أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم قمودي - ذكرى انتصاب الحماية الفرنسية في تونس: ما أشبه اليوم بالأمس














المزيد.....

ذكرى انتصاب الحماية الفرنسية في تونس: ما أشبه اليوم بالأمس


كريم قمودي

الحوار المتمدن-العدد: 6227 - 2019 / 5 / 12 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في التاريخ و الحاضر = ما أشبه اليوم بالأمس !

في مثل هذا اليوم 12 ماي 1881 تم في باردو التوقيع على " معاهدة " الحماية في عهد الصادق باي آنذاك
وكانت بداية وضع تونس تحت تصرف فرنسا في الشؤون المالية والسياسية و الخارجية.
في استعادة هذا الحدث الذي يُعتبر وصمة عار في تاريخنا الوطني عبرة عندما نعود الى الأسباب التي أدت آنذاك الى انتصاب الحماية الفرنساوية (و ليس مجاله: أنظر كتب التاريخ المدلسة في بعض أبوابها)، وهي باختصار بلوغ المديونية التونسية الخارجية أكثر مما تتحمله طاقة الاقتصاد، و انجر عن ذلك عجز الدولة على تسديد ديونها تجاه فرنسا، وتحت هذه التعلة تم الاتفاق و امضاء المعاهذة

اليوم تعاني تونس من نفس المشاكل حيث بلغت ديونها أكثر من طاقتها على التسديد ( شهريا بين 4 و 5 مليارات أو 70% من الناتج المحلي)،
وحيث أن تعافي الاقتصاد التونسي حتى يُحدث معجزة العصر يشبه المستحيل في الظروف الراهنة لأسباب تعود من جهة الى عقلية المواطن التونسي ( الاضرابات، المطالبة بالزيادات في الأجور، التضخم المالي : ارتفاع الأسعار،) و قلة الوعي الى حد الآن وكان على كل مواطن أن يساهم أكثر في الانتاجية و يضحي أكثر من أجل إنقاذ البلاد، و منها بالتأكيد عدم قدرة الحكومات المتتالية على اتخاذ التدابير اللازمة واعتماد وسائل واستراتيجيات للحد من النزيف الاقتصادي، و بالطبع أدى ذلك الى العجز في إدارة الدولة حيث تكلف بها في عهد الترويكا وزراء وموظفون ساميون لا تجربة لهم والأمر أن العديد منهم قبع في السجون عدة سنوات بقطع النظر عن الاسباب، فخرج بعقلية المُنتقم والغازي للأخذ بالثأر له ولأتباعه وابتزاز السلطة الموكولة له على البلاد وكان حريا رسكلتهم ذهنيا و تأهيلهم عقليا ونفسانيا للحكم أولا ، كما ساهم الارهاب الذي زرعوه في البلاد تأسيسا للخلافة الوهمية أيما مساهمة في تردي الأوضاع الاقتصادية، حيث أهم ركائز الاقتصلد هي التصدير والسياحة و الحرص على توازن ميزاني الواردات و الصادرات...
إن الركود القائم حاليا سوف يتواصل بدون شك خاصة بعد افلاس آلاف الشركات الصغرى والمتوسطة في قطاعات عديدة مثل صناعة الالمنيوم و الخشب و النسيج والأحذية والسياحة و الطيران المدني وغيرها من المؤسسات الوطنية ( الدولة كانت تملك 50% من أسهم تونيزيانا المصادرة ، فاستولت عليها قطر تحت اسم أوريدو)، و هكذا عند افلاسها تتمكن الدول الأجنبية و خاصة منها دول الخليج التي تُقرض تونس بنسب فوائد أعلى بكثير مما تتعامل به معنا اليابان أو الاتحاد الأوروبي، و هكذا تباع تونس شبرا شبرا للأجانب و جاءت حكومة الشاهد التي رفعت شعار " الوقوف لتونس" ومحاربة الفساد لكن تبين أن القصد هو توقيف البلاد وتفشي الفساد والاحتكار وتقهقر الانتاجية الى حد الصفر مثل قطاع الفسفاط ( خسارة 1 مليار دولار يوميا )الذي تعطل عمدا لصالح بعض الفاسدين مثل النائب لطفي علي.
وتغاضت الدولة عن التهرب الجبائي و واصلت سياسة الضرائب التقديرية على أغلب اصحاب الأعمال الحرة ونتج عن التهريب أن الاقتصاد الموازي الذي لا تتحكم فيه الدولة يقدر بحوالي 55% من الاقتصاد الوطني وأدى الشلل الاقتصادي تحت حكومة يوسف الشاهد الى مديونية فظيعة فأصبحت البنوك العالمية و المُقرضون بموجبه يتحكمون في سياسة الدولة وفرض شروطهم التي تسببت في حلقة مفرغة لن تخرج منها تونس على مدى عقود وهكذا لم نفقد فقط سيادتنا من جديد بل تعمم الفقر والخصاصة ( عشر المواطنين يعيشون تحت خط الفقر و 20% يعانون من البطالة ) وعرفت تونس في اللسنتين الاخرتين جميع أنواع الكوارث مثل انعدام الأدوية والاخطاء الطبية الفادحة واختفاء المواد الغذاية الأساسية كالحليب و السكر و الزيت بل وحتى حالات وبائية في المستشفيات حيث حالة التجهيزات في المستشفيات لا تنبؤ بخير..
على خلفية كل هذا، تسعى جهات " وطنية: الى تأزيم الوضع أكثر، و تعمل أحيانا مع جهات أجنبية لتحقيق مشروع أخطر باستعمال استراتيجية و ميكانزمات التقويض القديمة الماكيفيلية و منها تفقير المواطن والتشجيع على هجرة الكفاءات التي تحتاجها البلاد من مهندسين وأطباء الخ... و من أخطر الظواهر التي تتزامن في الخفاء مع الارهاب وانهيار الاقتصاد قيام النعرات العرقية ين العروش و القبائل و انفجار قنبلة " القومية الامازيغية " ( البربر) المُرتقب حيث بدأت نيرانه تتأجج من الزنتان في ليبيا حتى تطاوين والجزائر و المغرب، و ما نشرته سابقا حول هذا الخطر يساند ما أريد التحذير منه...
فلنصحو قليلا ولنعتبر بهذا اليوم حتى وان لم تخصص له وسائل الاعلام حيزا !



#كريم_قمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليد الخفية وراء ضربات فرنسا
- هل تحولت الجامعة العربية من ضمير العروبة الى نادي للخصيان ؟


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم قمودي - ذكرى انتصاب الحماية الفرنسية في تونس: ما أشبه اليوم بالأمس