أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نيرمين ماجد البورنو - أشباهك الأربعون














المزيد.....

أشباهك الأربعون


نيرمين ماجد البورنو

الحوار المتمدن-العدد: 6258 - 2019 / 6 / 12 - 14:45
المحور: المجتمع المدني
    


د. نيرمين ماجد البورنو
كبرنا وتعلمنا من الأقوال والأمثال الكثير ؛ ومن بين الأمثال الدارجة "يخلق من الشبه أربعين " فهل تمعنا بالقول جيدا وصدقنا بانه بالفعل يوجد فقط أشخاص منسوخه من أشكالنا في الحياة الدنيا ؛ أم لم نبالي ونفكر مرة بالبحث عن واحدة من شبيهاتنا الأربعين ؛ لا أحد يستطيع أن ينكر بأن الحياة أوجدت لنا أشباه ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا من البشر فربما قد تكون قصيدة أو نصاً أو أغنية أو اقتباساً أو وردة في ربيع هذا العمر أو عطراً أو فيلماً , أو الهام من سطر راق لك وبدا يشبهك جداً ؛ فتتخيل نفسك أحد أبطال القصص والروايات ؛ هنا تجد الكاتب جذبك بطريقة دفعتك لتقتني الكتاب فبالتالي تجده يشبهك في أمر ما ولكنه يترك لك مهمة الاستكشاف أثناء قراءته ؛ تساؤلات كثيرة تجوب في خواطرنا ونسرح فيها ؛ فماذا لو كانوا أشباهك الأربعون ليسوا بشر؟؟؟ وهل أشباهك زادوا عن الأربعون ؟؟؟
فربما أشباهك ليسوا بشر ؛ كصندوق بريد مليء بالرسائل القديمة التي لم يقرأها صاحبها لأنه رحل بعد أن مل انتظارها , وربما ميلانخوليا المطر ؛ وربما سيمفونية ضوء القمر في منزل محترق ؛ وربما هي الأحاسيس التي لا تجد من يعبر عنها من كلمات فتنقضي وتبرد ؛ وربما هي روح خاوية ينخر بها الاكتئاب فما عادت تمسك حلماً ؛ وربما هي صوت الساعة الذي يسمع بوضوح ليلاً أو عند انقطاع الكهرباء أو عند صرخة طفل في وقت الجوع والحرمان , وربما بيانو منسي في بيت قديم ؛ وربما شنطة مغترب تحمل القليل من الثياب والكثير من الاشتياق والحنين ؛ وربما اللغات التي اندثرت ؛ وربما اخر بيت شعر كتبة نزار قباني ؛ وربما أصدقاء الطفولة الذين لا تعرف عنهم شيئا الان ولا تستطيع الوصول اليهم ؛وربما هي لحظة اعتزال لاعبك المفضل ؛ وربما هدف من ركلة حرة في الدقيقة 90 ؛ وربما هي وطن انهكته الحروب وشردت ابناءه ؛ وربما هي الافلات في عز التعلق ؛ وربما هي الشامة التي تعرفت بها الأم على جثة طفلها المفقود ؛ وربما أنين الناي وطائر النورس الذي تخلف عن السرب ؛ وربما هي القشة التي خذلت الغريق ؛ ربما وربما وربما .....
كن أنت وأشباهك الأربعون بلسماً ونوراً يستضاء به فما كسبت القلوب بشي مثل الأخلاق الطيبة واللين في التعامل ؛ والبشاشة في المحيا ؛ والحرارة في السلام ؛ واللطف في العبادة ؛ وكن نسخه طيبة محبوبا أينما حللت ومفقوداً اذا غبت تنشر الألفة والمودة أينما ارتحلت فتجله النفوس تقديراً وحباً واحتراماً , وكن رحيماً مع خلق الله فالكل يكافح في معركة أنت لا تعرف عنها شيئا ؛ وابتعد عن أي أفكار ومعتقدات تبعدك عن الانسانية والرحمة لأنها ليست الا نفايات فكرية عليك التخلص منها ؛وكن مختلفا ولا تخف فالأشخاص الناجحين حققوا انجازاتهم بفضل طريقتهم المختلفة في التفكير لإيجاد الحلول المناسبة وحاول ان تفكر خارج الصندوق ؛ وتوقف عن التقليد الأعمى وإتباع سياسة القطيع فبهذه الطريقة ستصبح أنت من يقود القطيع لان العالم مل من النسخ المكررة ؛ وتخلص من الحزن فما الفائدة من طوله وما الجدوى من استمراره !! وكن لبقاً منفردا في نقدك وابداء ملاحظاتك لأنك لا تعلم ما يعانيه الاخرين ويقاتلون لأجله فربما يصارع الدنيا من أجل علبه دواء لمريض ولرغيف لولد جائع وربما ليعتني بوالديه فيستميت في إسعادهم ؛ هؤلاء يستحقون منا الثناء لا ازدراء ؛ فالكلام أناقة فاختر مفرداتك كما تختار ملابسك وعطرك ؛ وأجعل أشباهك الأربعون يتكاثرون ؛ وكن محسنا وإن لم تلقي إحسانا ؛ يكفيك أن الله يحب المحسنين ؛ وكن أنت العطاء حتى الرمق الأخير.



#نيرمين_ماجد_البورنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شماعة -الدنيا تغيرت- !!!
- كبرت وتعلمت !!!


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نيرمين ماجد البورنو - أشباهك الأربعون