أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم لمباركي - الساعة الإضافية بين الغائية والنتيجة.














المزيد.....

الساعة الإضافية بين الغائية والنتيجة.


عبد الكريم لمباركي

الحوار المتمدن-العدد: 6057 - 2018 / 11 / 18 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا مراء أن ما يعيشه الوضع المغربي اليوم من صراعات إجتماعية ونفسية ,ما هو إلا نتيجة صراع طبقي بالأساس ,بين بورجوازية إقطاعية وشعب يحلم بعيش أفضل ,وفي ظل هذه الثنائية  الجدلية بين أمنيات طوباوية و واقع إقتصادي في يد أصحاب النفوذ ,يبقى الضحية الوحيد هو الفرد المغربي ,الذي لطالما تذوق طعم المعاناة والإهانات ,منذ نعومة أظافره,وما نشهده اليوم من( إحتجاجات ) أو بالأحرى من فوضويات داخل الشارع العام ,ما هو إلا تعبير عن السخط وعدم الرضى على الجو الروتيني الذي يعيش في كنفه كل فرد ,والسبب في هذا هو قلة المشارع الإقتصادية ,والتنموية والثقافية,وبهذا حاولوا الشباب ان يخلقوا لذواتهم أشياء تملأ وقت فراغهم ,وهذه الأشياء تكون أكثر إرتباط باليومي ,أي إعادة تكرير نفس الأفعال على مدار الاسبوع.وحينما خرجت الحكومة بهذا القرار ,وكأنها قامت بزعزعة نفسية كل فرد ,لأنها مست مشروعه الروتيني الذي أصبح يشعر بالإغتراب من دونه,وكأن شيء يمتلكه قد سلب منه ,لأن الوقت في أخر المطاف هو ملك للإنسان.ومن هنا تتبادر إلى ذهننا مجموعة من الأسئلة من قبيل ما هو الوقت ,وما علاقته بالمكان والإنسان؟ثم ما هي الأسباب التي جعلت التلاميذ يحتجون بهذه الطريقة العنيفة والعشوائة؟

أن الوقت هو تلك الفترة اللازمة لحركة الأجرام السماوية، والمكان هو الحيز الذي تكون فيه الأشياء,ومن هنا نجد بأن هناك علاقة ترابط وتكامل بين مفهوم الزمان والمكان في إرتبطهما بمفهوم الإنسان ,بحيث إذا تغير أحدهما بالضرورة يتغير الأخر ,وقد تبث علميا بأن هناك علاقة واضحة بين تغيرات طبيعة الإنسان ومواقع الأجرام السماوية وتأثيراتها (وخاصة القريبة منها)، وكذلك مع الأشعة والظواهر الكونية. وقد بيَّن التنجيم وجود إرتباط بين أوضاع الكواكب وطبيعة الوليد ومهنته في المستقبل. لذلك فإن دراسة أوضاع وحركة الأجرام السماوية في لحظة ولادة الإنسان تيتيح الوصول إلى نوع من التنبؤ حول مستقبل الوليد وخصائص طبعه وسلوكه الإجتماعي. فقوى الجاذبية للأجرام السماوية القريبة من الأرض والأشعة الكهرومغناطيسية وطاقة الرياح والانفجارات الشمسية لها تأثير كبير وواضح على الظروف الفيزيائية للأرض، وبالتالي على طبيعة الإنسان والحيوان وحتى النبات.ومن هنا نلاحظ بأن الساعة التي أضيفت هي نوع من تغير  الوجود ككل ,وكذا نمط تفكير كل فرد ، فالوقت إذن لا  يمكن أن يكون حيث لا توجد مخلوقات لقياس مروره,وحينما يتغير وكأنك غيرت وجود الإنسان ككل.

لقد تحول فعل الإحتجاج من ردة فعل إتجاه قرار عشوائي إتخدته الدولة,إلى فوضى وعدم المسؤولية حيال الفضاء العام ,والمدارس بالخصوص .والسؤال الذي يرهق التفكير هنا ,هو لما تخريب المدرسة بدل الدفاع عن الحق في إطار قانوني؟

إن الجواب على هذا الإشكال ,لا يخرج على نطاق مؤسستين في تقديري .الأولى تتمثل في الأسرة , والثانية تكتمل في الدولة ذاتها.
لأن الأسر المغربية تعيش أزمة على مستوى تربية أبنائها ,وهذا راجع بالأساس إلى الواقع الإجتماعي الذي ترعرع بداخله الأبوين .وهو واقع صراع   وجدلية لا على مستوى التفكير ,ولا على مستوى نمط التعايش,فالمرأة كانت محكومة بأوامر الأب ونهاياه ,وإن خالفتهم ستعاقب بأبشع الطرق ,وإن لم يعاقبها هو ستعاقب من طرف العقلية القضيبية السائدة في المجتمع.والرجل كذلك محكوم بسلطة رب الأسرة ,الذي يراه بمتابة طاغية يحد من رجولته وحريته.وبهذا فإن ما عاشه الوالدين من مشاكل نفسية يلقين لأبنائهم بطريقة لا شعورية.حيث نجد الأب دائما ما يحاول إخداع أبنائه ,وجعلهم يستسلمون لأوامره كما عاش هو.......ولأم كذلك لتخدعهم لأوامرها , تقوم بإخافتهم بأشياء لا منطقية ولا يمكن للعقل مواجهتها ,مثل (بوعوا ,بو خيشة,عيشة قنديشة ).وهذا لا لشيء سوى أن ينام ذلك الطفل ويردخ لأوامرها. ونفسية الطفل تتعدى فضاء الأسرة في معاناتها,فالدولة كذلك لها الدور الأوفر في شن هذه الفوضويات ,وذلك راجع إلى هدفها الذي لطلما تسعى إلى تحقيقه ,وهو الإطاحة بالتعليم العمومي وإعطاء فرصة لتعليم الخصوصي ,لأن السلطة الأولى للبلاد لا تزال متشبتة بمسار الفرنسيين في تعليمها ,وهذا راجع لفترة الإستعمار ,لكون المستعمر الفرنسي أنذااك كان يقوم بتدريس أبناء القياد والتابعين لهم في مدارس خصوصية ,من أجل السيطرة على الوطن والمواطنين العاديين .ومن هنا فإن الدولة تحاول بشتى الطرق ترويج فكرة الخوصصة في كل القطاعات ,لكي يصبح الشعب برمته تابعا لأوامر فرنسا والفرنسيين.
والساعة المضافة ما هي إلا وسيلة لتحقيق غاية كبرى وهي خوصصة التعليم ,لذا نجد بأنها تحاول فرضها بأي طريقة كانت ,حتى  وإن لجأت إلى ممارسة العنف المادي على التلاميذ.
ومن منظوري: إذ التلاميذ لم يحتجوا وجلسوا في منازلهم ,لما كان هنالك مشكل للدولة,بل بالعكس كانت ستحقق غايتها بدون عراقيل تعترض طريقها.

إذن ما نراه اليوم من إقتتال وعنف داخل الإحتجاجات ,ماهو إلا نتيجة تربية خرافية لا عقلية,تشبعوها من الأسرة .وكذا هو نتيجة السياسة اللاتربوية التي تحاول الدولة إحقاقاها ,بدون إكتراث لنتائج.وحينما يقوم الفرد بكسر وتخريب المدرسة ,فإنه يبحت عن تسلية الذات فقط ,والمحاولة للخروج ومن قوقعة المشاكل النفسية التي تعتريه.والإحتجاج هو فرصة لراحة وكذا الإبتعاد عن إلإلتزام في القسم والإمتثال للأستاذ.

خلاصة القول أننا لم نستقل بعد ,لا نزال مستعمرين في تعليمنا ,وما دام هذا الأخير هو الذي يحدد كيفية ونمط تفكير كل الشعوب ,وبإعتباره ألية للوعي بالحقوق والواجبات, فهو المستهدف بالدرجة الأولى من طرف الدولة.
سأختم بقول وهو أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي:
1/إهدم الأسرة
2/إهدم التعليم
3/إسقاط القدوات والمرجعيات



#عبد_الكريم_لمباركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشوراء, بين الطقوسي والخرافي والإحتفالي.


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم لمباركي - الساعة الإضافية بين الغائية والنتيجة.