أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - منابع الإسلام - الفصل الأول - مكة ومكانتها التاريخية 3















المزيد.....

منابع الإسلام - الفصل الأول - مكة ومكانتها التاريخية 3


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 6260 - 2019 / 6 / 14 - 09:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القبلة التي توجه إليها نبي الإسلام هي البتراء وليست مكة الحجاز والدليل على ذلك هو أن كل المساجد التي بُنيت في القرن الأول بعد ظهور الإسلام كان الحائط الذي يصطف نحوه المصلون يتجه نحو البتراء (المساجد في البدء لم يكن بها محراب):
• مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، تم بناؤه عام 641م. وقد تم تحديثه عام 673م في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي أضاف أربعة مآذن للمسجد، مئذنة في كل ركن. الخرائط الأولى للمسجد تبين أن المحراب كان يتجه شمالاً. يقول المقريزي إن عمرو بن العاص كان يصلي متجهاً شرقاً، وليس إلى الجنوب الشرقي حيث مكة (المقريزي، كما جاء في كتاب دان جبسون، جغرافيا القرآن، ص 255). فإذا صلى عمرو بن العاص متجه شرقاً، فهذا يعني أنه كان يصلي نحو البتراء وليس مكة
• المسجد الأقصى. بدأ بناؤه في عهد عبد الملك بن مروان عام 709م، واكتمل في عهد ابنه الوليد. وتم ترميمه بعد أن تدمر جزء منه بسبب الزلازل الذي أصاب القدس، ورممه الخليفة المهدي. اتجاه المحراب في هذا المسجد هو 169 درجة، وهو اتجاه البتراء من القدس (دان جبسون، ص 260)
• مسجد أنجار بالقرب من نهر الليطاني بلبنان، تم بناؤه عام 714م وشيده الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. وبنهاية العهد الأموي وبداية العهد العباسي تم إهمال المسجد وتصدع البناء. هذا المسجد والمجمع الذي يحتوي المسجد يتجه نحو البتراء، وليس نحو مكة (دان جيبسون، ص 263)
1- إسلام الطفيل بن عمرو: يقول ابن هشام في سيرته، عندما أسلم الطفيل بن عمرو "قال ‏‏:‏‏ ثم أتتني صاحبتي ، فقلت ‏‏:‏‏ إليك عني ، فلست منك ولست مني ؛ قالت ‏‏:‏‏ لم ‏‏؟‏‏ بأبي أنت وأمي ؛ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ قد فرق بيني وبينك الإسلام ، وتابعت دين محمد صلى الله عليه وسلم ؛ قالت ‏‏:‏‏ فديني دينك ؛ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ فاذهبي إلى حِنا ذي الشَّرى - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ حمى ذي الشرى - فتطهري منه ‏‏.‏ قال وكان ذو الشرى صنما لدوس ، وكان الحمى حمى حموه له ، وبه وَشَل من ماء يهبط من جبل ‏قال ‏‏:‏‏ فقالت ‏‏:‏‏ بأبي أنت وأمي ، أتخشى على الصبية من ذي الشرى شيئا ؛ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ لا ، أنا ضامن لذلك ، فذهبت فاغتسلت ، ثم جاءت فعرضت عليها الإسلام ، فأسلمت (25) ‏‏.‏‏ وذو الشري كان من أصنام النبطيين في البتراء ولم يكن في مكة. وهذا يدل على أن الإسلام بدأ في البتراء وليس مكة الحالية
2- يخبرنا ابن هشام في السيرة " و فى موسم الحج التالى وفد على مكة اثنا عشر رجلا من مسلمى يثرب عشرة من الخزرج و اثنان من الأوس, تقابلوا مع رسول الله عند العقبة و بايعوه بيعة عرفت فى التاريخ الإسلامي ببيعة العقبة الأولى أو الصغرى بايعوه على أن لا يشركوا بالله شيئا و لا يسرقوا, و لا يزنوا ولا يقتلوا أولادهم ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيدهم و أرجلهم و لا يعصوه فى معروف". وكلمة "العقبة" في اللغة العربية تعني المكان أو الشئ الوعر الذي يصعب الوصول إليه. والقرآن يقول (فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة) (البلد 11،12).
العقبة في مكة الحالية في سهل لا جبال به ولا أرض وعرة. بينما العقبة في نهاية خليج العقبة بها جبال وتضاريس صعبة. فلا بد أن الأنصار قد ذهبوا من البتراء للاجتماع بمحمد في العقبة القريبة من يثرب
3- القرآن يخاطب أهل مكة ويقول لهم (التين والزيتون وطور سنين، وهذا البلد الأمين) (سورة البلد). ماذا يعرف أهل مكة الصحراوية عن التين والزيتون؟ البلاغة تستدعي أن تخاطب الناس بما يفهمونه. الخطاب كان لأهل البتراء، خاصة أن القرآن يقول لهم (طور سنين) أي طور أو جبل سيناء. إذاً المخاطب هم أهل البتراء التي كان بها حدائق من التين والزيتون، وهي بالقرب من طور سيناء.

فخلاصة القول هنا أن مكة الحالية لم تكن موجودة في الوقت المزمع لظهور محمد والإسلام، بينما كانت البتراء معروفة ومزدهرة وبها المياه والحدائق، وهي كانت عاصمة النبطيين أصحاب اللغة النبطية التي تطورت منها اللغة العربية. ولا نملك اليوم أثراً جاهلياً استنبط منه علماء الآثار شيئاً عن تأريخ مكة قبل الإسلام، ولذلك فكل ما ذكروه عنها هو من أخبار أهل الأخبار، وأخبارهم عنها متناقضة متضاربة، لعبت العواطف دوراً بارزاً في ظهورها. ولا يمكن لأحد أن يكتب في هذا اليوم شيئاً موثوقاً معقولاّ ومقبولاً عن تأريخ هذه المدينة المقدسة، في أيام الجاهلية القديمة، لأنه لا يملك نصوصاً أثرية تعينه في التحدث عن ماضيها القديم (جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج2، ص 404)
قد يسأل سائل ما الداعِ لنقل الكعبة من البتراء إلى مكة الحالية. الجواب يكمن في أن عبد الله بن الزبير عندما تمرد على يزيد بن معاوية وأعلن نفسه خليفة المؤمنين في البتراء، أرسل يزيد جيشاً كبيراً من الشام. ولم يستطع الجيش دخول البتراء لأنها كانت مسورة. فخاصروا المدينة 40 يوماً ثم جاءهم الخبر أن يزيد قد توفي. فرجع الجيش إلى الشام لمبايعة معاوية بن يزيد. ولما كانت المسافة بين البتراء ودمشق قصيرة، وكان عبد الله بن الزبير على يقين أن جيش الشام سوف يعود لمحاصرته، قرر أن ينقل أهله والحجر الأسود إلى مكة الحالية التي تبعد 1385 كيلومتراً عن دمشق، مما قد يجعل الخليفة الجديد يتردد في إرسال جيش إلى مكة نسبةً لبعد المسافة. فهدم عبد الله بن الزبير الكعبة وأخذ الحجر الأسود وهاجر إلى مكة الحالية (26). مكة الحالية لم يكن بها أسوار، ولما أتى جيش يزيد بن معاوية حاصر مكة أربعين يوماً. فلماذا يحاصر مدينة غير مسورة وكان يمكنه دخولها بكل سهولة بجيشه الكبير؟ السبب هو أن مكة كانت هي البتراء التي تحيط بها الأسوار من كل جهة، ولها مدخلان فقط وسط الجبال، مدخل في أعلى المدينة ومدخل في أسفلها.
ويظهر جلياً أن كل تاريخ الإسلام حسب ما جاء في كتب التراث لا أساس له من الصحة. حتى قبيلة قريش التي يزعمون أنها أشرف قبائل العرب وأن محمداً كان من أشرف أفخاذها – بني هاشم – لا وجود لها في كتب التاريخ غير الإسلامية. يقول المؤرخ العراقي جواد علي (ولم نعثر حتى الآن على اسم قريش أهل مكة في نص جاهلي. كذلك لم نعثر عليه أو على اسم مقارب له في كتب اليونان أو اللاتين أو قدماء السريان ممن عاشوا- قبل الإسلام. فليس في امكاننا ذكر زمن جاهلي نقول أننا عثرنا فيه على اسم قريش، وانها كانت معروفة يومئذ فيه. (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 2، ص 406).

المراجع:
(25) http://www.al-eman.com/الكتب/سيرة%20ابن%20هشام%20المسمى%20بـ%20«السيرة%20النبوية»%20**/i109&n24&p1
(26) Dan, Gibson, Quranic Geography, p 296-298



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منابع الإسلام - الفصل الأول- مكة ومكانتها التاريخية 2
- الفصل الأول: مكة ومكانتها التاريخية 1
- منابع الإسلام من العراق للشام - الحلقة الأولى
- النجاشي وتاريخ الإسلام المزيف
- الأحرف المبهمة في بداية السور القرآنية
- بدا المسلمون يخجلون من قرآنهم
- التناقضات في حياة قثم بن عبد اللات
- حقوق الطفل في الإسلام
- قثم بن عبد اللات وداء الصرع
- وأد العقل المسلم
- القرآن وتاريخ مصر والسودان
- الله صنم يستدعيه محمد وقت الحاجة
- القرآن يناطح التاريخ 4
- القرآن يناطح التاريخ 3
- القرآن يناطح التاريخ 2
- القرآن يناطح التاريخ
- القرآن وعملية الإنزال
- ابن تيمية وجناية المتطرفين
- إله القرآن يتخبط ولا يوفي بوعده
- دون كيهوتي في القاهرة


المزيد.....




- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - منابع الإسلام - الفصل الأول - مكة ومكانتها التاريخية 3