أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب عبد السلام - من حداثة التقليد إلى حداثة التأويل














المزيد.....

من حداثة التقليد إلى حداثة التأويل


الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)


الحوار المتمدن-العدد: 6271 - 2019 / 6 / 25 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطيب عبد السلام حاج علي

من حداثة التقليد إلى حداثة التاؤيل...

هل ثمة شئ يمكن القبض عليه بثقة إسمه الحاضر، هل ثمة حاضر بالمعنى الممتلئ للكلمة أم ان كل شئ هو طي "مضي ما" طي خبرة أسبق.
هذا المضي هو حقيقة كل شئ لإنه هو بدايته و بذرة ثمره.
لا زمن يقوم في أفق نفسه بل في أفق ما قبله لإن الطين هو من سدى التراب و الغبار، ابناء المضي الدائم.
و ما يصح في الاشياء يصح في الفكر و العقل لإن الكلمات هي غيمات في سماء الواقع و بخار مائه، العقل دلو الفكر و الفكر دلو التجربة و التجربة دلوها التاريخ فلا شئ خارج الزمن ولا شئ خارج اكفان التاريخ و لا جوهر حق إلا الميلاد المستمر و التحلل المستمر و ما الرمز إلا تحقق في الواقع و إنعتاق في فرادة الحدوث و لا تكرره، فهو غموض متضح و حين نغشاه نغشاه بعين الإنفتاح و التاؤيل لا عين الخضوع و التبجيل الذي يخرج الرمز من فضاء حريته إلى تحجر الدلالة و لا تناهي الزمن بما يتنافى و أنثيال الدلالة و تاريخية الزمن.
من هنا يكون النظر لكل كل تمعنا في دقائقه و دفقات الدم في شرايينه و زمانية الحدوث و يكون النظر للجزء بإعتباره الهنيهة التي غيرت مسار الإحتمال للهنيهة التي تليها، و أن أثر الفراشة برغي في ماكينة الصيرورة بأذرعها الألية الكبرى و هي تخبز كل شئ.
و من هنا ينتفي اي تعالي يسلب الكل و الجزء واقعيتهما و يسلب المفردة فناءها الخلفي الذي تعمل فيه تضامنا مع الفناءات العاملة لباب الكلمة ذلك و أن الفناءات تتداخل و تتبادل لتحيا اللغة و يكون للبيبان معنى.
و من هنا تنتفي رومانسية التبشير ليتضح إزميل الحضور و التاريخ.
بهذا النقد المهم نتبين خصوصية الحدوث من جهة و عمومية السؤال من الجهة الأخرى و من هنا ندرك أهمية الصيرورة في الوصول لواقع ما لا نقل ذلك الواقع حرفيا و نسيان صيرورته لإنه و إن نجح و نجا فسينجو كما تنجو ازهار البلاستك في الصحراء او أجساد المحنطين من التحلل، لإنه واقع لا تجري فيه دماء تاريخه و لا في تاريخه حرارة صيرورته لإن - السؤال يظل بالسلطة طي الكتمان- فالإشكال في الحضارة يختلف عن الإشكال في الماكينة، ذاك و أن الثقافة "مفتوحة للتعدد" قوانينها لا تمسك و ليس لها مهندس او كتالوج تدار به بل هي في تخصب مستمر بكل شئ و تحتاج لإقصى درجات الحرص في فهمها و الحكم عليها و تحتاج أزاميل البحث الجينالوجي لفهم حياتها و أيلولتها و مكان السؤال فيها و حرارته.
هناك من يرون و الاحرى يحلمون أن هناك لحظة بيضاء لا صلة لها بتاريخها إسمها الحداثة و انها عصا موسى الخارقة و هذا قاد لفشل الحداثة أينما طبقت بهذه الصورة المثالية و الحالمة و أن الواقع إلتهمها كالتهام النار للخشب فهل فشلت الحداثة أم ان طفولية تصورهم الشبيهة بسذاجة من تنتظر فارس أحلامها على فرسه الأبيض...و لا نحاكم الحلم او نلقي به خارجا بل هو ايضا به من ممكنات العمل و التاؤيل الكثير لكننا نسخر ممن ظنوا الواقع هو أحلامهم تلك في طهارتها و بحذافيرها.
لا حداثة إلا بالسؤال و سؤال السؤال و إنتزاع الأنا من ديكارت و رؤيتها في مرآة المعية فما هي إلا إنعكاس الزاوية و الكل في الناحية.
و لا ذات متعالية او أرض تدور الشمس حولها.
فنحن مافي أيدي غيرنا و لا جوهر في الماء إلا الجريان ولا جوهر للضوء إلا درجاته السبعه.
من "أيادي الأنا في الغير و الغير التي في الأنا" نرى اي غيمة ستكون في السماء من هذا العمل الشاق تكون الحداثة لا الغيوم الجاهزة التي لن تهطل إلا بالإستلاب و الإستعمار و الخروج عن خصوصية الذات لنكون غربانا في حقول الأخرين.
كي لا نعبد أحلامنا عن التاريخ ضاربين بعرض الحائط راهن" التجربة العلمية نفسه" الذي يحيلنا إلى عالم من الا يقين و حيوات صغرى تسبح في في فوضى الإحتمال لتكون هي حقيقة هذا الظهور و هذا الإمتلاء على حد تعبير نيلز بونز "و يبدو أن كل ما نراه حقيقي، يتكون من اشياء لا يمكن إعتبارها حقيقة".
فلنخلع رداء النرجسية و لنعد لا عودة لإلغاء مأل الصيرورة و راهنها بل عودة لفهم أنفسنا بالطريق الأقرب و دراية كل شئ في وجوده الأول.
هذا هو التحديث المجدي، تحديث فهم الذات و قراءتها و كشف أعتى ملامح المضي فيها التي تلتبس بأعتى ملامح التحديث فيها، تحديث من اليد الممدودة للشئ لا الشئ نفسه..غشاوة العين و رين القلب.. هكذا نشعر بغبطة التحديق فيما توهمنا أنا رأيناه و هكذا نحس أن الحقيقة هي تأريخ الحقيقة و أن اي قادم و راهن هو طي مضي ما.. ذلك المضي الأسر و الحميم و هذا التجلي الجديد بحاسة التاؤيل...هذا الظهور لمرة ماضية و مرة حاضرة.



#الطيب_عبد_السلام (هاشتاغ)       Altaib_Abdsalam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في مشروع محمد أركون
- الاحتفاظ و الإنتشار.. تصور جديد للمرأة و الرجل
- تأملات في سورة القدر
- الحزب الشيوعي السوداني من المؤسسة إلى الرمز
- الوحي
- الوجه الباطني للإسلام
- سلطة الجسد الأنثوي.. بين ميشيل فوكو و عابد الجابري
- تأويل الجنس
- قراءة ما بعد بنيوية للقران....هكذا فهمت محمد اركون
- سورة الكهف..قرأة ما بعد بنيوية
- ما بعد الليبرالية...ما بعد الحداثة
- وهم العصيانات المدنية
- قداسة التدوين القرآني و ارادة السلطة
- نقل اللفظ القرأني الى المعنى العلماني
- الجنس في الجماعات الطهرانية -اتباع محمود محمد طه مثالا-
- الدين الصالح لكل زمان
- من عقلية الشورى الى عقلية الديموقراطية
- التغريبة العلمانية
- محمد عابد الجابري و العلمانية العربية
- تجديد الليبرالية


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب عبد السلام - من حداثة التقليد إلى حداثة التأويل