أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذل - من قتل ( ج) ؟














المزيد.....

من قتل ( ج) ؟


فتحي مهذل

الحوار المتمدن-العدد: 6464 - 2020 / 1 / 13 - 16:11
المحور: الادب والفن
    


الثالثة مساء
ندف الثلج تتدافع.. شهر يناير ذئب قطبي ما فتئ يعوي منذ أيام قلائل فوق أسطح البيوت القرميدية.
كان حاجز بلوري يفصل بينهما. كل يضع سماعة الهاتف في أذنه المستنفرة.
الكلمات تتساقط مثل أوراق الخريف من شفتي إبنه السجين.
الإبن متلعثما عيناه تحلقان مثل عصفورين مذعورن.
- لست أنا الذي رشق السكين في قلب (ج).
ثمة وحش قذر مخيف بدائي قفز من قفصي الصدري
وأعمل أنيابه في جسد (ج).
ثم إختفى على غرة داخل غابة أعصابي الكثيفة.
أنا بريء أنا بريء.
الوحش الدموي الذي يحتل مملكة جسدي هو القاتل الحقيقي.
نظر إليه الأب نظرة سريالية غائمة
- هون عليك يا بني.
أعرف جيدا إنه الجني الذي خدع أمك وأهاب بها إلى إعمال النار في جسدها لكي تتخلص من الأشباح التي تضربها بالكرباج في الليل فتصدر صوتا ميتافيزيقيا غريبا مزعجا أقض نوم الجيران.
- إنهم يبغون مضاجعتي وجري إلى مكان معتم جدا.
أبي : هل مات ( ج ) ؟
الأب : نعم .
لقد قتله دب نصفه الأسفل بشر .
- كيف ؟
صوب خنجره السام باتجاه قلبه فأرداه قتيلا.
- لكن لماذا أنا في السجن ؟
لأنك متهم بجريمة قتل مروعة .
أطلق الإبن عبوة ناسفة من أعماقه تناهت إلى مسمع السجان الذي كان يراقبه عن كثب.
- إسمعني جيدا يا أبي
لم أقتل (ج) إطلاقا .
لقد إنتظره البحر طويلا ليشيعه إلى بلاد الفرنجة لتغيير معالم حياته الشحيحة البائسة ليفر من أخطبوط الموت البطيء ونعيق غربان اللاجدوى ليصنع ملحمة فذة لحياته الهامشية الكريهة.
بيد أن البحر غضب غضبا شديدا لما تأخر (ج) فقرر الذهاب إلى بيته على أطراف أصابعه وإطلاق النار عليه.
البحر لا يظلم أحدا . إنه لا يحب الكذب واللف والدوران والضحك على الذقون. البحر يحب المغامرين وأسباط السندباد .
الأب : أحيانا أشك في قدوم تلك المومس خلسة متلفعة بثياب راهبة مسنة لتقتص منه لأنه إفتض مشاعرها وهدم فردوسا صغيرا أقامته على حافة قلبه المتشفف عاقدة العزم على إتخاذه بعلا والهروب من صخب الحانات وشقشقة أفاعي المامبا.
إنها القاتلة المتخفية التي طاردته مثل فريسة هشة ومن ثم لم تجد بدا من حمله إلى عالم الماوراء.
- الإبن مخاطبا الأب بلهجة خافتة : أصدقني القول يا أبي هل أنت القاتل السائر في جنازة (ج) ؟
الأب- أنا لا أقتل المجانين مثلك.
- الإبن : ملامحك تشي بذلك يا أبي.
- أنت قتلت جدول الفرح الصغير في أوج عنفوانه.
شردت عصافير العائلة التي تسكن في أعشاش قلوبنا.
- الأب : أنا لم أقتل فراشة واحدة في حياتي.
- الإبن : يصرخ يا سجان يا سجان
هاهو القاتل الحقيقي.
- إنه أبي الذي قتل (ج) بمسدسه الإداري لأنه دافع عن شرف أخته العذراء لما حاول أبي إغتصابها.
- أبي جاسوس وشهواني وعاهر.
وفي هذا الوقت بالذات حيث هاجت ثيران جنونه تدخل عدد من السجانين ساحبين الإبن إلى إلى باحة السجن صائحا
أنا بريء أنا بريء.
بينما عاد الأب أدراجه إلى الخلف.
مخاطبا نفسه بإيقاع تراجيدي.
- هل أنا مجرم؟
- هل أنا حقا من قتل( ج )؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...
- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...
- كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويو ...
- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذل - من قتل ( ج) ؟