أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الكريم بولعيون - أوراق في الاستشراق















المزيد.....



أوراق في الاستشراق


عبد الكريم بولعيون
(Abdelkarim Boulaayoun)


الحوار المتمدن-العدد: 6203 - 2019 / 4 / 17 - 15:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


سنحاول في هذه الأوراق إلقاء الضوء على موضوع "الاستشراق" نظرا لأهميته البالغة في الساحة الفكرية و الثقافية ، مبرزين خصوصية هذا المفهوم و تاريخه و مجالاته ،و كذا المنهج المتبع لتناول قضاياه ، مرورا بإثارة قضية "التفوق العرقي" الذي تنطلق منه أغلب الدراسات الاستشراقية ، وانتهاء بالتعرف على مدارسه ،مولين الاهتمام للمدرسة الاسبانية.
أولا : تقديم المفهوم وتاريخه و مجالاته .
المفهوم :
ظهر مفهوم الاستشراق orientalism في اللغتين الانجليزية و اللغة الفرنسية في أواسط القرن الثامن عشر و تبنته الاكاديمية الفرنسية سنة 1838م. هذه الكلمة- الاستشراق- لم تذكر في المعاجم القديمة لذلك فهي حديثة العهد، عرّفها أحمد رضا قائلا :" استشرق: طلب علوم الشرق ولغاتهم يقال لمن يعنى بذلك من علماء الفرنجة".
إن الاستشراق عموما يُعنى بدراسة الحضارات الشرقية ، كحضارة الصين والهند و الفرس، لكنه يولّي اهتماما بالغا بالحضارة الاسلامية بصفة خاصة، وذلك لما عرفته المنطقة الاسلامية من احتكاك مباشر و غير مباشر مع الحضارة الغربية عبر التاريخ و ذلك منذ بعثة رسالة الإسلام. يُعرّف المفكر الفلسطيني ادوارد سعيد ،المستشرق ، كلّ من يعمل بالتدريس أو الكتابة أو إجراء البحوث في موضوعات خاصة بالشرق، سواء كان ذلك في مجال الأنتربولولجيا أي علم الانسان ، أو علم الاجتماع ، أو التاريخ ، أو فقه اللغة، وسواء كان ذلك يتّصل بجوانب الشرق العامة أو الخاصة، لذلك فالمستشرق، تعبيرأطلقه الغربيون على أنفسهم، أي على كل من حاول دراسة الشرق، كشعب و لغة وتاريخ و حضارة و فلسفة وآداب و دين، أي كل مايتعلق بالجوانب المادية و المعنوية في الحضارة الشرقية عموما و الحضارة الاسلامية على وجه الخصوص. إنه علم يختص به فقط الغربي (الأوروبي و الأمريكي)، أما الشرقي، فلا يسمى مستشرقا و لو تمكن من فنون هذا العلم تمكنا يتفوق به على الغربي.إنه نوع من التفاهم مع الشرق بأسلوب قائم على المكانة الخاصة التي يشغلها هذا الشرق في الخبرة الأوروبية الغربية.
التاريخ:
يمكن القول أن البدايات الأولى في الكتابات الإستشراقية المتمثلة في تلك الدراسات التي اهتمت بالعربية والاسلام عموما ، ترجع حسب البعض الى السنوات الأولى من الإسلام، مع كتابات يوحنا الدمشقي اللاهوتي المسيحي الذي قدّم الاسلام على أنه هرطقة مسيحية ، كما أنه ليس سوى ابتكار من رجل اسمه محمد ﷺ-- بدافع مصلحي محض؛ و في سنة 1143م تُرجم القرآن الكريم إلى اللغة اللاتينية ،تحت اشراف أحد الرهبان كرئيس لدير كلوني؛ ثم كانت البداية الحقيقية المنظمة سنة 1312م بقرار من المجمع الكنسي في فيينا و ذلك لموافقتها على تدريس اللغات الشرقية في بعض الجامعات الأوروبية المختلفة .لتتوالى إنشاء كراسي جديدة في القرن السادس عشر و السابع عشر في مختلف أنحاء أوروبا. وعرف القرن التاسع عشر و القرن العشرين سيولا جارفة من الأبحاث و الأعمال، خصوصا التي عرفتها الولايات المتحدة الامريكية و التي أصبحت قوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية، و كانت هذه الأبحاث عموما من أجل مواجهة قوتين متناميتين، و هما الشيوعية و الاسلام ، فأقدمت على دراسات جادة من خلال عملية لا يستهان بها بجمع كل المطبوعات المهمة حول الشرق و ذلك من أجل حماية أمنها القومي.
مما سبق يتبين أن ميدان البحث في الاستشراق ارتبط منذ البداية و تربى في أحضان الكنيسة، مما يعني بالضرورةو دون مواربة أن المعركة ستتخذ شكل معركة دينية دفاعية عن كل تهديد يلحق بالدين المسيحي، و في نفس الوقت تسويق صور مشوهة عن الاسلام ورسوله و نصوصه الدينية وحتى علمائه .كما سيستغل هذا العلم في مرحلة لاحقة لاعتبارات استعمارية ، تُمكّن القوى الامبريالية من معرفة حقيقة البلدان الشرقية معرفة مادية و فكرية لكسب معركة الاحتلال عبر معرفة مدى قوتها المادية و المعنوية ،و بالتالي تمزيق أواصرها الروحية و تفتيت مواقعها الجغرافية بإحياء النعرات القومية و اللغوية ،ليتم الاستحواذ على أهم ثرواتها الطبيعية دون مقاومة.كما ستستمرعلى الرغم من خروج الاحتلال من اراضيها أو حصول على استقلال مزعوم لاستمرار التبعية الاقتصادية للقوى المستعمِرة التي حرصت على اجتثاث كل مجهود داخلي يريد أن يتحرر من قبضة هذه القوى المتسلطة.
و هذا لا يعني انتفاء وجود جهود علمية مقتدرة لعبت دورا مهما في تطوير الدراسات العربية و الاسلامية جديرة بالاحترام لقربها من الموضوعية في البحث و الدراسة ،و ذلك بتحقيق و نشر بعض المخطوطات النادرة و التعريف بها ، وتقريب الاسلام و ثقافته للغربيين عموما بترجمة أهم امهات الكتب العربية من أجل الاطلاع عليها مباشرة بدل الانطلاق من أحكام و تأويلات المتربصين بالاسلام من قبل بعض الخصوم من المستشرقين، هذا دون أن ننسى المجهودات الغربية التي اهتمت بالمنهج ذاته الذي ينبغي اتباعه تصحيحا لمسارالاستشراق نفسه.
المجالات :الدين و الفلسفة والاداب...
من النادر جدا أن نجد مستشرقا واحدا لم يدلي برأيه في الدين الاسلامي مدحا و إشادة أو قدحا و هجوا. هكذا يكون الدّين بمصادره المتنوعة محل نظر عميق و بحث مستفيظ منذ أن عرفت الدراسات الاستشراقية النور. لقد أخذ القران الكريم أكبر اهتمام من البحث و الدراسة في تاريخ الاستشراق ، ليعرف أول ترجمة الى اللغة اللاتينية سنة 1143م في دير كلوني ، لتتوالى الترجمات المتنوعة الى مختلف اللغات الاجنبية منذ ذلك الوقت حتى الى حدود عصرنا الحاضر . كما تعددت الدراسات التي اتخذت من القرءان الكريم موضوعا لأطروحاتها ، بدء من التشكيك في مصدره و أصالته ، وذلك من أجل النيل من قيمته المقدسة التي يستمدها من الوحي المنّزل على الرسول ﷺ-- ،مرورا بالتشكيك في سلامته اللغوية محاولة للضرب في فصاحته و بلاغته وأسلوبه و انتهاء بإثارة الشبهات حول كيفية جمعه بهدف الطعن في مصداقية تواتره. كما أن السنّة النبوية الشريفة هي الأخرى نالت قسطا وافرا من الدراسات الاستشراقية حيث كانت محط جدل عبر إثارة مجموعة من المغالطات حولها سواء تعلق الأمر بحجيتها، أو الهجوم على الأحاديث النبوية من خلال نقد متنها وسندها أو التشكيك في رُواتها ، وكذا إثارة قضايا ذات علاقة بالأحكام التشريعية و ذلك بنقدها من الداخل ، كقضية الزواج و الطلاق و الميراث و الحجاب وغيرها من القضايا .كما حضيت سيرته ﷺ-- بالكثير من الأبحاث حول سيرته و صدقية نبوته و كيفية تلقيه للوحي و قصص زواجه و جهاده...كما أن الاهتمام بالفلسفة العلوم و العلوم العقلية و الطبيعية التي برع فيها المسلمون بلغ ذروته ، حيث انشغل المستشرقون بها أيّما انشغال، بغية النيل من قيمة العقل العربي و الإسلامي، على اعتبار أن ما وصلت إليه العبقرية الاسلامية ليست سوى ترجمة منقحة لأفكار اليونان و خليط من الاراء أعادت صياغتها لتُسلّمه على طبق من ذهب لأهله من الغربيين الأوروبيين؛أو بهدف ابراز تلك القيمة الايجابية المضافة و العبقرية الفذة التي أبانت عنها كتابات و مخطوطات كبارعلماءنا المسلمين في جلّ الميادين المعرفية كالفلسفة والمنطق و الرياضيات و الطب و الفلك و الكيمياء.و ما يقال عن العلوم العقلية ، يَصدق كذلك على ما تزخر به الساحة الأدبية من إنتاجات و إبداعات، فنجد من يشيد بتلك الكفاءات و الأقلام النجيبة على اعتبار أنها ابداعات أصيلة لأصحابها ، وأخرى ستجعلها مجّردة من كل عمق و أصالة ، وإنما فقط منقولة ومستوردة.

ثانيا :" المنهج الموضوعي " في الكتابات الاستشراقية .
يكتب أحد كبار المستشرقين الإسبان المعاصرين يُدعى Rafael Ramó--n Guerrero في مقالة تحت عنوان " الدراسات الفلسفية العربية بإسبانيا" ما مفاده ،أنّه منذ الفتح الاسلامي تكونت نظرتين حول الإسلام و ثقافته عند الأوروبيين، أثّرت على جميع مناحي التفكير و الإشتغال ؛ التصور الأول ،نظرة عامّية ترى في الإسلام رمز الخوف والدّمار والشيطنة والبربريّة ،مادام رسوله يخالف تصور المسيحيين حول شخصية و مكانة المسيح ، و من ثم تجذّر في تصورهم اعتبار المسلمين زنادقة و وثنيين ، والتصور الثاني ، مؤداه أن للحضارة الإسلامية مساهمة فعّالة خصوصا في مجال الفلسفة و العلم و الفن و الآداب ، أفادت و أثمرت تقدما فكريا وعلميا عظيما في أوروبا الحديثة . غير أن تلك الصورة الأولى هي الغالبة كما يجزم بذلك " رامون " وهي التي مازالت تثير إشكالات راهنة. في حين يؤكد من وجهة نظره الخاصة ،على أن لا أحد من المؤرخين يشكّكون في أن العناصر المشكلة للحضارة الغربية المعاصرة لم تكن يونانية ولا رومانية و لا مسيحية فحسب ،بل ساهمت فيها أيضا و بقدر كبير الثقافة اليهودية و الإسلام على وجه الخصوص . ليضيف قائلا ، أن ظهور أشكال من العقلانية في النصوص العربية المترجمة الى اللاتينية و القشتالية في شتى المعارف العلمية و الفلسفية و الدينية و الأدبية ، كان وراءه تشجيع و تحفيز على دراستها من طرف الدومينيكان و الفرنسيسكان حتى يتّم استخدامها كأدوات لمحاربة الإسلام بالوسائل السلمية.
من خلال هذا النص المهمّ لهذا المستشرق ، يتبن أهمية هذا الموضوع الذي نحن بصدد تناوله ، مقاربة حركة فكرية و علمية استنفذت طاقة هائلة من مخزونها الكبير من أجل التنقيب و دراسة الحضارات الشرقية عموما و الإسلامية على وجه الخصوص.ففي مثل هذه المواضيع يتداخل ما هو موضوعي و ذاتي ، ما هو تاريخي و راهني ، ما هو فكري و مادي.
ينطلق هذا المفكر الاسباني من أبعاد تاريخية ساهمت في تشكيل صورة حول ذات حضارية منافسة لها ، استدعى ذلك تجنيد ترسانة فكرية تقوم عليها ، حسب قوله ،هيآت دينية لتشرف على دراسات و بحوث كبيرة الأهمية للنيل من مصداقية هذه الحضارة التي تعتبر خصما لها ؛ و محاولة منه إعادة بعض الأمور إلى نصابها و إنصاف الحضارة الإسلامية ، حرص على الاضطلاع بمهمة علميّة ذات بعدين ، انصبت من جهة على تعريه هذا الغلط الواقع فيه أولئك المتحاملون ،و من جهة ثانية ، إظهار مزايا الحضارة الاسلامية علميّا و ابراز مدى مساهمتها في التقدم الحاصل لأوروبا. إن هذه البحوث عموما سواء المجحفة منها أو المنصفة تدخل ضمن مادة تسمى ب "الإستشراق ".
لذلك في البداية لا بد من الإشادة من باب الموضوعية و الاعتراف بالجميل لكلّ دارس يبتغي الحقيقة من وراء أبحاثه و مجهوده العلمي ، ولكلّ من أنكر ذاته و وضع جانبا تلك المذهبية المنغلقة وانتمائه الإثني و العرقي و القومي ليكون مراده و غاية أعماله "الحقيقة" ،خدمة لكل مشروع إنساني ، متعاليا عن كل غائية مسبقة تفرض عليه التحايل في تحميل الحقائق التاريخية ما لا تطيقه، إما بتجاهلها أو تحريفها عن معناها ، من تصوير مشوّه لحضارات قدّمت ما في إمكاناتها لتساهم في البناء الحضاري و الانساني.
إن كل معرفة تاريخية تقترب من الدقّة العلمية تحتاج إلى نوع من الصرامة المنهجية و كبح ما أمكن من جماح الذاتية رغم صعوبة المهمّة. فصحيح أن عملية إزاحة تمركز الذات حول ذاتها، و التجرد من علو "الأنا" ، هي عملية ضرورية لتحقيق الموضوعية ، تكون بالفعل أكثر صعوبة في الحالة التي يكون فيه الموضوع المدروس هو الذات الدّارسة ،كما يقول بياجي ، بمعنى أن الباحث سيجعل من ذاته الحضارية و تراثه الفكري موضوعا لبحثه الأكاديمي ، لذلك يصعب عليه التجرّد من القيم التي اكتسبها عبر انتمائه الديني و الثقافي و التاريخي ، نظرا لما يكون لديه من مواقف دفاعية حول كل ما يمسّ تلك الذات الحضارية المنتمي إليها .
ليس هذا فقط ،بل تكون في نفس الوقت "الموضوعية" المرجاة من البحث على صحن ساخن عندما يتعلق الموضوع المدروس بذلك الآخر المختلف عنّا و المنافس لنا حضاريا ، لأن كل نقاش حول الغير المختلف يؤثر ،بلا مرية ،في قيمتي الذاتية نفسها و يمسّها بشكل من الأشكال ؛ فمن الممكن أن يكون كل انتقاص من شأن الغير و الاستخفاف به ،إشارة غير مباشرة إلى سموّ الذات و علوّها ، و العكس صحيح.
و في ذات السياق ، عبّر المستشرق الألماني المعاصر " رودت بارت" عن كون الّدراسات الإستشراقية عليها أن لا تسعى الى نوايا جانبية غير صافية ، بل إلى محاولة البحث عن الحقيقة الخالصة؛ تلك الحقيقة التي لا يمكن الاقتراب منها إلا بالاعتماد على منهج النقدي التاريخي ، سواء على الإسلام وتاريخه وعلى المؤلفات العربية التي يتم الاشتغال عليها، و على نفس المنهج و المعيار،يؤكد دائما "بارت" ، ينبغي الخوض في تاريخ الفكر عند الغرب وعلى المصادر المدوّنة لعالمه . يضيف كذالك، " نحن معشر المستشرقين ، عندما نقوم اليوم بدراسات في العلوم العربية والعلوم الاسلامية لا نقوم بها قطّ لكي نبرهن على ضعة العالم العربي و الاسلامي ،بل على العكس ،نحن نبرهن على تقديرنا الخاص للعالم الذي يمثله الاسلام ، ومظاهره المختلفة،والذي عبّر عنه الأدب العربي كتابة ، ونحن بطبيعة الحال لا نأخذ كل شيء ترويه المصادر على عواهنه دون أن نعمل فيه النظر". و هذا ما يعني من خلال كلامه ان الكثير من الكتابات الاستشراقية لم تتسم بالرصانة العلمية الواجبة، و بدلا من ذلك ،و انطلاقا من مواقع انتماءات ثقافية و عقدية حادت عن الحق و عن الدراسة الموضوعية و مالت إلى التربّص بكل انجاز و مساهمة علمية و فكرية ، وليس هدفهم في ذلك هو سوى تجريد العقل المسلم من كل اسهام و إبداع علمي وتشويه الاسلام ونبيّه المرسل ،فالرسول ﷺ-- بالنسبة إليهم ليس إلاّ رجلا أراد أن يصنع مجدا بذكائه، كما أن الإسلام ليس إلا مزيجا من اليهودية و المسيحية، و الشريعة مجرّد قانون روماني معرّب، و علماء الإسلام و فلاسفتهم هم فقط حفظة للفكر اليوناني و نقلة لتراثه العلمي و الفلسفي المعجز، حافظوا عليه نزرا من الزّمن ثم أعادوه لأصحابه الغربيين المتفوقين .
مما سبق تبين أن هذا البحث تراوح بين منصف يحاول أن يعالج الشرق عموما وحضارة الاسلام خصوصا دينا و علما و فلسفة بناء على مناهج علمية قد تكون في حد ذاتها قابلة للنقد و الفحص ، لكن تبقى مؤهلة لاعتبار أصحابها يستحقون الامتنان على ما بذلوه من مجهودات قيمة لتحقيق و نشر بعض المخطوطات النادرة و التعريف بها ، و بالتالي تقريب الاسلام و ثقافته للغربيين دون تربص ؛ وبين متربص ينطلق من تأويلات مجحفة و قراءات مشوهة في الاسلام و حضارته من قبل بعض المتحاملين من هؤلاء المستشرقين .
ثالثا: إشكالية التفوق العرقي في الكتايات الاستشراقية .
هناك كثير من الدراسات التاريخية لمجموعة من المستشرقين ( رينار و خوتييه ... ) تركّز على أطروحة التفوق العرقي ، والتي تنطلق من اعتبار العرق الأوروبي عموما هو العرق الوحيد القادر على الابداع العلمي و الثقافي ،أما ما دونه كالشرقي مثلا أو بالخصوص العربي غير قادر تماما على ذلك . إن هذه النظرة الاستعلائية تنطلق من المركزية الغربية التي ترى أن ذاتها القومية هي القوية والمتفوقة حضاريا ،و أن ذلك الاخر المغاير كيفما كان نوعه و شكله يعتبر من الأطراف و الهوامش، و اللّذين لا يُعوّل عليهم من أجل إقامة صرح حضاري متميز. إن الحضارة الاسلامية بناء على هذه الاطروحة الإستشراقية ،يُمكن إجمال قوامها في الروح الاستبدادية و العنف و القتل ، مقابل ما تمثّله الحضارة الغربية من حرية وعقلانية و تسامح ، كما تعيش على أدران الشبقية و الشهوانية ، مقابل ما تتسم بها من عفة و كبح جماح الشهوة عند نظيرتها النصرانية الغربية .
إن هذا لا يعني سوى أن الكثير من الكتابات الإستشراقية لم تتسم بالنزاهة العلمية الواجبة و التجرد الأخلاقي اللاّزم ، و بدلا من ذلك ،و انطلاقا من مواقع انتماءات ثقافية و عقدية حادت عن كل حياد موضوعي و مالت إلى التربص بكل إنجاز و مساهمة علمية و فكرية ، وليس هدفهم في ذلك سوى تجريد العقل المسلم من كل اسهام و إبداع علمي . فعلماء الإسلام و فلاسفتهم، عند هؤلاء ، هم فقط مجرد حفظة للفكر اليوناني و نقلة لتراثه العلمي و الفلسفي المعجز، حافظوا عليه نزرا من الزمن ثم أعادوه لأصحابه الغربيين المتفوقين.
إن منطق التفوق و الغلبة و النبوغ، عند هؤلاء ، ليس له علاقة بالظروف التاريخية المتراكمة و لا بأسباب سياسية واقتصادية و لا بدواعي موضوعية ،وإنما بعلل ذاتية وبأسباب عرقية وراثية. إن لمثل هذه الدعوى درجة عظيمة من الخطورة ،ليس فقط من أجل تكريس غلبة تاريخية متحيزة للعقل الغربي السامي المتفوق و المتعالي ،ومن ثم ضرب كل اسهامات المسلمين التاريخية العلمية و الفكرية ، و إنما ما يترتب عن ذلك من خطورة أكبر، تتجلى في هدم كل محاولة انطلاق جديدة في العالم العربي والاسلامي ، يستطيع بذلك مواكبة عصرالتقدم العلمي و التكنولوجي الذي أصبح الآن في ملكية يد الغرب . إن هذا التصور يربط قدرات الشعوب الغير الأوروبية و إمكانياتها بخضوعها لحتمية عرقية دونية ،تمنعه من فرض ذاته وتجاوز وضعيته الراهنة العويصة ، و التي يعاني منها ليس إلاّ لعوز في قدراته يمنعه من امتلاك إرادة و سلطة مستقلتين.
إن مثل هذه المواقف لا تستند إلاّ إلى أسس نفسانية مرضية ، تنزع إلى رفض و طمس كل الأشكال الثقافية و الاجتماعية والدينية و الجمالية غير التي تعتنقها الغرب، أو على الأقل اعتبارها صورة مشوهة لنسخة من أصل متعال و سام يحمل توقيعا أوروبيا .
إن نشرمثل هذه المغالطات لا تتعلق بحدث راهن أو مستجد،فمنذ العصور القديمة عبّرت الحضارة الغربية في نموذجها اليوناني عن تميّزها و سموها ،وعلى أن ذلك الغير و المختلف عنها لا يمثّل إلا كائنا متوحّشا و بربريا.هذا ما يحاول أن يفنده الانتربولوجي البلجيكي ليفي ستراوس، مؤكدا على أن كل انتاج فكري غيرغربي يُرمى به خارج الثقافة والأخلاق ،أي في الطبيعة ،و سبب ذلك أنه لا يتوافق مع القواعد التي يعيش في ظلها و يؤمن بها الإنسان الأوروبي .إن هذه القراءة العرقية أو البيولوجية للثقافة تتسم بنوع من الهرطقة العلمية ، حسب ستراوس، لأن التنوع الثقافي و الجمالي والإجتماعي ليس متصلا بأية علاقة سببية بالتنوع الموجود على الصعيد البيولوجي، و إنما تعود لظروف جغرافية و تاريخية و اجتماعية ، و ليس نتيجة لقابليات متميزة متصلة بالتكوين التشريحي أو الفزيولوجي للسود أو للصفر أو البيض .
هي إذن ،تلك الظروف والعوامل التاريخية المتراكمة و المرتبطة بمرحلة معينة سابقة ساهمت في تقدم المعرفة العلمية و العمرانية في المرحلة اللاحقة ،فتمّت عملية إحسان استثمارها بفاعلية اشباعا لضرورات و حاجيات اقتضتها المرحلة عند كل حضارة إنسانية، لتفتح سبل التلاقح و التثاقف و التوافق بين القديم والجديد، من أجل صناعة ملامح حضارة جديدة تأخذ دورها في تاريخ البشرية عن طريق أفكار رجلاتها العظام وانجازاتهم المادية و الأدبية.
يقول جوج سارتون رائد تاريخ العلوم المعاصر البلجيكي الأصل و الأمريكي الجنسية "إن الذين يقفون موقف الإستيحاش و الغلضة تلقاء الشرق، ويذهبون مذهب الغلو الفاحش بما للحضارة الغربية من حسنات ، أشبه بألا يكون العلم قد دخل في صدورهم.إن أكثرهم إما أن يكونوا على غير فهم له ، وبذلك لا يستحقون ذلك الاستعلاء الذي يفخرون به و يبالغون في الفخر به ، والذي سوف تقضى عليه وشيكا نزواتهم المتضاربة المتعارضة ، إذا ما تركوا أنفسهم وأطلقوا لها العنان."
و من باب الدفاع عن الحقيقة التاريخية يؤكد سارتون على أن بزور العلم بما في ذلك أسلوب التجربة الرياضي، بل بروز كل صور العلم قد جاءت من الشرق، و أن الأمم الشرقية ،أي العربية والاسلامية، هي التي حملت عبء ترتيبها خلال العصور الوسطى ، لذلك لا يكون الأسلوب التجريبي من مستولدات الغرب وحده ، بل من مستولدات الشرق أيضا، حيث الشرق أمه و الغرب أباه، كما يرى، وهو المتضلع في تاريخ الحضارات القديمة أن أساس العلم اليوناني كان بجملته شرقيا ، وأنه مهما يكن من عمق العبقرية اليونانية، فإنه من المحقّق الثابت أنه ما كانت لتشيّد من شيء يبلغ مبلغ الاضافات التي أنجزتها من غير ذلك الأساس .لذلك تبقى الحاجة الى الغير ضرورة تقتضي الاعتراف بما قدّمه و ساهم في بناء معالم الحضارة الانسانية لخدمة نفس هذا النوع الانساني،يقول سارتون دائما : "إنّي على تمام اليقين أن الغرب لا يزال يحتاج إلى الشرق اليوم، بقدر ما يحتاج الشرق للغرب".
إن مشكلة التفكير الغربي المتمثل في مأزق التمركر على الذات ينطلق من مرجعية تعتبرنفسها متسامية ومتعالية عن الغير، فالمشكلة حسب إدريس هاني، ليست فقط في أن الفكر الأروبي ينطلق من مركزيته بما هو ذات في فهم الآخر، إنما من مركزيته كذات تطمح للتفرد، تتحول مسبقاتها إلى إطار مرجعي نهائي ومتعال .
إن في هذا الحكم كثير من الصحة ،ذلك أن الانطلاق من الذات الحضارية (الثقافة والتاريخ و الدين...) للحكم على المغاير معضلة يمكن تجاوزها إذا ما استحضرنا إمكانية تعامله معنا بالمثل وبنفس المنطق ، أي أن ينطلق من ذاته هو كذلك ليحكم علينا ؛ أما الخطورة فتكمن في عدم استحضار هذه الإمكانية في حالة تفرّد ذاتي متطرف يجعل هذه الذات مقدّسة و متعالية يصدر عنها أحكاما نهائية لا تقبل المراجعة و لا العودة الى منطق الاختلاف و احتمال الخطأ .و السبب في ذلك يرقى عن كونه ثقافيا و إنما نفسيّا بالدرجة الأولى ، فأوروبا لم ترث فقط التراث الفلسفي الإغريقي؛ و إنما ورثت معه التراث النفسي الإغريقي أيضا ، أي النزعة التمركزية التي كانت وراء الكثير من الحروب و الصراعات.
رابعا: مدارس الاستشراق: مدرسة الإستشراق الاسباني.
درج كثير من الباحثين على التمييز بين أصناف المستشرقين من حيث انتماءاتهم القومية ، و من ثم تسمية الاستشراق بناء على دول الانتماء . ذلك أن لكل دولة غربية خصوصية و تاريخ وعلاقات تجمعها مع دول الشرق تميزهاعن نظيرتها. وهكذا يتم الحديث عن الاستشراق الفرنسي و الاستشراق البريطاني و الاستشراق الامريكي و الاستشراق الالماني و الاستشراق الاسباني...
إن كان معظم الدارسين لا يميزون كثيرا بين الاستشراق البريطاني و الفرنسي بحكم ارتباطهما بنشأة امبريالية استعمارية في فترة القرن التاسع عشر، حيث وضعت الحكومات الاستعمارية كل امكانياتها لتشجيع الدراسات الاستشراقية حول المستعمرات خدمة لمصالحها ،و ذلك من أجل السيطرة عليها عسكريا و سياسيا و كذلك ثقافيا إضعافا لكل مقاومة فكرية و روحية لهذه الدول المستهدفة ؛ وأن الاستشراق الألماني كان أقل براءة و رصانة لانعدام حضور و تواجد دولة ألمانيا في الشرق، فكانت مجمل أعمال مستشرقيها تقتصر على البحوث العلمية و الدراسات الفكرية الهادفة؛ و أن الاستشراق الامريكي بدأ يعرف حضوره كقوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية لمواجهة قوتين الشيوعية و الاسلام و ذلك لتتم حماية الأمن القومي من كل تهديد خارجي؛ فإن الاستشراق الاسباني الذي نحاول أن نهتم به في هذه الورقة له نوع من الخصوصية تختلف عن النماذج الأخرى إلى حد ما، لما في الأمر من دواعي تاريخية و ثقافية .
لم يرتبط الاستشراق الاسباني بهواجس استعمارية و احتلالية كما حصل مع الفرنسي و الانجليزي ، وذلك لأسباب موضوعية تكمن في غيابه عن التوسع عسكريا في مناطق الشرق العربي ، ذلك لما أولاه من أهمية في السيطرة على مناطق مختلفة من القارة الأمريكية ؛هذا فقط إذا اسثيننا حضوره الاستعماري في شمال غرب افريقيا في بداية القرن العشرين ، لكن على الرغم من ذلك ، تبدو حجم الكتابات عن هذه المنطقة- شمال افريقيا- نادرة جدا.
إن ما يؤهل لإعتبار الاستشراق الاسباني كمادة معرفية مميزة ومهمة ،هو مجموعة من الاعتبارات التاريخية التي عرفتها إسبانيا في داخل أراضيها ،ذلك أن جلّ الأبحاث التي تم القيام بها تناولت شخصيات بارزة ترعرت على أراضيها في وقت من الأوقات تحت ما يسمى ب "الأندلس" ،هكذا تكون معظم الدراسات منكبة على ملامسة الفكر والثقافة العربية و الاسلامية من داخل رقعة الأندلس جغرافيا و تاريخيا ،أي تلك المرحلة الممتدة من الفتح الاسلامي إلى نهاية الحكم الاسلامي في الجزيرة العربية و الاسلامية ،من هنا يأتي عنصر الأهمية لمفهوم التاريخ و الهوية ليعطي نكهة خاصة لهذا النوع من الاستشراق.
إن أهم ما يميز الاستشراق الإسباني المعاصر عن غيره من الأنواع الأخرى ،هو أنه يمارس كل أدوات الفحص العلمي على مواد لرجالات كأمثال ابن رشد و ابن حزم و و ابن باجة و ابن طفيل... والتي تعتبرها اسبانيا المعاصرة جزء لا يتجزء من هويتها التاريخية حتى وإن لم تكن مسيحية ،ذلك أن معظم المستشرقين الاسبان يعتبرون الأندلسيين إسبانا دما، عكس ما تعتبره الأنواع الأخرى من الاستشراق مِن كون هؤلاء الأعلام يُعتبرون خارج انتمائاتهم التاريخية و الثقافية و الهوياتية. لذلك اتسمت هذه الدراسات بالعناية الفائقة بالكتابات و الكتّاب الأندلسيين عكس ما تحفل به الدراسات التي وراءها علماء و فلاسفة من المشرق العربي. إذن هذه الكتابات عموما ، دون شك، ستعرف نوعا من الاحراج و بالتالي خليط من التقابلات لكون أؤلئك العلماء و الفلاسفة الأندلسيين ينتمون إلى نفس الذات الاسبانية ، لكنهم في نفس الوقت يختلفون معها من حيث الدّين .
لذلك ستذهب تأويلات بعض المستشرقين إلى حدود فهم بعض الحقائق من زوايا ملتوية ، حيث يظن البعض منهم أن الفلسفة والعلوم الاسلامية التي برع فيها هؤلاء المسلمين بالأندلس في اعتبارهم غير مجردة من العنصر الغربي ذي الأصل اليوناني ، لما يبدو على كتاباتهم من انفتاح و عقلانية ، لتبرز هنا أطروحة التفوق العرقي الأوروبي ، لذلك فاسهماتهم العلمية لعبت دورا مهما في النهضة الاوروبية الحديثة مما يعني بالضروروة مساهمة اسبانية فعالة في بناء أوروبا المعاصرة. هكذا يختلف تعاطي الاستشراق الاسباني عن غيره ، في كون هذا الأخير لا يجد حرجا في توجيه ترسانته النقدية للمادة العلمية الأندلسية دون حرج ، بنفس الكيفية التي يرسمها على المادة المعرفية ذي الأصل المشرقي.
إن هذا الطرح الذي يمتزج فيه البحث بعاطفة الانتماء ، ليس هو الوحيد الذي تعج به الساحة الفكرية الاسبانية، فهناك من يرفض تماما منح الابداع الاندلسي جنسية اسبانية ، و إنما جعله دخيل على هذه الذات الاسبانية الاوروبية ، بل نزع منه كل سمة علمية تذكر.
يؤكد الدكتور عبد الواحد العسري الخبير المغربي في الاستشراق الاسباني أن ما بين نهاية القرن الخامس و نهاية القرن الثامن عشر كان الرؤى تتسم بالتعصب القوي ضد كل ما يمت بصلة إلى الاسلام والمسلمين، لما واكب هذا التصور حقبة كانت تنهج فيها اسبانيا سياسة التنصير القسري و التطهير العرقي و الدّيني و التهجير الاجباري، بينما مع بداية القرن التاسع عشر التي واكبت تكوّن المدرسة الاستشراقية الاسبانية و الحديثة ،أخذت سمة التعصّب ضد ذلك الماضي تتقهقر لفائدة عقد مصالحة معه وإعادة الإعتبار إليه.
غير أن الصراع واختلاف الرؤى سيظهر جليّا في نموذج لتيارين مختلفين حول الماضي الاسلامي بالاندلس بين منتقص من قيمته و بين ممجد له ، يمثل كل واحد منهما مدرسة في حد ذاته ، وهما تيار "كلاوديو ألبرنوث" و تيار "أميريكو كاسترو" ، حيث يذهب الأول إلى أن هذا الماضي يمثّل كارثة في التاريخ الإسباني عموما ،مما يستدعي منه الحذر و بالتالي استثارة مشاعر الخوف و الرهبة عند الغربيين تجاه الاسلام و المسلمين ؛ أما الثاني فيعتبر أن التاريخ الاسباني الحقيقي بدأ مع دخول الاسلام إلى إسبانيا و يعدّ أهم عنصر من عناصر كينونتها و هويتها.
في خضم هذا الخلاف برز عدد من المستشرقين الإسبان لا يستهان به بدء من القرن التاسع عشر ،كل حسب اهتمامه بميدان من ميادين الدراسات الاستشراقية، و قد استحق كل على حدة اهتماما بالغا من قبل رجلات الفكر ، كما فعل سالم يافوت و عبد الواحد العسري و غيرهم ، لكن يبقى من أكبر رواد هذا الفن الذي استحق عناية كبيرة هو " ميغيل أسين بلاسيوس" و الذي احتل مكانة مرموقة بين زملائه المستشرقين الاسبان و العالميين ،حتى و إن مضى على وفاته 75 سنة - ولد سنة 1871م و توفي سنة م1944- . لقد تزعم " أسين" تأسيس كثير من المجلات المتخصصة في الاستشراق بإسبانيا ، كما عمل إعداد فهرسة لمجموعة من المخطوطات و المكتبات ، و قد أفرغ كل جهده لتأسيس أصول الفكر الفلسفي الاسلامي بالأندلس انطلاقا من تراث ابن مسرّة، و كذا العناية بمخطوطات ابن حزم الأندلسي و مؤلفاته المختلفة و تناولها باهتمام بالغ ، كما ترجم كتابه الفصل في الملل والأهواء و النحل. هذا وقد سالت كتاباته و أبحاثه على نحو ساهم فيه بشكل كبير في إثراء المكتبة الاسبانية و العالمية في ميدان الاستشراق عموما. ويبقى العمل الذي أجراه حول الشعر الملحمي ل"دانتي ألغيري" الإيطالي الذائع الصيت ، تحت ما يسمى ب"الكوميديا الإلهية " العمل الذي أثار زوبعة فكرية و نقاشا حادا حول ما افترضه "أسين" بخصوصه؛ لقد أزال عن العمل الذي يعتز به الأدب الايطالي أصالَته كليّا، بعد ما افترض أن هذا الابداع تم استلهامه من مصادر اسلامية يتعلق الأمر بقصة معراج النبي ﷺ-- إلى سدرة المنتهى و وصفه للجنة و الجحيم.لذلك يبقى هذا الميدان من الاستشراق يحتاج الى كثير من الأبحاث و الدراسات لسبر أغواره و تتبع مساره.

المراجع:
إدوارد سعيد. الاستشراق : المفاهيم الغربية للشرق. ترجمة محمد عنانيز رؤية للنشر و التوزيع . 2006
محمد عبد الواحد العسري . الاسلام في تصورات الاستشراق الاسباني. دار المدار الاسباني . 2015
محمد عبد الله الشرقاوي . الاستشراق و تشكيل نظرة الغرب للإسلام. دار البشير للثقافة و العلوم . 2017.
جون بياجي . ابسمولوجية علوم الانسان ، غاليمار، 1970
محمد حمدي زقزوق . الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري . 1997
ليفي ستروس. العرق و التاريخ. ترجمة علي مولا المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع.1988
أحمد عمار عبد الجليل عبد الخالق . الاستشراق و صناعة الفكر الهدام . دار امنة للنشر و التوزيع . 2016
جورج سارتون . تاريخ العلوم و الانسية الجديدة . ترجمة و تقديم اسماعيل مطهر. 1961
إدريس هاني . العرب و الغرب أية علاقة ..أي رهان؟ دار الاتحاد 1998.



#عبد_الكريم_بولعيون (هاشتاغ)       Abdelkarim_Boulaayoun#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الصليب الأحمر الدولي يؤكد استمرار وجوده في الميدان رغم رغم ا ...
- حذر وتوعد.. تركي الدخيل يقر بارتكابه مخالفات في -السوق المال ...
- إذا هوجمت رفح، لن يكون لدى نتنياهو ما يقدمه في إدارته للحرب ...
- لقطات -لم تُشاهد سابقا- لجسم غامض ظهر في سماء ولايات أمريكية ...
- هنغاريا تحذر دول الناتو وبريطانيا من الغرق في وهم هزيمة روسي ...
- إستونيا تستدعي القائم بالأعمال الروسي بسبب حالات تشويش على ن ...
- القوات الجوفضائية الروسية تتسلم دفعة جديدة من مقاتلات -سو- 3 ...
- تونس.. طعن محام أثناء خروجه من قاعة الجلسة
- كشف وثائق سرية وزواج غير قانوني.. نقل زوجة رئيس الوزراء البا ...
- أزمة أوكرانيا.. ضرب رأس النازية الجديدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الكريم بولعيون - أوراق في الاستشراق