أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب محمد - موريتانيا حكاية أرض ثرية وشعب جائع















المزيد.....

موريتانيا حكاية أرض ثرية وشعب جائع


حبيب محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 07:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر موريتانيا دولة ذات موقع استراتيجي حيث تمثل زاوية الوصل بين شمال وغرب أفريقيا اذ تطل على شاطئ المحيط الأطلسي ، وتحوي عدة مكونات عرقية وفئوية مختلفة وهي مثال نادر للتنوع الثقافي والعرقي ، تصنف موريتانيا من أغنى دول افريقيا من ناحية الموارد المحلية حيث تحظى بثروة سمكية هائلة وشواطئها من أغنى شواطئ العالم بالاسماك ويعود ذلك أساسا لمناخ المنطقة ، حيث تتكاثر في تلك الشواطئ مختلف أنواع الأسماك نتيجة التيارات المناخية المختلفة والتي تتعاقب من فصل لآخر ..
إضافة لذلك تزهر بلادنا بثروة معدنية معتبرة جدا حيث الحديد والنحاس والذهب والجبس والفوسفات ومعادن اخرى وتمثل هذه الكنوز الطبيعية دورا لايستهان به في بنية الاقتصاد المحلي الموريتاني
كما تنعم أرضنا بمناطق خصبة وصالحة للزراعة ولهذا تساهم النشاطات الفلاحية والزراعية بدورها في رفع مؤشر الحركة الاقتصادية خاصة في الأرياف والمناطق الساحلية ومناطق الواحات
وأيضا تعتبر موريتانيا من أهم دول القارة في مايعرف بالثروة الحيوانية حيث أسعار اللحم بأسعار رخيصة جدا مقارنة مع دول الجوار ولهذا أصبح الأجانب يأتون للآستثمار في هذا القطاع كمشروع مستقبلي ومنتج على المدى المتوسط...

أضافة لذلك تتوفر موريتانيا على حقول للغاز الطبيعي والنفط إضافة لآكتشاف آبار نفطية جديدة في مناطق اخرى من الوطن ..
وموريتانيا تعيش وضعا جيوسياسيا مستقرا وتوصف بأنها دولة مميزة في مجال الدبلوماسية حيث العلاقات مع دول الجوار في أحسن حال وهذا من المتوقع ان يكون عامل مهم في إفراز النهضة الصناعية والتجارية ووضع الخطط والبرامج الهادفة التي تستطيع أن تجعلنا في مقدمة الدول ..

من ناحية السياحة هناك مناطق عريقة في موريتانيا مثل المدن القديمة "شنقيط ، تيشيت ، وادان ، ولاته، كومبي صالح ، إضافة لمنطقة "حوض اركين" التي صنفت من طرف منظمة اليونسكو في عام 1989 من التراث العالمي ، إضافة لمناطق أخرى صحراوية وساحلية وجبلية رائعة..
العاصمة السياسية لموريتانيا هي انواكشوط والذي وحده يتكون من ثلاث ولايات "انواكشوط الشمالية، انواكشوط الجنوبية، انواكشوط الغربية "
العاصمة الاقتصادية هي مدينة انواذيبو الجميلة والتي تعرف عند الموريتانيين بعاصمة الشتاء لأنها دوما في حالة برودة كل فصول السنة تقريبا
العاصمة الثقافة لموريتانيا هي مدينة شنقيط العريقة والتي كانت مرتعا للأدباء والشعراء والخطباء والمؤرخين وسفراء لغة الضاد وبها توجد أقدم المخطوطات منذ العصر الوسيط

رغم أن شعب موريتانيا لايتعدى أربعة ملايين نسمة حسب إحصائيات للبنك الدولي في العام الماضي ، وتصل مساحة موريتانيا مليون وثلاثين الف كلم2 ولهذا يطلقون عليها لقب بلاد المليون كيلومتر رغم أن شهرتها هي بلاد المليون شاعر
رغم كل هذه الامتيازات الاقتصادية والثقافية والبيئية والجغرافية لازالت موريتانيا تقبع في ذيل الدول والسبب بسيط ومعروف هو فيروس الفساد الذي أصيبت بها هذه الأرض عندما حكمتها الأنظمة الانتهازية منذ الإطاحة بمؤسس الدولة الحديثة إلى يومنا هذا
ان الحكومات الفاشلة التي نصبت نفسها في هذه الأرض الغنية حولتها إلى حظيرة جدباء حيث أبسط معايير الجودة الحياتية شبه منعدم ، ولكن هل هذه الأنظمة ليست وباء مجاني حل من كوكب الزهرة مثلا !! بل هي مجرد مجرد خلية مجهرية من خلايا مجتمعنا البائس الذي يعلن ولائه لكل من يكلمه بلهجة ناعمة حتى أن كان أكبر قاطع طريق على وجه المعمورة

سبق لي أن تكلمت عن موضوع التعليم في أكثر من مقال ولكني هنا سأمر علية مرور الكرام لكي اشخص الوضع بكل عقلانية ، ولذا أضيف فشل المنظومة التربوية "التقليدية" في صنع الإنسان السوي هو سبب رئيسي في تجرثم الوسط الرمالي لذا أي نظام مستبد هو يستخدم طرق معينة للإبقاء على حكمه عن طريق الدراما الوعظية وعن طريق الهاء الشعب في التفاهات أي خلق صراعات جانبية أو أحداث سطحية لتحويل الشعب إلى أغنام وابقائها ضمن نظام الجماعة وأي خروج سيتصدى له جند الوعظ التقليدي بأسلحتهم المعهودة لأن ذلك هو مصدر رزقهم الوحيد فدورهم بيع تذاكر الذهاب إلى الجنة للشعب مقابل قبول الواقع المأساوي ولهذا تستمر الدكتاتوريات لزمن طويل ...
تلك الوصفة الرديئة التي يقدمها دعاة الإرتزاق الوهمي هي نوع من التشريع للإستبداد وشل ممنهج لحركة الوعي وبناء القدرات الإنسانية، لكن النوعية ستصل في حرب مع الكم لأن الإبداع يخرج من رحم المعاناة وحالة موريتانيا أشبه بطفلة ملاحقة من طرف جيش من الغوغاء سينفجرون من قوة الشهوة لكنها بالمقابل تحاول الفرار لتستريح في حضرة من هم نبلاء في تفكيرهم ولازالت تواصل الركض إلى يومنا هذا ، لهذا انا على يقين أن الحال لن يستمر لأن الشعب أصبحت به كفاءات شابة متمردة على التجهييل ، رافضة للوصاية، حالمة بالأفضل..

لهذا أرى أن أول خطوة لتخليص موريتانيا من حكم ثلة الملفات الملوثة التي سلخت الشعب وبددت ممتلكاته هو أن الشعب ان يعترف الشعب انه هو المسؤول الأول عن واقعه المخزي وهو من سبب تراكم كل هذا الكم المخجل من الانحطاط الفكري والحضاري لذا حين يتوقف الشعب عن تقديس جلاديه وجعلهم عظماء وقادة ، فكل المجرمين الذين أكلوا الأخضر واليابس وضاجعوا الوطن في وضح النهار أصبحوا بين عشية وضحاها رموز وشخصيات وطنية ورجال دولة ...
ان مهمة التغيير لاتعني الدعوة للعنف أو الحراك المسلح، بل الدعوة لنشر الوعي وثقافة السلم واعتلاء محطات النهج الديمقراطي عن طريق الحوار والنقاش والتنازل فموريتانيا ليست ملك لا لجنرال أو برلماني أو قائد قبيلة أو زعيم روحي موريتانيا للجميع ومن حق كل مواطن أن يعيش في كرامة ورفاهية ، لكن مايحصل الآن وماحصل بالفعل هو نوع الالتفاف والتحايل على الشعب الموريتاني عن طريق نهب خيراته وتدعيم ذلك بكائنات طفيلية متخصصة في توزيع الخرافات على عامة الشعب وهكذا يستمر التخبط..
ان الدخول على الخط وقبول بتسوية آنية من طرف المعارضة الراديكالية قد يعزز من فكرة التداول السلمي على السلطة والتي أرى أنها بدأت تضفي بظلالها ولو بشكل جزئي على الساحة الوطنية إلا أني شخصيا أعتبرها مبادرة جبارة لزرع مفاهيم جديدة على مجتمعنا إضافة أنها تعتبر بادرة نوعية من أجل نزع البقع السوداء التي دنست مكانة موريتانيا في مجال الحريات والحقوق المدنية والسياسية، سيقول البعض أن الحكومة الموريتانية يقودها العسكر وهو من رشح عسكري هذا لايخفى على احد ، ونحن لسنا شعب مثالي لننطلق بهذه السرعة ، ونسلم السلطة للمدنيين كما تفعل شعوب حكومات الدول الراقية ، نحن شعب البدو والعقلية الشعبوية لازلنا غير ناضجين علينا التريث ، والسير خطوة خطوة ، حتى يمكننا ارتداء نظارات الواقع ، مثال ذلك ان العسكريين الذين دخلوا السياسية في موريتانيا على الأقل استقلوا من مناصبهم ولو بشكل رمزي واجروا انتخابات صنفت بأنها نزيهة مع تحفظي على ذلك ، لكن الأهم هو أن تكون هناك عدالة اجتماعية وهي الضامن الوحيد لنقل الشعب من وضع النفاق السياسي لأنظمة الفيافي إلى الاستقلالية والاهتمام بالمستقبل..

رغم أن امكانية تحول البلاد إلى فوهة بركان تدمر كل شيئ غير مستبعد أن لم يتم تدارك الوضع ، ولهذا نحن نعرف أن ببكتيريا التملق والنفاق والتطبيل لدى الكائن الموريتاني هي السبب في جهله وتخلفه وقمعه وسرقة قوت يومه، حين يدرك ذلك ستضطر الدولة لإنهاء مهزلة نظام اهل لخيام لقبلي الذي انهك موريتانيا وحولها إلى غابة تعج بالفوضى والجرائم والأمراض النفسية والعضوية وكل أنواع الشذوذ الفكري من التحريض ، للقبح مرورا بالكراهية والعنصرية ، أن هذه المتلازمات الخطيرة لاتنموا إلا في وسط عفن ومليئ بالدود التراثي، فبالتالي على النخبة السياسية الجادة أن تسثمر الفرصة لتعلن إنهاء عصر الجفاف والموت الاقتصادي، وإعادة انعاش للإنسان الموريتاني بالتوعية ثم بالمنطق السياسي المعاصر والتأهيل الفكري ، ثم تنظيف الجهاز الاقتصادي من شوائب الاستغلال والخصخصة وجعله اقتصادا حرا للشعب وإليه ، فدولة مثل موريتانيا شعبها قليل ومكوناته تعيش بسلام وتتمتع بثروات معدنية ونفطية وبحرية وحيوانية وبيئية مكانه القمة لكن هنا تكمن الكارثة ان سر التقدم الذي لم ينتبه له صناع القرار في جمهورية الرمال هو أن الثروة الإنسانية تتعرض للإهمال لذا لاتقدم دون الإنسان حيث العقل النقدي والمحايد والمنتج فمتى يعي الشعب الموريتاني قربه من التقدم ، ومتى تكون الحكومات الموريتانية جادة وتفهم ان، مفتاح القفل السحري يرجع للطرفين مع إمكانية سرعة التطور في حالة تم فرض التقدم من هرم السلطة ، إلا أن الشعب يبقى هو سيد نفسه هذا ان كان شعبا ناضجا وليس قطعان مطيعة.



#حبيب_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكتيريا العبودية
- سوق الكبت في موريتانيا
- موجة تفاهات تحاول اغتيال حلم شاب موريتاني
- انفلونزا النقاب وأمراض أخرى
- هل نحن في دولة أم حظيرة فتاوى! !
- المافيا القبلية والمنطق الطائفي ينسفان قيم الدولة
- هل أضحت موريتانيا بلاد المليون مغتصب ! !
- معركة الكشف قبل الزواج
- فوبيا الحب
- البدو والدراما التركية وأشياء أخرى
- التعليم في عالم الرمال
- شبح المأمورية الثالثة
- ظاهرة السمنة
- وباء الشعوذة


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب محمد - موريتانيا حكاية أرض ثرية وشعب جائع