أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيمان بوقردغة - الإسلام السياسي ليس إسلاما و ليس سياسة فهل هو حالة ذهان؟














المزيد.....

الإسلام السياسي ليس إسلاما و ليس سياسة فهل هو حالة ذهان؟


إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Boukordagha)


الحوار المتمدن-العدد: 6305 - 2019 / 7 / 29 - 10:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




تعد الإسلاموية "نتاج الحداثة بقدر ما هي ردود فعل عليها". فقد استعار الإسلاميون، في حين حاولوا مقاومة الحداثة وبناء نظرية إسلامية أصيلة لطريقة حياة جديدة، العديد من الأفكار والأساليب الغربية الحديثة فيما يتصل بالتنظيم السياسي والاجتماعي فضلا عن التعبئة. فبدلا من تأسيس تقاليد مدرسية جديدة أو مذهبية، أسس الإسلاميون حركات إجتماعية وأحزاب سياسية تنشر الفكر السياسي استئناسا بالتقاليد السياسية الغربية .
فبفضل ظهور شكل حديث من أشكال النشاط السياسي ونقصد بذلك التنظيمات السياسية الحديثة، ووسائل الإعلام أصبحت الحركات الإسلامية قادرة على تجنيد أتباع لها للإلتزام بنظام جديد للأفكار والانتماء إلى حركاتهم الاجتماعية.
إن هذه العلاقة الجدلية بين محاربة التحديث و بين الرغبة في إرساء قواعد الأصولية الجديدة كشف عنها حسن البنا البرقع عبر تعريفه للشمولية الإسلامية، حيث قال:
"الإسلام هو نظام شامل يعالج كل جوانب الحياة. إنها دولة ووطن وحكومة وأمة. إنها الأخلاق والقوة والرحمة والعدالة. إنها الثقافة والقانون والعلوم والقضاء. إنها مادية ومبدعة ومكاسب وثراء. إنه الجهاد والدعوة والجيش والفكرة. كل ذلك كما هو صحيح العقيدة والعبادة الصحيحة بلا تمييز".
فالحركات الإسلامية تدعي أنها كلها شيء دفعة واحدة لكن هل طوّرت هذه الحركات الأدوات السياسية اللازمة حتى تجسّد هذا الكل؟ .
إن النظرفي واقع ممارسة الإسلام السياسي يحيلنا على حقيقة أن حلوله بسيطة تجاه المشاكل المعقدة التي تواجه المجتمعات الحديثة فهو" يتجاهل البرنامج السياسي، والمناقشة المفتوحة، وقيمة الضوابط والتوازنات والحد من السلطة والمرونة في إنتاج ممارسة سياسية مستقرة"
في ظل غياب رؤية سياسية واضحة فإنه يصعب صياغة المطالب في شكل حقوق مدنية و يتواصل الانتقال بين الاستراتيجيات النموذجية الثلاث "الدعوة، الحزبية، الجهاد"، أو الجمع بينها عبر دعم الحركة الجهادية داخل الدولة وخارجها و استعمال الدعوة في المساجد وحتى في المؤسسات التربوية كوسيلة لكسب الإنتخابات وهو ما يعزز وجاهة اتهامها بالانتهازية والإزدواجية.
هذه الإزدواجية نشأت منذ تأسيس حركة الإخوان المسلمين التي غالت في اعلان العداء للعلمانية وفي الوقت نفسه كان عليها أن تنخرط في المفهوم القومي العلماني.
وهو تناقض صاحبها في كافة مواقفها فلطالما أعلنت دعمها للقضية الفلسطينية كوسيلة لكسب التأييد الشعبي لكن علاقتها مع إسرائيل أقل ما يقال عنها أنها مشبوهة حتى أن رويل ماير المؤرخ وأستاذ التاريخ والعلوم السياسية في الشرق الأوسط الحديث وشمال إفريقيا والفكر السياسي الإسلامي الحديث أقر في دراسة له بعنوان "نحو الإسلام السياسي" "Towards a Political Islam " أنه "في فلسطين، لعب الإخوان دورا متناقضا مماثلا، بل ودعمهم الإسرائيليون ضد منظمة التحرير الفلسطينية",
In
Palestine, the Brotherhood played a similar ambivalent role, and was even
supported by the Israelis against the Palestine Liberation Organization (PLO

و ترتيبا على ذلك فإنه من ناحية الأنظمة السياسية يصعب جدا أن تصبح الحركات الإسلامية ديمقراطية في سياق غير ديمقراطي يتّسم بالغموض و التناقضات.
فالحل المقترح من قبل هذه الحركات يتمحور بالأساس حول شخصية الحاكم الذي يفترض فيه التحلي بأخلاق أميرالمؤمنين والعض على "القيم الأخلاقية بالنواجذ."
فيركز الإسلام السياسي إذن على "القيم "بدلا من السياسة فيتأسّس على "فضيلة نفسية" ينبغي أن يتمتع بها"أمير المؤمنين" كشرط من شروط الأهلية للخلافة
"فإن أوضح سقراط منذ عهود خلت " أن النفس كالعين والأذن وغيرهما من الحواس ، لها عمل أو وظيفة تتمها، ولها أيضا فضيلة بها تتمكن من ذلك الإتمام، وتلك الفضيلة في النفس هي العدالة، فلا تستطيع النفس إتمام عملها إتماما حسنًا دون سلامة فضيلتها"
فإذا كانت فضيلة النفس هي العدالة من وجهة نظرسقراط فماهي فضيلة النفس عند الإسلامويين ؟
هل هي التقوى ؟
في الممارسة السياسية هل عقلن الإسلامويون مفهوم التقوى لبناء "الجمهورية" و قبل عقلنة المفهوم للإحاطة به نظريا هل استبطن الإسلامويون فضيلة التقوى ففاضت ضميرا متوهّجا ترجم عنه الإلتزام بجملة من الروادع و الضوابط قصد تأسيس البناء الإجتماعي الإسلامي.
فإن كانت التقوى هي القاعدة العامة التي أسس عليها الإسلامويون البناء الإجتماعي الإسلامي فلماذا تسفل منظومة الأخلاق في نظام الإسلام السياسي فنراها تنخرط بكل ما أوتيت من مال سياسي مشبوه و قذف و تشهير بالخصوم السياسيين و اغتيالات سياسية ممنهجة في "حرب الكل ضد الكل" فإن اقتضت فلسفة "العقد الاجتماعي" عند هوبز كشريعة "حرب الكل ضد الكل "أن يرغم الناس على التنازل عن كافة حقوقهم مقابل استتباب الأمن والسلام فلماذا يستشري الإرهاب و الإغتيالات الشائنة و يكاد ينعدم الأمن و الإستقرار في الدول التي يحكمها الإسلام السياسي مثل تونس
هي استفهامات منطقية لعل العالم السياسي الفرنسي الشهير أوليفييه روي قد أجاب عنها حيث قال في مؤلَّفه "فشل الإسلام السياسي" " أن مشكلة الإسلام هي الحد من سياسة الفضيلة والتقوى" " أما الباقي فهو "خطيئة أو مؤامرة أو وهم"
فهل يكون الإسلام السياسي وهما؟
و في مقام آخر يعرّف أستاذ مايكل جيلدر مؤسس قسم الطب النفسي بجامعة أكسفورد الذهان بأنه . مصطلح طبي نفسي يطلق على الحالات العقلية التي يحدث فيها خلل ضمن إحدى مكونات عملية التفكير المنطقي و الإدراك الحسي، والأشخاص الذين يعانون من الذهان تُصيبهم حالات من تغيير الشخصية مع مظاهر تفكير مفكّك، تترافق هذه الحالات غالبا مع انعدام رؤية الطبيعة اللاّاعتيادية لهذه التصرفات و صعوبات في التفاعل الإجتماعي مع الأشخاص الآخرين و خلل في أداء المهام اليومية. لذلك كثيرا ما توصف هذه الحالات بأنّها تدخل في نطاق "فقدان الإتصال مع الواقع"
فهل الإسلام السياسي بكل ما يحمله من تناقضات و ازدواجية هو حالة ذهان؟



#إيمان_بوقردغة (هاشتاغ)       Imen_Boukordagha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة النهضة الزانية المحجَّبة
- الإخوان المسلمون و داعش و الفاشية المتشابهات المحكمات
- التشريع للفكر الإرهابي عند الإخوان المجرمين
- الإخوان لعنة الأوطان
- الإسلاموية والنظام الشمولي
- حماية الحق في الحياة في مواجهة الإرهاب
- -الإسلاموية -و -الإنتفاضات العربية-
- الحرية الدينية و حقوق الأقليات
- نُبْذة من حقوق الإنسان
- زاد التّقى
- حسبك الله
- نبّال بابل


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيمان بوقردغة - الإسلام السياسي ليس إسلاما و ليس سياسة فهل هو حالة ذهان؟