يوميات الثورة السودانية.. الحل في البل (٢٠)

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني
(Ahmed Mousa Gerae)

الحوار المتمدن-العدد: 6232 - 2019 / 5 / 17 - 21:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

قوات الدعم السريع في ميزان الثور
لا يختلف سودانيان أن قوات الدعم السريع صنيعة إنقاذية صنعتها الإنقاذ لنفسها لتكون جاهزة دوما لحسم ما يُطلب منها بصورة سريعة، لذلك تخلقت هذه القوات بأخلاق الإنقاذ فشاركتها في "سفالاتها" وانحطاطها، وباسمها ارتكبت أبشع الفظائع والجرائم ضد المدنيين العزل في دارفور وكردفان وأجزاء متفرقة من سودان الكيزان. وبسبب الإنقاذ أيضا أزهقت أرواح أبنائنا في اليمن في حرب "لا أزرق لهم فيها ولا أحمر" سوى ريالات آل سعود التي تعود على الإنقاذ بالنفع والخير الوفير.
وعليه لا يستطيع أي سوداني له ضمير أن يغض الطرف عن انتهاكات الدعم السريع، أو يتحفظ عليها لأن في ذلك خيانة لتلك الدماء التي سالت بسبب هذه القوات "الكارثة".
لا يقبل أي سوداني أن تكون هنالك قوات خارج مؤسسات الدولة الرسمية "الجيش، والشرطة، والأمن" كوضع قوات الدعم السريع التي باتت تقوم بمهام ليس من حقها القيام بها تحت أي زريعة كانت أو ظرف. ولا يمكن أن نتصور وجود قوات لها مصادر تمويل مستقلة عن القنوات الرسمية للدولة، وأنها تمتلك من السلاح ما يتفوق على الجيش نفسه. بالتأكيد وجود قوات بهذا الشكل سوف يتعارض مع تحقيق العدالة والتحول الديمقراطي، وربما تهديد الدولة مستقبلا.
قوات الدعم السريع والثورة:
بالطبع ليس هنالك خلافا في أن قوات الدعم السريع قد انحازت وبشكل كامل وصريح للثورة وصارت جزءا من إحدى مراحلها، لأن الثورة عمل جمعي تراكمي لكل ثائر فيه دور محدد يؤديه في مرحلة معينة من عمر الثورة.
لذلك يجب على من يتفاعلون مع الشأن السوداني الثوري أن ينظروا بعين الانصاف والتجرد إلى هذه القوات ويحفظون لها دورها في صناعة التغيير، ويتركون مآخذها ومساؤئها وانتهاكاتها وفظائعها إلى عناية القضاء السوداني فهو الوحيد صاحب الحكم في الإدانة أو البراءة. ونحن علينا ألا نقوم بعمل المحاكم فنصدر الأحكام نيابة عنها.
ويجب علينا أيضا أن نُدرك أن قوى الثورة المضادة ودولتها العميقة وكتائب ظلها وكيزانها الذين يتحركون وينتشرون في كل الشوارع والأزقة ان من مصلحتهم القضاء التام على كل من شارك في ثورة (ديسمبر – أبريل) المجيدة وعلى رأسهم "ثوار الاعتصام"، وابعاد الدعم السريع عن المشهد الثوري بكل تفاصيله حتى تكون الفرصة مواتية وسانحة للإنقاذ أن تقوم بانقلابها الذي بات وشيكا إذا لم نفوت عليها هذه الفرصة.
كثيرون يطالبون الآن بحل قوات الدعم السريع، أو إخراجهم من الخرطوم إلى "الفيافي" و "الخلا" وأطراف المدن. لكن هذا الكلام لا يُعقل ومن المستحيل تنفيذه في الوقت الحالي، إذ لا يمكن أن "نحل" قوات قوامها ما بين (30 إلى 40) ألفا يمتلكون المال والسلاح والعلاقات الخارجية.
لذلك من الأصوب استصحاب هذه القوات في عملية البناء خلال الفترة الانتقالية، ولما تأتي الحكومة المنتخبة من قبل الشعب تفعل ما تُريد بها. وفي كل الأحوال ليس واردا تسريحها أوحلها وإنما دمجها في المؤسسة العسكرية.
وإلى أن تحين تلك اللحظة علينا ألا "نتحرش" بقوات الدعم السريع ونصعد ضدها "القيل والقال" والتطرف والاقصائية. أو أن نحاول شيطنتها.

(لابد من فعل ثوري يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي)

#أحمد_موسى_قريعي (هاشتاغ)       Ahmed_Mousa_Gerae#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات