وداعا الرفيق المصطفى أكحيري

حميد الهاشمي الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:21
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

إلى الرفيق عبد الوهاب أكحيري
بعد التعازي.
"التاريخ يكتبه المنتصرون"، ككل ما يقال وما يكتب، تجد هذه القولة نسبيتها في كون التاريخ يصنعه الإنسان بنضاله وكفاحه وكده وجده من اجل تحقيق ما يؤمن به ، وتلك كانت الخصلة الأولى للرفيق المصطفى أكحيري.

حين اشتد الصراع داخل "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" استعدادا لما آلت إليه الأوضاع من تحوله إلى حزب للسلطة والآتي أظلم. كنت من السباقين موقعا وموقفا إلى تبني خط النضال الديموقراطي، المناهض للخط الانهزامي من جهة وللخط الانقلابي من جهة أخرى.

وكان أن جمعتنا أول "لجنة وطنية للقطاع الطلابي" والتي انتخبها الطالبات والطلاب المنضوون آنذاك تحت لواء لائحة "رفاق الشهداء"، وليس منظمة "رفاق الشهداء" كما ادعى البعض، لأنه وللحقيقة وللتاريخ لم توجد قط منظمة بهذا الإسم.

وكانت صلابة مواقف وفعل رفيقاتنا ورفاقنا بمراكش تتجسد في تأكيدك الدائم والمستمر "بأننا في مراكش لا نخاف، في نضالنا شيئا...." وتلك كانت الخصلة الثانية للرفيق المصطفى أكحيري.

ولأن التاريخ في نهاية المطاف هو تاريخ الشعوب، فإن محاولة اجتثات القوى المناهضة للاستبداد آنذاك قد باءت بالفشل الدريع، لأن مناضلات ومناضلين من طينتك صمدوا وضحوا وواجهوا داخل زنازن الاستبداد وخارجها كل تلك المحاولات ، والصمود والتضحية خصلة ثالثة للمصطفى أكحيري.

حين التحقت بمهنة المحاماة ، وكان أن انعقد مؤتمر للمحامين المغاربة بأحد أفخم الفنادق بالمغرب، أسرت بشفافيتك المطلقة لأحد الرفاق: " كيف ستكون قرارات مؤتمر ينعقد في هذا الفندق الفخم؟"، وفي نهاية المؤتمر كانت كل القرارات تؤكد على المطالب الديموقراطية للشعب المغربي ضدا على نظام الاستبداد، ومنها التأكيد على مطلب المجلس التأسيسي لصياغة الدستور، وكان أن عدت إلى الرفيق لتبتسم وبتلقائيتك المألوفة "قرارت للكادحين من فندق برجوازي". وتلقائيتك تلك كانت خصلتك الرابعة المطفى أكحيري.

خصالك عديدة، وفقدانك مؤلم، لكن للحياة كما تعلم يارفيقي ناموسها.

عمت مساء ، فلكل زمان ناسه يارفيقي.

#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات