أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الشعب السوداني على طريق النصر رغم المناورات















المزيد.....

الشعب السوداني على طريق النصر رغم المناورات


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6201 - 2019 / 4 / 14 - 13:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ثلاثة عقود من التسلط والتجويع والإرهاب الدموي لحزب المؤتمر الوطني الإسلامي السياسي بقيادة عمر البشير وحفنة من القياديين في هذا الحزب انتفض ثم ثار الشعب السوداني بوعي ومسؤولية وبطريقة سلمية وتسنى له تحقيق الخطوة الأولى على النصر حين فرض على النخبة السودانية العسكرية الحاكمة إزاحة عمر البشير وتنصيب عوض بن عوف نفسه على رئاسة مجلس عسكري وعضوية الوحش رئيس جهاز الأمن السوداني صلاح قوش. كانت هذه المناورة غير ذكية ووقحة من القوى التي ساندت البشير طوال وجوده في السلطة وعلى رأس الحزب الحاكم، وهي محاولة انقلابية على الثورة وليس على النظام السياسي القائم. وقد أدرك الشعب هذه اللعبة القذرة. ولكنها مع ذلك تعتبر خطوة ذات أهمية فائقة باتجاهين مهمين أولهما: إشعار الشعب السوداني الثائر سلمياً بأنه قادر على تحقيق ما يسعى إليه، وعليه مواصلة النضال بنفس الهمة وأكثر، وثانيهما: أن النظام السوداني الإسلامي المتخلف والقوى العسكرية المساندة له قد اهتزت من الأعماق وإنها غير قادرة على الصمود إمام زحف الجماهير وسهرها الليالي أمام مقر القيادة العسكرية ووزارة الدفاع. وقد ارتفع صوت الجماهير مطالباً برفض الانقلاب وتغيير النظام وليس شخص عمر البشير وحده وإبقاء عصابته في السلطة. لم يصمد المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية الثاني بن عوف أمام حركة الجماهير، فحصلت الخطوة الثانية على طريق النصر، استقالة عوض بن عوف، الشخصية الضعيفة والهزيلة والموغلة يديه، كما هو حال أيدي رئيسه البشير وصلاح قوش، بدماء الشعب لسوداني، وتنصيب الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيساً للمجلس العسكري والفريق محمد حمدان دقلو، رئيس قوات الدعم السريع، نائباً له. أقدم الرئيس الجديد على خمس خطوات مهمة، وهي:
1. إلغاء حظر التجوال في السودان وإيقاف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان.
2. محاسبة الفاسدين، كما ستتم محاسبة المسؤولين عن ضحايا الاحتجاجات السودانية الأخيرة
3. إطلاق سراح كل المقبوض عليهم ضمن قانون الطوارئ، وإطلاق سراح كل المحبوسين بسبب الاحتجاجات الأخيرة.
4. تشكيل حكومة مدينة، وتشكيل مجلس عسكري.
5. توفير كل مطالب واحتياجات الشعب، وتهيئة مناخ سياسي سليم.
ولكن هل قامت الثورة السودانية السلمية وأعطت التضحيات الغالية من أجل هذه الأهداف، أم أن هناك أهدافاً أخرى لم يتطرق لها البرهان بشكل ملموس وواضح بحيث لم ترض الثوار في شوارع السودان؟
علينا هنا أن نشير قبل مواصلة ذكر أهداف المنتفضين إلى عدة سمات ميزّت هذه الانتفاضة الشعبية العارمة، وهي:
1. إنها ثورة الشعب الكادح كله، إنها انتفاضة المضطهدين والمظلومين والجياع، إنها انتفاضة الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
2. إنها ثورة الشبيبة السودانية التي ولدت في ظل هذا النظام وعرفت فكر الحزب السلفي المتوحش وأدركت عمق الهوة بينه وبين روح الشباب وتطلعاته.
3. إنها ثورة النساء السودانيات اللواتي عرفن بنضالهن المجيد طيلة عقود وعرفن باستعدادهن للتضحية والسير في صفوف الأمامية.
4. إنها الثورة الحازمة والصارمة التي ترفض المساومة بأنصاف الحلول وتسعى للتغيير الفعلي والحقيقي للنظام السياسي والاجتماعي السوداني.
5. إنها الثورة التي لا ترى في العسكر عدواً لها، ولكنها تدرك ما في العسكر من تناقضات وصراعات وقوى عديدة، وأن البشير لم يكن ليبقى في السلطة 30 عاماً لولا اعتماده على قوى معينة في الجيش والشرطة والأمن الداخلي التي مارست حماية هذا النظام.
6. وأنها الثورة التي ترفض مشاركة كل الذين شاركوا في انقلاب 1989 ودعموا النظام باسم الإسلام السياسي والتطرف في معاقبة الشعب وخنق الصحافة وحرية الرأي أن يجد هؤلاء مكاناً لهم في الحوار السياسي لتشكيل الحكومة المدنية الديمقراطية المنشودة.
7. وهي الثورة التي لا تقودها الأحزاب السياسية التقليدية بل تجمع المهنيين السودانيين من النساء والرجال، مع حقيقة إن بعض الأحزاب السياسية المدنية قد ناضلت وساهمت في تهيئة الأجواء والوعي السياسي للثورة الجارية.
والآن ما هي مطالب المعارضة السودانية المتمثلة بتجمع (قوى إعلان الحرية والتغيير)؟ نشر تجمع المهنيين السودانيين بياناً تضمن مطالب المتظاهرين حال انتهاء خطاب عبد الفتاح البرهان والذي جاء فيه:
النقل الفوري للسلطة إلى حكومة مدنية انتقالية عبر المجلس القيادي لقوى إعلان الحرية والتغيير، وإلغاء أي قرارات تعسفية من قيادات لا تمثل الشعب، والتحفظ على كافة رموز السلطة الماضية من المتورطين في جرائم ضد الشعب". وأضاف البيان: "حتى تنفيذ هذه المطالب كاملة علينا أن نتمسك باعتصامنا (..) وبالإضراب الشامل حتى تنقل السلطة بالكامل لحكومة مدنية انتقالية تعبر عنكم وعن مطالب ثورتكم العظيمة". (أنظر: الخلج أونلاين، ثلاثة مطالب للمعارضة السودانية، 14/04/2019).
ويوم أمس 13/04/2019 تلقت قوى المعارضة اتصالاً من قيادة الجيش السوداني تدعوها لحضور اجتماع مشترك. وافق تجمع قوى الحرية والتغيير على حضور الاجتماع وشُكل وفد من عشرة اشخاص هم: عمر الدقير ومريم المهدي وصديق يوسف وعلي الريح السنهوري ومحمد ناجي الأصم وأحمد ربيع وأيمن خالد والطيب العباسي وحسن عبد العاطي ومدني عباس مدني، وفقاً لبيان التجمع. وأكد البيان إن الحضور والمشاركة في طاولة التفاوض يهدف إلى الوصول إلى "سلطة مدنية انتقالية تنفذ مطالب الثورة"، بعد الإطاحة بعمر البشير الذي كان يحكم منذ عام 1989. ويبدو إن الاجتماع سيتواصل هذا اليوم الأحد في الخرطوم لوضع تفاصيل السلطة المدنية الديمقراطية الانتقالية وبرنامج والمهمات التي يفترض أن تنجز خلال هذه الفترة ومدتها... الخ. إن المشاهد الخارجي، وأنا أحدهم، يراقب المشهد السوداني بإعجاب كبير وفرح عارم وسعادة غامرة وتمنيات بالانتصار الفعلي على أعداء الشعب السوداني وحريته وحياته الديمقراطية، سواء من هم في داخل السودان أم من هم خارجه، والذين يتربصون به ويسعون إلى إجهاض الثورة بمختلف السبل، كما أجهضوا الثورة الشعبية الطليعية في مصر على سبيل المثال لا الحصر وسلموها بيد الإخوان المسلمين، ومن ثم بيد العسكر الذي أعاد حياة المصريين إلى فترة هي أسوأ مما كانت عليه في زمن السادات أو محمد حسني مبارك، بحيث أصبح البعض يترحم على هؤلاء الذين أجرموا بحق الشعب، لأنهم يعيشون أوضاعاً أسوأ بما لا يقاس مع تلك الفترة. لن تكف قوى التآمر المحلي والإقليمي والدولي على العمل ضد مسيرة الثورة في السودان، ولكن لنا الثقة بقدرة الشعب السوداني ووعيه أن يقطع الطريق على هؤلاء ويحقق ما يسعى إليه بدأب وصبر وهمة عالية.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- رؤية حوارية حول وعي المجتمع ودور الدولة العراقية
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- صفعة الشعب التركي لسلطانها المستبد الجديد
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- نظرة في كتاب -الاقتصاد العراقي – الأزمات والتنمية للسيد الدك ...
- هل من علاقة بين ضحايا العبارة وطبيعة النظام السياسي العراقي؟
- هل أخفق تكتل سائرون باختيار عادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء؟
- فنزويلا شوكة ناخزة في عين ترامب وعيون اللبراليين الجدد
- دكتاتور تركيا يعيد ممارسة سياسات السلطنة العثمانية البائدة
- عرش الدكتاتور السوداني في مهب الريح!
- أسئلة مباشرة إلى رئيس وزراء العراق
- السيسي ينصَّب نفسه دكتاتورا مطلقاً على شعب مصر
- الميليشيات الطائفية المسلحة في الحشد الشعبي، المخاطر المحتمل ...
- من أجل تضامن شعوب العالم مع انتفاضة شعب السودان
- هل يمكن لسلطات دولة فاسدة محاربة الفاسدين والمفسدين؟


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الشعب السوداني على طريق النصر رغم المناورات