أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زهير صادق الحكاك - تباين السلوك بين الاغنياء














المزيد.....

تباين السلوك بين الاغنياء


زهير صادق الحكاك

الحوار المتمدن-العدد: 6004 - 2018 / 9 / 25 - 16:02
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


من المعروف ان الممثل الامريكي (براد بت) و زوجته (انجلينا جولي) من اغنياء مدينة هوليود ، وقد جمعا ثروتهما الكبيرة من صناعة السينما بسبب شهرتهما وعدد الافلام التي مثلوها اما معا او على انفراد. فلقد تجاوز المبلغ الذي يتقاضاه عن كل فلم عن العشرين مليون دولار لكل واحد منهما عن جهودهما التمثيلية اضافة الى نسبة الارباح فيما لو شاركوا في تمويل انتاج اي فلم، يضاف الى ذلك المبالغ الضخمة التي يتقاضاها عن قيامهما بالدعاية لبعض الشركات العالمية المنتجة للعطور والساعات وغيرها. ومن المعروف ايضا ان عند هذين الممثلين 6 اطفال، اثنان منهم اولادهم من الناحية البايولوجية ، والاربعة الآخرين قد تبنوهم ( كونهم أيتام ) عندما كانوا بأعمار صغيرة جدا لا تتجاوز الاسابيع، وكانوا عادلين مع انفسهم حينما اختاروا هؤلاء الايتام من مناطق فقيرة في افريقيا، امريكا اللاتينية، وسط آسيا وجنوب شرق آسيا. وها هم يعيشون في كنفهم للسنة السادسة، حيث انهم يعاملونهم كما يعاملون اولادهم من صلبهم، ومن كافة النواحي. فهم يذهبون الى نفس المدرسة الخاصة، ويلبسون نفس المستوى من الملابس ويأكلون معا على مائدة واحدة ومن نفس الطعام. لقد ضرب هذا العمل على نفس الوتر الانساني عند الممثل البريطاني ( هيو غرانت) وحفز غيرته حينما اعلن مؤخرا بأنه سيحذو حذو براد بت وزوجته حيث قرر اضافة 4 ايتام باللفة الى ولديه من صلبه ليتربوا ويتنعموا بثروته الكبيرة التي جمعها من صناعة السينما ايضا. الآن دعونا نناقش هذه الظاهر مناقشة صريحة:
اولا: سيقول البعض، ولم لا، وهم يملكون هذه الاموال الطائلة، وان مصرف هؤلاء الايتام سيستقطع من الضرائب السنوية التي يدفعها هؤلاء الممثلون. نحن نقول، نعم هذا الكلام صحيح ولكن كم واحد من اغنياء العرب الكثيرين الذين ينامون على فرش محشوة بمليارات الدولارات علاوة على ما يملكون من ارصدة في البنوك والعمارات واليخوت والقصور الفخمة، ولا يدفع فلسا واحدا كضريبة ولا حتى الزكاة التي امرهم الله بدفعها لبيت المال لأعانه الفقراء. هل فكر احدهم في ان يرعى يتيما واحدا من الصومال او جيبوتي او موريتانيا، او حتى من فقراء بلاده؟
ثانيا: ان اقصى ما يعمله الثري العربي هو ان يبني جامعا ( جامع وليس ميتما او مدرسة او مستوصف يتعالج فيه الفقراء والمساكين) ليخلد اسمه وكسبا لمرضاة الله تعالى. ولكن اغلب الناس يعلمون انه باستحصال الموافقة و(اجازة الاستيراد) لبناء الجامع، يقوم بعض الاثرياء بتزكية عمله هذا عن طريق استيراد كميات كبيرة من مختلف مواد البناء تكفي لبناء 5 جوامع، معظمها يذهب الى السوق السوداء، ولتتضاعف ثروات اولئك المحسنين!!.
ثالثا: لو نبحث جيدا في حيثيات حياة هؤلاء الممثلين لرأينا انهم يتمسكون بتعاليم الاديان السماوية في رعاية الايتام تمسكا خفيفيا، ولا يمارسون شعائر دينهم (مهما كان). فهم يشربون الخمر ولا يصلون ولا يذهبون للمعابد، وبعضهم يأكل لحم الخنزير. اي ان الوازع النفسي فيهم لرعاية هؤلاء الايتام وعطفهم عليهم ليس وازعا دينيا فحسب، وانما شعورا انسانيا بحت، يجعل قلوبهم في غاية السعادة لأنها مغمورة بمحبة الانسان مهما كان جنسه او لونه . انهم انسانيون يملكون ضمائر تنبض بالحياة وحب الخير ليس الا. للمقارنة مع سلوك آخرين من الاغنياء ندرج هذه البينات:
نحن نعرف ان في اغلب دول العالم يتم بيع ارقام السيارات (الحلوة) او لمن يريد ان يكتب اسمه او اسم حبيبته في مكان رقم السيارة، وتكون هذه البدع عادة غير مكلفة جدا، حيث يصل المبلغ في احسن الاحول الى الف دولار مثلا، وهو رقم صغير مقارنة بسعر السيارة التي سيوضع عليها مثل الروزرايس والمرسيدس والفيراري واللمبرغيني وغيرها من السيارات التي قد يصل سعرها النصف مليون دولار.. ولكن عندما وصلت (حمى الارقام) هذه الى ارقام التلفونات المحمولة (الموبايل)، اصيب بعض الاغنياء بالبطر المجنون في تبذير الاموال مخالفين امر قوله تعالى وغير مبالين له عندما جاء في قرآنه الكريم (ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين). ففي مدينة دبي اعلنت الشركة التي تغطي خدمات الموبايل عن بيع عدد من الارقام (الجميلة) عن طريق المزايدة العلنية. وبيع عدد منها بأسعار متفاوتة حسب (درجة جمال الرقم). ولكن سعر الرقم 7777-777 قد رسا على واحد من اصحاب الثروات الضخمة ( البطرانين-المبذرين) بمبلغ قدره 2 مليون دولار دفعها عدا ونقدا. بينما بيع الرقم 7770-777 على بطران آخر بمبلغ 340,000 دولار. ولما علم مجلس ادارة شركة تلفون الموبايل ( وهي شركة اجنبية ) بهذا البيع، اتخذ قرارا فوريا بأنه سيضاف في العقد الذي سيبرم بين الشركة وكل مشتري فقرة تنص عن وجود اشتراك سنوي ايضا مضافا على سعر الرقم الحلو. طبعا لم يرفع اي واحد من هؤلاء المشترين اصبعه او عقيرته احتجاجا على اضافة هذه الفقرة، بل هز كل واحد منهم كتفيه غير مبال لذلك.
ان عدم المبالاة هذه تجول عادة في انفس هؤلاء الاغنياء عندما يسمعون بجوع الفقراء والمساكين في بلدانهم ناهيك في بلدان عربية اخرى.. فكافة دول الخليج العربي صارت مرتعا لنوع جديد من عبودية الانسان، عندما استعبدوا الفقراء والمساكين الوافدين من شتى بقاع العالم من اجل العمل وكسب لقمة العيش، وهم غير مبالين ايضا بجوع الفقراء والمساكين واليتامى في بعض الدول العربية والاسلامية، الذين ابتلوا بتفاهة عقول بعض السياسيين من اصحاب القرار الذين انجرفوا في تيار التفرقة القومية والدينية والمذهبية، وحملوا السلاح وتقاتلوا فيما بينهم تاركين آلاف الناس يلجؤون الى رحمة وانسانية (بلدان الكفر والالحاد).



#زهير_صادق_الحكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو التكنوقراط؟
- حلاوة الذاكرة (قصة قصيرة)
- أسرار الدموع
- من هم العراقيون؟
- حقائق مثيرة عن الفراعنة
- لماذا وكيف يصل الانسان للعمر الثالث؟؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زهير صادق الحكاك - تباين السلوك بين الاغنياء