|
قراءة أولية في نتائج الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6197 - 2019 / 4 / 10 - 11:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قراءة أولية في نتائج الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية بقلم : شاكر فريد حسن أظهرت النتائج شبه النهائية لانتخابات الكنيست الـ 21التي جرت أمس الثلاثاء ، وتخطت نسبة ال69 بالمئة ، على تعادل في عدد المقاعد البرلمانية بين حزبي الليكود بزعامة نتنياهو وأزرق أبيض بقيادة غانتس . وهذا في الواقع انجاز كبير لحزب أزرق أبيض الجديد ، المكون من جنرالات وشخصيات سياسية وعسكرية ، الذي استطاع حصد 35 مقعدًا ، وادخال أول امرأة درزية إلى الكنيست . وفي المقابل هو فوز ونصر كبير لبنيامين نتنياهو شخصيًا أولًا ، ولحزبه ثانيًا . فقد تمكن نتنياهو من النجاح وتقوية حزبه وزيادة مقاعده ، بالرغم من التهم الموجهة له وملفات الفساد التي تحوم حوله وقرار المستشار القضائي بتقديمه للمحاكمة . ويعتبر ذلك انتصارًا جديدًا لحزب الليكود ، ونجاحه في فرض أجندته السياسية والانتخابية في الشارع الاسرائيلي ، وهو الآن المرشح للبدء في عملية تشكيل الحكومة القادمة مع الاحزاب الدينية واليمينية المتطرفة ، وسيعمل على سن قوانين جديدة لحماية نفسه وعائلته . في حين أن حزب العمل مني بهزيمة بل نكسة كبرى وتعرض لضربة قوية بحصوله على 6 مقاعد فقط ، وهذا مؤشر واضح على سقوطه وانهياره وفي طريقه للاختفاء عن الحلبة السياسية اذا لم يجرِ حسابًا للذات ، ويعمل على ترميم بيته ، والقيام بثورة داخلية ، والنهوض من جديد . اما حزب " ميرتس " اليساري ، الذي اختار مرشحيين عربيين في الخماسية الاولى فقد حافظ على قوته وحصل على 4 مقاعد ، واحتفظ العربي ابن كفر قاسم عيساوي فريج بمقعده . فيما مني حزب " بينيت " اليميني بهزيمة ولم ينجح بعبور نسبة الحسم . وبالنسبة للأحزاب العربية فقد تقلص تمثيلها من 13 مقعدًا إلى 10 مقاعد ، حيث حصلت قائمة الجبهة واحمد الطيبي على 6 مقاعد ، والتجمع والاسلامية الجنوبية على 4 مقاعد . وهذه النتيجة تؤكد وتثبت أن الاستطلاعات التي سبقت تشكيل القوائم وغداة تقديمها للجنة الانتخابات المركزية ، بحصول احمد الطيبي ما بين 7- 8 مقاعد ، لم تكن سوى استطلاعات وهمية مدفوعة الاجر، وللابتزاز لا أقل ولا أكثر ، إذ ان القائمتين معًا حصلتا على 6 مقاعد بطلوع الروح كما يقال . وفي الواقع أن القوائم العربية اجتازتا نسبة الحسم ومرحلة الخطر بفعل زيادة نسبة التصويت في الساعات الأخيرة ، بفعل نداءات الاستغاثة والتوسل و" الطنب " من قبل القيادات الحزبية والنشطاء السياسيين ، والتوجه إلى الناس عبر مكبرات الصوت في الشوارع والمساجد للخروج إلى صناديق الاقتراع للتصويت ، وهي المرة الاولى التي يحدث فيها مثل هذا الامر . وقد لاحظنا كيف عاشت هذه الأحزاب حالة من الذعر والهلع والتوتر طوال ساعات النهار ، بأن تكون الكنيست خالية من النواب العرب . وقد أبرزت هذه النتائج قوة كل قائمة من هذه القوائم ، ولعل ذلك يكون عبرة للمستقبل وعدم المزايدات والتبجح بالقوة الانتخابية . وباعتقادي المتواضع أن امتناع الكثيرين عن التصويت وازدياد دعوات الامتناع والمقاطعة ، هو نتيجة الغضب الشعبي وخيبة الامل الكبيرة من أداء هذه الأحزاب ، ونتيجة شق وتفكيك المشتركة ، ما ادى بالتالي إلى خسارة 3 مقاعد وربما أكثر نتيجة زيادة عدد المصوتين الجدد ، ولو حافظت هذه الاحزاب على المشتركة ، ولكن الايغو العالي هو الذي أدى إلى هذه الخسارة في التمثيل ، التي يتحمل المسؤولية عنها قيادات هذه الاحزاب وفي مقدمتهم احمد الطيبي المسؤول الأول عن شق المشتركة . وما من شك أن هذا الامتناع عن التصويت هو رسالة واضحة لهذه الاحزاب العاملة في الشارع العربي ، كي تقوم بمكاشفة حقيقية ومراجعة نقدية ذاتية لأدائها ، ومحاسبة نفسها عن هذا التراجع في التمثيل العربي بالكنيست ، واستخلاص العبر والنتائج ، والاعتراف بالخطأ عن هذا الفشل والاخفاق الكبير ، ولما جرى وحدث من هدم للمشتركة ، ومناكفات ومهاترات حزبية ، وزواج غير طبيعي وغير شرعي بينها ، للحفاظ على مقاعدها ووجودها في الكنيست ، وكذلك دعوة وتوجه للارتقاء بالخطاب السياسي والانتخابي ، ووضع برامج وخطط عمل مستقبلية ، وهو ما افتقدناه خلال الحملة الانتخابية ، والتوقف عن التهجمات ، والتخلص من لغة التخوين وتوزيع شهادات الشرف ، ومن خطاب الترهيب من اليمين الفاشي . فالكل يدرك تمامًا ان سياسة التمييز والقهر القومي والقوانين العنصرية التي تستهدف جماهيرنا العربية ، ليست جديدة ، فهي منذ قيام الدولة العبرية ، وهو نهج متواصل لكل حكومات اسرائيل المتعاقبة. والمؤسسة الصهيونية تعلم قبل غيرها ، أنه لا يمكن لأي قوة أن تقتلعنا من ارضنا ووطننا ، مهما علا صراخ ابواق اليمين العنصري الفاشي ، فهذا وطننا ونحن هنا باقون كالصبار والسريس والزيتون . ومن نافلة القول ، أن شعبنا أثبت أنه عاطفي جدًا، وينسى بسرعة ، وأن القيادات لم تتجرأ بالاعتراف أنها اخطأت بحقه ، ولم نسمع منها بعد صدور النتائج ، سوى كلمات التقدير لهذا الشعب الطيب ، الذي خذلته بالتشرذم وشق وتفكيك المشتركة ، وعلى هذه القيادات أن تخاطب في المستقبل عقل هذا الشعب ، وليس قلبه .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفورية بانتظارك
-
تصريحات نتنياهو ليست شعارات انتخابية فحسب ..!!
-
خلف ظلال روز اليوسف شعبان
-
استقالة بوتفليقة ومستقبل الدولة الجزائرية المنظور ..!
-
قبيل الانتخابات
-
الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري في يافا عروس فلسطين
-
” شاكر فريد حسن ” ناقد متميز مرن التفكير وشاعر منحاز للوطن و
...
-
قمم الخيبات
-
جريمة وضحية جديدة
-
صرخة الأرض
-
في يوم ميلادي
-
أربع سنوات على - عاصفة الحزم -
-
نحو انتخابات الكنيست
-
صرخة غضب
-
اوقفوا العدوان على قطاع غزة ..!
-
لقاء نتنياهو - ترامب
-
الحولان كان وسيبقى ارضًا سورية
-
وغابت شمس الروح
-
إلى المسافر الأبدي الشاعر العراقي زاحم جهاد مطر
-
يا أمي
المزيد.....
-
صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان
...
-
ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
-
مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان -
...
-
روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب
...
-
في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين
...
-
عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب
...
-
هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
-
بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس
...
-
نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع
...
-
لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|