح و اساسه.

ان مصطلح clonage(اي استنساخ)كان المقصود بها"مجرد طريقة قديمة و شديدة البساطة لتكاثر النبات.تتلخص هذه الطريقة " بتناول فرع منخفض او ساق ثانوية قريبة من التربة،ثم ثنيها دون فصلها عن النبتة الأصلية"و بعدها سنجد ان "الجذور ستنمو في غضون بضعة إيام او لأسابيع لتنمو بعد ذلك بصورة تلقائية.

هذه هي الصورة القديمة للاستنساخ،اما الان فالامر يبدو أشبه بالمعجزة،فالمصطلح اليوم،لا يستخدم لاعمال البستنة و لكنه اصبح يستخدم " للتدخل في الحياة الحيوانية و زرع الاعضاء البشرية، الحية و النظيفة و القوية".

من كان يظن اننا سنصل يوما الى مثل هذه التقنيات،التي تدخل في الزراعة العضوية،او الاستنساخ التكاثري.من كان يظن اننا يوما ما سنصل الى ما وصلنا اليه.كنزع نواة البويضة،و ادخال خلية جسمية لكائن ما فيها !يا للعجب،سنسئل جميعا كيف امكن لنا فعل كل هذا،في غضون اقل من 3 قرون فقط؟سأجيب،هذه ليست الا بداية العلم!

عرفنا الان المصطلح و اصوله.لننتقل الى انواع الاستنساخ.

انواع الاستنساخ

1-الاستنساخ الجيني: المقصود به الحصول على كمية معينة من جين محدد لكائن معين و الغرض من هذا الاستنساخ هو الدراسة.و يتم " عبر ادخال الجين المراد استنساخه،من كائن حي معين،الى المادة الجينية لخلية تدعى "فيكتور"و يوضع فيكتور،في المختبر وفي ظروف معينة،مما يودي الى تكاثره،و بالتالي استنساخ كمية من المادة الجينية المرادة.

2-الاستنساخ الانجابي(الاستنساخ التكاثري):يستخدم مثل هذا الاستنساخ،لاستنساخ حيوانات كاملة.

3-الاستنساخ العلاجي:و يقصد بها"استنساخ كائنات حية،لأخذ الخلايا الجذعية و لا يسمح لها للوصول الى كائن كامل".

4-الاستنساخ الجزيئي:اي عملية انتاج نسخ مطابقة من سلسة حزئية للحمض النووي الريبي دي ان أيه و يستخدم مثل هذا الأستنساخ من اجل تضخيم اجزاء من سلسة الحمض تحتوي على مورثات كاملة.او اي سلاسل جزئية اخرى.

5-استنساخ الأجنة:هو توأمة صناعية أشبه بطريقة تخليق التوائم الطبيعية و هذه تتم معمليا.

و لابد ان نشير هنا،الى ان عمليات الاستنساخ قد شملت النبات و بعض الحيوانات كالأبقار و الفئران و الخراف.و لكن هنا انا لن اتكلم عن اي منها،بل سأشرح قليلا،عن الاستنساخ البشري،الذي يعد نوعا من الاستنساخ الإنجابي.

عند الحديث عن الاستنساخ البشري،لابد علينا ان نعرف ان هناك نوعين من هذا الاستنساخ.و اول هذين النوعين،الاستنساخ البشري التناسلي. و المقصود به"تقنية تسمح بخلق طفل مطابق وراثيا (تقريبا)لشخص مولود سواء أكان بالغا ام طفلا"و تتم مثل هذه التقنية من خلال"استنساخ عدد من الأجنة القابلة للحياة في المعمل،ثم غرسها في رحم او اكثر للام الحاملة،الى ان يودي ذلك الى حمل و يبلغ نهايته و ينتج عنه جنين يرى النور"و هنا اود او أشير الى هناك فرقا بين هذا الاستنساخ التناسلي و بين "انقسام الجنين الذي يبدأ بالحصول من بيضة مخصبة".

أما الاستنساخ البشري اللاتناسلي:ف"يكمن في استخدام اما نفس التقنية لنقل النواة (التي ذكرناها أعلاه)او تقنيات اخرى لاستنساخ خلايا بمعنى الكلمة".و قد"تتضمن هذه التقنية خلايا جنينية اولا و تفضي الى انتاج سلالات من الخلايا او الأنسجة".و تكون لهذه الخلايا و الأنسجة،القدرة على ان تكون جنين،و لكن لا يتم ذلك في هذا الاستنساخ،على عكس الاستنساخ التناسلي،الذي يسمح بذلك.


((قصة دوللي الجميلة))

دوللي تلك النعجة الجميلة،المولودة في عام 1996 تعتبر اول حيوان ثديي مستنسخ في التاريخ البشري وقد توفيت هذه النعجة في 2003.بعد ان اصيبت بمرض الروماتيزم.و الذي قاد عملية الاستنساخ هذه هو البروفيسور أيان ويلموت الاستاذ في معهد الأبحاث الأسكتلندية.لقد كانت لدوللي في وقتها،أهمية كبيرة كونها اول ثديي يستنسخ،و أصبحت حديث الساعة حينها،لان نجاحها في البقاء كان بكل بساطة ضئيلا او معدوما،ذلك لان فشل 1277 تجربة استنساخ قبل دوللي،يدعو بكل اسف الى الشعور باستحالة النجاح،و لكن دوللي نجحت بالفعل،برغم هذا الرقم وبرغم 247 تجربة حمل سبقتها ايضا! هذا يدعو للفخر فعلا،فمن يلاحظ فشل كل هذه الأرقام،سوف يتيقن من ان التجربة لربما لن تنجح.و هذا ما دفع بيولوجيين بارزين من معهد باستر الى القول بان دوللي الجميلة لن تولد،و هدا ما لم يحصل لحسن الحظ

و كانت عملية استنساخ دوللي هي كالتالي: لقد تم استخلاص 227 بويضة من مبيض نعجة ذات راس اسود أنثى و من ثم تم استخراج نوى عدد من خلايا ضرع نعجة بيضاء الرأس أنثى ايضا.بعد ذلك تم غرس نوى خلايا النعجة البيضاء في بيوض النعجة السوداء،و ضعت هذه الخلايا الجديدة-اي البويضة المغروس فيها النواة-في انبوبة اختيار و تم تسليط صعقة كهربائية،لغرض انقسامها و هذه الصعبة لازمة لإنتاج الاستثارة الطبيعية التي يجريها عادةالحيوان المنوي،الذي يستحث بدخوله غشاء البويضة.و بالفعل انقسمت هذه الخلايا الى 29 خلية،و نجحت 9 خلايا منها في ان تكون متماثلة.و زرعت بعدها هذه الخلايا المتماثلة في الرحم،و استطاعت خلية واحدة الوصول الى إتمام النمو،اما الباقي فقد فشلت.

و حينما نجحت التجربة بعد كيل من التجارب ظهرت الاعتراضات على اخلاقية اجراء عمليات الاستنساخ،و بدأت الاّراء،تصدح بان مثل هذه العمليات هي ضد الاخلاق و الانسانية ايضا!

الأعتراضات على الاستنساخ

في الواقع،ان قضية الاستنساخ و ما ينتج عنها،هي قضية مرفوضة دوليا،و من قبل جهات رسمية عليا(كاللجنة الاستشاريةالقومية للاخلاق في فرنسا،المجلس الأوربي،الذي نظم اتفاقية تظر الاستنساخ،و اليونسكو ،حول الجينوم البشري)و تأتي هده الاعتراضات بشكل اجتماعي مرة و بشكل قانوني مرة اخرى.و لكنها لا تأتي بشكل بيولوجي،اي ان الاعتراض يكون بسبب نتيجة اجتماعية معنية،او نتيجة تودي بشكل ما الى الاخلال بالقوانين الاخلاقية الانسانية المعروفة.حتى ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ا قد قال معلقا على تجارب الاستنساخ عام 1997 "هل تم حظر هذه الاشياء،و اذا لم يكن الحال كذلك فقولوا لي ما يجب عمله ليكون كذلك!"


من جملة هذه الاعتراضات

1-فوضى البنوة: بما ان الاستنساخ التناسلي،هو انتاج أفراد متطابقين من حيث الكروموسوم و بالتالي من حيث الشكل لأشخاص اخرين،مع فارق الوقت فقط،فاننا قد نقف على حافة من الفوضى التي اود تسميتها بانها "فوضى الاختلاط الأبوي" اي عدم معرفة هوية المستنسَخ سواء أكان ابنا ام اخا،و الحال نفسه مع المستنسِخ،سواء أكان اخا ام ابا للفرد المستنسَخ و التي تشكل خطرا على علاقات البنوة نفسها.و تسبب إخلالا بالمعايير الانسانية المعروفة في هذا المجال.و من ناحية اخرى"فان التعايش في نفس التجمع البشري"لأشخاص قد ولدوا من ام و اب بطريقة عادية،و أشخاص اخرين هم مولدين بالاستنساخ،سيكون صعبا،و هنا سيتم خلق مشاكل الهوية الذاتية التي يصعب حلها.

لكن يمكن ان نحل مثل هذه الاعتراضات من خلال وضع قواعد و قوانين صارمة،مثلا ادا كان الفارق في السن بين النسخة و مصدرها اقل مثلا من ثمانية عشر سيكونان اخوة،اما اذا كان السن بين النسخة و مصدرها اكثر من ثماني عشرة فان المصدر سيكون اما او أبا.

2-خطر الغائية في الاستنساخ:قد يكون الاشخاص المولودون بالاستنساخ قد إتوا بطريقة تهدف الى غاية معينة و مشاريع محددة،و ستؤدي هذه الغائية،الى اضطرابات في الهوية الشخصية الانسانية،التي لا يمكن ان تختزل في الهوية الوراثية الكروموسومية.اي سيُصبِح هناك" انقلابا في العلاقات بين الهوية الوراثية و الهوية الشخصية الانسانية.و بما ان هولاء الاشخاص قد ولدوا لغاية معنية،فانهم عندما يصبحون في سن معين،فانهم سوف يعرفون انهم جائوا الى هنا لغرض معين،او كوسيلة للوصول الى شيء معين،مما يودي بشكل ما،الى تكوين اجناس بعد او قبل بشرية.و فوق كل ذلك،فربما هولاء"سوف يتم استغلال وجودهم و سيواجهون خطر التحول الى شكل جديد من أشكال العبودية."

اعتقد ان كل هذه الافتراضات،عن الاستنساخ خطيرة و لكن يمكن حلها،من خلال حصر استخدام مثل هذه التقنيات في ايدي المتخصصين،و بعيدا عن ايدي السياسيين!قد لا اقول ان هذا مثالي،و لكنه يمكن ان يفي بالغرض.

3-اعتراض التحديد الجنسي،و التفرد في نوعه:
اقصد بالتحديد الجنسي،اي ما اذا كان الكائن الحي،ذكرا او أنثى.و بطبيعية الحال،فان الكائنات المولودة بطريقة التوالد جنسي،فانها لابد و ان تكون ذكرا او أنثى بالاعتماد على 23 كروموسوم الذي يوجد فيها الكروموسومات الجنسية المسماة x-yفلدى الذكر x و y انا عند الأنثى اثنين من xو اثناء تكوين الأمشاج"ينفصل الكروموسومين عن بعضها و ينتج ان بعض الحيوانات المنوية تكون ذات كروموسوم xو اخرى ستجدها.ذات كروموسوم y.فاذا خصبت بويضة بحيوان منويxسيكون الجنين xxاي أنثى،اما اذا خصبت البويضة ب حيوان منوي yسيكون الجنين ذكر اي xy.هذه الالية تحدث في الحالات الطبيعية لعملية الإخصاب.

.و لكن في الاستنساخ لا نجد مثل هذه الالية إطلاقا،فنحن ناخذ"نواة شخص بالغ،و بالتالي كروموسومات هذه النواة لا زالت متصلة اي أزواج،و بذلك هي تختلف عن الأمشاج،التي تكون فيها الكروموسات منفصلة اي على شكل مفرد الأزواج.سينتج عن وجود كروموسومات على شكل أزواج،جنس كائن نفس جنس الكائن الأصلي،اي اذا كانت النواة تابعة لامرأة،فان كروموسومات هده النواة،هي xxكما قلنا،و سيكون جنس الفرد المستنسَخ،هو أنثى،اعتمادا على أزواج كروموسومات النواة المأخوذة من شخص معين،ذكرا كان ام اثنى.

هذا اعتراض منطقي نوعا ما.فمن المحتمل ان يكون هناك فوضى في توازن المواليد ببن الجنسنين،خصوصا اذا كانت هناك سياسة تدعم جنسا ما،اكثر من جنس اخر.هنا الامر يصبح خطرا جدا،بل و مدمرا،و لا ينفع البشرية و تقدمها باي شكل.ولكن يجب ان لا يغيب عنا،ان حصر مثل هذه التقنيات بعيدا عن السياسة،و ما يدور فيها،هو امر غاية الاهمية.

اما مشكلة التفرد في جنس ما،فهي كالتالي:هذه التقنية ( اي الاستنساخ)يمكن من خلالها تكوين مجتمع من النساء فقط،و من غير الممكن تكوين مجمتع من الذكور،و هنا يبدو ان المسالة تزيد خطرا مما كانت عليه في مشكلة التحديد الجنسي.لاننا ان افترضنا ان مجموعة من النساء،ارادن ان يكونن مجتمع خاص بهن،فان عملية الاستنساخ تتيح لهن فعل ذلك،و سيودي هذا الى انقراض الجنس الذكري،و هذا لا يعود لأي طرف بأية فائدة.والسبب في قدرة النساء على النجاح في تكوين مجتمع خاص بهن من خلال الاستنساخ،هو ان هده العملية لا تتم الا بوجود بويضة!اما الذكور،فيجب ان نندب حظهم بالفعل.

4-محو الفردية هناك من يعترض على الاستنساخ،و يقول انه سيمحو الفردية و سماتها.و المقصود بذلك،ان الاستنساخ سيمحو هوية الشخص،اي يجعل من الهوية الشخصية شيء يمكن مساسه و التلاعب به.

بالاضافة الى هذه الاعتراضات،التي تناولتها بإيجاز مبسط جدا.فان هناك اعتراضات اخرى،هي تخص فكرة الخلود.فبعض الناس يعتقدون ان الانسان المستنسَخ،ليس الا انسان النسخة الأصلية.و بذلك -وفقا لهذه النتيجة الزائفة-فاننا سنحصل على الخلود.

هذه فكرة غير علمية البتة.لان الشخص المستنسَخ،هو شخص له عصبوناته الخاصة،المختلفة عن كائن الأصلي،كل الاختلاف.اضافة الى ذلك،فان المادة الوراثية،ليس لها اية علاقة بانتقال التجارب الشخصية،من جسد الى اخر،كل ما في الامر انها تحوي على الجسد الوراثي بشكل متماثل فحسب،و ليس الوعي.

نتوصل من كل الاعتراضات القليلة و البسيطة التي عرضناها الى نتيجة بسيطة تشابه النتيجة التي توصل اليها استاذ علم الفزياء الحيوية،في جامعة باريس و القدس،الدكتور هنري اتلان "و هو ان مجموع الاعتراضات هي في الواقع اجتماعية،و ليس بيولوجية.و انه لا يوجد حجة واحدة تكفي في حد ذاتها،فكل جهة يتم الإمعان النظر فيها بشكل مستقل يمكن معارضتها."



#كمال_انمار_احمد (هاشتاغ)       Kamal_Anmar_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلسوف الشهيد سقراط:لمحة في حياته و فلسفته


المزيد.....




- «شاهد توم وجيري» استقبل الآن تردد قناة سبيس تون الجديد على ا ...
- «وحش الهواتف الذكية»….تعرف على مواصفات ومميزات هاتف vivo X10 ...
- -كلنا فلسطينيون-.. هتافات مؤيدة لغزة تصدح في أعرق جامعات فرن ...
- رابط التقديم في شركة المياه الوطنية 2024 لحملة الثانوية العا ...
- لأول مرة منذ 56 عاما.. قطار روسي يشق الصحراء عابرا إلى سيناء ...
- الصين تستأنف عملها في الفضاء بإرسال دفعة جديدة لمحطتها الفضا ...
- تعرض اليوم..الآن تابع الحلقة 156 مسلسل قيامة عثمان .. تردد ق ...
- تقارير: أدوية شائعة لفقدان الوزن -تفاجئ- الرجال بالعجز الجنس ...
- صور من الفضاء.. هذا ما فعلته إيران في قاعدة أصفهان بعد ضربها ...
- إجراء أول اختبار لدواء -ثوري- يتصدى لعدة أنواع من السرطان


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - كمال انمار احمد - (الاستنساخ الحيوي:نظرة على اعظم منجزات العلم الحديث)