أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالوهاب القرش - الدعاة إلى الله..بين الانتمائية الحزبية وفتاوى الكيل بمكيالين














المزيد.....

الدعاة إلى الله..بين الانتمائية الحزبية وفتاوى الكيل بمكيالين


عبدالوهاب القرش

الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 15:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


«الدعاة إلى الله..بين الانتمائية الحزبية وفتاوى الكيل بمكيالين»
إن الدعوة إلى الإسلام الذي ارتضاه الله لنا دينًا تعني الدعوة إلى: اعتناقه عقيدة، وشريعة ، ونظام حياة، وليست كما يتوهمها البعض : دعوة جزئية أو جانبية ، تدعو إلى فضيلة خاصة أو خلق معين، كما أنها ليست دعوة قاصرة على مجرد انتماء الداعية إلى حزب أو جماعة أو جمعية.. لقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم من سأله عن الإسلام فقال في كلمات قليلة بليغة:"قل لا إله إلا الله ثم استقم"..هكذا ببساطة كل المطلوب هو التوحيد والاستقامة على مكارم الأخلاق..إنها الفطرة والبداهة التي نولد بها لا أكثر..أن تحب أخاك كما تحب نفسك.
إن من يقرأ كتب السير والتراجم للدعاة والعلماء والمفكرين ذوي الاهتمامات المتعددة العاملين في حقل الدعوة الإسلامية في الماضي، يلاحظ دونما تعمق أو إجهاد ذهن شيئًا يطبعهم بطابع موحد، وهو ابتعادهم عن " الانتمائية " - اللهم إلا الانتماء إلى الإسلام الذي يؤمنون به ، ويدعون إليه على بصيرة – فهم " حق مشاع " لكل الناس؛ لإن الإسلام الذي يدعون إليه دين ارتضاه الله رب العالمين لكل الناس، وهم دعاة المجتمع البشري على اختلاف الأجناس والألوان، وطبقات والقطاعات،لا دعاة طبقة دون أخرى أو نوع من الناس دون آخر.. كان الناس يجلسون إليه فيستمعون منه من تعاليم الكتاب والسنة وإرشادات الإسلام ما يسيغه العقل وينجذب إليه القلب توا، لكونه مجردًا عن طابع الانتمائية أو الحزبية التي لا تدع الناس حتى توزعهم في طبقات وتصنفهم في أسر.
أما داعاة اليوم - إلا من رحم الله – فهم ذو انتمائية أو حزبية أو جماعية، فهم ليس بداعاة للناس جميعًا، ولكن داعاة لكيانات لها سياسة خاصة ، ودعاة هذه الكيانات لا تدعو إلى الإسلام الصافي النقي كما نعرفه، لكنهم كأنما يلقون الإيمان أولا بأفكار وتصورات أوحت لهم بها هذه الكيانات التي ينتمي لها ويروج لأفكارها ، وهي كيانات ملتوية لم يستقم فهمها للدين، تدعي أنها تسعى لتحرير شعوب العرب من استبداد حكامها في الوقت الذي تضع – بكامل إرادتها - أرضها وسياستها ومقدراتها وشعبها في أغلال وأصفاد السياسة الأجنبية، ألم يقرأ دعاة القوم قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم}[المائدة:51]. إن مثل هؤلاء إيمانهم مهزوز الجذور فقد والوا غير المسلمين وطلبوا من عندهم العزة والمنعة، ومن يطلب العزة من غير الله يذله الله!!.
إن الداعية الذي يسلك هذا المسلك دائمًا ما يتخبط في فتاويه فنراه يحلل ما حرم الله فيفتى بإستشهاد من قتل نفسه حرقًا بالنار، مخالفًا قول النبي صلى الله عليه وسلم :" من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة " [رواه أبو عَوانة في مستخرجه]. وقوله صلى الله عليه وسلم:" من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجا بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلدا فيها أبداً، ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلدا فيها أبدا " [أخرجه مسلم]!!.
وتجد أحد هؤلاء الدعاة يتخبط كثيرًا في فتاويه السياسية والاجتماعية، فيفتى بتحريم الدخول في الإنتخابات لأنها غير شرعية، ولم تمر أيام قليلة ويرشح أحد أصدقاء هذا الداعية أو ذاك نفسه للانتخابات ، ومجددًا تصدر – من خلال هذا الداعية - فتوى عكس السابقة تمامًا تقضي بوجوب المشاركة في الانتخابات، بل جعلها " شهادة واجبة " يأثم كاتمها.
منذ بدأت ثورات ما يسمى بالربيع العريي أفتى أحد كبار الدعاة العالم الإسلامي بالخروج على الحكام بل كان يستعدي الغرب وأمريكا بالخصوص على الدول العربية ، وانظر بسبب فتاويهم - التي خرجت بدون وعي بالعواقب - كم مات من المسلمين من زهرة شباب المسلمين؟، وكم أم قد ثكّلت؟ وكم من الأولاد قد يُتّم؟ ،وكم زوجة قد ترملت؟وكم جسد لم يدفن؟ ، وكم من الدموع لا ترقأ؟.
حرام على مثل هذا النفر من الدعاة الذين يقودون سفينة الأمة فكريًا وعقديًا وإصلاحيًا وتوجيهيًا أن يكونوا أولي " انحيازية " ممقوته لا يعرفها الإسلام، أو حزبية أو جماعية ليس لها قيمة في ميزان الإسلام، وما عرفها الصحابة والتابعون لهم بإحسان، أو يتعصبوا لحزب ما أو جماعة ما عصبية منتنة ندد بها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.
ترى ماذا تجني الأمة الإسلامية من مكسب مر، إذا كانت عقولها المفكرة وقلوبها النابضة – وهي طبقة الدعاة والمفكرين – تتصف بضيق الصدر والأفق، ويدعو العالم منها إلى حزب أو جماعة أو أكثر من أن يكون داعيا إلى الله وإلى الدين الإسلامي؟!!.
ونصيحتنا لدعاة هذا العصر المائج بالخلافات والحواجز: لن يستطيع الداعية أن يؤدي دوره إلا إذا كان فوق كل الانتماءات، حتى يكون الداعية مكتملاً، ومحببًا لدى كل الناس، وإلا فسيؤدي نشاطه إلى نتائج عكسية في كثير من الجوانب تضر الأمة ولا تنفعها، وتفرقها ولا توحدها.



#عبدالوهاب_القرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب من عبادة الأصنام إلى تقديس الأقدام!!
- من جرائر الفكر الديني المنغلق!!


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالوهاب القرش - الدعاة إلى الله..بين الانتمائية الحزبية وفتاوى الكيل بمكيالين