أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - زهير صادق الحكاك - جمعية الخلق المثالي The Eugene Society














المزيد.....

جمعية الخلق المثالي The Eugene Society


زهير صادق الحكاك

الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 14 - 11:35
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


في العام 1900 شكلت مجموعة من الناس، باختصاصات وثروات مختلفة ومتباينة ، ومن دول مختلفة ، جمعية سرية أطلق عليها أٍسم (جمعية الخلق التام او المثالي The Eugene Society). من أهم أهداف هذه الجمعية هو تنقية الجنس البشري من الشوائب، وذلك عن طريق عدد من الإجراءات التي وضعتها في دستورها، وحاولت تمريرها إلى دساتير العديد من دول أوربا لتصبح قوانين يمكن تنفيذها. من هذه الإجراءات هي التخلص من جميع البشر أصحاب العوق الجسمي والعقلي وذلك باعتبارهم عبأ ثقيلا على ميزانية واقتصاد دولهم، كذلك وجوب التخلص من جميع المواليد الجدد الذين يولدون بعوق دائمي، وغيرها من هذه الإجراءات. ولكن أحد المندسين لهذه الجمعية قام بنشر فضائحها وأسماء عدد كبير من رجال الأعمال والسياسيين والأطباء وغيرهم، و بالتالي اندثرت هذه المنظمة ولكن مع الأسف بقي هناك الكثير من البشر الذين يؤمنون بمبادئ تنقية الجنس البشري. فبعد ثلاث عقود تقريبا من تأسيس هذه الجمعية ظهر في أوربا رجل أستطاع بحنكته السيطرة على ألمانيا وأجتاح بالجيش الذي جاهد في بنائه على اجتياح عموم أوربا. هذا الرجل ويدعى (أدولف هتلر) كان من أكبر المؤمنين بمبادئ جمعية الخلق التام، بل أنطلق بمخيلته ليصنف الأجناس البشرية حسب جدول من تسع درجات، يأتي في المرتبة الأولى الجنس الآري (الألماني) المتميز بطول القامة، بياض البشرة، الشعر الأشقر والعيون الزرقاء. ومن ثم يأتي الجنس القوقازي المتميز أيضا بطول القامة وبياض الوجه والشعر الفاتح والعيون الملونة. ولقد وضع هتلر الجنس الأسود المتميز بالصفات التالية ( متوسط القامة، شعر أسود متعكش، لون العين أسود، ولون البشرة غامقة تتراوح بين البني والأسود) في المرتبة التاسعة الأخيرة في جدوله. هذا ولقد وضع الجنس السامي (العرب والعبرانيين)، في المرتبة الثامنة من جدوله المشؤوم.
لاقى هذا السلوك تشجيعا كبيرا من أطباء وعلماء ألمان مشهورين مؤيدين أفكار قائدهم الفذ بتفوق الجنس الآري على باقي الأجناس من ناحية الجمال والذكاء ، وداسوا بأرجلهم من أجل القائد الأوحد على أهم وأبسط أساسيات علمي الخلية والوراثة، بالرغم من أنهما كانا في بداية طريقهما الذي أوصلهما للقمة التي نعيش حولها حاليا.
بالرغم من كل الإجراءات القسرية التي مارسها هؤلاء العلماء الألمان ضد أساتذتهم وزملائهم ألا أن الكثير منهم أستطاع بطريقة ما الهرب من ألمانيا إلى دول أخرى ، خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية، التي رحبت بهؤلاء العلماء وزودتهم بما يحتاجون لتنفيذ بنات أفكارهم في بحوث علمية رصينة خصوصا في علوم الخلية والوراثة. لقد أوصلت نتائج هذه البحوث إلى حقائق علمية واضحة فيما يتعلق بالتغاير الكبير في الصفات بين البشر، وأساسها الجيني.. هذا ولقد منح العالم الألماني – الأمريكي هانز مولر جائزة نوبل لبحوثه الأساسية في علم الوراثة التي شرعت أبواب البحث العلمي للتعمق في فهم توارث الصفات في الكائنات وعلى رأسها الإنسان.
والطريف بالأمر أن الرياضة (كما هو علم الوراثة) قد لطمت وجه هتلر بكف كبير أمام الملايين من البشر. ففي دورة الألعاب الأولمبية لعام 1939 في برلين، كان هتلر شغوفا في أن يحضر العديد من فعالياتها، من أجل أن يبين للعالم كيف هو محبوب من شعبه بتصفيق أزلام سلطته المنتشرين في جوانب الملعب. ففي ألعاب الساحة والميدان، فاز اللاعب الأمريكي الأسود ( جيسي أوين) بثلاث ميداليات ذهبية في ركض 100و 200 وفي القفز العريض، متفوقا على العديد من رياضي ألمانيا (المتميزين ببياض البشرة والشعر الأشقر والعيون الملونة).وهذا كان أحسن إثبات على تفاهة نظريته بتميز الجنس الآري على باقي أجناس البشر، والتي بسبب تقدم وسائل التنقل تخالطت فيما بينها بدرجة كبيرة.
ويجب ان لا ننسى ما قامت به (الحكومات البيضاء ) التي كانت دائما حكومات اقلية، بشعب دولة جنوب افريقيا (الأسود)، فقد عزلوا انفسهم عنهم في الملاعب و المدارس والمطاعم والمنتزهات وحتى في باصات المقل العام حيث كان بيض البشرة يجلسون في النصف الأمامي من الباص وعلى مقاعد جلدية مريحة، بينما كان سود البشرة يجلسون على مقاعد خشبية وفي مؤخرة الباص. وبقي الحال لعدة عقود حتى جاء المناضل العظيم نيلسون مانديلا وجماعته وقلب طاولة الحكم على رؤوس البيض الحاكمين، وصارت حكومات الدولة المتعاقبة تمثل أغلبية الشعب.
في الوقت الحاضر يتبجح البعض من رؤساء الدول بتفوق الجنس (القوقازي – الاري) ثقافة وعلما وفكرا وغيرها من المواصفات البشرية مقارنة بباقي الأجناس متناسين القدرات الهائلة التي تميزت بها الأجناس الأخرى الممثلة للشعب الياباني والصيني والهندي والباكستاني ، وحتى العرب والعبرانيين الممثلين للجنس السامي. ففي الوقت الحاضر تزخر جميع مفاصل الحياة في بلدانهم بعباقرة جاءوهم من هذه الشعوب وساهموا بفعالية كبيرة في نهضة بلدان المهجر في العلوم والصحة والاقتصاد وحتى في بعض مداخيل السياسة. فالأنسان مخلوق متميز بقدرته الكبيرة على التعلم وبالتالي الأبداع أذا ما توفرت لديه الاساليب والإمكانيات الملائمة له لإظهار قدراته، فلا جنسه ولا لون بشرته وشعره يحدد هذه المقدرة، ولا حتى لأي ملة او دين يعود.

زهيــــــــر الحكـــــاك



#زهير_صادق_الحكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاهدة والزنجي في حلتها الجديدة
- الضمير
- تباين السلوك بين الاغنياء
- من هو التكنوقراط؟
- حلاوة الذاكرة (قصة قصيرة)
- أسرار الدموع
- من هم العراقيون؟
- حقائق مثيرة عن الفراعنة
- لماذا وكيف يصل الانسان للعمر الثالث؟؟


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - زهير صادق الحكاك - جمعية الخلق المثالي The Eugene Society