أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الفرفار العياشي - داعش : الهة النار الجدد















المزيد.....

داعش : الهة النار الجدد


الفرفار العياشي
كاتب و استاذ علم الاجتماع جامعة ابن زهر اكادير المغرب

(Elfarfar Elayachi)


الحوار المتمدن-العدد: 6247 - 2019 / 6 / 1 - 17:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


داعش : الهة النار الجدد ؟
انتظار الموت أسوا من الموت نفسه , هذا يصدق على المشهد المأساوي لاعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا داخل قفص حديدي
الأكثر سوءا ليس الإعدام نفسه , وإنما طريقة الإعدام وبشاعتها , والكم الكثيف من العنف والرغبة في التسويق لأكبر كم من الخوف والترويع .
الفعل له رسائله المحمولة مع الحدث ومن خلاله من خلال توظيف تكنولوجي مهني وبجودة عالية .
من يشاهد لحظات الإعدام البطئ و كيف تكون صناعة الموت و تصدير الفزع إلى ملايين الناس فالأمر غريب و مأساوي فعلا ؟؟
طريقة الإعدام شكلت صدمة أخلاقية للجميع , الأمر أنتج الكثير من الانفعالات , والكثير من الإحكام و الحضور المكثف لخطاب الإدانة مع قلة أيدت الفعل .
ما نعيشه اليوم وما نتعايش معه من مشاهد لقتل جماعي , ولمشاهد الموت التي اصبحت طقسا يوميا و حدثا عاديا , جثث الموتى لم تعد لها حرمة على الاقل بالوطن العربي , حيت تنتشر في كل مكان ورائحة الموت و منظر الموت ؟؟؟ انها نتيجة الفوضى الخلاقة وفق توجهات سياسة المحافظين الجد د بالولايات المتحدة الامريكية / النظرية السياسية للمنظر ليو ستروس حيت الفوضى الخلاقة كرؤية امريكية للعالم من اجل تمزيق الشرق الاوسط والتحكم فيه عبر إغراقه بالفوضى ضمانا للتحكم في الموارد والثروات .
فالفوضى والعنف وسائل تحكم لكي تستمر الهيمنة الامريكية عبر تقسيم وتفتيت وبناء دول قطرية أحادية على أساس ديني او عرقي من اجل تغذية الصراع وادامته . الهدف دائما هو التحكم في العالم بواسطة العنف اولا او بوسائط اخرى غير انسانية بالمرة كالتحكم بالخبز , صرح يوما بذلك هنري كنسينجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق سنحكم العالم بالخبز عبر صناعة المجاعات .
هكذا اصبح الموت حدثا طبيعيا نتعايش معه بكل تلقائية دون ان يفقدنا شهية الحياة , لان الناس اكتسبت مناعة مع مشاهد الدمار و الخراب والموت المدفوع الثمن .
لكن أن يتم تسويق الموت بتلك الطريقة المرعبة واللانسانية أمر في غاية السوء والإساءة الى الإنسان قبل الإساءة إلى الإسلام , والإسلام لم يكن يوما دينا للتعذيب وصناعة العنف , وإنما هو دين السلام و السلم وحماية الإنسان / الانسان بنيان الله ملعون من هدمه وفق العقيدة الاسلامية و الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من قال يوما لزوال الكعبة اهون من قتل رجل مسلم .
الإعدام حرقا ابداع عربي جديد يسئ الى حضارة الاسلام وتراث الاسلام و حقيقة الاسلام , هو اساءة الى دين جعل للسيف اخلاقا , وهنا نتذكر حديث خادمتي ابن المقوقس حين دخل عمرو بن العاص فاتحا مصر , طلبت خادمة من صاحبتها الفرار خوفا من سيوف المسلمين , اجابتها الاخرى مطمئنة لا تخافي فلسيوفهم اخلاق , وهو ما يحلينا الى ادب الحرب والقتال في الاسلام ومنها ما نصت عليه الاية الكريمة في سورة الانسان مصداقا لقول الله تعالى : وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا .
حكاية الاعدام حرقا وبغض النظر عن النصوص الدينية والجدل حول شرعية الفعل من عدمه ,فالحدث مفزع يتقاطع مع ابعاد الاسطورة اليونانية بروميثيوس الاله الذي تحدى كبير الالهة زيوس وسرق النار المقدسة ومنحها للانسان الضعيف , فكان عقابه ان علق بين جبلين لتنهش الطيور الجارحة لحمه في عقاب ابدي .
سر غضب زيوس هو ان الالهة هي السلطة الوحيدة التي من حقها ان تملك النار لان النار سلطة و اداة للتحكم في الانسان و السيطرة عليه ومعاقبته في حالة عدم الخضوع والامتثال .
النار هي عنوان القوة و رمز الالوهية في الميتودولوجيا اليونانية .
ان خطيئة بروميثيوس انه سرق سر الالوهية , ومنحها للانسان الضعيف , الامر الذي قد يؤدي الى استقلالية الانسان عن عالم السماء حين يتحرر من الخوف ومن النار, التي كانت مصدر تهديد بيد الالهة لهدا السبب عوقب بروميثيوس اشد عقاب , وان تمنح للانسان النار فمعناه بدلية التحررمن سلطة الالهة ؟؟؟
يبدو ان الحدث الماساوي والمفزع لكيفية اعدام معاد الكساسبة حرقا , يؤشر على تقاطع الخلفيات الذهنيية لسلوك زيوس و داعش , هم يتشابهون ويشتركون في امتلاك نفس المبدأ حيت النار قوة وووسيلة تحكم في العالم السفلي أي عالم الانسان و جعله كائنا عابدا خاضعا لسلطة الالهة ؟؟
انه نفس المنطق الذي تفكر به د اعش باعتبارهم الهة النار الجدد-ان صحت التسمية – على غرار زيوس و الهة الاغريق ,حيت النار وحدها وسيلة للسيطرة ورمز للتفوق و الالوهية اي ان لا تكون انسان , اعدام انسان حرقا بشكل بشع يجعل داعش نظاما غير انساني و هنا يكمن الخلل حين يتخيل البعض انه لا يشبه الناس وانه فوق الناس هنا يتأسس العنف ؟؟؟؟ .
في هذا السياق داعش و امرائها اكثر عقلانية واكثر ادراكا لطبيعة فعلهم الناري والحارق من اجل ارسال رسالة انهم الهة النارالجدد يريدون ان يحكموا العالم عبر العنف والسيف والقتل والكثير من الخراب حيت لا رحمة ولاسلم وولا انسانية / ترسيخ ايديولوجيا النار و الحرق .
بلاشك العالم يعيش نفاقا وحالة من ازدواجية المعايير حين كانوا جينرالات مصر الجدد الدين خاضوا الحرب الرابعة في تاريخ مصر المعاصر, ثلاث هزائم امام الجيش الاسرائلي , و انتصار في الحرب الرابعة لكنه انتصار على الشعب المصري , هو انتصار على الكرامة والشرف العسكري , وهو علامة جبن بلاشك والدليل رقي اله الحرب والحرق السيسي رقي الى رتبة مشير دون ان يطلق صاصة واحدة على العدو لكنه يستمتع بحرق شعبه ؟؟؟؟ انه جنيرال الفنادق وليس الخنادق كما قال نزار قباني في قصيدته المهرولون .
بميدان رابعة مورست اكبرجريمة في تاريخ مصر المعاصر وابشعها و لم يتكلم احد سكت العالم مباركا الا القليل من المتعاطفين انفعاليا وكان رد فعلهم انفعالا لا فعلا , وحين تكلم البعض اعتبر ان الفعل كان وفق المعايير الدولية ؟؟؟
طائرات الاباتشي تدك قطاع غزة و تدفن الاطفال والشبوخ تحت الارض والانقاض صمت الجميع لا سيما اصحاب القرار و مترافعون عن العدالة والحق و الكرامة الانسانية .
فداعش واجنيرالات مصر و حكام تل ابيب ينتمون جميعا الى تقافة النار, وحكم العالم بالنار و اشعال الحرائق من اجل الحكم, ولو على حساب الاخرين وتدميرهم . وهو ما يذكرنا بحكايات قبائل البوتلاتش بامريكا الشمالية وكندا حيت الحرق وسيلة للسلطة ومن يحرق اكثر يكون حائز السلطة والحاكم وهي الدراسة التي انجزها فرانز بواس و عمقها الانتربولوجي الفرنسي مارسيل موس .
التاريخ يحتفظ بحكايات اكثر بؤسا : نيرون الذي احرق روما لاشعال سيجارة وجانكيز خان والقتل المعارضين حرقا وهم احياء و هولاكو والكثير من طغاة النار والدم و حكام الموت عبر اشاعة ثقافة الرعب .
بغض النظر عن طبيعة الحدث و اسبابه وان الطيار كان في وضع المعتدي حيت شارك في عدوان هدمت فيه منازل وقتل فيه شيوخ واطفال وهو ما يستحق القتل والمعاملة بالمثل بالاحتكام والتي بررت الفعل بالاحتكام الى فتوي ابن تيمية, كما ان الفعل وجد من يتجاوب معه من المحدثين الجدد حين اعتبر من معاد لم يكن في طائرته يوزع الشكولاطا على الابرياء وانما كان يسلط عليهم النار؟
الغريب ان دعاة داعش اعتبروا فعل الاعدام حرقا , هو فعل شرعي وديموقراطي في الوقت ذاته , حين عرضوا على منتسبيهم تصويتا حول طريقة القصاص , و الاغلبية صوتت للاعدام حرقا ,بذلك تكون داعش نظاما ديموقراطيا حقيقيا يحتكم الى صناديق الاقتراع لاتخاد قرارات النار والحرق و الابادة, اليست الديموقرلطية صناديق اقتراع كما يريدها البعض ان تكون , حيت زجاجية لضمان النزاهة والشفافية فداعش شفافة وديموقراطية لانه احتكمت الى ديموقراطية التصويت والاحتكام الى الاغلبية ؟؟؟ وفي نفس الوقت تستند لتبرير حكمها بالعودة الى الاصول النظرية لفقه ابن تيمية ؟
واقعة ديموقراطية داعش تذكرني بقصة قاطع طريق الذي اراد ان يقتل رجلا مسكينا فكبر وهلل وبسمل ؟؟؟
انها قمة البؤس , الديموقراطية ليست لعبة ولا صندوقا زجاجيا انها ثقافة احترام الاخر و التعايش معه
يبدو اند اعش وجدت للتنفيذ وليس التفكير و تطبييق شرع الله و البحث عن صناعة الحياة والامل , انها تنفذ بدقة ما طلب منها غزوات على متن الهامر و تصوير احترافي و تفكير بائد مفارقات لا تلتقي وان التقت انتجت حالة اسثناء والة دمار مغلفة بغطاء ديني يتغذى للاسف على التخلف والاستبداد وضياع الحقوق و نهب الثروات والفساد بالوطن العربي ؟
ان داعش تعيش الماضي في الحاضر لا تمت بصلة للواقع انها حالة من الشيزوفرينيا حيت تريد شرعنة افعالها بالاحتكام الى الشرع والامامة والخلافة , و في نفس الوقت بالاحتكام الى الديموقراطية انها منطق من يملك راسين ولا يفكر .
يبدو ان الرسالة وصلت داعش او الهة النار الجدد تنفذ سياسة الاخرين من اجل تنفيذ شرق اوسط جديد عبر استراتيجية الفوضى وهو ما اكدته هيلاري كلينتون في مذكراتها غير ام القضاء على داعش لا يكون بالنار و لكن باحترام الانسان في الوطن العربي ودمقرطة انظمة الحكم و تحقيق العدالة الاجتماعية و اعادة الاعتبار للمواطن وللصوت المواطن غير ذلك فالامر يشكل توفير البيئة الحاضنة لكل اشكال التطرف والعنف .



#الفرفار_العياشي (هاشتاغ)       Elfarfar_Elayachi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاك بيرك : من اجل فك العزلة عن الاسلام
- الهوية الافتراضية و الاقامة خارج الذات
- عودة المقدس : التدين في زمن العولمة
- التدين الشعبي و بناء الهوية الدينية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الفرفار العياشي - داعش : الهة النار الجدد