أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - الرحيل الوشيك !















المزيد.....

الرحيل الوشيك !


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6043 - 2018 / 11 / 3 - 02:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القاهرة، الجمعة 2/11/2018م

الرحيل الوشيك لولى العهد السعودى محمد بن سليمان، لن يكون، ولا يمكن له ان يكون، فى عالم اليوم، من اجل تحقيق العدالة او القيم الانسانية، لا فى قضية اغتيال خاشقجى، ولا فى مذابح اليمن، ولا فى غيرهما من الجرائم التى ارتكبها النظام الاستبدادى السعودى على مدى تاريخه المظلم؛ الرحيل سيكون فقط، من اجل الانتقال من مرحلة تلقى حكام عالم اليوم للارباح، "رشاوى وعمولات"، من حكام المملكة، الى مرحلة الاستيلاء على المملكة ذاتها.

الصراع الذى يدور الان داخل بيت "الكفيل" الامريكى، حول رحيل او بقاء محمد بن سليمان ولياً للعهد، هو صراع فى جانب منه، صراع مصالح بين المصالح الخاصة لـ"جناح" ترامب وعائلة كوشنر، اللذان يمتلكان شركات خاصة عالمية كبرى، وحلفائهما من كبار رجال المال والاعمال، والمرتبطون بمصالح ضخمة ومتشعبة مع "سعودية سليمان وابنه"، وحليفتها الامارات العربية، من ناحية، وبين مصالح "جناح" اخر، من الشركات الامريكية العالمية الكبرى، والتى ترى فى مأزق سليمان وابنه فرصة لا يجب تفويتها، لتحقيق ربح نوعى اكبر، بقدوم بديل سيكون محمل بذاكرة آنية طازجة، عن ما حل بسليمان وابنه، وهو ما يجعله شديد الليونه والانصياع، مما يسمح بالانتقال من مرحلة تلقى الارباح، "رشاوى وعمولات"، من حكام المملكة، الى مرحلة الاستيلاء على المملكة ذاتها، بئر النفط العميق.

فى مقال للباحث المرموق يزيد الصايغ، بعنوان "الامير المحارب"(1) فى 29 اكتوبر الماضى، بـ"ديوان"، عن مركز كارنيجى للشرق الاوسط، حسم الباحث امر مستقبل الامير محمد بن سليمان بعد جريمة خاشقجى، بأنه "سيتجاوز محمد بن سلمان تداعيات مقتل خاشقجي، لأنه يُحكم قبضته على أجهزة الأمن السعودي."؛ وقد اعتمد الباحث فى هذا الاستنتاج المتعجل، على عنصر واحد من المعادلة، عنصر ميزان القوى الداخلى مهملاً العنصر الحاسم فى المعادلة، العنصر الخارجى، "الكفيل" الامريكى، الذى جاء بمحمد بن سليمان ولياً للعرش قبل الاوان، وهو الذى يستطيع ان يبدله دون تأثر يذكر للمصالح الامريكية فى المملكة. الم يقل لهم ترامب ان ملكهم لا يستطيع ان يطير بطائرته دون الحماية الامريكية، ولم يرده احدهم بكلمه.

كما ان بن سليمان كان يمكن له ان يتجاوز اذا كانت قضية قاشقجى مجرد جريمة قتل، فالحكام دائماً يمكنهم الامر بالقتل، الا ان الحال هنا ليس كذلك، فشخصية القتيل، ودهاء الامبراطور العثمانى المتوارث، وقبلهما اسباب القتل "السياسية"، جميعها جعلتها جريمة اغتيال سياسية وليست جريمة قتل، والفرق نوعى، حيث تمثل العقوبة الجنائية، "اقصى عقوبة"، فى جريمة القتل، اما فى جرائم الاغتيال السياسى، فان التداعيات السياسية/الاقتصادية هى بمثابة "اقصى عقوبة"، اى العقوبة الرئيسية، وتصبح العقوبة الجنائية مجرد عقوبة ثانوية، غالباً ما يتحملها بعض الاعوان، وهى عقوبة تكاد لا تذكر تاريخياً.)
فبعكس ما يرى الصايغ، جريمة خاشقجى جريمة اغتيال سياسى، وليست جريمة قتل، والنتائج والتداعيات لابد وان تكون سياسية، وبالتأكيد نوعية.

ويواصل الصايغ، "تتواصل التكهنات بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد يُطاح به، أو قد يتم تحجيمه إلى حد كبير نتيجةً لمقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول .. إلا أنه من المستبعد جداً أن تسلك الأمور هذا المنحى، على الرغم من مطالبة بعض الحكومات الغربية بإجراء تحقيقٍ مناسب، ومن القرار الذي اتخذه مسؤولون ماليون كبار في العالم وبعض الشركات العالمية بالعدول عن المشاركة في مؤتمر الاستثمار الدولي الذي عُقِد في الرياض. إنه موقف قوي غير مسبوق، لكن حتى لو أسفر ذلك عن فرض عقوبات أكثر تشدّداً في حال ثبتت مسؤولية الأمير محمد عن الجريمة، فهو لن يحافظ على بقائه وحسب، إنما سيستغل أيضاً ردود الفعل الشاجبة ليرسّخ مكانته باطراد على المستوى الداخلي.".

ان قرار "المسؤولون الماليون الكبار والشركات العالمية"، المتعددة الجنسيات، هو قرار كاشف عن موقف حكام العالم الحقيقيون، من مستقبل محمد بن سليمان، وما قرار "بعض الحكومات الغربية"، الذى هو فى نفس السياق، بمثابة قرار لبعض الادارات التابعة للماليون الكبار والشركات العالمية الحاكمة.

ويضيف الصايغ، "عندما يتعرّض الحكّام السلطويون إلى الضغوط، لايتخلّون عن السلطة، بل يُمعِنون أكثر في فرضها، أياً يكن الثمن، ومحمد بن سلمان هو من أكثر المرشّحين للتصرف على هذا النحو."
هذا صحيح، ولكن هذا لا ينفى ان امكانية الاجبار متوفرة دائماً، كما حدث فى حالات كثيره فى الشرق الاوسط، وفى اجزاء اخرى من العالم، ومثلاً، كما حدث مع الرئيس مبارك فى 2011، وفقاً للتعبير الشهير للرئيس الامريكى السابق اوباما: " Now means now,)".

ويستطرد الصايغ، " لقد أثار ترسيخ الأمير محمد لسلطته منذ تعيينه ولياً للعهد في حزيران/يونيو 2017، انتقادات متكررة. بيد أن معظم التكهّنات عن مصيره تغفل عن الإشارة إلى أنه عمدَ، في إطار دوره الموازي كوزير للدفاع، إلى تشديد قبضته على الأجهزة العسكرية والأمنية في السعودية،".
ولكن، الم تكن ادارة الرئيس الامريكى ترامب هى التى جهزت الامير وعملت على تعينه بدلاً من الامير محمد بن نايف، ولياً للعهد، واطلقت عليه "our boy".



ماكرون يقرر وقف تصدير صفقة "شيكولاته" للسعودية !

الرئيس الفرنسى ماكرون لا يعرف الفرق بين تجارة السيارات وتجارة الاسلحة، كله عند ماكرون تجارة، قال ماكرون "وبراءة الاطفال فى عينيه"، ان الدعوة الى وقف صفقات امداد السعودية بالسلاح هى دعوى غوغائية!، وتساءل فى ثقة يحسد عليها، "ما علاقة مقتل خاشقجى بوقف امداد السعودية بالسلاح"، واضاف بذكاء متقد، "اذا كنا سنطالب بوقف تصدير السلاح للسعوديه، علينا ايضاً ان نوقف تصدير السيارات للسعوديه"، - فى اشارة غامزة لصادرات المانيا من السيارات، بعد ان احرجتهم ميركل بوقف صفقة سلاح المانية للسعودية بنصف مليار يورو -، وربما يتجرأ "الطفل المعجزة"، فى نوبة شجاعة طارئة، ويقرر وقف تصدير صفقة "شيكولاته" للسعوديه.

لقد شهدت ميزانية الدفاع في المملكة العربية السعودية توسعًا بمعدل حوالي 14 في المائة سنويًا خلال العقد الماضي – اى ما قبل الربيع العربى -، وتسارع هذا التوسع ليصل إلى حوالي 19 في المائة سنويا منذ عام 2011.. ويتوقع - بحسب قسم الفضاء والدفاع والأمن بشركة آي إتش إس - أن يرتفع الإنفاق السعودي المخصص للدفاع إلى حوالي 60 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2020، الأمر الذي يجعلها حينئذ خامس أكبر منفق على الدفاع في العالم.

لقد انفقت المملكة العربية السعودية عام 2014، ما قيمته 80,8 بليون دولار (البليون هو رقم إلى يمينه تسعة أصفار. أى الف مليون)، على الانفاق العسكرى!، - تستند المعلومات على الإصدار الأول لعام 2015 من "التوازن العسكري"(لعام 2014) الصادرة عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) http://www.iiss.org -/ - .
كما انفقت الامارات العربية المتحدة عام 2014، ما قيمته 22,8 بليون دولار، على الانفاق العسكرى!، - تستند المعلومات على صفحة الحقائق لعام 2015 والصادرة من معهد أبحاث السلام الدولي في ستوكهولم (سيبري) - http://www.sipri.org/ - .

ويعتبر الإنفاق الخليجي العسكري على صفقات السلاح هو الأعلى في العالم، وهو ما يوصف بصفقات السلاح "الغبية" كونها تعمل على تكديس للسلاح دون استخدامه، ولكنه الابتزاز المستمر من جانب دول تصدير السلاح واستخدام فزاعة "الخطر الايرانى الشيعى" على دول الخليج، لتستفيد منه دول الغرب حتى تظل الدول الخليجية متحفزه لأي عدوان محتمل - ما يدفعها لاستمرار شراء صفقات السلاح أو بقاء الوجود الأجنبي في المنطقة، وهو وجود مكلف.(2)



ليس هناك من هدف للدعوة الان لوقف الحرب على اليمن، سوى انقاذ النظام السعودى المفضوح عالمياً، فالأجراء يعرف من توقيته !

فى بشاعة ممارسة سياسة المصالح، ليس هناك فرق بين امرأة ورجل، فكما ليس هناك اقبح ولا احقر من تصريح رئيسة الجيوش الفرنسية، "الان يجب وقف الحرب فى اليمن"، الا نفس التصريح لوزير الدفاع الامريكى. الان يجب وقف الحرب، يعنى ان وقف الحرب كما استمرارها، هو رهن بقرار يمكنهم اتخاذه، الان او بالامس او الغد. ان مأساة شعب اليمن المستمرة منذ ثلاث سنوات، يمكن ايقافها الان، انه فضح لكل بجاحة اصحاب دعاوى الديمقراطية وحقوق الانسان فى عالم اليوم.

ان الذين تركوا بلد وشعب بأكمله على مدى ثلاث سنوات، لوحشية نظام يجلس على اكبر بئر بترول فى العالم، السعودية، ومنافسه فى الوحشية، الصاعد بقوة، الامارات. وهكذا فجأة، وبعد مرور ثلاث سنوات مريرة على اليمن الذبيح، وبعد الفضيحة العالمية لحكام السعوديه بالجريمة البربرية باغتيال خاشقجى والتمثيل الحيوانى بجسده، خرج كورس المصالحً المدعى، فى نفس واحد: "يجب وقف قتل اليمنيين الان". ليس هناك من سقف لحقارة مدعى الديمقراطية وحقوق الانسان فى الحضارة المدنية الحديثة لعالم اليوم.


سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam


المصادر:
(1) "الامير المحارب"، يزيد صايغ.
https://carnegie-mec.org/diwan/77592
(2) "تكلفة الحرية" اقل من "تكلفة الاستبداد": .. وماذا عن تقرير "تكلفة الاستبداد العربى" ؟!، سعيد علام.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=498714



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشروع فى تحقيق الارباح، قبل ان تجف دماء خاشقجى ! هدية الامي ...
- قضية خاشجقى كفرصة ! وتسويق المحللين الاستراتيجيين للتناقض ال ...
- بريطانيا تنقذ -رقبة- السعودية ؟!
- ترمب ليس مجنوناً ؟ مرحلة ما بعد العولمة.
- هل نجرؤ على الانتصار؟!:* كل الاعلام لل-يمين-، ويسار بلا اعلا ...
- الشيخان، وهدم القوة الناعمة للدولة المصرية ! من الشيخ صالح ك ...
- جريمة -المتحرش- يسرى فودة: جلس قريباً جداً منى ؟! توظيف جيل ...
- بعكس ما يرى -نافعة-: النهايات حتماً، منسجمة مع المقدمات !
- من -فوبيا- السيسى الى -لوم- الاسوانى، يا شعبى لا تحزن !
- للأفكار عواقب: من وهم الشرعية، الى وهم الاعتصام المعزول!
- الواقع الاكثرخزياً فى -صفقة القرن-!*
- لصوص افريقيا الجبناء، يتأوهون مما يسمونه -هجرة غير شرعية- !
- وهل ستترك -تونس الثورة-، تذبح وحيدة ؟!
- وبدأت مرحلة الجهاد الاعظم للنظام المصرى ؟!
- تدليس النخبة المصرية، حول توظيف السلطة للدين ! الكاتب والاعل ...
- فى مصر ايضاً، -الميراث الثقيل- كذريعة !*
- اجابة لسؤال الساعة: لماذا لا يتحرك الشعب المصرى ؟!*
- صندوق النقد ليس قدراً، الا من حاكم وطنى ؟!*
- العين -المغمضة- لمراكز الابحاث الغربية ؟! مركز كارنيجى للسلا ...
- ابتلاع المواطن عارياً !*


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - الرحيل الوشيك !