أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إبراهيم حسين - تبديد أموال التأمينات الإجتماعية فى مصر علانية















المزيد.....

تبديد أموال التأمينات الإجتماعية فى مصر علانية


إبراهيم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1524 - 2006 / 4 / 18 - 12:05
المحور: المجتمع المدني
    


نشرت جريدة الأهرام تصريحا لوزير المالية الدكتور بطرس غالى في الاجتماع الذي عقده مع اتحاد العمال وحضرته عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة عضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم والذى قال فيه : "قانون التأمين الاجتماعى الجديد يعتمد علي تنويع أدوات الادخار،‏ يستهدف وضع نظام تأميني تكميلي‏ يضمن توفير المعاش المناسب لكل مستفيد‏، فضلا عن أنه يستحدث نظاما تأمينيا مجانيا‏، يتم من خلاله صرف معاش مجاني قيمته‏ مائه‏ جنيه لكل مواطن يبلغ الخامسة والستين‏ دون اشتراط سداد أي اشتراكات أو إسهامات مالية‏" ، وأضاف الوزير عضو أمانة السياسات ايضا: "إن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرا في منظومة التأمين الاجتماعي التي تغطي نحو‏90%‏ من القوي العاملة في مصر بنسبة اشتراكاتتصل إلي ‏45% وأنه يجري حاليا صياغة مشروع جديد يستهدف رفع كفاءة صناديق التأمين الخاصة‏ لضمان تحقيق أفضل عائد من خلال إدارة متخصصة‏ وأنه سيتم إنشاء صناديق معاشات خاصة تصرف معاشا خاصا بعد الخروج من الخدمة‏." ، وأكد الوزير أن قانون التأمينات الجديد ، بخلاف قانون النشر الخاص بالصحفيين وقانون السلطة القضائية الخاص بالقضاة ، سيعرض علي التنظيم النقابي قبل التقدم به إلي مجلس الشعب لإقراره.

ذكرنى الخبر بأحداث مشابه حدثت فى الولايات المتحدة منذ عدة شهور قليلة عندما أقترح الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش إدخال تعديلات على نظام الـتأمينات الإجتماعية الأمريكى والذى بدأ العمل به عام 1950. والسبب فى ذلك ، طبقا للرئيس بوش وفريق عمله ، أن نظام التأمينات الحالى لن يستطيع تلبية إحتياجات المحالين على المعاش فى المستقبل. وعدد الرئيس حقائق على الأرض منها أنه فى عام 1950 كان كل 16 عامل يدعم شخص على المعاش مقابل 3,3 فى عام 2005 ، بالإضافة إلى اقتراب المجندين الذين خدموا فى الحرب العالمية الثانية ، أو مايطلق عليهم البيبى بومرز ، من سن التقاعد. وأكد الرئيس على حتمية إصلاحات هيكلية لنظام التأمينات الإجتماعية الأن لضمان عمله فى المستقبل لخدمة الأجيال القادمة.

وتتلخص التعديلات التى أقترحها الرئيس الأمريكى وفريقه فيما يلى : إستحدات أوعية إدخارية جديدة (أسهم وسندات) تستخدم لأستثمار أموال العاملين ، تحويل جزء من الضرائب على الدخل والمقتطعة من الأفراد لهاتيك الأوعية ، إشراف شركات إستثمارية خاصة على هذه الأوعية الإدخارية المستحدثة أو بمعنى آخر إلغاء الإشراف الحكومى الفيدرالى على إستثمار أموال االتأمينات ومنحه لشركات خاصة فى وول ستريت للمضاربة بها فى بورطة الأسهم والسندات.

لم يكتف الرئيس بالتعريض بالفكرة ولكنه ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير فخرج فى جولات تطوف الولايات يتحدث فيها عن الإصلاحات الهيكلية التى يريد إدخالها على نظام التأمينات الإجتماعية فى محاولة للحصول على تأييد الأمريكيين وضم الرأى العام ، الأكثر أهميه ، فى صفه. تناقلت شبكات التلفزة تفاصيل الجولات وخصصت برامج تليفزيونية مشهورة أوقات مطولة لمناقشة اقترحات الرئيس بين فريقين أحدهما مؤيد ، يدافع عن مقترحات الإدارة ، وآخر معارض لها وقامت المراكز البحثية المستقلة بإجراء إستطلاعات لرأى رجل الشارع الذى بالتأكيد سينعم أو يتضرر من التعديلات المزمع اجرائها. كانت النتيجة قاسية وبمثابة فاجعة للإدارة الأمريكية ، الأمر الذى أضطر الرئيس بوش لإلغاء الباقى من جولاته ، بعد أن لقى معارضة ضارية من المواطنين العاديين ، وأنا واحد منهم ، الذين أتهموه بتحويل مدخراتهم لشركات الأموال فى وول ستريت للتربح منها وتخريب نظام تأمينات يعمل بدون مشاكل ولايستدعى تغييرات هيكلية.

هكذا فى قلعة الرأسمالية والشفافية أنتهى مشروع تعديل نظام التأمينات الإجتماعية الأمريكى بهزيمة مذلة للرئيس الأمريكى وإدارته ولكن ماذا يحدث فى المحروسة بلد الرأسمالية بالتبعية والشفافية الضبابية؟ ماهو مصير نظام التأمينات الإجتماعية بعدما أبتلعته وزارة المالية بأكمله وبات تحت عبائتها وتصرفها؟

الدكتور بطرس غالى ، وزير المالية وعضو أمانة سياسات نجل الرئيس ، من أكثر المتحمسين بل المتعصبين لتوجيهات الإصلاحات الأقتصادية الصادرة عن مؤسسات أمريكية. الوزير لم يناقش الأمر مع أصحاب الشأن ، المواطنين ، الذين سيتضررون أو يستفيدون من القانون الجديد وأكتفى بمناقشته بحضور مجموعة منتقاه منها السيد راشد رئيس اتحاد عمال مصر عضو الحزب الوطنى. ولم يوضح لنا الوزير سر إختيار الوصفة السحرية للقانون الجديد والجارى طبخه بطريقة طهى أمريكية ، لم يستسغها المواطن الأمريكى نفسه. كما أنه عجز أن يبين ماهية الضمانات الأكيدة لرؤوس الأموال او نوعية الرقابة على أموال المشتركين فى بلد الشفافية والضبابية فيه وجهان لعملة واحدة ومؤشرات فساده الإدارى على مقياس رختر للفساد تزيد عن 96 بالمائة.

لماذا لايوضح الوزير لماذ تعديل قانون التأمينات وهو يعمل بدون كوارث؟ لماذا لا يقول لنا وزير المالية عضو أمانة السياسات حجم الدور الذى يلعبه نجل الرئيس ، عضو مجلس إدارة شركة إستثمار ، وأصدقائه رجال الأعمال فيما أسماه "إدارة متخصصة" لها مطلق التصرف بالمضاربة بأموال التأمينات الإجتماعية فى البورصة واحتماليه خسارتها بالكامل فى يوم أسود حزين كيوم الثلاثاء المنصرم.

ليعلم جميع العاملين من أطباء ومهندسين وحقوقيين وضباط وإعلاميين وتربويين وموظفين وحرفيين وكادحين يصعب تصنيفهم أن حكومة الرئيس مبارك ونجله على وشك الشروع فى عملية تبديد هى الأكبر فى تاريخ مصر ، هى الأكبر من تبديد عمر أفندى وصيدناوى وممتلكات الشعب فيما عرف فى تاريخنا الحديث باسم الخصخصة. سرقة وإحتيال فشل مخططوها فى تنفيذها فى بلادهم الحرة الديمقراطية فهرعوا لمعمل الفئران المصرى لتنفيذها. من أراد أن يأتى عليه عامه الخامس والستون فلايجد معاشا يقتات منه فليسكت! ومن أراد أن يعيش خريف عمره بكرامة فليحارب تعديلات التأمينات الأجتماعية بكل قواه.

أنا أهيب بالأحرار أمثال سيدة مصر الأولى المستشارة نهى الزينى والشجعان من فصيلة الأستاذ يحيى حسين والأبطال من عينة الكاتب صنع الله إبراهيم والشرفاء من مقام الدبلوماسى يحيى زكريا نجم وأعضاء البرلمان عن الإخوان والمستقلين والشرفاء من الحزب الوطنى وأحزاب المعارضة على إختلاف مشاربهم والنقابيين والكتاب واليساريين بأطيافهم واليبراليين بأجنحتهم وحركة كفاية وأخواتها، أهيب بهم جميعا ، أن يحاربوا سرقة أموال التأمينات .. أموال الكادحين على أرض المحروسة.


إبراهيم حسين
مصريون بلا حدود
www.imbh.net
الولايات المتحدة



#إبراهيم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواطنون وأربعة ريشة
- إرهاب دوت كوم - توصيل المفخخات للمنازل
- الرهان على أمريكا لتغيير الأوضاع فى مصر خسارة أم خسارة؟


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إبراهيم حسين - تبديد أموال التأمينات الإجتماعية فى مصر علانية