أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم أبوحماد المحامي - اللغة غير البرلمانية















المزيد.....

اللغة غير البرلمانية


إبراهيم أبوحماد المحامي

الحوار المتمدن-العدد: 6168 - 2019 / 3 / 9 - 13:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مجاز بالسياسة والقانون والاقتصاد واللغة العبرية والفرنسية والعبرية.
ماجستير قانون عام
عمان الأردن

تحدد برلمانات بعض الدول قوائم باللغة غير البرلمانية. فمثلاً يبلغ عددها في استراليا 2600كلمة. وعلى الرغم من عدم وجود قائمة عربية باللغة غير البرلمانية. والتي غدت ذراع يلتهم الجسد. (الإهانة البرلمانية). مما اتسع الفاتق على الراتق. بحيث يثير بالنفس تراجيديا النقاشات العامة، المناظرات. المفاوضات. الحوارات. اجتماعات الهيئات العامة والمحاكمات. والمؤتمرات. ولدلالة على أهمية ذلك فإن الأمثلة لا تحصر بهذا المقال. ومنها جلسات مجلس النواب الأردني.
ومن الجدير بالذكر أن مصطلح plenary speech مخصص للجلسات العامة . فالبرلمانية هي التداولية بعينها. وهي من الفعل تداول . والذي يرد في النصوص القانونية والبرلمانية. وتخترق هذه التداولية بالمقاطعة والتداخلات التي تبلغ حد تقاذف ما تطاله اليمين. مما يدلل على البرلمانية غير الناضجة . والتي تؤثر بالسمعة البرلمانية. فلا يمكن إيجاد تشريع جيد ناتج عن عقل تشريعي متوتر.

إن اللغة غير البرلمانية موضوع متداخل التخصصات بين إدارة الاجتماعات، والفلسفة اللغوية،والعلوم الاستعرافية. والقانونية. ويتضح ذلك بمناقشات غريمس وفق مبدأ المحادثة التعاونية. وهابرماس بالفعل التواصلي العقلاني، ونقد العقل الأداتي. والتأدب الخطابي. ونظرية الفيلسوف العربي المغربي طه عبد الرحمن في التصديق.

وبذات الوقت فإن اللغة المحترمة والراقية التي بلغتها المجالس الغربية. تدلل على فجوة في الحوار. ويبدو أن ذلك لم يتأت غربيا إلا بعد ممارسة ومعالجة للمتغيرات السياسية والاقتصادية والتعليمية ...والتربوية. مما أرسى تقاليد برلمانية عز نظيرها في مجتمعات العالم الثالث. ويخلق بالنتيجة ثنائيات الفوضى والنظام والمجتمع المفتوح والمغلق. وفي تجربة البرلمان المغربي الإستثنائية في الوطن العربي يبين استاذ البلاغة الجديدة محمد العمري بأن الدستور المغربي شرع على ضوء نقاش عميق فكريا وزمنيا.

ولذا يرتبط الحجاج البرلماني وفق ما ذكر أوني بيكونن؛ بتكتيكات بلاغية لتجنب الفاظ صريحة مثل كاذب وكذاب. واستعمال مناورات بلاغية لتجنب personal insults . الإهانة الشخصية المباشرة . وحيث أن البلاغة الغربية مرتبطة بالخطابة مثل فن الخطابة لأرسطو. فإن هناك محاولات عربية جادة لربط البلاغة بغير النقد وتحديدا بالحجاج مثل البيان والتبين للجاحظ في النثر القديم و محاولات طه عبدالرحمن. التي اشرنا لها سابقا. ولذا فالبرلمان بالمفهوم الواسع مكان لصنع القرار. ومعيار نجاحه العقل التقريري الهادئ. وممارسة خطاب بلاغي أسلوبي بالدربة والمهارة. على غرار التجربة البرلمانية البريطانية والكندية المثالية.

ويقترح بيكونن مناورات بلاغية بديلة عن القول بالكذب المباشر مثل أن الآراء غير مطابقة للحقيقة. أو أن هناك أخطأ أو نقص في المعلومات. بحيث تعتبر هذه العبارات نافية نية الكذب. وتلميحات شخصية مقبولة. ومن التكتيكات الأخرى وجود نقص في معلومات أو أن طرحها يعوزه الدقة. , والاعتراض على الحجة المنطقية من مقدمات ونتيجة. ولذا يجب أن يتوسع في اللغة البلاغية بالاستعارة والمجاز ومناقشة الحجج والتي تكون مقبولة بشكل عام.
فمثلا كلامك غير صحيح هل يمكن استمرار اعتبارها ذما. ‘ن تناول فلسفة الكذب. وكذب القادة في حرب الخليج رفع عنه الستار. ويبدو أن تناول الكذب أصبح أمرا اعتياديا خاصة في ظل الحرية الأكاديمية. وتكشف الحقائق التاريخية. إلا أنه يستعاض عن هذه الكلمة (الكذب) برلمانيا بوصف الشخص بأنه اقتصادي بالحقيقة. وبأي حال يعتبر ذلك موضوع محير. ومثال ذلك الهجاء في الشعر العربي القديم والأدب الساخر. إذ احتار سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قول الحطيئة.
دع المكارم لا ترحل لبغيتها وأقعد فإنك الطاعم الكاسي.
حتى استشار الصحابي الجليل حسان بن ثابت. والذي وصفه بالهجاء المقذع.

إن التفاصح والبلاغة في العصر الحالي غدت ممقوتة وقد تأتي بمدلولات سلبية وفق المقام والمتلقي والمرسل. إذ يعتبرها البعض تعالي. مما يجعل سؤ الفهم الموقف السيد أو سيد الموقف. ما لم يكن الجميع في ذات المستوى. وتلقوا التدريب والثقافة والتربية المتقاربة. في ظل نقاشات برلمانية تصادمية. واللجوء الى الوقاحة البرلمانية. وعدم الاحترام. والعداء. والتنابز بالالقاب والأسماء. والتعليقات الساخرة. وسوء التفسير. والوغمائية. والفشل في التواصل وعدم التسامح. في عملية ناتجة عن ممارسات ومعتقدات اجتماعية وثقافية. وتحدث عند اختلال ميزان القوة والتوترات العالية بهدف ممارسة القهر وتقويض صورة الهدف وموقفه وسلطته. وتحريك العاطفة تجاه الخصائص النفسية والجسدية والفكرية للخصم.

وبذلك يظهر دور رئيس الجلسة. رئيس البرلمان. القاضي. رئيس المجلس بالفصل في الحقوق في حال صدور لغة غير برلمانية وغير متعلقة بالوظيفة البرلمانية. ويتخذ الإجراءات القانونية. ولذا فإن أهم صفة يستوجب أن يمتاز بها رئيس الحوار هو حياده. وهنا يتبين منع رئيس الجلسة من التصويت. وكذلك وجود هيئة محلفين مما يقضي بالفصل بين الاقتناع بالتجريم. وفرض العقوبة. فالقيسادة تفاعلية تشاركية غير تسلطية. مما يجعل من الديمقراطية التمثيلية غير التشاركية حاضنة لهذه اللغة.
وبالنتيجة يعتبر منهج تحليل الخطاب القانوني هو المنهج القادر على معالجة اللغة غير البرلمانية. مع العلم أن اللغة القانونية لغة صارمة لا تنحاز الا للحجة والدليل. واسقاط أي تلاعب لغوي منحاز. مرتبط بالسلطة أو العنصرية والتهميش.
المراجع.
1- Onni Pekonen . Eduskunta Disputing the ‘(Un)parliamentary Learning Rules of Debate in the Early Finnish . available on line.’:
2- alie.corneli . Unparliamentary Language Insults as Cognitive Forms of Ideological Confrontation Stockholm University, Sweden

3- كادة، ليلى. الاستلزام الحواري في الدرس اللساني الحديث، طه عبد الرحمن أنموذجا متاح على الشابكة العنكبوتية.



#إبراهيم_أبوحماد_المحامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبقرية اليهودية -قراءة أخرى-
- رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية
- هاء السكت
- النقد الثقافي للقانون
- مناهج التفسير الدستوري
- الأنثربولوجيا القانونية
- دستورية الحبس المدني وتقدير العقوبة
- العفو
- فلسفة العفو القانونية
- الخطاب البرلماني الفلسطيني والصهيونية


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم أبوحماد المحامي - اللغة غير البرلمانية