أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مسرحية بيت الدمية 1879(هنريك ابسن): أدراك واعادة تنظيم السلوك














المزيد.....

مسرحية بيت الدمية 1879(هنريك ابسن): أدراك واعادة تنظيم السلوك


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 6084 - 2018 / 12 / 15 - 12:09
المحور: الادب والفن
    


مسرحية بيت الدمية 1879(هنريك ابسن): أدراك واعادة تنظيم السلوك
بيت الدمية هي مسرحية ذات علاقة كبيرة بالزمن الذي كتبت فيه،فهي مسرحية ذات بعد اجتماعي حول حرية المرأة ودورها الحقيقي في المجتمع،ذات اسلوب سلس وبسيط وحبكة سهلة ليست بحاجة منا الى التوقف طويلا عليها ليتسنى لنا فهمها ولكن علينا التوقف قليلا قبل الخوض غير المطول في الحبكة.
في الحقيقة وكما قلنا أن مسرحية بيت الدمية ذات علاقة كبيرة بالزمن الذي كتبت فيه،أي على ابواب القرن العشرين،في فترة عظمة الرواية والكتاب الخالدين ويعبر ابسن عن تمرد حقيقي لأمرأة من الطبقة المتوسطة تدعى نورا،من خلال مسرحية قائمة على حوار هدفي ولاشك أنه تقريري للوصول اى نهاية شهيرة أقامت الدنيا ولم تقعدها في ذلك الوقت.
نورا تهجر بيت زوجها التي تدعوه ب(بيت الدمية) والدمية المقصود بها هي نفسها التي يحركها رجال من حولها كدمية معدومة الارادة،وبدأت بتفجير هذه الثورة بعد ان قامت بتزوير توقيع للحصول على |أموال لأنقاذ زوجها من مرض،وفي نفس الوقت يتعلق الأمر بأبيها لأنها قامت بتزوير توقيعه للحصول على هذا المال،ومن ثم تقع ضحية ابتزاز (كروجستاد) الذي يطلب منها أن تعيده الى وظيفته في البنك الذي طرده منه زوجها لأنه قام بتزوير توقيع هو ايضا.
تحاول بالحيلة ان تقنع زوجها باعادة كروجستاد الى وظيفته،ولكن هيلمر الزوج يرفض وبعد ان يكتشف يقوم فقط بالتقريع حتى تنقذها صديقتها(ليندا)من هذه الورطة،والذي يفتح باب الثورة النسوية هو شعورها بأنها لم تقم بأي غلطة سوى رغبتها بأنقاذ والدها وزوجها معا.
يعتمد النص على تبييين الصيغة اللغوية والاسلوبية المستخدمة من قبل الرجل اتجاه المرأة،فالرجل لايتسخدم العنف أبدا ضد المرأة،بل يجاربها بكل الكلمات اللطيفة المقنعة لتتحرك المرأة كما يحرك أي شخص دمية بالضبط.
إذا المسرحية لاتحمل أي عنف سواء كان جسديا أو لفظيا اتجاه المرأة،وهو الشيء المألوف في اي مسرحية أو نص تكون اهدافه حقوق المرأة،ولكن الموضوع مختلف هنا مع ابسن،لأن ابسن يبرز موضوع القناعة الفكرية والتحرر والارادة والاعتماد على النفس،وهذا الشيء ربما يجب ان ينسب الى العصر الذي كتبت فيه هذه المسرحية،لأن المرأة في هذا العصر وتقريبا في كل المجتمعات اصبحت تملك حرية الاختيار وحرية الاعتماد على النفس على ان الاستثناء حاصل وموجود.
إذا هنا ابسن لايتحدث عن الاضطهاد خاصة بل يتحدث عن صفة الحيلة والخداع التي هي اساس عقلاني لفكرة الاضطهاد لكي تتحول المرأة تماما منصاعة لأمر الرجل....‘ذا هو اضطهاد مع تغير في الاسلوب...ربما من الحيوانية الى الدبلوماسية،وهذا بحد ذاته يعتبر تقدما-ولو بخطوة واحدة في مسيرة تحرر المرأة.
الشيء غير المألوف هو ان تجابه المرأة بالكلمات فقط،وليس بأي وسيلة أخرى حتى لو كان المفهوم العام للقضية برمتها هو البحث عن الذات أكثر من مفهوم الهجران نفسه،ومما يبدو أن المؤسسة القضائية الاوروبية كانت تعترف للمرأة ببعض الحقوق...هنا من الممكن قراء هذا النص على انه اعادة صياغة سلوك شخصية من قبل الشخصية نفسها...
أي اعادة ادراك الذات-أي ذات وليس المرأة تحديدا-للوصل الى نتيجة ربما كانت غائبة،أو ربما كانت غير غائبة اساسا عن الادراك الفعلي من قبل الشخص نفسه...
فهنا من الممكن ان تعطى المسرحية عنوانا:أدراك واعادة تنظيم السلوك
السلوك من قبل نورا كان غير قهريا،بل نابع من الشخصية نفسها،وهذا بحد ذاته محور مستقل من الممكن دراسته من زواياد عديدة...فمن الممكن ان يكون هذا السلوك سلوكا اجتماعيا مفروضا من قبل المجتمع على المرأة لدرجة التلقائية،ولكن الفرض لايعني ابدا القهر...
المسرحية باختصار تفتح المجال امام خيارات أكثر حرية وغير محسوبة من قبل جهة معينة مثل الرجل أو المرأة،بمعنى أن المسرحية تطلب من المرأة أن تسير نحو الخطوة الثانية....
بلال سمير الصدّر
25/11/2018



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلب الظلام(جوزيف كونراد): حساسية مارلو المفرطة اتجاه ادراك ا ...
- القرين (دوستيوفسكي): عندما يتماهى دوستيوفسكي مع الجنون
- الغرفة(جان بول سارتر): مقدمة الغثيان
- رواية البعث (ليف تولستوي): (وعاد ففكر في ان البعث المعنوي ال ...
- الذباب أو الندم(جان بول سارتر):العود الأبدي للفكر
- سجناء الطونا(جان بول سارتر):محاكمة للفرد نفسه
- فرانز كافكا والمسألة الوجودية:الصراع هم الآخرون
- ماكبث1948(أورسون ويلز):دراسة أدبية
- إمرأة من شنغهاي1947(أورسون ويلز):هكذا بالتأكيد بدأت قصتي...أ ...
- الرجل الثالث1949(من اخراج كارل ريد وتمثيل اورسون ويلز):عودة ...
- آل امبرسون الرائعون1942(أورسون ويلز):عن صدمات اورسون ويلز
- 1000عين للدكتور مابوس:فيلم في غاية الروعة ولكن في نفس الوقت ...
- M1931(فريتر لانغ): فيلم ممتاز متكامل في الحبكة وفي التصميم و ...
- الفيلم الايطالي(عاقبة الحب Consequence Of Love ) :تقاطع الاد ...
- وصية الدكتور مابوس1933(فريتر لانغ):عبقرية اجرامية مبنية على ...
- جملة عن افلام صامتة لفرتر لانغ
- الدكتور مابوس 1922 (فريتر لانغ):سينما حديثة متطورة سابقة لعص ...
- عن عيادة الدكتور كاليغاري1919-1920:مفهوم الفن المضاد
- المصير أو الأضواء الثلاثة 1921(فريتر لانغ):ابداع توظيف فن جد ...
- سيد الظلام فريتر لانغ:الأعمال المبكرة ورحلة الى القمر لجيو م ...


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - مسرحية بيت الدمية 1879(هنريك ابسن): أدراك واعادة تنظيم السلوك