أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - قصيدة - الله مشدود داخلي من كل أطرافه - للشاعر السعيد عبدالغني















المزيد.....

قصيدة - الله مشدود داخلي من كل أطرافه - للشاعر السعيد عبدالغني


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 6147 - 2019 / 2 / 16 - 01:21
المحور: الادب والفن
    


إنما الوجود معرفة كيفكِ ومتاكِ واينكِ وماكِ وماذاكِ وهلاكِ
وإنما العدم هو العلم بسير صفاتكِ فى صموتي
بافتخار مخافة فى سماوات سري
وإنما البقاء غور فى باطل خفايا استارك
والفناء تهلكة الحبر فى بواحه على طوائف صرخاتك فيّ .
*
خذى ارادتى كلها
وخلصيها من النفي
ومن زنا المعاني مع اللامعاني
ومن ربا المطلق بالاحجية على مدلولات سرابك بى .
*
ليس لدى الا هذه الكائنات المرسومة
المحشورة على بياض رخيص
يترك فيض دموعى
وقدرته
على التكاثر بداخلي
كما هو
فى تفاوتات ازليته المنسلخة من مخيلتي
ليس لدى سوى مخيلتى لادركك بها
هذه الربة الصغيرة
التى تتشبث بركام ابخرة انفاسك فى الوحدة .
*
أكتب لك بصدفة
بدون أبواب
ان اردت اغلقى الصدفة
على هواجس الاصطفاءات الاشارية للجوهر
وان اردت افتحيها
لشخوصى الفقراء المربوطين فى مرافىء
لاوعيي ولاشعوري ،
هل يمكن ان تكون الدمعات
ازميل ينحت
وجهك على شكاية الفوضى
وعلى عري الوردة والسؤال؟ .
*
لا أعرف
هل ساقطع هذه الشطآن التى تفتح راحتيها للمدى الان
ام ساتركها كصبايا
تاكل العتيق من الكيان
والعميق من الناموس
واللامحدود من تجلي المطلق
فى كل أنواع المقيدات؟ .
*
كل هذه الكلمات
لا تعبر عن المعاني واللامعاني
التى بى تجاهك
والجدوات واللاجدوات
والقيم واللاقيم
اللا، لديها تفسخات أيضا .
*
فى عينيّ المشدوهة من السر
المشهود واللامشهود بالرؤية
ذات شمائلها هى الرغبات
الصابئة للنبش فى وجدانك
فى هذا الغامض الكلي البعيد ،
النفس مجاز مريم
وانا ماذا ؟ اغلوطة
لا تسلك الا المقامات المغلولة المغلوبة للشياطين .
*
من ذا الذى يغلق الأبواب عليّ الان مريم ؟
لا أراه ،
من ذا الذى يبتر اجنحتي الخيالة ؟
من يراودني غيركِ فى الثريا
ويهمهم بأسماء المطلقات و امكنة خيام العزلات الشاسعة؟
ابتعد عنها
ليس لدى أوتاد فى اي شىء
سوى فى تشققات الجثث وعفونتها
وفى ادبار العاهرات .
*
تتعقب الايائل الحزينة المذبوحة
خصلات شعركِ
اقتربى مريم
والصدف المتعبة التى اخلقها فى كل كلمة
تخرج من كل فج اليكِ
من كل قراءاتى للنثيرات الكادحة لصمتي
من كل الدروب المثلجة للماليخونيا
وقوافل اللاطمأنينة المتقرحة المتقيحة
هل أخرج لكِ من الفجيعة
ومن تهلكات الخزي
ومن غبار البكاء
وجنازات الابديات الادبية العقيمة
والمطمورات المتوحشة المغطاة بارتجافات الشعر
وغيابات القيامات المختلفة لوجود اليوتوبيا بلقائكِ ؟ .
*
هذه الحروف المتحررة لكِ من بركات التأمل
تحاول أن تلف عنقى
وهى فى المقصلة
لا لتحررنى
بل لتشنقني هي
وابعث فى العدم
وفى فمى كلمة " مريم "
وكلمة أخرى .
*
كل شرح للأول الكلي
هو شرح لكِ
كل شرح للآخر الكلي
هو شرح لكِ
كل وجودى شرح لكِ .
*
أتراجع فى خوف
يدى مليئة بالتهاليل
لقد وجدت خطوة لها فى فراش المدى
لقد وجدت وجدانها في منطقة تأمل بى
لقد فككت شعرها مرة
ونامت مجازاتى على خدها
واتسع جسدى لشرايين حلمها .
*
ادعك شهقاتى
باطياف وجوهك
فوق جداول الكلمات
لعلنى
أجد مدد طريد ضال
لاوركيديا خلقتيها
ونمت فى مقصورة العدم .
*
حلمت بكِ البارحة وذهلت ، كان جسدك عظيما وأنا فى بطنك وجلدك شفاف وانا نائم منطويا فيها وأنت ممسكة بقلم وأنا لدي ورقة ومكتوب على ظهري ، اعطينى القلم فأنا عاري .
*
غفوت قليلا على هذه الأرض
المشدودة من صرتها باصابعك
اومات لكِ كثيرا
بحفنات الضوء والظلام
كلما مشيت إليكِ
ابتعدت
هل هى المتاهة الكبرى
الحبلى بكل الشرر الرهيف للانهائيات ؟
انت كنتِ الوحيدة بها المختمرة باللازمن .
*

غسلت الحجب كلها
قبل أن أكتب لكِ وجودك بى
واوجدت الدثار من اللغة
وكونت عروات الندى من لعاب الانطولوجبا
وفتلت حصائر
ومشيت مساري
وفتحت برازخ
ورتلت مصائر
ووسوست محابر
وقدّرت صلصال .
*
لا تخافى يا شخوصي
الرموز التى كتبتها عنها
سنخلقها ضرائح وجدية عنها
وقلبى المخمور فى نفائس الخراب
سافتقه بشرِ لا يُسائل من نفسي
وغيم الزمن عنها
ساعصبه بالانتحار
وخصوصا انتحار رمادي
المتبقى بعد قهر أعراف الوجود .
*
أين أبحث عنكِ فى الوجود
وأنتِ مختبئة
فى باطن كل حجر
وفى كل تحريض نبات على الخروج
وفى قرابين قايين حبيبي ،
كل شىء يخبئكِ
حتى هذه العاطفة فى الغسق
حتى الرومانتيكية فى سرد القسوة ،
هل تأخرت عن الصدفة
التى خلقتنى
وخلقتها من العدم لكِ ؟
*
البراعم مريم
التى ستنبت من شربها لدمعاتي
وانا أكتب لكِ
ستنمو بها كراهية للوجود
فاقتليهم
واحرقيهم بعد ذلك
وانثريهم فى ساحات ثورة لا فى معبد .
*
لن ينتهى الدرب إليكِ
حتى وان كانت محنة الأطلال مفجعة
أطلال اهتزازاتك فى وجداني
وفى جدرايات مجهولي
وتدبيرك لايمان يحمينى من عراء نكسة الماهية
ونوار المماتات الأحرار فى كفاح مهري الميتم المتيم
من ضروع وجودكِ .
*
اريد ان اصلب على جسدك
ان تنشب بنا مسامير واحدة
ان يسقط دمعى على صدرك ليكون نهرا للحزاني
وان يلتف دمى بدمك
لا ، لا
لا أريدك أن تنتهى
ساصلب على جسد حلمي بكِ
او على لوحة وانتِ كالصليب
سارسمها .
*
هل سيقتلنى شخصكِ الاهل باسفار الغياب
قبرى الذى هو توأم عزلتي
مفتوح لكِ
وعزلتى كذلك ،
من اين خرجتي مريم ؟
من تخوم الجثث الملعونة للشياطين
فى داخل الله
ام من محارب النهايات
التى فى أرجاء تجاذباتى مع الموت ؟
لانى أريد أن اعصى تعاظمات
التعاضد مع أسلاك الرؤية السوداوية
وظلال الخارج
لا ، انتِ لستِ من الخارج
لا يظهر ذلك فى هاويتكِ
انتِ مني
ولكن ما هو مني
هو الوجود كله الكلي المشغول
بترك نفسه فى تجاويف الشعر .
*
تنهال الحيرة السكرانة
من ما ثبّته من جسوم معانيكِ
فى روحى
قومى مريم من ما ناله البدر فى الاختباء
ومن عجاب الترانيم
اتهالك على الخيبة
ونزع الروع
وانخلاع الحتف،
فقط اغمضى عيونكِ
عن علل وقوانين الوجود
واملكى الصدفة السيالة العاصية للاقدار الموروثة للزمن والمكان التى بين ذراعي
خطواتى إليكِ كلها على سندان وعرصات الكلمات
وكل اللجى الداخلية
تتداجى فى بور خريف
هذا الليل كريه
بدأت اساوم الموت
من الآن
على بقائى لغدا .
*
سيجىء اورفيوس يوما
فى قبة بدءنا
وفى عثة الأغنية
لينام على حلمي
ويدلى وجهه على صدركِ
وينقل كلماتنا الصامتة العريانة
بين أوصال عيونه
هل ستاخذى العالقات منهم فى صوفية الغرق
وتلفى بها وجودك
ورجفاتك الساقطة على الورق
ام ستبعديها عن سرادقات دهشاتك
وتملىء عينيك بالعالم الذى ينبذنى؟
انا سآخذ كلماتك المستشزرات
واضمها لتكويني
واجنة رياحك
لارد بها بقية رسائلي إلى السماء .
*
تحركى يا موسيقى تأوهاتي الجنائزية فى التأمل
فى اذناها السرية
لتخرج راكضة فى اللامرئي
وتتلامس مع طيفي الدائم
وهو الغسق
ان اردتِ أن تريني
شاهدى الغسق
وتاملى وهو يسحب السواد من باطني
ويطلى السماء
انا مصدر كل هذا السواد الذى تعرفيه
وبارىء كل ماليخونيا ،
كنت فرحا
فأخذ الوجود ضحكتي
ومزقها
وخلق منها مسخا
يمشى وراء كلماتي ويقتلها .
*
لدى خصومة مع كل قدسي فى الوجود
حتى هذا الزمن الإلهي
وهذا المكان الدهري
كأنى من نسب الغرابة
وذريتي الافولات
افحص هذا العهد المستقيم فى العدم السابق
فاجدني انسى اللغة المنسوجة من الخدر التى هى عين وجودى
وافحص هذا العهد الغيبي فى العدم القادم
فاجدني بدون تقييم من كل جلال منسكب على الصور ،
الله مشدود داخلي
من كل أطرافه .
*
ان محوت وجودى بكِ
وسجنت مقيدي فى يمينكِ
ومطلقي فى يساركِ
ستبتعدى عن عزلتي
المجانية الدخول لكِ فقط
وان اطلقتهم كفديات
لظلمتى بكِ
ستكونى خلاصا بعيدا
عن اي مذبح وداع او لقاء
*
انا منكِ
من لحم روحك المبددة فى الصلوات الهائلة
ومن باطن جسدك الشاكي لكل شفاه الالهه
خائفيّ وطائفيّ من شخوصي
يريدون أن يحرقوا ما كتبته لكِ
والآخرون يريدون أضع عليها دمي
لتكن عزة وجدى الباطلة لكِ .
*
من يخدش هذا الليل وصوته البغيض
وأعشابه المرة
واشباحه
غير من يسكن دخان الشعر
ويقشر الضفاف
ويربط الالفاظ بمرافىء المعاني
ويتناسل فى غوادى الكشف ؟
كشفت لكِ عن وجهى وهو بألف نهاية فى الفلك
لو تريه
ستجدى انسدال الموسيقى ( سأبعثها لكِ )
من الفوضى الاولى
فى نفسك اشراق لبصر الوجود ،
الظلمة طبيعة الكلمة التأملية
والانوثة طبيعة الشاعر .
*

النفاذ بكِ ومعكِ ولكِ ، انه الفناء.
نعم ، وجداني هو وجودي ووجدانك هو وجودك
لا ، نعم ، لن أقول لا ، ثقل الروح فى الجسد ، التحرر هو رؤيتك ، ممكن ، ولكن هذه الرؤية حقيقية ، الوهم هو الموجود فقط ، الحقيقة غير موجودة الا كوهم لأن ابعادك في ليست هى ابعادك في دائما. طفي الشر هو الهنا ، لغتي ثقلت، لا ، لازالت ثقيلة ، الملك للموت وعيونك، اغسل سجون الكيان كلها ، لن أفرح بخلاصك بل ساخشى عدم طيب هو عدمك ووجود يلقفه هو وجودك .كُونى كَوني وجُودى وجودي ، لو قلبت دمعى ودمعك لانقلبنا فى الفراغ ولو حرفت دمعى ودمعك لغضبت مدائن اجفانك، جرة استنزالك فى شرارات الفجر وحيدة ، من تفقد روحى التى تئن كالملح بين دفتي غيب، ادخل إلى اللغة ، لا ، سأعود، إلى أين ، إلى اللااين ، اعرف لن اصل إلى اللغة ولا إلى اللااين، اتخبط ، أشد على تيهى، أطلق من عروق هواجسك، اسأل طبقات النار عن وثنك الماسي ، فى هواي رماد يفتح ساعديه، ينام ، قرأت ملته ، من أنا ؟ .



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة إيروتيكية - المهبل : الهاوية المقدسة الكلية الأولى - ل ...
- قصيدة إيروتيكية بعنوان - مهبلكِ الصريع المصراع -
- قصيدة - نداء إلى لوسيفر - لسكارليت ماكول ترجمة السعيد عبدالغ ...
- تعريف الشعر


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السعيد عبدالغني - قصيدة - الله مشدود داخلي من كل أطرافه - للشاعر السعيد عبدالغني