أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم علوان الهاشمي - الخصائص التأليفية في الدراما














المزيد.....

الخصائص التأليفية في الدراما


باسم علوان الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 6132 - 2019 / 2 / 1 - 04:11
المحور: الادب والفن
    


الخصائص التأليفية سمات عامة تكَّون بنية النص المسرحي من خلال تعامل الكاتب مع عناصر البناء الدرامي لتنتج في تفاعلها الصورة النهائية التي تميز الكاتب مسرحياً عن غيره . إذ تكتسب الدراما أهمية كبيرة لما لها من علاقة وطيدة ومتلازمة مع حياة الإنسان ، فلم تكن ولادة الدراما إلا تلبية لحاجة ملحة في داخل الإنسان منذ أقدم العصور فرغبته في أثبات وجوده والتعبير عن كيانه ، جعلته يبحث عما يحققها ، فكانت الدراما بشكل عام والمسرح بشكل خاص أهم وسائل الإنسان إلى ذلك وأرقاها لقد كانت الدراما كما دونها كتاب المسرح ألإغريقي في القرن الخامس ق.م بمثابة تنويع لفكر الإغريق الدرامي الذي قطع منذ مولده على عهد هوميروس شوطاً طويلاً لم يتسنى لأي شعب آخر أن يجاريه فيه ، وظلت الدراما ابتكارا إغريقياً خالصاً أنتجته العقلية الإغريقية بما توافرت لها من عوامل لم تتح لأية أمة أخرى في العالم القديم.
وأبان تلك الحقبة الموغلة في القدم وضع ( ارسطو ) الفيلسوف اليوناني الكبير ، الأسس والقواعد والأحكام لذلك الانجاز الإبداعي ، إذ يعد كتابه ( فن الشعر ) أقدم دراسة تنظيرية في مجال الدراما . اذ وضع فيه الأسس العامة والقواعد الأساسية للأدب المسرحي ، فما كان يحاد أو يُزلُ عنها . كانت نظريته تلك والتي سميت بالنظرية الأرسطية ما هي إلا دراسة تحليلية للمنتج الدرامي الإغريقي المتمثل بأعمال هوميروس في الملحمة اسخيلوس وسوفوكلس وبورسيدس في الدراما . فالمنتج الإبداعي الإغريقي كان موجوداً كناتج طبيعي لما وصل إليه الإغريق من رقي حضاري في كافة مجالات الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وما كان كتاب ( ارسطو ) ( فن الشعر ) الذي استطاع ـ دون أي أثر يوناني أخر ـ أن يزاحم في عصره الذهبي الكتاب المقدس من حيث الاهتمام بتحقيقه وطبيعة دراسته ، وتفسيره ، ما كان إلا تحليلاً دقيقاً للمنتج الدرامي الإغريقي ، محدداً من خلاله الخصائص التأليفية للدراما الإغريقية ، والتي هي في الحقيقة خصائص التأليف عند كل شاعر من شعراء الإغريق .
وبما أن الحياة بصورة عامة متغيرة على مر الزمن نتيجة للتغيرات الفكرية والمادية والاجتماعية الناتجة عن تقدم الإنسان وتطوره وبالتالي تغير نظرته إزاء العالم من حوله ، وتأثيره بكل تلك المتغيرات ، أنسحب ذلك على الأدب والفن بصورة عامة والمسرح بصورة خاصة . فبعد أن كانت الخصائص التي حددها ( ارسطو ) قواعد قاسية لا يحاد عنها مثلما تمسك بها الكلاسيكيون واعتبروها قواعد صارمة لا يجب الخروج عنها ذهب غيرهم من كتب المسرح يبحثون عن أشكال جديدة تتلاءم والتغيرات الجديدة فانسحب هذا التغير في الإشكال إلى الخصائص . فظهرت المذاهب المسرحية الجديدة كالرومانسية والواقعية والتعبيرية والرمزية ... الخ . التي تمردت إلى حد ما . وأن لم تخرج عن الإطار العام عن تلك القواعد التي وضعها ( ارسطو ) وكما عمل هو ، عمل غيره ممن تصدوا إلى دراسة هذه الإشكال الجديدة وتحليل واستنباط خصائصها فجعلوا مذاهب ومدارس لها أسسها الفلسفية و منطلقاتها الفكرية وخصائصها الشكلية . كما وذهب الدارسون على أكثر من ذلك ، فقد اجتهد كل من كتاب المسرح في هذه المذاهب ليضع الأسس والخصائص التي ميزته عن غيره من الكتاب .
ومع ازدياد المتغيرات في العالم بشكل كبير نحو التحولات الفكرية والسياسية والاقتصادية حتى أنبرى كتاب المسرح إلى محاولة تحطيم تلك القواعد ، فما كان من الكاتب المسرحي الألماني ( برخت ) إلا أن أعلن الشكل المسرحي الجديد الذي اسماه بالمسرح الملحمي ، أو ما يسمى ( بالمسرح اللاارسطي ) .
إذ عمد إلى كسر القواعد الأرسطية لينتج لنا شكل يتلاءم ودوافع الإنسان الجديد وما يطلبه هذا الواقع .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم علوان الهاشمي - الخصائص التأليفية في الدراما