أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بلمزيان - روايات كنفاني وسحر الكلمة














المزيد.....

روايات كنفاني وسحر الكلمة


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6133 - 2019 / 2 / 2 - 07:47
المحور: الادب والفن
    


لاشك أن تصفح الكتاب وتقليب صفحاته الواحدة تلو أخرى ، بحثا في فهرسه عن ما يشفي غليل المعرفة، من باب البحث حينا أو الفضول خينا آخر، قد يكون قاسما مشتركا لدى العديد من القراء، لكنه أحيانا حينما نفرغ من كتاب أو نشرف على الإنتهاء من قراءته، يجعلنا مربوطين بنوع من الإحساس،وكأن صاحب الكتاب قد ترك فراغا ما ، جعله جسرا غير منتهي سيبقي القاريء متشوقا من خلال وقفته، للتأمل والبحث عن قيمة الكتاب أو المسكوت عنه، متأملا وباحثا بالأساس عن تمثلاته الإجتماعية والثقافية،ولعل هذا النوع من الكتابات تكون ذات مدلول سياسي و وعمق اجتماعي لا يمكن نكرانه، تفرض سلطة رمزية كبيرة على قرائها، وهي إما حديث عن قضايا اجتماعية قد تجد لها مساحة وصيرورة تاريخية في المجتمع بالرغم من الفواصل الزمنية المتباعدة بين ارهاصات تلك الكتابات و زمننا الحاضر. ولعل الأجناس المختلفة من هذه الكتابات قد يتسع مجالها، لكنني أتوقف في هذه المقالة، على كتابات من هذا النوع الذي يجعل القاريء في اعتقادي منجذبا إليها دوما، ويحس وهو يتصفح روايات الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، بأنه سجين لهذا النوع من الكتابات الروائية التي حملت قضايا الإنسان في مختلف تجلياتها في الواقع، ولعلني أتذكر بالمناسبة روايات -عائد الى حيفا -رجال في الشمس- أرض البرتقال الحزين - عن الرجال والبنادق - ما تبقى لكم - أم سعد - الشيء الآخر وغيرها من الروايات التي أبدعها كنفاني بقلم عانى من الترحيل والهجرة بين أقطار عربية كثيرة، منذ سنة 1948، متنقلا بين وطنه السليب الى سوريا ولبنان والكويت ثم لبنان، الى أن اغتيل في لبنان سنة 1972 بتفجير سيارته بإحدى شوارع بيروت، ويتم بذلك إخراس صوت كان يعد بحق صوتا استثنائيا وجريئا، تبنى قضية الشعب وأمن بها ، وكرس قلمه دفاعا عنها ومن خلاله لقضايا شعوب أخرى تعيش نفس الوضعية ، لكن ظنون الأيادي الآثمنة خابت في إخراس الكلمة التي رسمها كنفاني بقلمه وتركها كرصاصات منتصبة في وجه قاتليه، وهي روايات ما تزال تحمل قيمتها الرمزية والتاريخية، حاملة لهم ووقضية ، لا تكف عن المقاومة والدفاع عن نفسها، في زمن أصبح البعض يكتب ليس لغرض غاية نبيلة والدفع بالمياه الآسنة لتتحرك وتعيد أمل الغد المشرق للشعوب المضطهدة، بل لغرض الخوض في تيمات سردية تسيل لعاب قراء بعينهم ومتلهفة وراء الأمكنة المخملية،دون الخوض في هواجس الناس وقلاقلها في الحياة اليومية الملتهبة، وما أكثرها في زمننا الحالي. وقد تفوق كنفاني بحق في المزج ما بين الأدب والإلتزام بقضايا زمنه، ولعل روايته - عائد الى حينما - شكلت بالنسبة لي محفزا على قراءتها ومازلت اتابع دراستي بالسنة الخامسة ثانوي، وتقديم ورقة أمام تلاميذ القسم الذي كنت أتابع دراستي فيه، رغم أن ذات الرواية كانت مقررة للدراسة في قسم الباكالوريا وحينما فرغت من قراءة الورقة التي أعددتها بالمناسبة، أعجب بها الأستاذ الذي كان يدرس لنا الأدب العربي، وكان يحيط مادة الدراسات الأدبية بعناية خاصة ،وتمت مناقشة مضامين تلك الرواية المشوقة على المتابعة، خاصة من زاوية تراكم الأحداث التاريخية وما زخرت به من وقائع شكلت محكا حقيقيا لدرس الهوية الفلسطينية ودورها في الحفاظ على سيرورة الإنسان، ودور القلم في الدفاع عن القيم والتاريخ. وقد تفاعل التلاميذ مع محتويات الرواية، وحفزت الكثيرين على قراءتها رغم أنها كانت مقررة للدراسة للسنتين المقبلتين بالنسبة لمستوانا،وكانت بعض الروايات المشوقة بمثابة حركة دافعة لممارسة القراءة، والبحث عن عناوين معينة بمجرد أن تلوكها الألسن بين أوساط المحيط الذي كنا نعيش في دائرته الضيقة، لكن الواسع والمفتوح على تجارب إنسانية غنية ومتنوعة .



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراخ ليس هو عين الصواب
- شذرات من ذاكرة التجربة الأولى في الكتابة
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 3
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم (2)
- ما أشبه اليوم بالبارحة (!)
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم
- انكسار الحركة التلاميذية بإمزورن واستمرار الذاكرة.*
- الأمازيغية بالمغرب على ضوء دستور 2011


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بلمزيان - روايات كنفاني وسحر الكلمة