أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - النهج الديمقراطي العمالي - مساهمة المرأة في النضال تحقق نتائج نوعية














المزيد.....

مساهمة المرأة في النضال تحقق نتائج نوعية


النهج الديمقراطي العمالي

الحوار المتمدن-العدد: 6087 - 2018 / 12 / 18 - 00:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



افتتاحية:
تعلمنا مختلف الثورات والانتفاضات عبر العالم، أنه كلما التحقت المرأة بصفوف المحتجين كلما انتقلت الحركة الاحتجاجية من مستوى ضعيف إلى مستوى أقوى وأكبر، وقد تتحول الحركة الاحتجاجية إلى حركة اجتماعية. أما أن تتولى المرأة تفجير حركة احتجاجية أو قيادتها، فإنها قد تتحول إلى انتفاضة أو ثورة تنتقل من المطلب البسيط إلى مطالب متعددة ونوعية.

لماذا يحدث ذلك؟ وهل من سر وراء الظاهرة؟ طبعا وراء الظاهرة حقيقة مادية هي ما يفسر كون المرأة تتوفر على مؤهلات أعمق وأقوى للعب دور تشكيل الوعي في محيطها الصغير ثم الكبير، وإمداد الحركات الاحتجاجية بالوعي والفكر والمبررات السياسية والأخلاقية والاجتماعية لطرح المطالب واكسابها المشروعية التامة. فلتبيان الأسباب العميقة والموضوعية لهذه القدرة الفائقة للمرأة على لعب دورها الطليعي نستعرض حالة المرأة العاملة أو البروليتارية، فإنها إلى جانب ما يتعرض له رفيقها العامل أو البروليتاري، فإنها تتعرض إلى حيف واضطهاد آخر إضافي. فالمرأة العاملة إذ تتعرض إلى الاستغلال المسلط عليها من رب الشركة الرأسمالية، تتعرض أيضا إلى النهب من طرف نفس ذلك الرأسمالي لما تقتني كمستهلكة وسائل العيش وإعادة إنتاج قوة العمل من ملبس ومأوى وتطبيب وتعليم وتغذية؛ إنه ينهب أجرتها التي كدحت طوال اليوم أو الأسبوع أو أشهر؛ بالإضافة إلى هذا الاستغلال والنهب الطبقيين فإنها تتعرض للاضطهاد داخل البيت والمجتمع لكونها امرأة ملزمة بأشغال ووظائف إذا لم تقم بها تعرضت إلى التحقير والتعنيف المادي والنفسي. هذه هي الأسباب الموضوعية التي تجعل من المرأة قوة تثوير العمل وتعميق الوعي إذا ما توفرت لها الشروط الذاتية والتحمت بالقوى المناضلة والتقدمية؛ أما إذا انتفى هذا الشرط فيحدث فعلا أن تتحول المرأة إلى نقيض ذلك وتصبح عدوة نفسها، ويتم توظيفها كما يوظف الكادحون ضد مصالحهم ويصبحون حطبا لحرب يقودها أعداؤهم الطبقيون.

لكون المرأة تخضع للاستغلال والنهب والاضطهاد فهي بالخبرة والتجربة تستطيع أن تدرك أسباب كل هذه الجرائم التي تتعرض لها، وقد يتقدم وعيها خطوات هائلة لما تجد من يساعدها على الفهم العلمي لأسباب هذه الآفات في المجتمع وكيف تواجهها.

في استعراض سريع لتجارب قريبة رأينا المرأة في حركات النضال من أجل السكن اللائق وضد الحكرة كيف كانت في طليعة الكفاح، وكيف ساهمت من موقع متقدم في حراك الريف وجرادة وزاكورة… نفس الدور لعبته المرأة في السيرورة الثورية في تونس وهي من جعل هذه السيرورة تحقق مكتسبات ستساعد الشعب التونسي في نضاله التحرري؛ وفي الأسابيع الأخيرة خرجت أيضا المرأة الفرنسية تقود في العديد من المناطق حركة السترات الصفراء بجرأة ساعدت على تعميق المطالب مما يذكر بالتاريخ المجيد للمرأة الفرنسية في الثورة الفرنسية أو انتفاضة كمونة باريس سنة 1871 حيث ساهمت في الكفاح المسلح وبناء المتاريس.

“كتب ماركس يقول أن النساء لم يشاركن في التصويت العام على الكومونة. وعلى الرغم من ذلك كان الدور الذي اضطلعت به النساء مثيراً للدهشة. ففي الطريق المؤدي إلى مونمارتر ظهرت لويز ميشيل، بطلة الكومونة التي حملت لقب “بانية المتاريس”، وهي تهرول نحو جهة المدافع … مالت المرأة البالغة 41 عاماً نحو رجل مصاب، وهي تسمع واحداً من الجنرالات يقول أن باريس، الآن، في قبضة الجيش الفرنسي، وأن “الرعاع القذرين الذين أخذوا هذا السلاح من المكان الذي يجب أن يكون فيه، سيتلقون درساً قاسياً”.

أدركت لويز جيداً ماذا يعني هذا… المشكلة أنه كان هناك عداء مستحكم ضد أية امرأة تتمتع بأفكار مستقلة. غير أنها تمكنت، رغم ذلك، من كسب مصداقية كبيرة. وكانت قد التحقت بالاتحاد الأممي للرجال العاملين، الذي أسسه ماركس وآخرون. وكان من الصعب أن تنضم إلى تشكيل “ذكوري”، كما هو حال انضمامها الشاق إلى الحرس الوطني!

وعندما سمعت ميشيل ما قاله الجنرال أمرت بقرع أجراس الكنيسة. وفجأة سمع الجنود البؤساء، الذين كانوا لا يزالون يحرسون المدافع، أصوات الناس المقبلين عليهم تتزعمهم لويز ميشيل التي تمكنت من حشد ما يقرب من 200 سيدة، أغلبهن مسلحات بالبنادق باتجاه الجنود الثلاثة آلاف المسلحين.

كتبت ميشيل لاحقاً: “كنا نسير بأسرع ما يمكن، عارفين أن الجيش ينتظرنا هناك. من أجل الحرية كنا نتوقع الموت. كل الناس كانوا هناك، لا أعلم كيف”. أمر الجنرال جنوده ثلاث مرات، لكنهم رفضوا ذلك. وفجأة هتف رقيب: “لابد أن نتمرد”. كان المشهد مهيباً، حيث احتضن الناس الجنود، وتشاركوا زجاجات النبيذ.

وكانت لويز ميشيل تناقش كل من تعرفه بإصرار بالغ: “لابد أن نسير إلى فرساي. هذا هو الوقت المناسب”.

تمكنت لويز مشيل من الفرار من الموت المحقق إثر هزيمة الكومونة، غير أنها لم تكن محظوظة بما فيه الكفاية للإفلات من القمع. فقد نقلت للعمل في المستعمرات، ثم سجنت بعد ذلك عند عودتها إلى فرنسا. لكنها لم تفقد روح التحدي يوماً. وحين كانت على فراش الموت جاءها خبر الثورة الروسية عام 1905، انتفضت من فراشها ورقصت في أرجاء الغرفة، ثم استلقت ثانية وهي تقول: “حسناً، أنا الآن مستعدة للموت”. (مقتطف من مقالة تأملات في ذكرى كمونة باريس / رضا الطاهر).

لذا لما يقول الماركسيون بأن المرأة نصف السماء كما نعتها الصينيون، فهذا يستلزم وجوبا وضعها في صلب التغيير الثوري المنشود ببلادنا إذا أردنا أن يكون هذا التغيير ثوريا حقيقيا.



#النهج_الديمقراطي_العمالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي 09 دجنبر 2018
- اعلان مشترك بين حزب النهج الديمقراطي واليسار الموحد الاسباني ...
- بيان الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي 21 أكتوبر 2018
- بيان المجلس الوطني للنهج الديمقراطي ليوم الأحد 30 شتنبر 2018
- النهج الديمقراطي يدعم الحراكات الشعبية والنضالات الجماهيرية ...
- النهج الديمقراطي يسجل باعتزاز استمرار المقاومة الشعبية لسياس ...
- بيان في الذكرى 48 لتأسيس منظمة إلى الأمام
- لا بديل تنموي حقيقي لدى المخزن
- النهج الديمقراطي يدعو إلى الحفاظ على جذوة النضال الوحدوي متق ...
- الرأسمال يصعد من محاربته للعمل النقابي
- الحرية الفورية لمعتقلي الحراكات الشعبية وكافة المعتقلين السي ...
- بيان الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي الاحد 24 يونيو 2018
- فاتح ماي وحوار تغطية الشمس بالغربال
- بلاغ الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي 02 04 2018
- التقرير المقدم إلى اللجنة الوطنية في دورتها السابعة ل 18 مار ...
- حركة 20 فبراير تلهم الحركات الاجتماعية الناهضة
- النضال والوحدة لصد الهجوم المخزني على الطبقة العاملة والجماه ...
- بنقله سفارة أمريكا للقدس، ترامب يعلن الحرب على فلسطين. فلنعل ...
- انتصار جزئي لحراك الريف ومطالبة بكشف الحقيقة
- المناسبة شرط: عاشت ثورة اكتوبر المجيدة


المزيد.....




- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - النهج الديمقراطي العمالي - مساهمة المرأة في النضال تحقق نتائج نوعية